بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ما زلنا في المقارنة بين الصحيحين وان الامام مسلم في صحيحه يسوق الحديث في موطن واحد ويجمع الطرق اما البخاري كي يفرقوا فيفرقه ليأتي بفوائد حديثية وفوائد فقهية في حين يسوق الامام مسلم الحديث في موضع واحد باكرا جميع الفاظه واسانيده قال الحافظ المجزي رحمه الله لو قيل ان مسلما كان يعتمد على كتابه وعلى ضبطه وان البخاري كان يعتمد على الضبط كان او لا وكذلك كان البخاري يختصر الاحاديث هذا طبعا ضمن الامور هي تتعلق الحديثين ويروي الحديث احيانا بالمعنى بخلاف مسلم فانه يسوق الحديث بالفاظه لان مسلما كتب الصحيح في بلده وبحضرته كتبه اما البخاري فقد نص على انه ربما سمع الحديث بالشام فكتبه بمصر او سمعه بالبصرة فكتبه بخراسان هذا من جانب واهم من ذلك ان البخاري رحمه الله كان مقصده استنباط الفقه من الاحاديث وذلك لحاجته لذكر الحديث في اكثر من موضع حسب الباب المترجم له كما فعل في حديث بريرة مثلا فقد اورده في اكثر من عشرين موضعا. لماذا؟ لحاجته الى ذكره في مواضع التي اوردها فيه ولذا قال الحافظ ابن حجر ان البخاري استنبط فقه كتابه من احاديثه فاحتاج ان يقطع المتن الواحد اذا اشتمل على عدة احكام ليورد كل قطعة منه في الباب الذي يستدل به على ذلك الحكم الذي استنبط منه لانه لو ساقه في المواظع كلها برمته لقال الكتاب هكذا بين الحافظ ابن حجر صنيع البخاري وهذه الامور التي ذكرتها جميع ما تقدم من غبى ومزية رفعت من شأنه على سائر نظائره من الكتب المصنفة فجعلت حاجة الفقيه اليه اشد من حاجة صاحب الحديث لماذا لمن ماذ به من دقة عبارته وحسن اختياره لتراجم الابواب وكذا المعتني لامور العقيدة يجده محشودا بالادلة القرآنية والنبوية والنقولات عن السلف اما المفسر فلا غنى للمفسر عنه ولو سردنا جميع مزاياه وشموله وفضائله لطال من المقام وكأني بالبخاري رحمه الله ورحم الله جميع المسلمين لسان حاله يقول هذا الدين فخذوه غضا طريا بادلته بادق عبارة واحسن اسلوب ثالثا فيما يتعلق بالمقارنة ويظهر من خلال المقارنة الترجيح ثالثا من حيث العدد اقتلها في عدة ما في الصحيحين الاحاديث اختلافا ليس باليسر نتيجة لاسباب ربما نسوقها ابن الصلاح علينا وعليه رحمة الله قال كتاب البخاري ذكر انه اربعة الاف حديث باسقاط المكررات وهو بالمكررة سبعة الاف ومئتين وخمسة وسبعون حديثا هكذا قال ابن الصلاح وذكر ان عدة ما في صحيح مسلم اربعة الاف من حنيف من حيث الاصول دون المكررات هكذا قال اما افظل من صبر احاديث صحيح البخاري وميز مرفوعها من موقوفها ومسندها من معلقها فهو الحافظ ابن يلا اذ كان له قول اخر حيث قال جميع احاديثه بالمكررة والمعلقات والمتابعات على ما حررته واتقنته سبعة الاف وثلاث مئة وسبعة وتسعون حديثا. وقال ايضا جملة ما في كتاب من التعاليق الف وثلاث مئة واحدى واربعون حديثا فجميع ما في الكتاب على هذا بالمكرر تسعة الاف واثنان وثمانون حديثا وهذه العدة خارج عن الموقوفات عن عن الصحابة والمقطوعات عن التابعين فمن بعدهم وقال ايضا جميع ما في صحيح البخاري من المتون الموصولة بلا تكرير على التحرير الفاحلي وست مئة حديث وحديثان ومن المتون المعلقة المرفوعة التي لم يوصلها في موضع اخر من الجامع المشهور مئة وتسعة وخمسون حديثا فجميع ذلك الفاحلي فسبع مئة واحد وستون حديثا اما عن صحيح مسلم فنقل عن احمد بن سلمان ان عدته بالمكرر اثنى عشر الف حديث وهنا قد خدمت هذه الكتب وجاءت الطبعات المرقمة. فاقول الذي بين ايدينا من صحيح البخاري على ترقيم الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي سبعة الاف وخمس مئة وثلاثة وستين حديثا بالمكرر اما عن صحيح مسلم فالذي بين ايدينا من ترقيم الشيخ محمد ايضا ثلاث الاف وثلاثة وثلاثين. حديثا من غير المكرر وهو مخالف لما تقدم نقله عن بعض العلماء كما نقلت بن صلاح انه اربعة الاف حديث من غير المكرر وهو بالمكرر من غير ما اول اسناده مسلم بلغ قرابة عدة احاديث البخاري اما عند حساب الطرق جميعها مع ما حول اثنان فربما بلغ عددا اكبر من هذه بسبب التحويل اما عن سبب هذا الاختلاف العدد فيقول الحافظ ابن حجر وبين هذا العدد الذي حررته هو العدد الذي ذكره ابن الصلاح وغيره تفاوت كثير هكذا قال وما عرفتم اين اتى الوهم في ذلك. ثم تأولته على انه يحتمل ان يكون العاد الاول الذي قلدوه في ذلك كان اذا رأى الحديث مطولا في مبلغ مختصرا في موضع اخر يظن ان المختصر غير المطول اما لبعد العهد به او لقلة المعرفة بالصناعة ففي الكتاب من هذا النمط شيء كثير وحينئذ يتبين السبب في تفاوت ما بين العددين والله الموفق اما الامر الرابع فيما يتعلق بالمقارنة رابعا من حيث منزلة المؤلفين البخاري ومسلم اما من هذه الحيثية فلا يحتاجه اثنان من اهل العلم ان البخاري رحمه الله اعلى منزلة من مسلم واجل واعلم بصناعة الحديث والبخاري اكثر معرفة بالفقه ويكفي في ذلك ان مسلما خريج البخاري وتلميذه فمنه نهل العلم وعنه يقول دعني حتى اقبل رجليك يا استاذي الاستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علمه لذا قالت دار قطني لولا البخاري ما ذهب مسلم ولا جاء وقال الخطيب انما قفا مسلم طريق البخاري ونظر في علمه وحذا حذوه ولما ورد البخاري ايثابور في اخر امره لازمه مسلم وادام الاختلاف اليه الذهاب اليه وقال النووي ومن اخص ما يرجح ومن اخص ما يرجح به اي صحيح البخاري اتفاق العلماء على ان البخاري اجل من مسلم. واصدق بمعرفة الحديث ودقائقه ايه وقد انتخب علمه ولخص مرتباه في هذا الكتاب وقال الحافظ ابن حجر نقل كلام الائمة في تفضيل كتاب البخاري يكثر ويكفي من ذلك اتفاقهم على انه كان اعلم بالفن من مسلم. وان مسلما كان كان يتعلم منه ويشهد له بالتقدم والتفرد بمعرفته بمعرفته في ذلك في عصره اذا هذه بعض الاوجه وستأتينا باذن الله تعالى في الايام اللاحقة بعض الترجيحات حتى يكون طالب الحديث على بصيرة في هذين المصنفين النفيسين اللذين لا يستغني طالب العلم عنهما ابدا هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله