باب الرجا قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله آآ وقال تعالى نجازي الا الكفور. وقال تعالى انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب تولى وقال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء. وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته والقاها الى مريم وروح منه. وان الجنة حق ونار حق والنار حق ادخل الله الجنة على ما كان من العمل. متفق عليه. وفي رواية لمسلم من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله حرم الله عليه النار. وعن ابي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر امثالها او ازيد بالسيئة فجزاء سيئة سيئة مثلها او اغفر. ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. ومن لقيني بقراب الارض خطية لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة. رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الموجبتان؟ قال من مات لا يشرك الله شيئا دخل الجنة. ومن مات يشرك به شيئا دخل النار. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الايات والاحاديث كلها تتعلق بالرجاء وان الواجب على المؤمن الا يقنط من رحمة الله وان يكون بين الخوف والرجاء ان يخاف الله ويرجوه هذا هو الواجب فيخاف الله ويبتعد عن السيئات ويرجوه ويعمل بالطاعات ويحسن ظنه بربه قال تعالى في اهل الايمان من الرسل واتباعهم انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا رغبا رجاءا ورهبا خوفا وكانوا لنا خاشعين فالواجب على كل مؤمن ان يكون بين الخوف والرجاء يخاف الله يخاف الله ويرزقه ويعمل بطاعة الله ويؤدي حق الله ويبتعد عن محارم الله قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من قول الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم لمن تاب اليه. الاية في التائبين باجماع المسلمين انها في التائبين وهكذا قوله ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من رح الله الا القوم الكافرون فلا يجوز للمسلم ان ييأس ولا يقنط بل يحسن ظنه بربه ويتوب ويبادر بالتوبة والعمل الصالح وهكذا جميع الاحاديث وردت الباب كلها من هذا الباب. قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك تربي احدا لكن يرجو فليعمل عملا صالحا قال تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ولا تخشوا الناس واخشون فيخشى الله ويرجوه يضم الى الرجع الخشية ويضم اليهما العمل وهكذا الاحاديث الواردة في هذا الباب بابها واحد حديث عبادة حديث جابر حديث ابي هريرة كلها بابها واحد مما كان التوحيد يرجى له المغفرة والنجاة من النار اذا استقام على دين الله اما ان مات على المعاصي فهو تحت المشيئة كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء في النصوص يضم بعضها الى بعض ويفسر بعضها ببعض هكذا نصوص الكتاب والسنة مجملها يفسره مفسرها ومطلقها يقيده مقيدها وعمها يقيده خاصها هذه عبادة فيمن شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته قال منه والجنة حق والنار حق موعد الجنة اذا استقام ليبتعد عن المعاصي هذان الصم مطلق مقيد بالنصوص الاخرى فمن جاء بالتوحيد والايمان واجتناب المعاصي ثم عودوا بالجنة وان جاء بالمعاصي مع التوحيد فهو تحت مشيئة الله عز وجل ان شاء عذبه وان شاء غفر له وعافاه وهكذا حديث من جاء بالحسنة فله عشر امثاله او ازيد يعني او ازيده على العشر ومن جاء بالسيئة فله مثلها او اغفر ومن تقربني ذراعا تقدم منهما ومن اتاني يمشي اتيته هرولة فالله اسرع بالخير من عبده فالواجب على العبد ان يحسن ظنه بربه وان يسارع الى طاعته. والله اقرب اليه بالخير واسرع بالخير جل وعلا فالواجب على المؤمن ان يحسن ظنه بربه وان يجتهد في طاعته وان يحذر المعاصي فالمعاصي تهاون بحق الله وتساهلوا بحق الله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم المجبتان من مات دخل الجنة ومن مات من المسلمين دخل النار اما ما دون ذلك من المعاصي فهو تحت المشيئة لكن من مات على الشرك فله النار ومن متى التوحيد فله الجنة وان عذب قبل ذلك ويجرى عليه خطوب كل الايات التي جاءت في فضل التوحيد والايمان وهكذا الاحاديث كلها مقيدة باجتناب الذنوب والمعاصي وبالتوبة الى الله منها فمن مات على المعاصي والذنوب فهو تحت المشيئة لان النصوص يفسر بعضها بعضا. ان الله لا يغفر الشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وهكذا ما جاء من الوعيد في من او قتلا بغير حق توعده بالنار يعني ان ان لم يعفو الله عنه فهو متوعد بالنار على الزنا على السرقة على الظلم متوعد من على الربا متوعد بالنار الا ان يعفو الله عنه فهو تحت مشيئة الله عز وجل فالواجب على المؤمن ان يبتعد عن اسباب الهلاك وان يحرص على اسباب النجاة فاينما كان والا يغتر بها هذه الوعد فليحذر في جمع بين احاديث الوعد والوعيد كلها نصوص نصوص في الوعد والوعيد ولا ينجو من هذا الا من هداه الله الى الحق واستقام على الهدى وتاب الى الله من معاصيه ومات على توبة صادقة فهذا هو الذي ينجو اما من مات على المعاصي فهو تحت مشيئته قد يعذب وقد ينجو لان الله قال في محكم التنزيل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذا يأتي محكمة مفصلة تقيد الجميع من النصوص في الوعد والوعيد. ان وفق الله