لمن له وعي وفهم يعي به عن الله لما ذكر ربنا هذا الصراط ذكر جزاء من يسير على هذا الصراط فقال لهم دار السلام عند ربهم وهذا في الاخرة. اما في الدنيا قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون فمن يرد الله ان يوفقه الى طريق الهداية يفسح صدره ويهيئه لقبول الاسلام ومن يرد ان يخذله ولا يوفقه للهداية يجعل صدره شديد الضيق عن قبول الحق بحيث يمتنع دخول الحق الى قلبه كامتناع ارتقائه الى السماء وعجزه عن ذلك بذاته وكما جعل الله حال الضال بهذه الحال من الضيق الشديد يجعل العذاب على الذين لا يؤمنون به اذا كل شيء بامر الله سبحانه وتعالى ومشيئة الله تعالى مقرونة بحكمته فعلى العبد ان يخضع لربه ومولاه بالعمل الصالح والتضرع والسير الى الله تعالى وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون وهذا الذي شرعناه لك ايها الرسول هو صراط الله المستقيم الذي لا اعوجاج فيه قد بينا الايات وهو وليهم بما كانوا يعملون لهم دار يسلمون فيها من كل مكروه وهي الجنة سمي في الجنة دار السلام لانها سليمة من كل افة والله ناصرهم ومؤيدهم جزاء على ما كانوا يعملون من الصالحات ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم واذكر ايها الرسول يوم يحشر الله الثقلين الثقلان هما الانس والجن وسموا بالثقلين لانهم مثقلون بالذنوب والخطايا ثم يقول الله يا معشر الجن قد اكثرتم من اضلال الانس وصدهم عن سبيل الله وقال اتباعهم من الانس مجيبين ربهم يا ربنا تمتع كل منا بصاحبه. فالجني تمتع بطاعة الانسيرة والانس تمتع بنيل شهواته وبلغنا الاجل الذي اجلت لنا فهذا يوم القيامة قال الله النار مستقرة خالدين فيها الا ما شاء الله من قدر مدة ما بين مبعثهم من قبورهم الى مصيرهم الى جهنم فتلك العدة التي استثناها الله من خلودهم في النار ان ربك ايها الرسول حكيم في تقديره وتدبيره عليم بعباده وبمن يستحق منهم العذاب ثم قال تعالى مبينا ان متابعة الاخرين للاخرين بسبب الذنوب وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون وكما ولينا المردة من الجن وسلطناهم على بعض الناس ليضلوهم نولي كل ظالم ظالما يحثه على الشر ويحظه عليه وينفره عن الخير ويزهده فيه. جزاء لهم على ما كانوا يكسبون من المعاصي اذا يا اخواني المعاصي لن تذوقوا امر من المعاصي. ولن تتجرعوا اشد من السيئات فاتركوا المعاصي ظاهرها وباطنها والجأوا الى الله تعالى بالتوبة والاوبة اليه وعليكم بالحسنات وتابعوا الحسنة بالحسنة يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على انفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين ونقول لهم يوم القيامة يا معشر الانس الم يأتكم رسل من جنسكم فهم من الانس يتلون عليكم ما انزل الله عليهم ويخوفونكم لقاء يومكم هذا الذي هو يوم القيامة قالوا بلى اقررنا اليوم على انفسنا بان ما انزل الله عليهم ويخوفونكم لقاءه يومكم هذا الذي هو يوم القيامة قالوا بلى اقررنا اليوم على انفسنا بان ما انزل الله عليهم ويخوفونكم لقاء يومكم هذا الذي هو يوم القيامة قالوا بلى قررنا اليوم على انفسنا بان رسلك بلغونا واقررنا بلقائ هذا اليوم. لكن كذبنا رسلك وكذبنا بلقاء هذا اليوم وخدعتهم الحياة الدنيا بما فيها من زينة وزخرف ونعيم زائل واقروا على انفسهم انهم كانوا في الدنيا كافرين بالله وبرسله ولن ينفعهم هذا الاقرار ولا الايمان لفوات وقته. اذا الدنيا فرصة للعمل الصالح وينبغي على العبد ان لا يفرط بالعمل الصالح ابدا. بل عليه ان يجد في طاعة الله سبحانه وتعالى من فوائد الايات سنة الله في الضلال والهداية انهما من عنده تعالى طبعا العبارة بهذا ليست حسنة يعني سنة الله تعالى في الهداية وعدم الهداية من عند الله تعالى بخلقه وايجاده وهما من فعل العبد باختياره بعد مشيئة الله ولاية الله للمؤمنين بحسب اعمالهم الصالحة فكلما زادت اعمالهم الصالحة زادت ولايته لهم. وبالعكس من سنة الله ان يولي كل ظالم ظالما مثله يدفعه الى الشر ويحثه عليه ويزهده في الخير وينفره عنه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته