الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنبدأ درسنا في كتاب بهجة قلوب الابرار وقرة عيون الاخيار في شرح جوامع الاخبار وكنا قد وقفنا الحديث الخامس والثلاثين فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. اللهم انا قال الامام المشرك رحمه الله تعالى الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن ادم مضاعف بعشر قال الله تعالى وفرحة عند ربه صوم سنة اربعين سنة هذا الحديث من جوامع اخبار النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين. الوجه الاول ان فيه بيان عظم ثواب المتاجرة مع الله عز وجل والوجه الثاني ان الانسان في حال العبادة ربما يعتريه بعض ما يشوب عليه فعليه بالصبر ومن ذلك ما قد يرد على الصائم. فهو حديث عظيم نعم. قال ثم الصيام وخصوصا. وذكر فضله وخبراته وثوابه العادل والناجل. والمقصود به كلها استوى عليها هذا الحديث. فبين هذا الوصف المسامح عند جميع الاعمال الصالحة سواء وهذا من اعظم ما يدل على فضل الله. وانسانه ومغفرة الله تعالى بالنسبة لكل عمل ابن ادم يضاعف المقصود هنا بالعمل العمل الموصوف بالحسنة كما جاء بيانه بعد الحسنة بعشر امثالها ذلك لان السيئات لا تضاعف. وهذا من رحمة الله عز وجل بعباده ان ضاعف لهم حسناتهم ولم يضاعف عليهم سيئاتهم فالله سبحانه وتعالى اخبر في هذا الحديث القدسي كل عمل ابن ادم يضاعف. اي من الاعمال الصالحة من الاعمال الحسنة واما السيئة فلا تكون الا مثلها ولهذا اتفق العلماء على ان السيئة في الاوقات الفاضلة والاماكن الفاضلة عظيمة لكنها لا تضاعف على الصحيح من اقوال اهل العلم. واما الحسنات فانها تضاعف الى عشر امثالها تلقائيا الى سبعمائة ضعف الى اضعاف لا يعلمها الا الله بحسب الاحوال المحيطة وبحسب حال الفاعل وبحسب الزمان والمكان. نعم. قال رحمه الله منها قوة ايمان منها ان يكون الجهاد صلى الله عليه وسلم ينبغي التي سقت الفجر فشكر الله لها ووفر لها مصر او يشاركه في انسان حقيقة ان زيادة الحسنات راجعة الى عدة امور الامر الاول هو ما ذكره المصنف رحمه الله وهو المضاعفة بناء على اخلاص المضاعفة على قدر الاخلاص والسبب الثاني المظاعفة بسبب الاثر مضاعفة بسبب الاثر والوقع الذي كان العمل قد وقع موقعه ومن هنا ندرك ان نمد اه الصحابة رضوان الله عليهم يساوي جبل احد من غيرهم. للموقع العظيم الذي سده طاقاتهم وجهادهم والسبب الثالث متعلق بالزمان فان العبادة في الازمنة الفاضلة كجوف الليل مثلا والدعاء بين الاذان والاقامة مثلا والدعاء في السجود مثلا والصوم في الايام الفاضلة مثلا اذا هذه عبادات ضوعفت لاجل الاوقات الفاضلة الرابع المضاعفة بسبب الاماكن الفاضلة بقول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في المسجد الاقصى الاقصى بخمس مئة صلاة. او مئتين وخمسين صلاة كما في الرواية الاخرى. وصلاة الرجل في بيته وصلاة الرجل في الجماعة افضل من صلاته في بيته او سوقه بخمس وعشرين درجة اذا هذا بسبب المكان المسجد وصلاة في مسجدي هذا افضل بالف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام صلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة. اذا هذه مضاعفات بسبب الاماكن الفاضلة الامر الخامس والاخير ان المضاعفة راجعة الى شيء مهم جدا وهو ما نسميه نحن الاتقان والمتابعة. فبقدر المتابعة تكون المضاعفة وكلما قلت متابعة قلت المضاعفة فانسان يحافظ على السنن في الصلوات ليس كمن لا يحافظ على السنن. وهكذا نعم قال بمهر الذي يشترك فيه الاعمال. وهذا شرك لا يمكن التعبير عنه. ويجازيهم بما لا عين رأت ولا ركن سميئة ولا وفي نفسي ان مضاعفة الصوم في هذا الحديث معلل قال الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. فلا احد يعلم كم مضاعفة اجر الصيام وهذا فيه دلالة على ان بعض الاعمال لا يعلم احد مضاعفتها الا الله مثل قوله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فاجر الصابر غير معدود. لانه اذا كان معدودا لا يصح ولا ينطبق عليه كلمة بغير حساب فكذلك الصوم بغير حساب. او لا يعلم حصره وعده الا الله عز وجل وهذا فيه دلالة على ان المفاضلة في الاعمال وكون هذا العمل افضل من هذا العمل هذا ليس بقياس العقول وانما هو وفق المنقور الذي جاء عن الله وعن الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله وان هذه الامور عليها محبة ربه لا يتطلع عليه الا الله. فطلبوا مقدما على تفسير الاغراض النفسية. ولهذا فسر الله لنفسه فما ظنك بأجري وتفاني؟ كفى بي ابراهيم الرحمن الكريم. المنى الذي وخص اوليائكم وقدر لهم بها الاسماء الاطراف التي جاءت بها التي ينامون بها ما عندهم نورا لا ولا تدور في الخيال. فما ظنك ان يجعل الله بهؤلاء الصائمين المخلصين. وهنا يهتف القلم ويزيح الرجل الصادم فرحا وطربا اختصه الله لنفسه وجعل جزاءه من فضله واحسانه السر وذلك فضل الله وفيه من يشاء والله ذو فضل عظيم. في هذا الحديث اه كما قال الشيخ تنبيه على حكمة هذا التخصيص وان الصائم ترك محبوبات النفس ومن هنا نفهم معنى قوله عز وجل لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فالعمل الذي يعمله الانسان وهو يحب عكس هذا مضاعف بخلاف العمل الذي يعمله الانسان وهو لا يبالي به ومن هنا ندرك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم سبق درهم مئة الف درهم شلون درهم واحد يسبق مئة الف درهم لان هذا الرجل الذي انفق الدرهم هو كل ما يملكه فهو احب شيء اليه واما الذي انفق مئة الف درهم فانما انفقه من عرض ما له ولا يدري عنه اصلا ففرق بين الامرين لذلك كلما عمل الانسان من الطاعات ما هو خلاف محبوباته النفسية ما هو عكس محبوباته البشرية كلما كان اعظم وقعا تحب الانتقام فتعفو. تحب العلو فتنخفض تذل المؤمنين. تحب التكبر فتترفع عن هذه الصفة وتطرح ترحم الناس وهكذا. نعم قال رحمه الله الحديث على ان الصيام كامل هو الذي يقدر العبد فيه شيء من المفطرات الحسية طعام والمنغصات العملية. فلا ولا يعمل عملا محرما ولا جميع المعاصي وجميع المخاصمات والمنازعات ولهذا الله ولا يصبغ بالكلام المنبه للفتن والمخاصمات كما قال من لم يدع والعمل به. فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. قوله فلا يرفث او فلا يرفث اي لا يتكلم بكلام قبيح هذا هو احد معاني الرفث ومن معاني الرفث ايضا الجماع ودواعيه فالصائم ممنوع من الجماع فلا يرفث وممنوع من الاخلاق الردية فلا يصخب ومن هنا ندرك ان المقصود الاعظم من الصيام هو تزكية النفس من الاخلاق الرديئة النفسية ومن الاخلاق الردية التي تكون محاطة ان بالعبد نعم فمن خفف الامرين شرك المخدرات وترك المنهيات. ولم يفعل ذلك لا بأس بالنسبة للصائمين فانهم يتفاوتون في تحصيل درجات وان كنا لا نعلم اجر الصائمين كما ان المصلين لا نعلم كم اجر الصلوات على التحديد لكنهم يتفاوتون فرب رجل يقوم الى صلاته ليس له من صلاته الا عشرها او تسعها او ثمنها او سبعها او او سدسها او خمسها وهذا هو النص النصف لذلك العامة عندنا بالكويت شيقولون؟ راعيين نصيفه سالم ما دام حصل النصف زيد بعد يعني نعم ثم ارسل الصائم اذا عرض له احد يريد ان يقول له لساني اني صائم فائدة ذلك ان يريدك انه يقول اعلموا انه ليس بي عجز عن مقابلتك على ما مسؤول. ولكني صاحب وامر الله ورسوله. واعلم ان الصيام يدعوني الى يدعوني الى فما عملتم خير واعلى مما عملته معي ايها المخاصم. هكذا كل عبادات من اعظم مقاصد العبادات تزكية النفس. وتربيتها الصلاة الصلاة قال الله عنها ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الزكاة قال الله جل وعلا قول معروف خير من صدقة يتبعها اذى الصيام قال النبي صلى الله عليه وسلم فلا يرفث ولا يسخط فانسبه احد او شاتمه فليقل اني صائم. الحج قال الله عز وجل فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. نعم قال رحمه الله وفيه عناية الاعمال فيها من صيام عمره. ومضاعفة وتكوينه والبعد عن جميع التذكريات وقوله اي من غاية يبتغي بها العبد ذنوبا في الدنيا ويتبرر به على الخير الصوم جنة الصوم مبتدأ وجنة خبر. والخبر جاء نكرة والقاعدة في الاستدلال ان النكرة تعم. فلما قال الصوم جنة قال وقاية وقاية من ماذا؟ يبقى على الاطلاق. وقاية من الامراض يصح وقاية من الذنوب يصح وقاية من الاخلاق الرذيلة يصح الصوم جنة يقي صاحبه العذاب يصح الصوم جنة يقي الانسان من النفاق يصح لماذا قلنا يصح؟ لان كلمة جن نكرة. فافرادها كثيرة. نعم من فوائد الصيام. وذلك لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وكون الصوم سنة من اصول التقوى. هو مجموع الفتن فصلت في حكمة الصيام فانه يمنع من المحرمات او يخففها ويحث على من الطاعات قوله صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان فرحة عند الفطر وفرحة عند لقاء ربه هذان جوابا عاجل. فالعاجل مساهمة على افضل الصلاة وذلك بالشهوات التي منع بها في النهار. والآخر فرحة عند لقاء ربه وكرامته وهذا الكرم نموذج ذلك الفرح المؤجل. وان الله سيجمعها للصائم فانها فهي من باب التجسيد على الخير. كما ان الصائم اذا افطر فرح بفطره ذلك المسلم اذا لقي ربه فرح بطاعته. وهذا نموذج من النماذج الشرعية في الدلالة على ان امتثال امر الله فيه فرح عاجل واجل كم يسعد الانسان حينما يدخل السرور على الغير لا سيما المؤمنون كم يجد الانسان نشوة اذا احس بالانس بالله عز وجل كم يجد الانسان حلاوة اذا تأمل في الاء الله ونعمه سبحانه وتعالى نعم قال عند قلوبهم من الطعام وتصاعد الابخرة. فلا شك الغير الصالح انه اطيب عند الله من ريح المسك. فانه عن عبادته. والتقرب اليه. كل ما وكله فانه متمسك عن عبادته. والتقرب اليه كل ما تأثر عن العبادات من المشقات والكريهات محبوب لله ومحبوب الله عند المؤمنين مقدم على كل شيء. هنا قال ولا خلوف عندنا بضم وهذا خطأ الصواب بفتح الخاء ولخلوف. الخلوف بفتح الخاء هو رائحة فم الصائم. اما الخلوف بضم الخاء فهو جمع خلف. خلف وخلوف والخلوف عكس السلف وفرق بين الامرين واللام ولخلوف لام اللام الموطئ للقسم. بمعنى والله خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك وسميت هذه الرائحة خلوفا لانها تخلف المعدة الخاوية. وهذا وجه المناسبة وهنا قال الشيخ فان فانه اطيب عند الله من ريح المسك مثل دم المجاهد في سبيل الله يأتي يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك ثم قال فانه متأثر عن عبادته هذا خطأ مطبعي الصواب فانه اثر عن عبادته فانه اثر عن عبادة الله عز وجل والتقرب اليه وكل ما تأثر عن العبادات من المشقات والكريهات فهو محبوب لله عز وجل وكل اثر عن العبادات. اثار العبادات محبوبة عند الله عز وجل مسلا مواضع السجود هذه محبوبة لله المساجد لله الماء الذي يتوظأ به الانسان هذا اثر العبادة الوظائف الوجه اثر العبادة وهكذا آآ لعلنا نكتفي بهذا القدر نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك ونتوب اليك