المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثالثة عشرة. طريقة القرآن في الحجاج والمجادلة مع اهل الاديان الباطلة. قد امر الله تعالى بالمجادلة التي بالتي هي احسن ومن تأمل الطرق التي نصب الله المحاجة بها مع المبطلين على ايدي رسل على ايدي رسله رآها من اوضح الحجج واقواها واقومها وادلها على احقاق الحق وازهاق الباطل على وجه لا تشويش فيه ولا ازعاج فتأمل محاجة الرسل مع اممهم وكيف دعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له. من جهة انه المتفرد بالربوبية والمتوحد بالنعم وهو الذي اعطاهم العافية والاسماع والابصار والعقول والارزاق وسائر اصناف النعم. كما انه المنفرد بدفع النقم وان احدا من الخلق ليس يقدر على رفع ولا ضر ولا نفع فانه بمجرد معرفة العبد ذلك واعترافه به لابد ان ينقاد للدين الحق الذي به تتم النعمة وهو الطريق الوحيد شكرها وكثيرا ما يحتج على المشركين في شركهم وعبادتهم لالهتهم من دون ربهم بالزامهم. باعترافهم برغوبيته وانه الخالق لكل شيء والرزاق لكل شيء فيتعين ان يكون هو المعبود وحده. فانظر الى هذا البرهان وكيف ينتقل الذهن منه باول وهلة الى وجوبه ابادة من هذا شأنه. ذلك ان اثار ربوبيته تنادي بوجوب الاخلاص له. ويجادل المبطلين ايضا بذكر عيب الهتهم وانها ناقصة من كل وجه لا تغني عن نفسها فضلا عن عابدها بشيء. ويقيم الادلة على اهل الكتاب بان لهم سوابق آآ سوابق المخالفات لرسلهم ما لا يستغرب منه مخالفتهم لرسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم. الذي جاء مصدقا لما سبقه من الرسالات التي مقصدها جميعا واحد. وهو فك اغلال التقليد عن قلوب بني ادم لينتفعوا بسمعهم وابصارهم وافئدتهم. في التفكر في اية ربهم فيعرف بذلك انه الاله الحق وان كل ما اتخذه الناس بوحي شياطين الانس والجن من الهة فلا يخرج شيء منها عن ان يكون اثر من اثار هذه الايات. وانها لذلك لا تليق باي وجه لمشاركة ربها وخالقها في الالهية. ولا ينبغي ان تعطي ان تعطى الا حقها في المخلوقية والعبودية. وان الخالق الذي ليس كمثله شيء هو المستحق لكل انواع العبادة. والا يعبد الا بما احب وشر وينقض على رؤساء المشركين ودعاة الباطل دعاويهم الباطلة وتزكيتهم لانفسهم بالزور. ببيان ما يضاد ذلك من احوالهم واوصافهم ويجادلهم بتوضيح الحق وبيان براهينه. وان صدقه وحقيقته تدفع بمجردها جميع الشبه العارضة لها فماذا بعد الحق الا الضلال فانا تصرفون؟ وهذا الاصل في القرآن كثير. فانه يفيد في الدعوة للحق ورد كل باطل ينافيه. ويجادلهم بوجوب تنزيل في الامور منازلها. وانه لا يليق ان يجعل للمخلوق العبد الفقير العاجز من كل وجه شيئا من حقوق الرب الخالق الغني الكامل من جميع الوجوه ويتحداهم ان يأتوا بكتاب او شريعة اهدى واحسن من هذا الكتاب. ومن هذه الشريعة. وان يعارضوا القرآن فيأتوا بمثله ان كانوا صادقين. ويأمر نبيه بمباهدة من ظهر مكابرته وعناده فينكصون عنها فينكسون عنها لعلمهم انه رسول الله الصادق الذي لا ينطق عن الهوى وانهم لو باهلوه له وفي الجملة لا تجد طريقا نافعا فيه احقاق الحق وابطال الباطل الا وقد رسمه القرآن من اكمل الوجوه