بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما لكم الا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه وان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم ان ربك هو اعلم بالمعتدل ما الذي يمنعكم ايها المؤمنون من ان تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد بين لكم الله ما حرمه عليكم فيجب عليكم تركه الا اذا الجأتكم اليه الضرورة فالظرورة تبيح المحظور وان كثيرا من المشركين ليبعدون اتباعهم عن الحق بسبب ارائهم الفاسدة جهلا منهم حيث يحلون ما حرم الله عليهم من الميتة وغيرها ويحرمون ما احل الله لهم من البحيرة والوصيلة والحال وغيرها ان ربك ايها الرسول هو اعلم بالمتجاوزين لحدود الله وسيجازيهم على تجاوزهم لحدودهم هنا وسيجازيهم على تجاوزهم لحدودهم اخذت من العلم فربنا جل جلاله لما يذكر العلم معناه انه يحاسب على هذا العلم وذروا ظاهر الاثم وباطنه ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون واتركوا ايها الناس ارتكاب المعاصي في العلانية والسر ان الذين يرتكبون المعاصي في السر او العلانية سيجزيهم الله على ما على ما اكتسبوه منها اذا هذا امر من الله تعالى بترك الذنوب الظاهرة والباطنة الكبيرة والصغيرة لخطورة امرها ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون ولا تأكلوا ايها المسلمون مما لم يذكر اسم الله عليه سواء ذكر عليه اسم غيره او لا وان الاكل منه لخروج عن طاعة الله الى معصيته وان الشياطين لن يوسوسون الى اوليائهم بالقاء الشبه ليجادلوكم في اكل الميتم وان اضعتموهم ايها المسلمون فيما يلقونه من الشبه لاباحة الميتة كنتم انتم وهم سواء في الشرك اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون وهل يستوي الذي كان قبل هداية الله له ميتا لما هو فيه من الكفر والجهل والمعاصي فاحييناهم بهدايته للايمان والعلم والطاعة مع من هو في ظلمات الكفر والجهل والمعاصي لا يستطيع الخروج منها قد التبست عليه الطرق واظلمت عليه المسالك كما حسن لهؤلاء المشركين ما هم عليه من الشرك واكل الميتة والجدال بالباطل حسن للكافرين ما كانوا يعملون من المعاصي ليجازوا عليها يوم القيامة بالعذاب الاليم. نسأل الله العافية والسلامة فاذا لا يستوي من كان على الصراط المستقيم مهتديا سائرا عليه ومن هو في الظلمات وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون ومثل ما حصل من اكابر المشركين في مكة من صد عن سبيل الله جعلنا في كل قرية رؤساء وعظماء يعملون حيلهم وكيدهم في الدعوة الى سبيل الشيطان ومحاربة الرسل واتباعهم. والواقع ان مكرهم وكيدهم انما يعود عليهم ولكنهم لا يحسون بذلك لجهلهم واتباع اهوائهم. اذا الله سبحانه وتعالى قد جعل في كل مكان من اهل الظلم اختبارا وامتحانا للجميع واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما مثل ما اوتي رسل الله الله اعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين اجرا مصغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون واذا جاءت خبراء الكفار اية من الايات التي ينزلها الله على نبيه قالوا لن نؤمن حتى يعطينا الله مثل ما اعطى الانبياء من النبوة والرسالة. فرد الله عليهم بانه اعلم بمن هو صالح للرسالة والقيام باعبائها فيختصه بالنبوة والرسالة سينال هؤلاء الطغاة ذل واهانة لتكبرهم عن الحق وعذاب شديد بسبب مكرهم من فوائد الايات الاصل في الاشياء والاطعمة الاباحة وانه اذا لم يرد الشرع بتحريم شيء منها فانه باق على الاباحة كل من تكلم في الدين بما لا يعلمه او دعا الناس الى شيء لا يعلم انه حق او باطل فهو معتدل ظالم لنفسه وللناس وكذلك كل من افتى وليس هو بكفء للافتاء منفعة المؤمن ليست مقتصرة على نفسه بل متعدية لغيره من الناس نسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم ممن ينفع عباد الله تعالى جيلا الى جيل حتى نلقى الله تعالى بخير وامان وسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته