يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة. فصل قضايا كلية ثم قال المصنف رحمه الله ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة اي باليد ثم باللسان ثم بالقلب. تبعا للقدرة والمصلحة. ويسلكون اقرب طريق يحصل به المقصود بالرفق والسهول هنا متقربين بنصيحة الخلق الى الله قاصدين نفع الخلق وايصالهم الى كل خير وكفهم عن كل شر. ساعين ففي ذلك حسب وسعهم قال المصنف رحمه الله ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا او فجارا وذلك لان غرضهم الوحيد تحصيل المصالح وتكملتها وتعطيل المفاسد وتقليلها فلا يمتنعون من اعانة الظالم على الخير وترضي به فيه قولا وفعلا. فيشاركون الولاة الظلمة في الخير ويفارقونهم في الشر ويحرصون على الاتفاق وينهون عن الافتراق. قال رحمه الله ويحافظون على الجماعات ويدينون بالنصيحة للامة يعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء. والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك. ويأمرون ببر والدين وصلة الارحام وحسن الجوار. والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل. والرفق بالمملوك. وينهون عن الفخر خيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفاسفها. وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة. وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمد محمدا صلى الله عليه وسلم لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صار المتمسكون الاسلام المحض الخالص عن الشوب هم اهل السنة والجماعة. وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون. ومنهم اعلام الهدى قبيح الدجى واولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الابدال وفيهم ائمة الدين الذين اجمع المسلمون على هدايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة. لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة. فنسأل الله ان يجعلنا منهم والا صيغ قلوبنا بعد اذ هدانا. ويهب لنا من لدنه رحمة. انه هو الوهاب وهذا كلام جامع واضح نادر جمعه في موضع واحد. لا يحتاج الى شرح ولا الى مزيد من الايضاح. والحمد لله لله رب العالمين. وصلى الله على محمد واله وسلم. وقال ذلك وكتبه معلقه عبدالرحمن بن ناصر ابن سعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين وتم الفراغ منه في الثامن من جمادى الاولى عام تسع وستين وثلاثمائة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم