في بناتك فقالوا له لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك اعلموا ما نريد اي لا نريد الا الرجال ولا لنا رغبة في النساء. فاشتد قلق لوط عليه الصلاة والسلام قوة او اوي الى ركن شديد. وقال لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد. كقبيلة مانعة لمنعتكم وهذا بحسب الاسباب المحسوسة. والا فانه يأوي الى اقوى الاركان وهو الله الذي لا يقوم لقوته احد. ولهذا المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي اي وارسلنا الى ثمود وهم عادوا الثانية المعروفون الذين يسكنون الحجر ووادي القرى اخاهم في النسب صالحا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى عبادة الله وحده. فقال يا قومي اعبدوا الله اي وحدوه واخلصوا له الدين ما لكم من اله غيره. لا من اهل السماء ولا من اهل الارض. هو انشأكم من الارض اي خلقكم فيها واستعمركم فيها. اي استخلفكم فيها وانعم عليكم من نعم الظاهرة والباطنة. ومكنكم في الارض تبنون وتغرسون وتزرعون. وتحرثون ما شئتم وتنتفعون بمنافعها وتستغلون مصالحها. فكما انه لا شرك له في جميع ذلك. فلا تشركوا به في عبادته. فاستغفروه مما صدر منكم من الكفر والشرك والمعاصي واقلعوا عنها ثم توبوا اليه. اي ارجعوا اليه بالتوبة النصوح والانابة اي قريب ممن دعاه دعاء مسألة او دعاء عبادة يجيبه باعطائه سؤله وقبول دعوته واثابته عليها اجل الثواب واعلم ان قربه تعالى نوعان عام وخاص. فالقرب العام قرب بعلمه من جميع الخلق. وهو المذكور في قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد والقرب الخاص قربه من عباده وسائليه ومحبيه. وهو المذكور في قوله تعالى واسجد واقترب. وفي هذه الاية وفي قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع وهذا النوع قرب يقتضي الطافه تعالى واجابته دعواتهم وتحقيقه لمراداتهم. ولهذا يقرن باسمه القريب اسمه المجيب. فلما امرهم نبيهم صالح عليه السلام ورغبهم في الاخلاص لله وحده ردوا عليه دعوته وقابلوه اشنع المقابلة قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجو قبل هذا اي قد كنا نرجوك ونأمل فيك العقل والنفع وهذا شهادة منهم لنبيك صالح انه ما زال معروفا بمكارم الاخلاق ومحاسن الشيم. وانه من خيار قومه. ولكنه لما جاءهم بهذا الامر الذي لا يوافق اهم الفاسدة؟ قالوا هذه المقالة التي مضمونها انك قد كنت كاملا. والان اخلفت ظننا فيك. وصرت بحالة لا يرجى منك خير وذنبه ما قالوه عنه وهو قولهم اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا؟ وبزعمهم ان هذا من اعظم القدح في صالح كيف قدح في عقولهم وعقول ابائهم الضالين. وكيف ينهاهم عن عبادة من لا ينفع ولا يضر. ولا يغني شيئا من الاحجار والاشجار ونحوها. وامرهم الدين لله ربهم الذي لم تزل نعمه عليهم تترا واحسانه عليهم دائما ينزل. الذي ما بهم من نعمة الا منه ولا يدفع عنهم السيئات الا هو واننا لفي شك مما تدعونا اليه مريب. اي ما زلنا شاكين فيما دعوتنا اليه شكا مؤثرا في قلوبنا الريب. وبزعم بهم انهم لو علموا صحة ما دعاهم اليه لاتبعوه. وهم كذبة في ذلك. ولهذا بين كذبهم في قوله فمن ينصرني من الله ان عصيته قال يا قومي ارأيتم ان كنت على بينة من ربي اي برهان ويقين مني واتاني منه رحمة اي من علي برسالته ووحيه. اي افأبكم على ما انتم عليه وما تدعونني اليه. فمن ينصرني من الله ان عصيته فما تزيدونني غير تقصير. اي غير خسار وتباب وضرر قل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب. ويا قومي هذه ناقة الله لكم اية لها شرب من البئر يوما ثم يشربون كلهم من ضرعها ولهم شرب يوم معلوم. فذروها تأكل في ارض الله اي ليس عليكم من مؤنتها وعلفها شيء. ولا تمسوها بسوء. اي بعقر. فيأخذكم عذاب قريب في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب. فعقروها فقال لهم صالح تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب. بل لا بد من وقوعه والذين امنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ ان ربك هو القوي العزيز فلما جاء امرنا بوقوع العذاب نجينا صالحا والذين امنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ. اي نجيناه من العذاب والخزي والفضيحة. ان ربك هو القوي العزيز. ومن قوته وعزته ان اهلك الامم الطاغية ونجى الرسل واتباعهم الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين. فاخذ الذين ظلموا الصيحة العظيمة فقطعت قلوبهم فاصبحوا في ديارهم جاثمين. اي خامدين لا حراك لهم كأن لم يغنوا فيها اي كأنهم لما جاءهم العذاب ما تمتعوا في ديارهم ولا انسوا بها. ولا نعموا بها يوما من الدهر. قد فارقهم النعيم وتناولهم العذاب السرمدي الذي لا ينقطع. الذي كانه لم يزل الا ان ثمود كفروا ربهم اي جحدوه بعد ان جاءتهم الاية المبصرة. الا بعدا لثمود. فما اشقاهم واذلهم. نستجير بالله من عذاب الدنيا وخزي ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالمشرق قالوا سلاما قال ايوه لقد جاءت رسلنا من الملائكة الكرام رسولنا ابراهيم الخليل بالبشرى اي بالبشارة بالولد حين ارسلهم الله اه لاهلاك قوم لوط وامرهم ان يمروا على ابراهيم فيبشروه باسحاق. فلما دخلوا عليه قالوا سلاما قال سلام اي سلموا عليه ورد عليهم السلام. ففي هذا مشروعية السلام وانه لم يزل من ملة ابراهيم عليه السلام. وان السلام قبل الكلام وانه ينبغي ان هنا الرد ابلغ من الابتداء. لان سلامهم بالجملة الفعلية الدالة على التجدد. وردهم بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار انهما فرق كبير كما هو معلوم في علم العربية. فما لبث ابراهيم لما دخلوا عليه ان جاء بعجل حنيذ. اي بادر لبيته احمر لاضيافه عجلا مشويا على سمينا. فقربه اليهم فقال الا تأكلون فلما ايديهم لا تصل اليه. اي الى تلك الضيافة نكرهم واوجس منهم خيفة. وظن انهم اتوه بشر ومكروه. وذلك قبل ان يعرف امره فقالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط اي انا رسل الله ارسلنا الله الى اهلاك قوم لوط. وامرأته وامرأة ابراهيم قائمة تخدم فضحكت حين سمعت بحالهم وما ارسلوا به تعجبا. فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. فتعجبت من ذلك وقالت يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا؟ فهذان مانعان من وجود الولد. ان هذا لشيء عجيب. قالوا اتعجب قالوا اتعجبين من امر الله فان امره لا عجب فيه لنفوذ مشيئته التامة في كل شيء. فلا يستغرب على قدرته شيء. وخصوصا فيما يدبره ويمضيه لاهل هذا البيت المبارك. رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت. اي لا تزال رحمته واحسانه وبركاته. وهي زيادة من خيره واحسانه وحلو الخير الالهي على العبد. عليكم اهل البيت. انه حميد مجيد. اي حميد الصفات. لان صفات صفات كمال حميد الافعال. لان افعاله احسان وجود وبر وحكمة. وعدل وقسط. مجيد والمجد هو عظمة الصفات وسعتها فله صفات الكمال وله من كل صفة كمال اكملها واتمها واعمها يجادلنا في قوم لوط. فلما ذهب عن ابراهيم الروع الذي اصابه من خيفة وجاءته البشرى بالولد التفت حينئذ الى مجادلة الرسل في اهلاك قوم لوط وقال لهم ان فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه واهله الا امرأته. ان ابراهيم لحليم اي ذو خلق حسن. وسعة صدر وعدم غضب عند جهل الجاهلين. اواه اي متضرع الى الله في جميع الاوقات منيب اي رجاع الى الله بمعرفته ومحبته. والاقبال عليه والاعراض عمن سواه. فلذلك كان يجادل عمن حتم الله بهلاكه فقيل له يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك انام غير مردود. يا ابراهيم اعرض عن هذا الجدال انه قد جاء امر ربك بهلاكهم. وانهم اتيهم عذاب غير فلا فائدة في جدالك ولما جاءت رسلنا اي الملائكة الذين صدروا من ابراهيم لما اتوا لوطا سيء بهم اي شق عليهم اليه مجيئهم وضاق بهم ذرعا. وقال هذا يوم عصيب. اي شديد حرج لانه علم ان قومه لا يتركونهم. لانهم في صور شبكة باب جرد مرض في غاية الكمال والجمال. ولهذا وقع ما خطر بباله. وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قال يا قومي هؤلاء بناتيهن اطهر لكم فاتقوا الله قال لا تخزوني في ضيفي اليس منكم رجل رشيد؟ فجاءه قومه يهرعون اليه اي يسرعون ويبادرون يريدون اضيافه بالفاحشة التي كانوا يعملونها. ولهذا قال ومن قبل كانوا يعملون السيئات. اي الفاحشة التي ما سبقهم عليها احد من العالمين. قال يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم من اضيافي. وهذا كما عرض لسليمان عليه الصلاة والسلام على المرأتين ان يشق الولد المختص فيه لاستخراج الحق ولعلمه ان بناته ممتنع منالهن ولا حق لهم فيهن والمقصود الاعظم دفع هذه الفاحشة الكبرى فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي. اي اما ان تراعوا تقوى الله واما ان تراعوني في ضيفي ولا تخزوني عندهم اليس منكم رجل رشيد؟ فينهاكم ويزجركم؟ وهذا دليل على مروجهم وانحلالهم من الخير والمروءة لما بلغ الامر منتهاه واشتد الكرب قالوا له ان موعدهم الصبح وليس الصبح بقريب. انا رسل ربك اي اخبروه بحالهم ليطمئن قلبه يصل اليك بسوء. ثم قال جبريل بجناحه فطمس اعينهم. فانطلقوا يتوعدون لوطا بمجيء الصبح. وامر الملائكة لوطا ان يسري بقطع من الليل اي بجانب منه قبل الفجر بكثير ليتمكنوا من البعد عن قريتهم ولا يلتفت منكم احد اي بادروا بالخروج وليكن همكم النجاة ولا تلتفتوا الى ما وراءكم. الا امرأتك انه مصيبها من العذاب ما اصابهم. لانها تشارك قومها في فتدلهم على اضياف لوط اذا نزل به اضياف. ان موعدهم الصبح فكأن لوطا استعجل ذلك. فقيل له اليس الصبح بقريب فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها. وامطرنا عليها حجارة فلما جاء امرنا بنزول العذاب واحلاله فيهم جعلنا ديارهم عاليها سافلها اي قلبناها عليهم وامطرنا عليها حجارة من سجيل. اي من حجارة النار الشديدة الحرارة منضود اي متتابعة تتبع ومن شذ عن القرية مظلمة عند ربك اي معلمة عليها علامة العذاب والغضب. وما هي من الظالمين الذين يشابهون لفعل قوم لوط ببعيد العباد ان يفعلوا كفعلهم لان لا يصيبهم ما اصابهم