بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم الدرس الرابع عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد واله وصحبه ومن تبعهم باحسان وبعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل الحديث معكم في موضوع الاحاديث القدسية ونورد في حلقتنا هذه حديثا من اجلها واعظمها وهو الحديث الذي رواه ابن حبان والحاكم وصححه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال موسى يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال الله تعالى قل يا موسى لا اله الا الله قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبعة في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله هذا حديث عظيم تبين ما لهذه الكلمة العظيمة من منزلة عند الله وما فيها من فضل وانها الكلمة التي اختارها الله لكليمه موسى عليه عليه الصلاة والسلام وعلمه اياها ليذكره ويدعوه بها فدل على انها اعظم كلمة وانها افضل الذكر لانها كلمة الاخلاص وعنوان الاسلام ومفتاح دار السلام وهي تتكون من نفي واثبات النهي يعني ابطال جميع الالهة المعبودة من دون الله. من اصنام وقبور وجن وانس وملائكة. وانبياء وصالحين واولياء والاثبات يعني افراد الله تعالى بالعبادة واستحقاقه لها دون ما سواه ولابد من النطق بهذه الكلمة بركنيها النفي والاثبات بخلاف ما عليه المبتدعة من الصوفية الذين ينطقون منها بلفظ الجلالة فقط فيقولون الله الله او ينطقون بظمير الغائب فيقولون هو هو وقول موسى عليه السلام يا رب كل عبادك يقولون هذا لانه اراد شيئا تختص به يذكر به ربه عز وجل لان الله اختصه بتكليمه بين الله له فضل هذه الكلمة وانه ليس هناك شيء من الاذكار يساويها او يعادلها مع سهولة نطقها ووجاجة لفظها قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله ولما كان بالناس بل بالعالم كله من الضرورة الى لا اله الا الله ما لا نهاية له كانت من اكثر الاذكار وجودا وايسرها حصولا واعظمها معنى والعوام والجهال يعدلون عنها الى الدعوات المبتدعة التي ليست في الكتاب والسنة قد بين الله سبحانه ان هذه الكلمة لو وزنت بالسماوات السبع ومن فيهن من العمال ومن فيهن من العمال غير الله سبحانه والاراضين السبع ومن فيهن من السكان اي لو وضعت هذه الاجرام العظيمة ومن فيهن من السكان سوى الله سبحانه في احدى كفتي ميزان ووضعت هذه الكلمة للكفة الاخرى لرجحت بالسموات والارض وسكانهما فدل على انها لا يعادلها شيء. وذلك لما اشتملت عليه من نفي الشرك واثبات التوحيد لله عز وجل فهي افضل الاعمال واساس الدين فمن قالها باخلاص ويقين وعمل بمقتضاها ولوازمها وحقوقها واستقام على ذلك فهي الحسنة التي لا يوازنها شيء قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وهذا الحديث يدل على ان هذه الكلمة هي افضل الذكر قد جاء في حديث عبدالله بن عمرو مرفوعا خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رواه احمد والترمذي وكما ان هذه الكلمة ترجح بجميع المخلوقات العلوية والسفلية فهي كذلك ترجح بجميع صحائف السيئات وقد روى الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يصاح برجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسع وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر كل سجل منها مد البصر ثم يقال اتنكر من هذا شيئا اظلمك كتبة الحافظون؟ فيقول لا يا ربي فيقال اف لك عذر او حسنة؟ فيهاب الرجل ويقول لا فيقال بلى ان لك عندنا حسنة وانه لا ظلم عليك اليوم ويخرج له بطاقة فيها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيقال انك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة وهذا فيمن نطق بهذه الكلمة عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها من البراءة من الشرك واخلاص التوحيد لله عز وجل كما قال الخليل عليه الصلاة والسلام انني براء مما تعبدون الا الذي خلقني فانه سيهدين ومعنى هذه الكلمة يجب ان يعرفه الانسان قبل كل شيء ثم يعمل به قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله تغفر لذنبك والمؤمنين والمؤمنات اما مجرد النطق بها من غير اعتقاد لمعناها ولما دلت عليه فانه لا ينفع. فالمنافقون يقولونها وهم في الدرك الاسفل من النار. لانهم لا يعتقدون معناها وكذلك من نطق بها ولم يعمل بمقتضاها من البراءة من الشرك واخلاص العبادة لله فهو ينطق بها ويدعو الموتى ويستغيث بهم وينظر لهم ويذبح لهم باسم التوسل بالصالحين فهذا لا ينفعه النطق ولا اله الا الله لانه اتى باعمال تناقضها وتبطل مفعولها فما عليه عباد القبور اليوم وكما عليه اصحاب الطرق الصوفية المنحرفة وكذا كل من ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام فانه لا ينفعه النطق بلا اله الا الله ما دام لم يتب من هذا الناقض ولم يعمل بمقتضى لا اله الا الله ظاهرا وباطنا لان الانسان حينما ينطق بهذه الكلمة فقد اعلن البراءة من كل معبود سوى الله والتزم اخلاص العبادة لله وعاهد الله على ذلك فان وفى بعهده فهو الموحد الذي تنفعه هذه الكلمة كما نفعت صاحب البطاقة وهو حري ان تكفر عنه جميع السيئات كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وان نكث هذا العهد وخالف مدلول هذه الكلمة وراح يطلب من الموتى ويستغيث بهم لم ينفعه النطف بها لو كرره عدد الانفاس ولو جعل له اورادا يرددها كل صباح ومساء. كما عليه اهل الاوراد الصوفية فليس المهم تكرار النطق بهذه الكلمة. وانما المهم تحقيق ما تدل عليه ظاهرا وباطنا جعلنا الله من اهلها العاملين بمقتضاها وهناك فئات من الناس لا يعرفون معنى هذه الكلمة بل يظنون ان معناها لا خالق ولا قادر على الاختراع الا الله فيكون معناها عندهم افراد الله بالخلق والرزق والاحياء والاماتة وعلى هذا يكون كفار قريش موحدين عند هؤلاء. لانهم يعترفون انه لا خالق ولا رازق الا الله. كما ذكر الله ذلك عنهم في القرآن الكريم في مواضع كثيرة. وكفى بذلك جهلا وضلالا. والى الحلقة القادمة باذن الله مع حديث اخر من الاحاديث القدسية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته