يقول جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء ويقول جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما ما بعد فيقول الحافظ ابو العباس احمد بن عبد اللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى فغفر له ولشاره والسامعين وجميع المسلمين مين؟ قال في كتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح قال تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من اختار الغزوة على الصوم عن انس رضي الله عنه انه قال كان ابو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من اجل الغزو فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم اره مفطرا الا يوم فطر او اضحى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب من اختار الغزو على الصوم هذه الترجمة فيها ما يتعلق بالغزو وفضله وانه اثر وافضل من صوم التطوع. لان صوم التطوع نفعه قاصر والغزو نفعه متعدي وما كان متعديا في النفع اولى مما كان قاصرا وهذا في الجملة وسبق ان مر معنا عند المصنف رحمه الله في الباب الاول حديث ابي هريرة جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل يعدل الجهاد. قال لا اجده هل تستطيع اذا خرج المجاهد اذا خرج المجاهد ان تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك وتحت هذه الترجمة من اختار الغزو على الصوم اورد حديث انس رضي الله عنه قال كان ابو طلحة اي الانصاري رضي الله عنه وهو زوج ام انس رضي الله عنه قال كان ابو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من اجل الغزو والمراد بقوله من اجل الغزو اي من اجل التقوي تقوية البدن على الغزو وملاقاة الاعداء وقد صح في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال تقووا آآ تقووا بالفطر تقووا بالفطر اي على تقوى على عدوكم صح عنه انه قال تقووا على عدوكم اي بالفطر والحديث في سنن ابي داود المسند للامام احمد والمراد بتقوى على عدوكم اي بالفطر فكان ابو طلحة الانصاري رضي الله عنه وكان يلقب فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقب فارس الحرب ايضا كان بطلا شجاعا مغوارا قويا رضي الله عنه. فكان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام آآ لا يصوم من اجل الغزو اي من اجل ان يتقوى. من اجل ان يتقوى على الغزو فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم اره مفطرا الا يوم فطر او اضحى لم اره مفطرا الا يوم فطر او اضحى بمعنى انه اه بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام اه انشغل اه العبادة والاقبال على الصيام خاصة لانه كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام يترك التنفل آآ بالصيام من اجل ان يتقوى بدنه على الغزو. نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب الشهادة سبع سوى القتل وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الطاعون شهادة لكل مسلم قال باب الشهادة سبع سوى القتل الشهادة سبع اي الشهداء عند الله سبحانه وتعالى سبع او سبعة الا آآ سوى القتل سوى القتل اي عدا القتل في سبيل الله والقتل في سبيل الله اعظم الشهادة وهؤلاء الذين اليهم الاشارة بقولها الشهداء سبع سوى القتل اي شهداء في ثواب الاخرة شهداء في ثواب الاخرة لكنهم يغسلون ويصلى عليهم بخلاف شهيدة المعركة بخلاف شهيد المعركة فهؤلاء في ثواب الاخرة. في ثواب الاخرة شهداء لكنهم يعاملون في الدنيا كغيرهم من حيث انهم يغسلون ويصلى عليهم وقد اشار بهذه الترجمة الى حديث رواه الامام مالك رحمه الله في الموطأ وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الشهداء سبعة انه قال الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله. المطعون شهيد والغرق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد. والمبطون شهيد. والحرق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع اي في نفاسها شهيد. فهؤلاء سبعة كلهم شهداء كلهم شهداء والمراد بالشهادة هنا اي في ثواب الاخرة في ثواب الاخرة اما في احكام الدنيا فانهم يغسلون ويصلى عليهم واورد هنا حديث انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الطاعون شهادة لكل مسلم. اي من كان موته الطاعون وهو مرض معروف فانه شهيد. نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى من المؤمنين غيره للضرر عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه انه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم املى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين مجاهدون في سبيل الله فجاءه ابن ام مكتوم وهو يمليها علي فقال يا رسول الله لو استطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا اعمى فانزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت ان ترض فخذي ثم سري عنه فانزل الله عز وجل غير اولي الضار قال باب قول الله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر. والمجاهدون اي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء فرق بين هؤلاء وهؤلاء القاعدون اي عن الجهاد. لا يستوي القاعدون اي عن الجهاد من المؤمنين غير اولي الضرر ان يستثنى من كان عدم تمكنه من الجهاد بسبب الضرر كالعمى مثلا يكون ضرير البصر او مثلا اعرج لا يستطيع او او كان مريضا او نحو ذلك فهذا هو المراد بغير اولي الضرر وساق حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم املى عليه اي على زيد ومن كتاب الوحي رضي الله عنه وارضاه لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله والمجاهدون في سبيل الله لا يستوي هؤلاء وهؤلاء فجاء ابن ام مكتوم وكثيف البصر رضي الله عنه وارضاه وهو يمليها عليه فقال يا رسول الله لو استطيع الجهاد لجاهدت مشيرا بذلك انه من اولي الضرر لا يستطيع ان يجاهد لما فيه من الضرر الذي هو فقد البصر قال لا واستطيع الجهاد لجهد وكان رجلا اعمى فانزل الله تبارك وتعالى على رسوله وفخذه على فخذ على فخذ زيد فثقلت علي حتى خفت ان ترض اخذي اي من شدة الثقل وهذا يدل على ان الوحي له شدة فقال ثم سري عنه اي عن الرسول عليه الصلاة والسلام فانزل الله غير اولي الضرر. اي من كان تخلفه عن الجهاد بسبب الضرر كالعمى او المرض او العرج او نحو ذلك نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب التحريض على القتال عن انس رضي الله عنه انه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الخندق فاذا المهاجرون والانصار يحفرون في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال اللهم ان العيش عيش الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة فقالوا مجيبين له نحن الذين بايعوا محمد على الجهاد ما بقينا ابدا قال باب التحريض على القتال والمراد بالتحريظ عليه اي الحث حث الناس على الجهاد وحظهم عليه وترغيبهم فيه. وبيان فضله كما قال الله كما قال الله تعالى حرض المؤمنين على القتال اي حث فعليه وحضهم على القيام به واورد حديث انس رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الخندق والخندق كان الى الجهة الشمالية من المدينة النبوية لما جاء الاحزاب وتكالبوا وتجمعوا امر النبي عليه الصلاة والسلام بحفر خندق شمال المدينة يمتد من شرقها الى غربها من شرقها الى غربها واشترك الصحابة ومعهم النبي عليه الصلاة والسلام في حفر ذلك الخندق حتى يكون حاجزا ومانعا من دخول المشركين منه واما الناحيتين الشرقية والغربية من المدينة فهما حرتان لا تتمكن الخيول ان تدخل معها واما الجهة القبلية جهة الجنوب ففيها اليهود عاهدوا النبي عليه الصلاة والسلام الا يدخل احد من جهتهم ثم نقضوا فيما بعد العهد الشاهد ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يحفر الخندق ومعه الصحابة الكرام فاذا المهاجرون والانصار يحفرون في غداة باردة اي في جو شاتي بارد وتكون يكون الحفر في مثل ذلك اشد مع مع برودة الجو لم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم. اي كانوا يباشرون ذلك بانفسهم بايديهم رضي الله عنهم. فلما رأى ما بهم من نصبي والجوع قال اللهم ان العيش عيش الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة العيش اي الدائم المستمر الباقي الذي لا يحول ولا يزول المستمر عيش الاخرة اما عيش الدنيا فانه يزول مهما حسن وزان في عين الانسان لا يبقى له واما عيش الاخرة فانه عيش باقي ونعيم لا ينقطع قال اللهم ان العيش عيش الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة دعا بالمغفرة للانصار والمهاجرين. فقال فقالوا مجيبين كانوا يجيبونه رضي الله عنهم نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا ابدا. بايعنا محمدا صلوات الله وسلامه عليه على الجهاد معه في سبيل الله ما بقينا اي مدة حياتنا ونحن ماضون معه على الجهاد في سبيل الله. نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب حفر الخندق وعنه في رواية انهم كانوا يقولون نحن الذين بايعوا محمدا على الاسلام ما بقينا ابدا. والنبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم لا خير الا خير الاخرة. فبارك في الانصار والمهاجرة فهذا فيه آآ عن انس رضي الله عنه في في رواية انهم كانوا يقولون نحن الذين بايعوا محمدا والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبهم. الرواية الاولى رواية انس انهم كانوا انه كان يقول ذلك ابتداء ثم هم يجيبونه ويحمل ذلك كما ذكر اهل العلم على انه يحصل هذا تارة مرة وتارة يحصل هذا مرة مرة هم يقولون ويجيبهم مرة هو عليه الصلاة والسلام يبتدأ ذلك ويجيبونه. نعم وعن البراء رضي الله عنه انه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول لولا انت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فانزلا سكينة علينا وثبت اقدام ان لاقينا ان الاولى قد بغوا علينا اذا ارادوا فتنة ابينا ثم اورد هذا الحديث حديث البراء رضي الله عنه قال ارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول ثم ذكر هذا الرجز الذي كان تجز به الصحابة رضي الله عنهم وهم يعملون في حفر الخندق والنبي عليه الصلاة والسلام يرتجز اه معه هم كما جاء في هذا الحديث حديث البراء وهو يقول لولا انت اي يا الله ما اهتدينا؟ اما حصلت لنا الهداية؟ وهذا فيه ان الهداية منة الهية وهبة ربانية. يهدي جل وعلا من يشاء سبحانه وتعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. فالهداية منة الله. سبحانه وتعالى على من شاء من عباده وهذا سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه يقول لولا انت ما اهتدينا. فالهداية منة الهية وهبة ربانية يمن بها سبحانه وتعالى على من يشاء من عباده ولا تصدقنا ولا صلينا. صلاتك وصدقتك وصيامك وجميع طاعاتك كلها توفيق الله لك. ومنة سبحانه وتعالى عليك فلولا منة الله عليك لما صليت ولولا منته سبحانه وتعالى عليك لما تصدقت ولما صمت ولا ما قمت باي شيء من انواع الطاعات. هذا فضل الله سبحانه وتعالى. ولهذا ينبغي على العابد ان يستحضر المنة ان يستحضر المنة منة منة الله سبحانه وتعالى عليه بالتوفيق للعبادة والهداية للطاعة يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين. ويقول جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم فالهداية منة الله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا ثم يسأل فانزلا فانزلا السكينة علينا ما ذكر اولا استشعار المنة هذا وسيلة هذا وسيلة يتوسل به الى الله عز وجل باستحضار منته وتوفيقه وهدايته لعبده استحضر ذلك متوسلا به الى الله سبحانه وتعالى فانزلا السكينة علينا وثبت الاقدام الا قيل الا قينا اي الاعداء ان الاولى اي الكفار والاحزاب ومن تظاهروا على قتال المسلمين قد بغوا علينا اذا ارادوا فتنة ابينا نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب من حبسه العذر عن الغزو عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فقال ان اقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا الا وهم معنا فيه حبسهم العذر قال باب من حبسه العذر عن الغزو اي فله اجر الغازي فله اجر او له مثل اجر الغازي. من حبسه العذر عن الغزو يريد ان يغزو لكن اصابه مرض اقعده عن الغزو او انه مثل ما تقدم في حديث في قصة ابن ام مكتوم رضي الله عنه حبسه كونه كثيف يقول لا استطيع والغزو يحتاج الى ابصار للاعداء حتى يتمكن من القتال فلا يستطيع الكثير فمن حبسه العذر ككونه كثيف البصر او مريضا او نحو ذلك فله مثل اجر الغازي ان كان لم يحبسه الا هذا العذر كان لم يحبسه الا العذر واورد حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فقال ان اقواما بالمدينة ان اقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا الا وهم معنا فيه المراد بقوله الا وهم معنا فيه اي في الاجر الا وهم معنا فيه اي في الاجر لان حبسهم العذر. قال حبسهم العذر كما من وادي اي ما من سير سرناه ولا عمل قمناه الا وهم شركاء معنا فيه لان الذي حبسهم هو العذر فقوله الا وهم معنا فيه اي في الثواب كما جاء ايضا في بعض الروايات للحديث الا اشركوكم في الاجر. الا اشركوكم في الاجر. نعم ثم قال رحمه الله باب فضل الصوم في سبيل الله عن ابي سعيد رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله بعد الله عن النار سبعين خريفا قال باب فضل الصوم في الجهاد في سبيل الله بفضل الصوم اي في الجهاد في سبيل الله واورد حديث ابي سعيد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. ومر معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تقووا على عدوكم اي بالفطر تقووا على عدوكم اي بالفطر وهذا فيه فضل من صام في سبيل الله اي في جهاده في سبيل الله. فهذا اما ان يحمل على من كان في الرباط من كان في الرباط يعني لا لم يباشر اه لقاء العدو ومقاتلة للاعداء او يحمل على من كان عنده قدرة من كان عنده قدرة آآ بدنية على الصيام بمعنى ان الصيام لا يضعف بدنه لا يضعف بدنه اما اذا كان يضعف بدنه الصيام فالاولى ان يفطر ليتقوى على ملاقاة الاعداء نعم ثم قال رحمه الله باب فضل من جهز غازيا او خلفه بخير عن زيد ابن خالد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف تغازيا في سبيل الله بخير فقد غزى قال باب فظل من جهز غازيا او خلفه بغير اي فله مثل اجره. فله مثل اجره اذا جهز غازيا جهزه للقتال باللباس بالسلاح المركوب او خلفه في اهله لان الغازي اذا ذهب الى الغزو يحتاج الى من يخلفه في اهله بخير. بان يتفقد اهله من حيث الطعام واللباس ونحو ذلك فخلفه بخير فمن كان كذلك فله مثل اجر مثل اجر الغازي. كما في حديث زيد ابن خالد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا اذا هذان بابان من الغزو يتناولهما قول النبي عليه الصلاة والسلام من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو ما على شعبة من النفاق. هذا من الغزو هذا من الغزوة تجهيز الغازي او يخلف الغازي في اهله هذا باب من ابواب الغزو وله مثل اجر آآ الغاز وجاء في سنن ابن ماجة من حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان له مثل اجره ان جهزه او خلفه في اهله بخير كان له مثل اجر الغازي وعرفنا ان اجر الغازي اجر عظيم كما قال عليه الصلاة والسلام في اول حديث مر معنا قال هل تستطيع اذا خرج المجاهد ان تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك نعم قال رحمه الله وعن انس رضي الله عنه انه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت ام سليم الا على ازواجه. فقيل له فقال اني ارحمها قتل اخوها معي قال عن انس رضي الله عنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت غير بيت ام سليم. ام سليم اي بنت ملحان رضي الله عنها قم انس ابن مالك راوي هذا الحديث رضي الله عنه فيقول آآ انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت ام سليم الا على ازواجه الا على ازواجه فما كان يدخل بيتا غير بيت ام سليم الا دخوله عليه الصلاة والسلام على ازواجه فقيل له قيل له اي في هذا الدخول الذي يحصل منه عليه الصلاة والسلام بان خصها بذلك فقيل فقال اني ارحمها قال اني ارحمها قتل اخوها معي. قتل اخوها معي واخوها مر معنا قصة قتلة قريبا. حرام حرام ابن ملحان رضي الله عنه مر معنا قصة قتله وقد رواها انس ابن مالك في باب من ينكب او يطعن قال انس رضي الله عنه بعث النبي صلى الله عليه وسلم اقواما من بني سليم الى بني عامر في سبعين. الذين يقال لهم القراء فلما قدموا قال لهم خالي. مراد بخالة هذا هو حرام ابن ملحان فقال لهم خالي اتقدمكم فقتل قتل في كان اول من قتل رضي الله عنه في هذه الوقعة وقعة بئر معونة فيقول عليه الصلاة والسلام اني ارحمها قتل اخوها معي وبئر معونة لم يشهدها النبي عليه الصلاة والسلام فما معنى قول معي؟ اي في عسكري معي اي في عسكري وبامري. النبي صلى الله عليه وسلم امرهم بذلك. وآآ حرضهم على ذلك وحثهم صلى الله عليه وسلم على ذلك فهم بامره وفي عسكر النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. والشاهد من هذا الحديث للترجمة ان النبي عليه الصلاة والسلام خلف حرام ملحان رضي الله عنه في بيته وفي اهله بخير صلوات الله وسلامه عليه واما دخول النبي على ام سليم اما دخوله على ام سليم فقيل انها من محارمه وانها خالته عليه الصلاة والسلام من الرضاعة ومن النسب قال ذلك غير واحد من اهل العلم وقيل ان هذا خصوصية النبي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه نعم ثم قال رحمه الله باب التحنط عند القتال وعنه رضي الله عنه انه اتى يوم اليمامة الى ثابت ابن قيس رضي الله عنه وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال يا عمي ما يحبسك الا تجيء؟ قال الان يا ابن اخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط ثم جاء فجلس فذكر في الحديث انكشافا من الناس فقال هكذا عن وجوب فقال هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم. ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم اقرانكم قال باب التحنط عند القتال. التحنط اي وضع الحنوط والحنوط ما يطيب به الميت ما يطيب به الميت بعد ان يغسل يوضع له الحنوب تنبعث منه الرائحة الطيبة اه الجميلة. وهو مركب وهو مركب من اه يعني انواع من العطور والتحنط عند القتال يراد به الاستعداد للموت استعداد للموت يتحنط مستعدا للموت ومن قتل في القتال لا يغسل لا لا لا يغسل ويدفن في في في لباسه ومر معنا ان الشهيد في غير القتال بخلاف ذلك يغسل ويكفن يصلى عليه اما شهيد المعركة فانه لا وانما يدفن بدماءه وفي لباسه ويبعث يوم القيامة بهذا الدم اللون لون الدم والرائحة رائحة المسك كما تقدم معنا بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمراد بالتحنط عند قتال اي استعدادا للموت وتهيؤا له اورد حديث انس رضي الله عنه انه اتى يوم اليمامة الى ثابت ابن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط هسه رأيه كشف عن فخذيه وهو يتحنط اي يحنط رجليه وفخذيه استعدادا للموت وملاقاة الاعداء فقال يا عم ما يحبسك الا تجيء ما يحبسك الا تجيئي الى الساحة ساحة القتال ما يحبسك الا تجيء. وقوله يا عم هو ليس عمة. ليس اخا والده وانما هذا من الادب مع الكبار ادب الصحابة رضي الله عنهم مع الكبار يخاطب الكبير يا عم والكبير ايضا يخاطب الصغير يا ابن اخي كما سيأتي فقال يا عم ما يحبسك الا تجيء قال الان يا ابن اخي الان يا ابن اخي تقول انس يا عم اه قول ثابت رضي الله عنه يا ابن اخي هذا كله من باب اللطف في اه الخطاب الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم بين الكبار منهم والصغار قال وجعل يتحنط يعني من الحنوط ثم جاء فجلس فذكر في الحديث انكشافا من الناس انكشافا اي فرارا من بعضهم وهزيمة فقال هكذا قال ثابت رضي الله عنه هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم اشار يعني ابتعدوا عن طريقي حتى نقاتل القوم ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله يحثهم على الاقدام الثبات وعدم الفرار والانهزام قال ما هذا كنا نفعل مع رسول الله بئس ما عودتم اقرانكم اي هذه الطريقة طريقة لا تأتي بخير بل انها تعود اقرانكم معكم على الفرار والهزيمة نعم ثم قال رحمه الله باب فضل الطليعة عن جابر رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر القوم يوم الاحزاب؟ قال الزبير انا ثم قال من يأتيني بخبر القوم؟ فقال الزبير انا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي حواريا وحواري الزبير قال باب فضل الطليعة والمراد بالطليئة من يبعث من يبعث في مقدمة الجيش يستكشف العدو واحوال العدو يعرف مثلا اعدادهم اماكنهم خيلهم يستكشف عن حال العدو هذا يسمى الطليعة يسمى الطليعة. قال باب في فضل كالطليعة فورد عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر القوم يوم الاحزاب والمراد بالقوم والمراد بالقوم بنوا قريظة اليهود الذين كانوا الى جنوب المدينة وكان بينهم وبين النبي عليه الصلاة والسلام عهد فنقضوا عهد رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فقال من يأتيني بخبر القوم اي خبر بني هريرة في يوم الاحزاب فقال الزبير اي ابن العوام هو العشرة المبشرين بالجنة؟ قال انا ثم قال من يأتيني بخبر القوم؟ فقال الزبير انا. فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان لكل نبي حواريين ان لكل نبي حواريا وحواري الزبير هذا فيه فضل الزبير رضي الله عنه وارضاه قال وحواري الزبير ما بعث الله من نبي الا كان له من امته حواريون واصحاب. كما جاء في الحديث يستنون بسنتي ويقتدون بهديه ثم انه يخلف من بعدهم خلوف فالحواريون الحواريون هم الانصار والاعوان قال الحواريون نحن انصار الله. فالحواريون هم الاعوان والانصار فهذا فيه فضل الزبير رضي الله عنه وان وانه حواري رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء اي منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والعفة والغنى اللهم اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا اللهم اجعله الوارث منا اللهم اجعل ثأرنا على من ظلم انا وانصرنا على من عادانا اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا وقبل ان اختم انبه الى ان الصور للحلقة او اخذ صورة مع الحلقة هذا كله لا ينفع الانسان ولا يفيده وانما الذي يفيده هو العلم النافع ومعرفة هدي النبي عليه الصلاة والسلام بل ان ربما ان مثل هذه الصور تضر اه الانسان اقول ذلك معذرة الى الله وبيانا ونصحا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله