بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال مسلم علينا وعليه رحمة الله حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن ابي بردة عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا الى اليمن فقال يسرا ولا تعثرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا اذا هذا الحديث هو حديث عظيم فيه الامر بالتبشير بفضل الله تعالى وعظيم ثوابه وعظيم جنته وجليل رحمته وجزيل عطائه وفيه النهي عن التنفير بذكر التخويف وانواع الوعيد محضة من غير ضمها الى التبشير وفيه تأليف من قرب اسلامه وترك التشديد عليهم وهكذا ينبغي على الانسان ان يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر وحدثنا محمد بن عباد قال حدثنا سفيان عن عمل ها وحدثنا اسحاق بن ابراهيم وابن ابي خلف عن زكريا ابن عدي قال اخبرنا عبيد الله عن زيد ابن ابي انيسة كلاهما عن سعيد بن ابي بردة عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث شعبة وليس في حديث زيد ابن ابي انيسة وتطاوعا ولا تختلفا حدثنا عبيد الله ابن معاذ العنبري قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن ابي التياح عن انس ها وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا عبيد الله بن سعيد حاء وحدثنا محمد ابن الوليد قال حدثنا محمد ابن جعفر كلاهما عن شعبة عن ابي التياح قال سمعت انس ابن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا باب تحريم الغدر الغدر صفة من اذم الصفات وجاء الدين الحنيف ودفع الانسان عن كل صفة رديئة وحث دين الحنيف على كل صفة حميدة حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا محمد ابن بشر وابو اسامة ها وحدثني زهير ابن حرب وعبيد الله ابن سعيد يعني ابا قدامة الترخيص قال حدثنا يحيى وهو القطان كلهم عن عبيد الله حاء وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير واللفظ له قال حدثنا ابي قال حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جمع الله الاولين والاخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فقيل هذه غدرة فلان ابن فلان ولاة العرب احتاج ان تضع للانسان راية بيضاء اذا كان محسنا حتى يقال فلان رايته بيضاء اما الغادر والعياذ بالله فرايته سوداء وحدثنا هنا هذه غدرة فلان ابن فلان فالناس يوم القيامة يدعون باسماء اباء باسمائهم واسماء ابائهم ليس باسمائهم واسماء امهاتهم كما نقل هذا عن محمد بن كعب القرظي وحدثنا ابو الربيع العتكي قال حدثنا حماد قال حدثنا ايوب حام وحدثنا عبيد الله وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال حدثنا عفان قال حدثنا صخر بن جويرية الهما عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وحدثنا يحيى ابن ايوب وقتيبة وابن حجر عن اسماعيل ابن جعفر عن عبدالله بن دينار انه سمع عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغادر ينصر الله له لواء يوم القيامة فيقال الا هذه غدرة فلان حدثنا حدثني حرملة ابن يحيى قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله ان عبد الله ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل غادر لواء يوم القيامة وحدثنا محمد ابن المثنى وابن بشار قال حدثنا ابن ابي عدي ها وحدثني بشر بن خالد قال اخبرنا محمد يعني ابن جعفر كلاهما عن شعبان عن سليمان عن ابي وائل عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان وحدثنا اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا النظر ابن سمير هاء وحدثني عبيد الله بن سعيد قال حدثنا عبد الرحمن جميعا عن شعبة في هذا الاسناد وليس في حديث عبدالرحمن يقال هذه غدرة فلان وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا يحيى ابن ادم عن يزيد ابن عبد العزيز عن الاعمش عن شقيق عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة. يعرف به يقال هذه غدرة فلان حدثنا محمد ابن المثنى وعبيد الله ابن سعيد قال حدثنا عبدالرحمن ابن مهدي عن شعبة عن ثابت عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به حدثنا محمد ابن المثنى وعبيد الله ابن سعيد قال حدثنا عبدالرحمن قال حدثنا شعبة عن خليد عن ابي نظرته عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء عند اسبه يوم القيامة وحدثنا زهير بن حرب قال حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث قال حدثنا المستمر ابن الريان قال حدثنا ابو نظرة عن ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره الا ولا غادر اعظم غدرا من امير عامة نسأل الله العافية فاذا كان الانسان على اهل بيته يحاسب اشد الحساب فما بالك بأمير العامة او بالذي يزين لامير العامة السوء اذا اللواء هو الراية العظيمة لا يمسكها الا صاحب جيش الحرب او صاحب دعوة الجيش وبعد ذلك يكون الناس تبعا له فمعنى للكل غادر لواء اي علامة يشهر بها في الناس زيادة في فضيحته لان موضوع اللواء لشهرة مكان الرئيس علامة له. وكانت العرب تنصب الالوية في الاسواق الحفل لغدرة الغادر لتشهيره بذلك. واما الغادر فهو الذي يواعد على امر ولا يفي به يقال غدر يغدر بكسر الدال في الفعل المضارع اذا هذا الحديث بعد ان ساق مسلم الفاظه فيه بيان غلظ تحريم الغدر لا سيما من صاحب الولاية العامة لان غدره يتعدى ضرره الى خلق كثير كثير وكذلك هو غير مضطر الى الغدر لقدرته على الوفاء فيأتي ويغدر فهذا قد جمع سوأتين ولذلك لما مر عندنا في احاديث الفتن في مسألة الرعاية لما يتطاولون في البنيان باعتبار ان من لا يحق الولاية اذا تولى يفسد على يسجد على الناس امر دنياهم واذا فسد دنيا الناس قد تفسد اخراهم بسبب اضطراب دنياهم فغدر الامام غدر شنيع جدا نسأل الله العافية والسلامة باب جواد الخداع في الحرب وحدثنا علي ابن حجر السعدي وعمرو الناقد وزهير ابن حرب واللفظ لعلي وزهير قال علي اخبرنا وقال الاخران حدثنا سفيان قال سمع عمرو جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة طبعا هذا يروى خدعة وخدعة وخدعة وممن شرحه صاحب شرح السنة البغوي علينا وعليه رحمة الله حدثنا محمد ابن عبد الرحمن ابن سهم قال اخبرنا عبد الله ابن المبارك قال اخبرنا معمر عن همام ابن منبه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة اذا يجوز في الحرب من المعاريظ التي توهم العدو خلاف الامر باب كراهة تمني لقاء العدو والامر بالصبر عند اللقاء اذا فالانسان لا يتمنى لقاء العدو ولكن لو حصل هذا في الانسان مأمور بالصبر والثبات حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد ابن حميد قال حدثنا ابو عامر العقدي عن المغيرة وهو ابن عبد الرحمن الحزامي عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنوا لقاء العدو واذا لقيتموهم فاصبروا ولذلك لما نهي عن ذلك بان الانسان لا يدري حينما يلقى العدو يصبر ام لا يصبر. يثبت ام لا يثبت وايضا حتى لا يعجب الانسان بنفسه فيثق بها بل على الانسان ان يتضرع الى ربه سبحانه وتعالى والشخص الذي يعجب بنفسه لا ينصب انما ينصر من يتوكل على الله سبحانه وتعالى وحدثني محمد ابن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا ابن جريج قال اخبرني موسى ابن عقبة عن ابي النظر عن كتاب رجل من اسلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبدالله بن ابي اوفى فكتب الى عمر ابن عبيد الله حين سار الى الحرورية يخبرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض ايامه التي لقي فيها العدو ينتظر حتى اذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية. طبعا الانسان دائما يسأل ربه العافية فاذا لقيتموهم فاصبروا. اذا حصل هذا ينبغي على الانسان ان يصبر فهذا فيه حث على الصبر في القتال وفي غيره والصبر هو اشد الاركان الامر وقد جمع الله سبحانه وتعالى اداب القتال في قوله يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. اذا ذكر الله تعالى مما يثبت الانسان ويصبره واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ثم علل علل الامر بالصبر فقال ان الله مع الصابرين ثم نهى ربنا عن خلاف هذا فقال ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله اذا قال هنا في الحديث يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فاذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف معناه ثواب الله والسبب الموصل الى الجنة عند الظرب بالسيوف في سبيل الله ومشي المجاهدين في سبيل الله فاحضروا بصدق واثبتوا ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم منزل الكتاب هذا التوسل بنعمة الله سبحانه وتعالى ولكن هي نعمة انزال الكتاب فهي نعمة عظيمة اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهذا السحاب اية من ايات الله تعالى وهازم الاحزاب فربنا جل جلاله قد هزم الاحزاب واستجاب الدعاء عند اللقاء نعم ومجري السحاب وهازم الاحزاب الذين على مدينة النبي صلى الله عليه وسلم اهزمهم وانصرنا عليهم فهذا فيه استحباب الدعاء عند اللقاء والاستنفار بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والاخذ بالاسباب باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو اي عند اللقاء حدثنا سعيد ابن منصور قال حدثنا خالد بن عبدالله عن اسماعيل ابن ابي خالد عن عبدالله بن ابي اوفى قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاحزاب فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الاحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم اي ازعجهم وهاركهم بالشدائد والزلزال والزلزلة الشدائد التي تحرك الناس نسأل الله تعالى ان لا يزلزلنا وان يثبتنا حتى الممات وبعد الممات وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت ابن ابي اوفى يقول دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث خالد غير انه قال هازم الاحزاب ولم يذكر قوله اللهم وحدثناه اسحاق ابن ابراهيم وابن ابي عمر جميعا عن ابن عيينة عن اسماعيل بهذا الاسناد وزاد ابن ابي عمر في روايته مجري السحاب وحدثني حجاج بن الشاعر قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا حماد بن ثابت عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يوم احد اللهم انك ان تشأ لا تعبد في الارض وهذا فيه التسليم لقدر الله تعالى فيه التسليم لقدر الله تعالى وان كل شيء لقدر الله سبحانه وتعالى ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم هذا متظمنا لطلب النصر متظمن لطلب النصر باب تهريب قتل النساء والصبيان في الحرب. طبعا جاء النهي عن ذلك والمرأة اذا قاتلت تقاتل حدثنا يحيى ابن يحيى ومحمد ابن ربح قال اخبرنا الليث حاء وحدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله ان امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مقتولا فانكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا محمد ابن بشر وابو اسامة قال حدثنا عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر قال وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد باعتبار ان البيات يحصل فيه ما يحصل لكن العمل لا يجوز الا لمن قاتل وحدثنا يحيى ابن يحيى وسعيد ابن منصور وعمرو الناقد جميعا عن ابن عيينة قال يحيى اخبرنا سفيان ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب ابن جثامة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذراري من المشركين يبيتون فيصيبون من نسائهم وذراريهم فقال هم منهم اي ان النبي صلى الله عليه وسلم قد عذر الجيش الذي لا يستطيع ان يفرز وحدثنا نعم قال مسلم حدثنا عبد ابن حميد قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس عن الصعب ابن جثام قال قلت يا رسول الله انا نصيب في البيات من ذرار المشركين قال هم منهم اذا في هذا الحديث دليل لجواز البيات وجواز الاغارة على من بلغتهم الدعوة من غير اعلانهم بذلك وفيه ان اولاد الكفار حكمهم في الدنيا حكم ابائهم نعم وهكذا فينبغي على الانسان ان يتعلم الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحتاجه الان وفيما لا يحتاجه حتى اذا نزلت نازلة بالمسلمين واحتاج الامر يكون قد علمه قبل هذا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته