ولا ظهير من خلقه سبحانه وتعالى يعاونه على تدبير الخلق والملك كما يكون لملوك البشر فان ملوك البشر لا يقدرون على تصريف الملك الا باعوان ووزراء موظفين اما الله جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد ابن تيمية الحضاري رحمه الله. الدرس الرابع عشر. على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. اما بعد قال المؤلف رحمه الله تعالى الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. ولم يكن له ولي من واكبر تكبيرا وقوله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قوله تعالى تبارك الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب فانه ليس بحاجة الى من يعينه على تدبير الملك لانه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء حتى يخبره غير عما يجري في ملكه كحالة الملوك هذا كله الهي لما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون قرآن للغيب والشهادة فتعالى عما يشركون وقوله تعالى فلا تظلموا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد نستأنف بعون الله دروسنا الاسبوعية وكنا في اخر درس مضى في العقيدة الواسطية قد انتهينا الى هذه الايات المباركات التي ساقها المصنف رحمه الله في نفي الشريك عن الله عز وجل وتنزيه الله عز وجل عن النقائص والعيوب. قوله تعالى وقل الحمد الذي لم يتق الولد ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل كبره تكبيرا. هذه الاية هي اخر سورة الاسراء او سورة بني اسرائيل والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم قل اي ايها النبي معلنا ذلك الحمد لله الحمد هو الثناء هو الثناء على المنعم سبحانه وتعالى والالف واللام في للاستغراق اي جميع المحامد لله عز وجل لا يستحقها غيره الحمد كله لله عز وجل لان النعم كلها من الله فهو الذي يستحق الحمد كله الحمد المطلق وغيره انما يحمد على قدر لا يفعل من الخير ولكن الحمد المطلق هو لله عز وجل لانه هو المتفضل بجميع النعم وما بكم من نعمة فمن الله وما يجري على ايدي بعض الناس انما هو من الله عز وجل فمنتهى الحمد كله لله عز وجل. الذي لم يتخذ ولدا هذا وصف له سبحانه وتعالى بتنزهه عن اتخاذ الولد. وفي هذا رد على النصارى واليهود وعلى المشركين النصارى قالوا المسيح ابن الله. واليهود قالوا عزير ابن الله والمشركون قالوا الملائكة بنات الله فنسبوا لله الولد وهو سبحانه وتعالى عن ذلك لان الولد شريك للوالد. الولد شريك للوالد. والله جل وعلا ليس له شريك. والولد ايضا بعض من الوالد وشبيه للوالد. فالولد شبيه للوالد. والله جل وعلا لا شبيه له والله والولد ايضا انما خلقه الله لحاجة المخلوقين اليه فالمخلوق بحاجة الى الولد المخلوق بحاجة الى الولد والله جل وعلا غني عن خلقه ليس بحاجة الى شيء. فنسبة الولد اليه جل وعلا باطلة من كل الوجوه لا من ناحية الشركة ولا من ناحية المشابهة والجزئية. قال تعالى وجعلونه من عباده جزءا يعني ولدا ولا من ناحية الحاجة الله غني ليس بحاجة الى الاولاد فالولد منتف عنه من كل بالوجوه ومن نسب اليه الولد فقد كفر بالله عز وجل وتنقص الرب سبحانه وتعالى وجعل له ندا وشبيها وشريكا من خلقه تعالى الله عن ذلك ولم يكن له شريك في الملك نفى عنه الشركة ايضا رد وفي هذا رد على الذين جعلوا لله شريكا في ملكه كالسانوية الى المجوس الذين يقولون ان الكون له خالطان خالق للخير وخالق للشر فالنور عندهم خلق الخير والظلمة عندهم خلقت بالشر فهم جعلوا الكون مشتركا بين خالقين تعالى الله عن ذلك وهو المنفرد بالخلق سبحانه وتعالى لا خالق غيره ولا شريك له في ملك له ملك السماوات والارض ومن فيهن ولا احد يشاركه في ذلك ولهذا تحدى الله المشركين الذين عبدوا معه غيره ان يبينوا ما لهؤلاء المعبودين من شركة في الارض او شركة في السماء ولرأيتم ما تدعون من دون الله اروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا او اثاركم من علم ان كنتم صادقين فليس لهم شركة لا في السماوات ولا في الارض ولم يكن له شريك في الملك فهذه الاوثان وهذه المعبودات من دون الله عز وجل باختلاف انواعها ليس لها شركة في ملكوت الله عز وجل ولا في خلق الله عز وجل ولا احد منهم يدعي ذلك. اروني ماذا خلقوا من الارض؟ ام لهم شرك في السماء هذا تحدي منه سبحانه وتعالى لمشركين ان يثبتوا ان هؤلاء المعبودات خلقت شيئا من الخلق او انها تشارك الله بملكوته سبحانه وتعالى. وما دامت ليس لها خلق ولا شركة فعبادتها باطلة. كما قال تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطنين الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير اقل شيء. فبطلت عبادتهم لم يكن له شريك في الملك هذه قضية مسلمة لا احد ينازع فيها ولم يكن له ولي هذا تنزيه ثالث له سبحانه وتعالى. لم يكن له ولي يعني لم يكن له معين ولا وزير من الخلق وليس هو بعاجز حتى يحتاج الى ولي يعينه ويساعده ويدبر معه الكون. تعالى الله عن ذلك. ولهذا قال من الذل فان الذي يتخذ معينا له يكون ذليلا اتخاذ الاعوان يدل على الذلة وعلى الضعف. فالله جل وعلا ليس له ولي من الذل اما ان له سبحانه وليا من عبادة بمعنى ان له محبوبا من عباده يحبهم ويواليهم ويناصرهم فان له اولياء سبحانه وتعالى اولياء الله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فهو يتخذ اولياء يتكرم عليهم ويتفضل عليهم بذلك لم يتخذهم من اجل حاجته اليهم وانما اتخذهم من باب احسانه عليهم وفضله عليهم لانهم عباده اطاعوه واتقوه وامنوا به فهم اولياء الله جل وعلا ولاية كرامة ومحبة منه سبحانه وتعالى وليست ولاية ذل وحاجة اليهم بل هم المحتاجون اليه سبحانه وتعالى يكبره عظمه تكبيرا هذا تأكيد مصدر مؤكد مصدر مؤكد للفعل عظمه حق التعظيم لانه سبحانه وتعالى عظيم وكبير وجليل فهو يستحق التعظيم سبحانه وتعالى والتكبير والاجلال. ففي هذه الاية دليل على نفي الشريك عن الله سبحانه وتعالى ردا على المشركين والوثنيين فيها ابطال الشرك وفيها تنزهه سبحانه وتعالى عن الولد ردا على اليهود والنصارى والذين نسبوا اليه الولد تعالى الله عن ذلك وفي هذه الايات انه سبحانه لا يحتاج الى من يعينه في تدبير ملكه بانه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم فهو ليس بحاجة الى من يعينه من الاولياء المساعدين كما يكون لملوك الدنيا وفيها استحقاقه سبحانه وتعالى للتكبير والتعظيم والاجلال المطلق والتنزيه عن كل النقائص والعيوب لانه جل وعلا هو الكامل من كل وجه كامل في ذاته كامل في اسمائه وصفاته كامل في افعاله كامل من كل وجه سبحانه وتعالى لا يتطرق اليه نقص او عيب فهذه اية عظيمة ختم الله بها هذه السورة العظيمة. نعم. سورة الله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. يسبح لله ما في السماوات ما في الارض له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير يسبح ينزه تسبيح معناه التنزيه عن النقائص والعيوب وقد افتتح الله عددا من السور بسبح يسبح سبح كله مأخوذ من التنزيه والتقديس له سبحانه وتعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض من المخلوقات جميع المخلوقات يسبحه بل تسبحه السماوات والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا فجميع المخلوقات يسبح الله عز وجل سواء كانت جامدة كالجبال والصخور طبقات الارض او كانت حية كالادميين والبهايم الحشرات والسباع والطيور كل شيء يسبح بحمده بمعنى انه ينزه الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به وهو تسبيح حقيقي بعض العلماء او بعض الذين يقولون بالمجاز يقولون هذه تسبح الله بلسان الحال لا بلسان المقال لانها عندهم لا تنطق نسبة التسبيح اليها يقولون مجاز هذا كلام باطل بل هي تسبح الله بلسان المقال تسبيحا حقيقيا يعلمه سبحانه وتعالى وليس تسبيحا بلسان الحال كما يقولون بل هو تسبيح حقيقي وقد سبح الحصى بكف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سمع الناس كلامه فالجمادات تسبح الله عز وجل بلغة لا نفهمها وكذلك الطيور المتر ان الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه علم الله جل وعلا صلاته وتسبيحه. وان كنا نحن لا ندري عن ذلك وكل شيء يسبح بحمد ربه من كل المخلوقات ناطقها وصامتها تحركها وجمادها حيها ومواتها كلها تسبح الله عز وجل تنطق بتسبيحه وتنزيهه عن العيوب والنقائص وفي هذا رد على اليهود وعلى من حذى حذوهم في تنقص الله عز وجل وعدم تنزيهه تعالى الله عما يقولون من نسبة الشريك اليه نسبة الولد اليه وغير ذلك مما نسبوه الى الله جل وعلا والله منزه عنه ما في السماوات وما في الارض فما تعم العقلاء وغير العقلاء كل شيء يسبح بحمد ربه عز وجل البحار والاشجار والانهار والجبال والطيور والسباع والحشرات وكل شيء بلسانه الخاص به وان كنا نحن لا نفهم هذا وانما يعلمه الله سبحانه وتعالى ما في السماوات وما في الارض له الملك له الملك جميع الملك له سبحانه وتعالى فهو مالك الملك المالك المطلق الذي ليس له شريك في ملكه سبحانه وتعالى واملاك العباد التي بايديهم هي ملك لله وانما الله جل وعلا اباح لهم الانتفاع بها الاموال والدور والدكاكين الحيوانات وان كانت املاكا للناس ولا ولا ولكنها في الحقيقة هي ملك لله جل وعلا. المالك الحقيقي هو الله واما ملك العباد فهو ملك معار من الله عز وجل ومؤقت ثم تؤول اليه الاملاك بعد فناء الملاك وهو الذي يرث الارض ومن عليها وهو خير الوارثين فالملك يرجع اليه سبحانه وتعالى له الملك هذا عموم لا شريك له في ملكه وله الحمد هذا كما سبق ان الحمد كله لله عز وجل لان النعم كلها من الله سبحانه وتعالى فله الحمد كله وقال للاستغراق استغراق جميع المحامد كلها له سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير في هذا عموم قدرته سبحانه وتعالى كل شيء فلا يعجزه شيء انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لا يتخلف اذا امر الله لايجاد شيء وجد ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فهو على كل شيء قدير في هذا عموم قدرته سبحانه وتعالى على كل شيء اما غيره من الخلق مهما بلغ فان قدرته محدودة قدرة المخلوقين محدودة اما قدرة الله جل وعلا فانها مطلقة هو القادر على كل شيء وهو على كل شيء قدير. ففي هذه الاية تنزيه الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به وفيها ان جميع المخلوقات تسبحه سبحانه وتعالى وتنزهه تسبيحا حقيقيا بلسانها وان كنا لا نفقه ذلك فليس هذا دليلا على عدم وجوده وفيها عموم ملكه سبحانه وتعالى واستحقاق وفيها استحقاقه للحمد كله لانه هو المنعم بكل النعم وفيها عموم قدرته على كل شيء وانه سبحانه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارظ. وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارظ انه كان قديرا العادة ان الانسان يعجز لامرين اما لعدم علمه بالشيء واما لعدم قدرته قد يكون الانسان عالم لكنه غير قادر وقد يكون قادرا لكنه غير عالم الله جل وعلا اجتمع في حقه الوصفان عليم قدير فلا يعجزه شيء سبحانه وتعالى انه كان عليما قديرا وفي هذا انه يجب ان نطلق ما اطلقه الله من عموم قدرته. فنقول وهو على كل شيء قدير. ولا نقول كما يقول بعض المعتزلة او بعض الجهال انه على ما يشاء قدير بل نقول انه على كل شيء قدير كما وصف نفسه بذلك سبحانه وتعالى انه لم يرد في القرآن ولا في السنة انه على ما يشاء قدير ابدا. وانما ورد في قوله تعالى وهو على جمعهم اذا يشاء قدير وهو على جمعهم يعني يوم القيامة حشر اذا يشاء قدير هذا فيه في مسألة خاصة اما عموم قدرته سبحانه فانهم مطلقة في كل شيء وعلى كل شيء فنحن نصف بما وصف به نفسه. نقول وهو على كل شيء قدير. ان الله على كل شيء قدير. ان الله كان على كل شيء قديرا نعم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له تبارك الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذي له ملك السماوات والارض ولم يتق؟ نعم الذي له في السماوات والارض ولم يتخذ ولدا نعم. وخلقك وخلق كل شيء فقدره تقديرا تبارك هذا اول سورة البرقان وقد افتتح الله سورة الملك ايضا بقوله سبحانه تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير وجاء هذا اللفظ تبارك في كثير من الايات تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام تبارك الله احسن الخالقين تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك او جنات تجري من تحتها الانهار. ويجعل لك قصورا فهي لفظة تكررت بكلام الله عز وجل في فواتح بعض السور وفي اثناء السور ومعنى تبارك تبارك تعاظم سبحانه وتعالى والبركة كثرة الخير ونماءه البركة كثرة الخير ونماؤه وثبوته ثبوت ذلك فهو سبحانه وتعالى تبارك بمعنى ان البركة تنال بذكره سبحانه وتعالى وايضا تبارك بمعنى تعاظم قدره تعاظم قدره وجل شأنه وثبت كماله وبركته فاسماؤه مباركة وكتابه مبارك ونبيه مبارك وكل شيء منه سبحانه وتعالى فهو مبارك بمعنى انه كثير البركة كثير الخير ثابت البركة وهذه اللفظة لا تطلق الا على الله جل وعلا تبارك هذه اللفظة لا تطلق الا على الله فلا يقال لاحد من الخلق تبارك فلان او فلان او فلان تبارك علينا هذا لا يجوز هذه اللفظة خاصة به سبحانه وتعالى اما غيره فيقال مبارك من بارك بارك يبارك فهو مبارك فيقال لغيره انه مبارك قال عيسى عليه السلام وجعلني مباركا اينما كنت ووصف كتاب او هراء او فلان تبارك هذا لا يجوز هذه اللفظة خاصة به سبحانه وتعالى اما غيره فيقال مبارك من بارك بارك يبارك فهو مبارك فيقال لغيره انه مبارك قال عيسى عليه السلام وجعلني مباركا اينما كنت ووصف كتابه بانه مبارك وهذا كتاب انزلناه اليك مبارك وهو كلامه سبحانه وتعالى فبارك يبارك لا بأس ان تقول بارك لنا في هذا الشيء اي ادعو لنا بالبركة او بارك لنا فلان في هذا الشيء يعني دعا لنا بالبركة وقد كانوا يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم بالصبيان حين يولدون يدعوا لهم ويبركوا يبرك عليهم يعني يدعوا لهم بالبركة فتقول برك له او بارك له بمعنى ادع له البركة اما تبارك فهذه لا تكون الا لله عز وجل ففي فرق بين بارك وتبارك. بارك لا بأس ان تطلق على المخلوق واما تبارك فانها لا تطلق الا على الله سبحانه وتعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده نزل هذا فيه اثبات العلو لله سبحانه وتعالى لان الانزال لا يكون الا من العلو وفيها ان القرآن كلام الله ليس مخلوقا بل هو منزل من الله جل وعلا ليس مخلوقا بل هو كلام الله منزل. منزل غير مخلوق والفرقان هو القرآن سماه الله فرقانا لانه فرق بين الحق والباطل القرآن له عدة اسماء والشيء اذا كثرت اسماؤه دل على عظمته يسمى قرآنا ويسمى فرقانا ويسمى آآ روحا لذلك اوحينا اليك روحا من امرنا روح لانه تحيا به القلوب فهو روح القلوب وحياتها وسماه نورا سماه الله نورا وسماه هدى وله عدة اسماء ذكرها الله في في كتابه وذلك لكثرة اوصافه وعظمته الذي نزل الفرقان على عبده يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وفي وصفه بالعبودية تشريف له عليه الصلاة والسلام وقد وصفه الله بالعبودية في مقام الانزال كما في هذه الاية انزل على عبده نزل الفرقان على عبده في قوله تعالى الحمد لله الذي انزل على عبده الكتابة وصفه الله بالعبودية في الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده وفي المعراج ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين اردن فاوحى الى عبده والمراد جبريل عليه السلام ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده والمراد جبريل عليه السلام دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الافق الاعلى عند سدرة المنتهى حين عرج به الى السماء رأى جبريل وكذلك رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة في بطحاء مكة بين السماء والارض اننا فتدلى جبريل عليه السلام فاوحى الى عبده اي الى عبد الله وهو وهو محمد صلى الله عليه وسلم فوصفه بالعبودية ايضا في مقام الاسراء ومقام المعراج ووصفه بالعبودية ايضا في مقام التحدي وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله يدعو شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين فدل على ان العبودية هي اشرف صفات الرسول صلى الله عليه وسلم وهي عبودية خاصة والا فكل الخلق عباد لله. المؤمن والكافر كلهم عباد لله بمعنى انهم مملوكون له مدبرون تحت قهره فكل الخلق عباد الله المؤمنون والكفار ولكن المؤمنين عبوديتهم خاصة وفي وصفهم بالعبودية تشريف له واعلى اعلى مقام اهنا له العباد ما ناله الانبياء من عبودية الله فالله وصف رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بانه عبد. وصف نوحا لانه عبد انه كان عبدا شكورا يعني نوحا عليه الصلاة والسلام ذرية من حملنا مع نوح انه شكورا فكذبوا عبدنا قالوا مجنون وازدجل فوصف انبيائه لانهم عباده ففي هذا رد على الغولات الذين يغلون في حق الانبياء ويجعلون لهم شيئا من الربوبية كما قالت النصارى في عيسى ما قالت اليهود في عزير وكما قال القبوريون والصوفية في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث وصفوا النبي بانه يفرج يفرج الكربات ويقضي الحاجات ويغيث اللهفات ويستغيثون به فهذا فيه غلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مدحه واثراءه حتى رفعوه فوق منزلته التي وقد قال صلى الله عليه وسلم لا فطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد تقول عبدالله ورسوله ففي هذا رد على اهل الغلو والاطراء في حق النبي صلى الله عليه وسلم وانه عبد من عباد الله لكنه اشرف الخلق بما كرمه الله به من الرسالة وبما خصه به من العبودية فهي عبودية خاصة لا يساويه فيها احد تبارك الذي نزل الفرقان على عبدي وفي انزاله الفرقان على عبده نعمة عظيمة على البشر يشكر عليها سبحانه وتعالى اذ بانزاله القرآن هدى للناس بينات من الهدى والفرقان فهل القرآن نور وهذا القرآن هدى ونعمة من الله سبحانه وتعالى ليكون للعالمين نذيرا هذا تعليل لماذا انزل الله الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ففي هذا اثبات عموم رسالته صلى الله عليه وسلم وانها عالمية جميع الجن والانس الرسول صلى الله عليه وسلم مرسل الى جميع العالم من الجن والانس وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم فان غيره من الانبياء انما يبعثون الى اقوامهم خاصة ان هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فبعثته عامة للثقلين الجن والانس ولهذا قال للعالمين ولم يقل للعرب ولا لقومه وانما قال للعالمين والعالمين جمع عالم والمراد بهم الجن والانس فرسالة النبي صلى الله عليه وسلم عامة لهم قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا فمن جحد عموم رسالته فهو كافر لو اعترف احد برسالته ولكن لم يعترف بشمولها وعمومها فانه كافر بالله عز وجل لابد من الاعتراف بعموم رسالته صلى الله عليه وسلم ولهذا قال للعالمين للعالمين نذيرا والنذارة هي الاخبار عن شيء مخوف النذارة هي الاخبار عن شيء مخوف. واما البشارة فهي الاخبار عن شيء عن شيء سار عن شيء سار هذا في الغالب وقد يستعمل البشارة في الشيء المحظور كما قال تعالى فبشرهم بعذاب اليم لكن الاصل ان البشارة الشيء الذي يسر واما النذارة فهي عن الشيء المخوف فهو صلى الله عليه وسلم ينذر من عذاب الله ومن غضبه وعقابه ينذر من النار بعثه الله بشيرا لاهل الايمان ونذيرا لاهل الكفر بشيرا لاهل الايمان بالجنة ونذيرا لاهل الكفر بالنار حتى يتوبوا الى الله عز وجل ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك هذا سبق تفسيره وخلق كل شيء فقدره تقديرا هذا فيه اثبات عموم الخلق لله عز وجل وان الله خالق كل شيء ويدخل فيه افعال العباد فافعال العباد خلق لله جل وعلا والله خلقكم وما تعملون وهي فعل للعباد ايضا يثابون عليها او يعاقبون عليها تابون علي ان كانت خيرا ويعاقبون عليها ان كانت شرا فهي فعلهم باختيارهم وارادتهم ومشيئتهم وهي خلق الله سبحانه وتعالى. الله خالق كل شيء وخلق كل شيء لا يخرج شيء عن خلق الله عز وجل وفي هذا رد على القدرية رد على القدرية الذين اخرجوا افعال العباد من خلق الله عز وجل خلق كل شيء فقدره تقديرا كل شيء ان الله سبحانه وتعالى خلقه بقدر كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وكل شيء بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى. وايضا هو مقدر بمقادير وموازين لا يزيد ولا ينقص حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى ففي هذا اثبات القدر وان كل شيء فهو بقدر الله واثبات عموم الخلق وان كل شيء فانه خلق الله سبحانه وتعالى لم يشاركه فيه احد الخلق فبهذه الاية مثل سابقتها فيها اثبات البركة لله عز وجل تدارك وان هذه اللفظة خاصة به لا تطلق على غيره وفيها اثبات ان القرآن منزل غير مخلوق رد على الجاهلية وفيها اثبات عموم رسالته صلى الله عليه وسلم للعالمين وفيها تنزيه الله عن الشريك وعن الولد وفيها اثبات القضاء والقدر وعموم الخلق له سبحانه وتعالى نعم. احسن الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. ما اتخذ الله من ولد هذا مثل ما سبق فيه رد على اليهود والنصارى ومشركي العرب الذين اه الذين نسبوا الولد الى الله تعالى الله عن ذلك ما اتخذ الله من ولد. وما كان معه من اله هذا نفي للشرك في الالوهية ما كان معه من اله بل هو سبحانه وتعالى هو الرب المعبود وحده لا شريك له. يعني هو المستحق للعبادة هو الرب المستحق للعبادة وحده لا شريك له هذا معنى الاله الاله اذا اطلق يدخل فيه الرب كما ان الرب اذا اطلق يدخل فيه الاله. اما اذا ذكر جميعا مثل رب الناس ملك الناس اله الناس صار الرب معناه المالك المتصرف والاله معناه المعبود وهو الذي في السماء اله وفي الارظ اله اي هو المستحق للعبادة في السماوات وفي الارض سبحانه وتعالى وما كان معه من اله يتصرف معه في الكون او يستحق شيء من العبادة ما كان معه من اله ينفي الشرك في الربوبية هو الشرك في الالوهية جميعا فليس معه من يستحق شيء من الملك وليس معه من يستحق العبودية وان من اشرك بالله عز وجل فانه اشرك معه من ليس له حق بالعبودية ففي هذا رد والشريك في الالوهية جاء بالبرهان القاطع اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض لانه لو كان للكون لو كان في الكون لو كان في الكون ربان والى هان فانه لا يخلو الامر من احد حالتين لانه لا يمكن لا يمكن للارباب ان يتفقوا ابدا لابد يكون كل واحد له تدبير وكل واحد له له امر ويحصل النزاع بينهم يحصل النزاع بينهم فلا يصلح الكون بربين والهين ابدا لانه لو كان هناك في الكون للكون رباني وللكون الهان فاما ان يتغلب بعضهم على بعض ويسيطر القوي منهم على من دونه وينفرد بالموت ينفرد بالملك وهذا لم يحصل هذا لم يحصل ان الله نازعه احد في ملكه سبحانه وتعالى الامر الثاني اذا لم يتغلب عليه ولم يستطع التغلب على خصمه فانهم لابد ان يقتسموا الملك كل واحد يصير له قسط من الملك فيكون الملك مقسوما وهذا ايضا لم يحصل ما فيه قسمة في السماوات والارض ما في احد ادعى ان له شيئا من السماوات او ان له شيئا من الارض او قال الجبال الفلانية انا الذي خلقتها او البحار الفلانية من الذي خلقتها وهي ملكي هذا لم يحصل في الكون لا انقسام ولا نزاع فدل على ان ما لك الكون واحد وهو الله سبحانه وتعالى ان مالك الكون رب الواحد وهو الله سبحانه وتعالى. لان هذا الكون لم يحصل فيه نزاع ولم يحصل فيه انتشام وكل شريك له حيز من هذا الكون ما حصل هذا الكون واحد متسق منسق لا يختلف ولا يتبدل ولا يتغير. ايضا لو كان مع الله مدبر لا اختلف هذا الكون والطرف صار كل واحد يدبر فيحصل في الكون اضطراب هذا يريد يعمل كذا واذا يريد يعمل كذا فيحصل في الكون خلل واضطراب. والكون وكما يعلم جميع الخلق انهم منذ خلقه الله وهو على نظام واحد لم يتغير ولم يتبدل بجميع وحداته دل على ان منظمه وخالقه ومدبره واحد ليس له منازع فانتم ترون الشركاء في الدنيا ترونهم ما يستمرون جميع لابد اما واحد يتغلب وياخذ الملك لو وجد ملكان في مملكة واحدة ما يمكن هذا لا بد من القوي يتغلب ويسيطر وياخذ الملك ويقهر من دونه اما بقتل واما بسلب الملك هذه سنة الله بالخلق واذا لم يستطع فانه يقتسم هو واياه المملكة. هذا يصير له جانب ولا يصير له جانب هل حصل هذا في السماوات والارض ما حصل فدل على انتفاء الشريك لله سبحانه وتعالى وان هذا الكون يدبره واحد وخلقه واحد ويصرفه واحد لا شريك له وهو الله سبحانه وتعالى فهذا برهان برهان عقلي على نفي الشريك عن الله عز وجل يسميه علماء الكلام دليل التمانع يسمونه دليل التمانع يسمونه ما شاءوا هو هو دليل وبرهان هو دليل وبرهان على وحدانية الله سبحانه وتعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله هذه قضية هذه قضية دليلها ما هو؟ وبرهانها ما هو؟ هي القضية تحتاج الى دليل قال الله جل وعلا اذا هذا البرهان وهذا الدليل اذا لذهب كله الى عند ما خلق اذا لم يستطع السيطرة كل يذهب بنصيبه فاذا والا ان قدر احدهم على بعضهم على بعض وانفرد بالملك ولا على بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون لما ذكر القضية وذكر برهانها جاءت النتيجة النتيجة سبحان الله عما يصفون فتبين ان الله منزه عما وصفوه به من اتخاذ الشريك واتخاذ الولد لاتخذ الله من ولد وما كان معه من اله فهذه هي النتيجة سبحان الله عما يصفون من اتخاذ الشريك واتخاذ الولد عالم الغيب والشهادة هذا وصف له سبحانه وتعالى عالم الغيب هو ما غاب عن الناس. والشهادة ما يشاهدونه فالله جل وعلا يستوي في حقه الغيب والشهادة فنحن ما نعلم الا الذي نشاهده اليس كذلك الخلق لا يعلمون الا الشيء الذي يشاهدونه باعينهم اما الشيء الغائب عنهم فانهم لا يعلمونه اما الله جل وعلا فانه يستوي في علمه الغيب والشهادة عالم الغيب والشهادة وتعالى تنزه سبحانه وتعالى وتقدس عما يشركون مما نسبوه الى الله من الولد والشريك له في الملك هو منزه عن ذلك سبحانه وتعالى ففي هذه الاية هاتين الايتين نفي بالشريك والولد عن الله واقامة البرهان العقلي القاطع على ذلك وفيها اثبات عموم علمه سبحانه وتعالى بكل شيء مما يشاهده الناس ومما غاب عنهم فهو علام الغيوب سبحانه وتعالى اما المخلوق فان علمه محدود بما يشاهده فقط او بما يخبره عنه غيره ان الله جل وعلا فانه علام الغيوب عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. بهذا ابطال الشرك وان الله منزه عنه سبحانه وتعالى. نعم فلا تضربوا لله وانثى ان الله يعلم وانتم لا تعلمون فلا تضربوا لله الامثال. لا هذه ناهية تضرب فعل مضارع مجزوم بلا الناهية. وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل لانه من الافعال الخمسة التي ترفع بثبوت اللون وتجزم وتنصب بحذفها الا تضربوا لله الامثال اي الاشباه واللغة لا تقيسوا الله بخلقه ففي هذا تنزيه الله سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين وانه سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا مثيل له ولا سمي له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى الخلق لهم حالات تليق بهم والله جل وعلا منزه عن مشابهتهم الذين اشركوا مع الله ظربوا له الانفال ورغبوا له الامثال والذين نسبوا اليه الولد ظربوا له الانفال والذين نفعوا عنه اسماءه وصفاته ظربوا له الانفال وقاسوا اسماءه باسماء خلقه وصفاته بصفات خلقه فكلهم ظربوا له الانفال اما اهل الايمان فانهم نفوا عنه الامثال والاشباه فلم يشبهوه بخلقه بل نزهوه عن ذلك واثبتوا له الكمال سبحانه وتعالى فلا تضربوا لله الامثال هذا فيه النهي عن التشبيه بجميع انواعه بالاسماء والصفات وفي الافعال وغير ذلك ان الله يعلم وانتم لا تعلمون الله جل وعلا يعلم من نفسه ما لا تعلمون انتم كما قال تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علم فنحن لا نعلم عن الله جل وعلا الا ما اخبرنا به عن نفسه او اخبرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم فهو اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه ثم رسله صادقون مصدوقون نرونا عن الله بما اوحى الله جل وعلا اليه فلا يجوز القول على الله لا في اسمائه ولا في صفاته ولا في عبادته ولا في احكامه لانه احل كذا او حرم كذا الا بدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لان علمنا قاصر عن ادراك كنه الله عز وجل وقاصر عن الاشياء الغائبة عنا علمنا قاصر محدود فيجب ان نقف عند حدنا ولا نقول على الله ما لا نعلم ان الله يعلم وانتم لا تعلمون فمن تكلم في حق الله باسمائه وصفاته في عبادته في حلاله وحرامه واحكامه من تكلم عن الله بغير علم فانه اعظم من المشرك لان الله جل وعلا يقول قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا فجعل القول على الله بلا علم فوق الشرك والعياذ بالله بل ان الشرك قسم من القول على الله بغير علم القول على الله بغير علم خطره عظيم ولهذا قال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون فقف عند حدك ايها الانسان نعم قل انما حرم وحي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون هذه الاية من سورة الاعراف بعد سياق حالة المشركين في الطواف انهم كانوا يطوفون بالبيت عراة يقولون لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فكانوا يطوفون بالبيت عراة من باب الورع بزعمهم وانهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله حتى النساء تطوف عارية ليس عليها الا سيور تجعلها فوق عورتها لان الشيطان امرهم بذلك وزينه له الله جل وعلا انكر عليهم في اول سورة الاعراف في اللباس وستر العورات. يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري توءاتكم وريشة ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون. يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباس يريهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون واذا فعلوا فاحشة يعني كشف العورة بالطواف واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا. فالله امرنا بها يزعمون ان هذا طاعة لله عز وجل قل ان الله لا يأمر بالفحشاء فسمى الله كشف العورة فاحشة وفحشاء والفاحشة هي ما تعاظم قبحه الفاحشة ما تعاظم قبحه وشره يقال له فاحشة فكشف العورات فاحشة لانه قبيح متعاظم القبح وان الله لا يأمر بالفحشاء لا يشرع ذلك لعباده. لا يأمر الامر شرعي هنا. اي ان الله لا يشرع لعباده كشف العورات لانه فاحشة فالله جل وعلا لا يشرع لعباده الفواحش وآآ يأمرهم بها ويتقربون بها اليه الله لا يتقرب اليه بالمعاصي والفواحش انما يتقرب اليه بالطاعات ولا يليق بالله جل وعلا ان يشرع لعباده كشف العورات. مطلقا فكيف في الطواف بحالة العباد قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون؟ قل امر ربي بالقسط الى قوله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم المراد بالزينة هنا ستر العورات خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين فمن حرم زينة الله التي اخرج لعباده؟ هذا رد على المشركين الذين يزعمون ان ستر العورات في الطواف انهم انه لا يجوز وان الطاعة هي كشف العورات شوفوا الشيطان كيف يعمل مع بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق الى قوله سبحانه وتعالى قل انما حرم ربي الفواحش قل انما حرم ربي الفواحش ضواحي جمع فاحشة وهي المعصية المتناهية المتناهية في القبح ما ظهر منها وما بطن ما فعله الانسان ظاهرا يراه الناس وما بطن مما يعمله الانسان مختفيا عن الناس فالفاحشة محرمة سواء كانت ظاهرة او باطنة علنية او سرية لا يجوز للانسان ان يعصي الله لا في السر ولا في العلانية بل عليه ان يطيع الله ظاهرا وباطن ما ظهر منها وما بطن. والاثم المعصية سميت اثما لانها تسبب الاثم وقيل الاثم الخمر شم الخمر اثما كما قال الشاعر شربت الاثم حتى غاب عقلي شربت الاثم يعني الخمر حتى غاب عقلي فذاك الخمر تذهب بالعقول كذا فالاثم تذهب بالعقول يعني الخمر على كل حال الفاحشة المعصية سواء كانت الخمر او غيره والبغي بغير الحق. البغي التعدي على الناس تعدي على الناس يسمى بغيك في دمائهم في اموالهم في اعراضهم هذا هو البغي بغير الحق اما البغي بالحق كالقصاص فهذا لا بأس انسان ظلمه فتقتص منه هذا عدل لا بأس به بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا الله جل وعلا ما انزل دليلا على الشرك ابدا وانما انزل الادلة على التوحيد اما الشرك فليس له دليل ولهذا ليس مع المشركين دليل دائما وابدا. وانما يستدلون بالخرافات والاكاذيب والاباطيل والاحاديث في الموظوع ما مع المشركين دليل ابدا لان الدليل انما هو على التوحيد دائما وابدا وان تشركوا بالله ما لم ينزل به شيطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. هذا عام ان الانسان يقول ان الله شرع لي كشف العورة كما يقول المشركون او يقول ان الله احل كذا او حرم كذا فلا يجوز ان يقال في احكام الله الا بدليل من كتاب الله او سنة رسوله نعم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين من التسبيح والمخلوقات الله اكبر كل المخلوقات تسبح الله عز وجل تنزهه تسبيحا حقيقيا اما ابليس هذا عنده علم ولم يعمل به وخالفه لاجل هواه وشهوته وقدم هواه على العلم فانه مغضوب عليه سواء كان من اليهود او من هذه الامة او من غيره. وانما هذا الغالب على اليهود مستثنى هذا مستثنى لانه تمرد عن طاعة الله نعم بقوله تعالى القرآن ليس مخلوقا خارج من من هذا العموم لانه منزل من عند الله عز وجل هو صفة من صفات الله وصفات الله غير مخلوقة الله جل وعلا في الاية الاخرى يقول الا له الخلق والامر تفرق بين الخلق هو الامر والقرآن من الامر من اوامر الله سبحانه وتعالى او غير مخلوق نعم يا شيخ لقوله تعالى وخلق كل شيء وقدره تقديرا قوله تعالى في كتاب مبين ان الله سبحانه وتعالى ولقوله تعالى الخطاب رضي الله عنه. يمحو الله ما يشاء ويثبت. قيل هذه في صحائف الحفظة الحفظة تكتب على بني ادم اعمالهم ثم ترفعها الى الله سبحانه وتعالى فالله يمحو ما يشاء منها ويثبت ما يشاء منه يعني مما في صحائف الحضرة هذا قول وليس المراد ما مما كتب في في المحفوظ وانما هو مما في صحائف الحضر لان الحفظة تكتب كل ما يصدر من بني ادم ثم اذا انتهى الى الله جل وعلا فانه يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وقيل ان المراد ما كتب في اللوح المحفوظ. لكن ما كتب في اللوح المحفوظ منه شيء مبني على سبب مقدر على اسباب اذا وجدت الاسباب وجد المسبب واذا لم توجد الاسباب لم يوجد المسبب فما في اللوح المحفوظ من المقادير منه اشياء قدرها الله على اسباب ان فعلت حصل المطلوب والا انتهى وان لم تفعل لم يحصل والله على كل شيء قدير فلا تنافي بين كلام الله سبحانه وتعالى. بل كلام الله صدقوا بعضه بعضا. نعم المقصود علم الكلام المراد علم المنطق الذي هو المقدمات والنتائج المقدمات والادلة والنتائج والسلف كانوا يحذرون من من علم الكلام. لماذا؟ لانه يشغل عن كتاب الله وسنة رسوله. صلى الله عليه وسلم الله لم يكلنا الى علم الكلام ولا الى قواعد المنطق وانما انزل الينا كتابا وارسل الينا رسولا وامرنا بالاشتغال بالكتاب والسنة تعلما وتعليما وتدبرا وعلما وعملا ولم يكلنا الى قواعد المنطق لانها تشغل عن كتاب الله عز وجل ولانها من وضع البشر وضع البشر كثيرا ما يخطئ اكثر مما يصيب. اما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهما معصومان من الخطأ فكيف نترك المعصوم ونذهب الى شيء غير معصوم بل خطأه اكثر من من صوابه ولهذا لما اعتمد علماء الكلام على المنطق وبنوا عقيدتهم على قواعد المنطق ظلوا واظل ولو تبعوا الكتاب والسنة لسلموا من هذا الضلال وهذا هذا وجه كون السلف يحذرون من تعلم علم المنطق وعلم الكلام. اولا لانه يشغل عن تعلم الكتاب والسنة وثانيا ان خطأه اكثر من صوابه لانه وضع بشر وبالبشر وثالثا ان الله لم يكلنا الى قواعد المنطق او علم الكلام وانما امرنا باتباع كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون هذا وجه كون السلف حذروا من علم الكلام ورابعا ان نتيجته ظهرت على اتباعه كثر فيهم الضلال والخطأ بخلاف الذين تمسكوا بالكتاب والسنة فهم ولله الحمد على الصراط المستقيم واما تعلمه السلف يحذرون من تعلمه يحذرون من تعلم علم المنطق لكن بعض العلماء يقول لا بأس بتعلمه لمن يقدر على ذلك من اجل الاطلاع فقط من اجل الاطلاع ولاجل ان عليهم من كلامهم ويبين لهم خطأ هذه القواعد المنطقية يلفظ كما فعل شيخ الاسلام ابن تيمية كان الاسلام ابن تيمية درس هذا المنطق تمعن فيه ورد عليه بكتاب سماه نقظ المنطق ومطهور نقض المنطق فهو مطبوع وموجود بل ان كتابه الرد على الراجي الذي هو تأسيس التقديس او نقل كلام الجهمية رد الشيخ اسمه نقض كلام الجهمية وغازي اسم كتابه تأسيس التقديس بل في رد الشيخ اما ان يقال نقظ كتاب التأسيس والتقديس او يقال نقظ كلام الجهمية فهو رد على هذا النوع من علم الكلام وعلم المنطق لا الكبير لهذا القول او المهندس في هذا القول الله لا يسمى الا بما سمى به نفسه لا يقال مهندس ولا يقال دكتور ولا هذا كلام من باطل لا يوصف الله به ولا يسمى به سبحانه وتعالى. نعم فضيلة الشيخ يقال خالد بدال ما يقال مهندس يقال خالق خالق هذا الكون ومدبر هذا الكون ايش مهندس هذا نعم فضيلة الشيخ نرجو منكم ان توضحوا لنا مسألة صاحب الاسيوط مما حصل حتى اليوم لان اذا طلع الفجر دخل النهار فلا يصلي الخسوف لانه دخل النهار الخسوف انما يكون في الليل والقمر منفعته في الليل اذا طلع النهار طلع الفجر انتهت المنفعة من القبر جاء دور الشمس فلو كسفت الشمس صلينا لانها هي اية النهار اما القمر فهو اية الليل فاذا طلع الفجر انتهت صلاة الكسوف الذين صلوا بعد صلاة الفجر لو انهم ما صلوا وكان احسن لكن لما اجتهدوا صلوا نرجوا الله لهم الاجر والمثوبة لكن لو ما صلى يكون احسن نعم سمعته يقول في قول الله تعالى ولكن تقول ايضا فان النصارى عليه ايضا صحيح كلام الله عام ليس خاصا بوقت النبوة كلام الله عام الى ان تقوم الساعة النصارى لا شك انهم ارق من اليهود ارق من اليهود واحسن تعامل من اليهود وهم نصارى وهم كفار وهذا الشيء ظاهر الان ظاهري الدول اليهودية والدول النصرانية وظاهر بين اليهود والنصراني النصراني ارى من اليهودي وهو كافر كل منهم كافر وكل منهم عدو لله عز وجل قولنا نعترض على القرآن يقول لا النصارى اشد عداوة للذين امنوا والقرآن يقول ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ونخصص كتاب الله بوقت دون وقت هذا غلط. غلط كبير واذا وجد من النصارى بعض الغلظة او من بعظهم فلا يعمهم هذا الشيء ما يعم كل النصارى اذا وجد منهم رؤساء او وجد منهم بعض الغلظة او بعض فهذا لا يعم كل النصارى هذا خاص بمن اتصف بهذا الشيء الغالب على النصارى الرفق والرفقة والغالب على اليهود الغلظة على والشدة والبغظاء وقد يوجد من اليهود من فيه رقة ايضا يوجد بالنسبة للافراد قد يوجد اله لكن الغالب عليهم والطابع العام لهم انهم اشد الناس عداوة للذين امنوا ولا يمنع ان يكون بعض الافراد منهم في قول الله تعالى الاية قوله تعالى ايضا كلام الله عام ليس خاصا بوقت النبوة كلام الله عام ان تقوم الساعة النصارى لا شك انهم ارق من اليهود ارق من اليهود واحسن تعامل من اليهود وهم نصارى وهم كفار وهذا الشيء ظاهر الان ظاهر الدول اليهودية والدول النصرانية وظاهر بين اليهود والنصراني النصراني ارق من اليهودي وهو كافر كل منهم كافر وكل منهم عدو لله عز وجل قولنا نعترض على القرآن نقول لا النصارى اشد عداوة للذين امنوا والقرآن يقول ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ونخصص كتاب الله بوقت دون وقت هذا غلط كبير. واذا وجد من النصارى بعض الغلظة او من بعضهم فلا يعمهم هذا الشيء ما يعم كل النصارى اذا وجد منهم رؤساء او وجد منهم بعض الغلظة او بعض فهذا لا يعم كل النصارى. هذا خاص بمن اتصف بهذا الشيء الغالب على النصارى الرفق والرقة والغالب على اليهود الغلظة على والشدة والبغظ فقد يوجد من اليهود من فيه رقة ايضا يوجد بالنسبة للافراد قد يوجد الهم لكن الغالب عليهم والطابع العام لهم انهم اشد الناس عداوة للذين امنوا ولا يمنع ان يكون بعض الافراد منهم عنده شيء من الرقه وكذلك النصارى الغالب عليهم النطقة والرأفة كما قال الله جل وعلا وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة فهو ورحمة ورهبانية. هذا في اتباع المسيح. هذا بالنسبة للغالب فقد يوجد منهم من هو سيء التصرف ومن يخرج عن هذا الوصف ويكون فيه من طبع من طبع اليهود؟ يوجد هذا فالقرآن على عمومه في كل زمان ومكان والحمد لله والذين يسلمون من النصارى اكثر من الذين يسلمون من اليهود هذا شيء معروف الذين يسلمون الان من النصارى اكثر من الذين مسلمون من اليهود هذا شيء معروف قديم الزمان وحديثه الذين يسلمون الان من النصارى اكثر من الذين مسلمون من اليهود هذا شيء معروف قديم الزمان وحديث فالنصارى لا شك انهم افرح من اليهود بالنسبة للعموم لا للافراد او بعض الدول قد يختلف الوضع بالنسبة للافراد او بعض الدول لكن على صيغ صيغة العموم واما المغضوب عليهم والضالين الله سماهم بهذا. كل من عنده علم ولم يعمل به فهو مغلوب عليك سواء كان من اليهود او من هذه الامة حتى والضالون كل من عمل بدون علم هذا عام ويدخل في هذا دخولا اوليا النصارى لانهم ابتدعوا الرهبانية وابتدعوا عبادات من عندهم لا دليل عليها وهو يعم كل من عمل على غير دليل حتى من هذه الامة حتى من هذه الامة فهم خاص بالنصارى كل من عمل على غير دليل فانه ضال. لكن يغلب هذا على النصارى لان عندهم علم ولا يعملون ولا لانهم عندهم عمل لكن ليس عندهم علم فانما يبنون على الوهم والظن والابتداع اليهود يغلب عليهم عدم العلم عدم العمل بما يعلمون النصارى يغلب عليهم انهم يعملون بدون علم وانما يبتدعون فهذا يدخل فيه كل من اتصف بصفتهم نعم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد