اي متسلط على عباد الله بالجبروت عنيد اي معاند لايات الله. فعصوا كل ناصح ومشفق عليهم. واتبعوا كل غاش لهم يريد اهلا لا جرم اهلكهم الله. واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي اي وارسلنا الى عاد وهم القبيلة المعروفة في الاحقاف من ارض اليمن اخاهم في النسب هودا يتمكن من الاخذ عنه والعلم بصدقه. فقال لهم يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. ان انتم الا مفترون. اي امرهم بعبادة الله ونهاهم عما هم عليه من عبادة غير الله. واخبرهم انهم قد افتروا على الله الكذب في عبادتهم لغيره. وتجويزهم لذلك. ووضح لهم بعبادة الله وفساد عبادة ما سواه. ثم ذكر عدم المانع لهم من الانقياد فقال يا قومي لا اسألكم عليه اجرا. اي غرامة من اموالكم على ما دعوتكم اليه فتقول هذا يريد ان يأخذ اموالنا. وانما ادعوكم واعلمكم مجانا. ان اجري الا على الذي فطرني. افلا تعقلون منهم لانهم جحدوا بايات ربهم. ولهذا قالوا ليهود ما جئتنا ببينة. فتبين بهذا انهم متيقنون لدعوته. وان ما عاندوا وجحدوا وعصوا رسله. لان من عصى رسولا فقد عصى جميع المرسلين. لان دعوتهم واحدة. واتبعوا امر كل جبار ما ادعوكم اليه وانه موجب لقبوله. منتف المانع عن رده. ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تولوا مجرمين. ويا قومي استغفروا ربكم عما مضى منكم. ثم توبوا اليه فيما تستقبلونه بالتوبة النصوح. والانابة الى الله تعالى فانكم اذا فعلتم ذلك يرسل السماء عليكم مدرارا بكثرة الامطار التي تحصد بها الارض ويكثر خيرها زدكم قوة الى قوتكم. فانهم كانوا من اقوى الناس. ولهذا قالوا من اشد منا قوة؟ فوعدهم انهم ان امنوا زادهم قوة الى قوتهم. ولا تتولوا عنه اي عن ربكم مجرمين. اي مستكبرين عن عبادته متجرئين على محارمه. فقالوا رادين لقوله الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين. يهود ما جئتنا ببينة. ان كان قصدهم بالبينة البينة التي يقترحونها فهذه غير لازمة للحق. بل اللازم ان يأتي النبي باية تدل على صحة ما جاء به. وان كان قصدهم انه لم يأتهم ببينة تشهد لما قاله بالصحة فقد كذبوا في ذلك فانه ما جاء نبي لقومه الا وبعث الله على يديه من الايات ما يؤمن على مثله البشر ولو لم يكن له اية الا دعوته اياهم لاخلاص الدين لله وحده لا شريك له. والامر بكل عمل صالح وخلق جميل. والنهي عن كل خلق النميم من الشرك بالله والفواحش والظلم وانواع المنكرات مع ما هو مشتمل عليه هود عليه السلام من الصفات التي لا تكون الا لخيار الخلق واصدقهم لكفى بها ايات وادلة على صدقه. بل اهل العقول واولو الالباب يرون ان هذه الاية اكبر من مجرد الخوارق التي يراها بعض الناس هي المعجزات فقط ومن اياته وبيناته الدالة على صدقه انه شخص واحد ليس له انصار ولا اعوان وهو يصرخ في قومه ويناديهم ويعجزهم ويقول لهم اني توكلت على الله ربي وربكم اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه اكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. وهم الاعداء الذين لهم السطوة والغلبة ويريدون اطفاء ما معه من النور. باي طريق كان وهو غير مكترث بهم ولا مبال بهم. وهم عاجزون لا يقدرون ان ينالوهم بشيء من السوء. ان في ذلك لايات لقوم يعقلون وقولهم وما نحن بتارك الهتنا عن قولك اي لا نترك عبادة الهتنا لمجرد قولك الذي ما اقمت عليه بينة بزعمهم وما نحن لك بمؤمنين. وهذا تأييس منهم لنبيهم هود عليه السلام في ايمانهم. وانهم لا يزالون في كفرهم يعمهون قال اني اشهد الله واشهد اني بريء ان نقول فيك الا اعتناك بعض الهتنا بسوء. اي اصابتك بخبال وجنون فصرت تهذي بما لا يعقل. فسبحان من طبع على قلوب الظالمين كيف جعلوا اصدق الخلق الذي جاء باحق الحق؟ بهذه المرتبة التي يستحي العاقل من حكايتها عنهم لولا ان الله حكاها عنهم هذا بين هود عليه الصلاة والسلام انه واثق غاية الوثوق انه لا يصيبه منهم ولا من الهتهم اذى. فقال اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه. فكيدوني جميعا. اي اطلبوا لي الضرر كلكم بكل طريق تتمكنون بها مني ثم لا اي لا تمهلوني ان ربي على صراط مستقيم اني توكلت على الله اي اعتمدت في امري كله على الله ربي وربكم اي هو خالق الجميع ومدبرنا واياكم وهو الذي ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. فلا تتحرك ولا تسكن الا باذنه. فلو اجتمعتم جميعا على الايقاع بي. والله لم يسلطكم علي لم تقدروا على ذلك. فان سلطكم فلحكمة ارادها. فان ربي على صراط مستقيم. اي على عدل وقسط وحكمة حمد في قضائه وقدره في شرعه وامره وفي جزائه وثوابه وعقابه. لا تخرج افعاله عن الصراط المستقيم. التي يحمد ويثنى عليه بها فان تولوا فقد ابلغتكم ما ارسلت به اليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضر فان تولوا عما دعوتكم اليه فقد لغتكم ما ارسلت به اليكم فلم يبقى علي تبعة من شأنكم. ويستخلف ربي قوما غيركم. يقومون بعبادته ولا يشركون به شيء شيئا ولا تضرونه شيئا. فان ضرركم انما يعود عليكم. فالله لا تضره معصية العاصين. ولا تنفعه طاعة المطيعين. من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها ان ربي على كل شيء حفيظ والذين امنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ. ولما جاء امرنا اي عذابنا بارسال الريح العقيم. التي ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم. نجينا هودا والذين امنوا معه برحمة منا نجيناهم من عذاب غليظ. اي عظيم شديد. احله الله بعاد. فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم ايات ربهم معصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد. وتلك عاد الذين اوقع الله بهم ما اوقع بظلم واتبعوا في هذه الدنيا لعنة فكل وقت وجيه الا ولانبائهم القبيحة واخبارهم الشنيعة ذكر يذكرون به. وذم يلحقهم ويوم القيامة لهم ايضا لعنة. الا معادن كفروا ربهم اي جحدوا من خلقهم ورزقهم ورباهم. الا بعدا لعاد قوم هود. اي ابعدهم الله عن كل خير وقربهم من كل شر