فضيلة الشيخ نبدأ هذا اللقاء بتفسير الايات الكريمات في قول الحق تبارك وتعالى وبالحق انزلناه وبالحق نزل وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا. قل امنوا به او لا تؤمنوا الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للابقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين بهذه الايات الكريمات من اخر سورة الاسراء يخبر الله سبحانه وتعالى عن القرآن ان الله انزله بالحق والحق ضد الباطل القرآن جاء بالحق فهو حق بجميع ما جاء به من تشريعات واحكام ومن اخبار ومن عظات ومن قصص ومن امثال فهو حق كله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وبالحق نزل الحق ملازم للقرآن لا ينفك عنه لانه كلام الله سبحانه وتعالى نزل على من؟ على محمد صلى الله عليه وسلم بلغه محمد صلى الله عليه وسلم لامته وحمله عنه اصحابه واولو العلم من بعدهم ثم قال جل وعلا مثبتا لما لما اثبت ان القرآن نازل من عند الله وانه كلام الله ليس مخلوقا اخبر سبحانه وتعالى عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فقال وما ارسلناك ايها الرسول الا مبشرا لاهل الايمان بالجنة ونذيرا لاهل الكفر بالنار لمن اراد الله له ان يتوب من كفره واما من اصر على كفره فانه مبشر بالنار مبشرا ونذيرا ثم وصف القرآن بقوله وقرآنا فرقناه اي انزلناه منجما متتابعا مرتلا ورقناه ثم بين الحكمة من كونه لم ينزل جملة واحدة وانما نزل مفرقا بين الحكمة من ذلك فقال سبحانه وتعالى طرقناه لتقرأه على الناس على مكث يعني لتقرأه على الناس بتمهل وتبلغه للناس شيئا فشيئا لان هذا اخف على الرسول صلى الله عليه وسلم واخف على الامة انه لم يأت جملة واحدة باوامره ونواهيه واحكامه وتشريعاته وانما جاء مفرقا بحسب الوقائع والحوادث فهذه هي الحكمة من كون الله فرق القرآن ليقرأه الرسول على امته على مكث ثم قال ونزلناه تنزيلا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا هذا تأكيد لما سبق في اول الاية وبالحق انزلناه وبالحق نزل ان القرآن منزل من عند الله سبحانه وتعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم اميد وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون انهم عن السمع لمعزولون اي مبعدون عن الوحي وعن القرآن ثم انه جل وعلا خاطب قاطب الناس فقال قل امنوا بي قل ايها الرسول للناس امنوا به او لا تؤمنوا هذا من باب التهديد لا من باب التخيير كما يقوله من يدعي حرية الاعتقاد اليوم الله جل وعلا اوجب اوجب على الامة كلها الايمان بهذا القرآن فمن كفر ولو بحرف منه او اية او سورة فانه كافر بالله عز وجل امنوا به او لا تؤمنوا هذا تهديد كما في قوله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها فهذا من باب التهديد والوعيد ثم بين سبحانه ان اهل العلم من الامم السابقة من اليهود والنصارى يشهدون بان هذا القرآن هو كلام الله وانه منزل من عند الله لانهم يجدونه في التوراة والانجيل اولم اه يكون لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل والشهادة شهادة العلماء وليست شهادة العوام والجهال فالعلماء من بني اسرائيل يشهدون بان هذا القرآن انه منزل من عند الله ولذلك يخشعون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ان الذين اوتوا الكتاب من قبله اذا يتلى عليهم يتلى القرآن ويسمعونه يخرون للاذقان سجدا لله سبحانه وتعالى خاشعين لله يفرون للاذقان سجدا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا الله وعد ببعثة هذا الرسول وبعث ووعد بانزال هذا القرآن وقد تحقق وعد الله سبحانه فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم الذي يعرفونه كما يعرفون ابنائهم بصفاته عندهم ويعرفون القرآن الذي سينزل عليه لانهم يجدون هذا مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل ويخرون للاذقان سجدا يخرون للاذقان يخضعون لله سبحانه وتعالى يسجدون وبوجوههم خاضعين لله وتواضعا لله وشكرا لله على نعمته يقرون للاذقان سجدا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاوقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعدنا وعد ربنا لمفعولا لابد من وقوعه ويخرون للاذقان يبكون يبكون من خشية الله سبحانه لان هذا القرآن يلين القلوب ويفتح المسامع لمن كان له قلب ويخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم الله جل وعلا خشوعا الله جل وعلا يوفقها يوفقهم للخشوع لكلامه سبحانه وتعالى ويزيدهم خشوعا فهذا فيه شهادة لهذا القرآن انه من عند الله الله يشهد بما انزل اليك بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا فلا مجال للتشكيك في هذا القرآن لانه حق يشهد به العلماء من الامم من اليهود والنصارى ومن كفر به فهو عن عناد لا عن جهل به نعم والله تعالى اعلم جزاكم الله خير