ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة. وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم. لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكف. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واسألك اللهم علما نافعا ينفعنا نواصل التعليق على لطائف الفوائد كنا قد وصلنا الى الفائدة رقم تسع مئة وستة مجالسة الثقلاء عيون الاخبار باب الثقلاء قال ابراهيم اذا علم الثقيل انه ثقيل فليس بثقيل كان يقال من خاف ان يثقل لم يثقل قال الحسن قد ذكر الله الثقل في كتابه. قال فاذا طعمتم فانتشروا وقال باختي شوع للمأموم لا تجالس الثقلاء فاننا نجد في الطب مجالسة الثقلاء حمى الروح الكلام عن الثقلاء ومخالطتهم كثير خاصة في كتب الادب وهناك من صنف مصنفات في اخبار الثقلاء والمستثقلين والثقيل هو ثخين الطبع المخالف في المشرب البارد في تصرفاته الثقيل على القلوب في طبعه وكلامه وتصرفاته وهذا الثقيل له صفات من ابرزها الفضول وتجد ان عنده فضول في الكلام فضول النظر وفضول في الطعام وايضا من صفاته انه يتدخل فيما لا يعنيه تدخل في كل شيء انظر لا تخصه ولا تعنيه يتدخل فيها ويسأل عما لا يعنيه وايضا من صفاته التأخر في المواعيد واطالة الجلوس عند من يكره جلوسهم. والتكلم بالكلام المؤذي وايضا من صفاته المزاح الثقيل والمبالغة في مدح نفسي وهذا الصنف من الناس نجده المجتمع وجودا وهؤلاء يسمون الثقلاء وهذا الجليس يسمى الثقيل وهنا يقول اذا علم الثقيل انه ثقيل ليس بثقيل لانه اذا علم انه ثقيل معنى ذلك ان عنده اه حس اليس وكان يقال من خاف ان يثقل لم يثقل. لان الذي يخاف ان يثقل يكون عنده الحس لكن المشكلة من لا من ليس عنده هذا الحس اصلا هذا هو الثقي والحسن البصري رحمه الله يقول ان الثقة ذكره الله تعالى في قوله فاذا طعمته فانتشروا اذا طعمت عند انسان وليمة او مناسبة او نحو ذلك ينبغي ان اه تنتشر وعن تغادر المجلس حتى تكون خفيفا على هذا المستضيف ولا تكون ثقيلا الا اذا كان المستظيف يرهب ان تبقى عنده بعد بعد ما تطعم فهنا لا بأس وايضا لا تطيل. لا تطيل الجلوس عندهم ولهذا قال عز وجل فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم الله لا يستحيي من الحق وايضا اذا عند زيارة المريض يتأكد اه عدم اطالة الجلوس عندهم ان بعض الناس يزوره مريضا يطيل الجلوس عنده ويأتي بالسواليف والاحاديث والمريض ربما يتأذى من ذلك والثقيل تجد انه يطيل الجلوس. يطيل الجلوس عند الناس وهنا في هذه الوصية يقول انا نجد في الطب ان مجالسة الثقيل حمى الروح وبعضهم يقول المجالس الثقيلة كحمل الصخور لان الثقيل كما ذكرنا يعني اه مؤذي مؤذي بطبعه واخلاقه وفظوله وتصرفاته الفائدة تسع مئة وسبعة في تربية النفس على العاقل ان يحصي على نفسه مساوئها في الدين وفي الاخلاق وفي الاداب يجمع ذلك كله في صدره او في كتاب ثم يكثر عرظه على نفسه ويكلفها اصلاحهم وكلما اصلح شيئا محاه وكلما نظر الى محو استبشر هذا من كلام ابن المقفع وذلك ان كل انسان لديه عيوب فينبغي ان يحرص الانسان على ان يتعرف على عيوبه وان يحصيها وان يكتبها قال يجمع ذلك في الصدر او في كتاب والاحسن ان يكون في كتاب ثم يكثر عرظها على نفسه يعني اكتب هذه العيوب ان لدي العيوب كذا وكذا وكذا ثم كل يوم ينظر فيها ويصلح ما يمكن اصلاحه منها كلما اصلح عيبا محاه واستبشر بذلك فانه بذلك يكون موفقا يكون بذلك موفقا وتقل عنده العيوب وبعض الناس يعيب غيره ولا ينظر لعيوب نفسه ينسى عيوب نفسه ويعيب غيره بعيب هو فيه هو واقع فيه لكن كيف يعرف الانسان عيوبه هذا سؤال مهم اه يعرف الانسان عيوبه بطرق من ابرزها اه اولا عن طريق الصديق الصدوق الناصح ويطلب منه ان يعطيه ما بدا له من عيوبه ويكتب ذلك القائمة ويسعى لاصلاحه. وهذا الصديق الصدوق الناصح قليل في الناس لكنه موجود الطريق الثاني التي يتعرف بها الانسان على العيوب من لسان اعدائه فان عين السخط تبدي المساويا وتبدي العيوب كل انسان له اعداء ينظر الى ما يقوله اعداءه عنه من عيوب ويتأمل فيها ويصلح ما يمكن اصلاحهم الطريقة الثالثة لمعرفة العيوب ان يخالط الناس فينظر ما يشينهم فيتركهم وينظر ايضا الى احسن ما فيهم يسلكه ويطبقه اذا كان الانسان على حرص على معرفة عيوبي فانه سيوفق لمعرفة هذه العيوب وسيوفق لاصلاحها ولكن اسوأ الناس الذي لديه عيوب ويعيب غيره بعيوب هو واقع فيها. ننتقل للفائدة تسع مئة وثمانية العلم صيد والكتابة قيد كتابة مهمة في الظبط والقيد خالد الرمة لعيسى ابن عمر اكتب شعري الكتاب اعجب الي من الحفظ ان الاعرابي ينسى الكلمة قد سهر في طلبها ليلة فيضع في موضعها كلمة في وزنها ثم ينشده الناس والكتاب لا ينسى ولا يبدل فيه كلام بكلام اه كتابة العلم امر مهم لان الاعتماد على الذاكرة اه يرد عليه النسيان والذهول والغفلة ولذلك فينبغي الحرص على كتابة العلم بل حتى كتابة الامور المهمة ولذلك اطول اية في القرآن الكريم اية الدين فيها الامر بكتابة الدين والتوثيق يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وايضا الوصية امر النبي عليه الصلاة والسلام بكتابتها ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبة عند رأسه الكتابة يثبت بها العلم ولذلك ينبغي ان يحرص طالب العلم على الكتابة حتى ليس فقط طالب علم. جميع الناس ينبغي ان يقيدوا الامور المهمة الكتابة ولهذا قال ذو الرمة قال ذو الرمة اكتب شعري فالكتاب اعجب الي من الحفظ يعني احب الي من الحفظ ولذلك تجد ان الذي يكتب ما يضبطه من العلم ثم يعيد مذاكرته يرسخ عنده هذا العلم الخلاف الذي لا يكتم انه سرعان ما ينسى ولذلك تجد طالبين يأتيان لدرس علم احدهما يكون مستمعا فقط والاخر يكتب يكتب ابرز ما يسمع من الفوائد في هذا الدرس الذي يكون مجتمعا لو قدرنا مثلا بعد شهرين او ثلاثة ما الذي بقي عنده من ذلك الدرس ما بقي الا القليل بينما الذي كتب بقي عنده هذا المكتوب ثم يراجعه فيثبت اكثر ثم يراجعه مرة ثانية فيرسخ هذا الذي يكتب يستفيد اكثر من الذي لا يكتب ولهذا نقلت الينا علوم كثيرة عن طريق الكتب وكتابة وفي الوقت الحاضر يمكن يستفاد من وسائل التقنية الحديثة في الكتابة فيجعل الانسان له مثلا على الجوال مذكرات يكتب فيها بعض الامور المهمة ويستذكرها من حين لاخر ولهذا قال الخليل اجعل ما في الكتب رأس المال وما في القلب النفقة يعني اجعل رأس مالك ما تكتبه واما الذي يكون في الذاكرة اجعله كالربح ان سرعان ما ينسى سرعان ما ينسى. الفائدة رقم تسع مئة وتسعة تعريف الحكمة قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم الحكمة في اقوال كثيرة مضطربة قد اقتصر كل من قائليه على بعض صفات الحكمة وقد صفا لنا منها ان الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالاحكام المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق والعمل به والصد عن اتباع الهوى والباطل والحكيم من له ذلك هذا الكلام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم والحكمة ذكرها الله عز وجل في قوله يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا الحكمة مصدر محكمة يحكم احكاما وحكمة والاحكام هو الاتقان القوي او الفعل واجود ما عرفت به الحكمة انها موافقة العلم العمل ووضع الامور في مواضعها موافقة العلم العمل ووضع الامور في مواضعها اذا الحكمة تحتاج الى علم الذي يقع مصادفة حتى لو كان في موضعه المناسب لا يوصى بالحكمة ولا يوصف فاعله بانه حكيم فلابد اذا في الحكمة من العلم ولابد ايضا ان يصحب هذا العلم العمل والا علم مجرد بدون عمل يعتبر حكمة وهذا العالم الذي يعلم بدون عمل لا يعتبر حكيما وايضا ان ان يضع الامور في مواضعه يعني يكون عنده علم وعمل ووضع الامور في مواضعها اما وضع الامة في غير مواضعها هذا ينافي الحكمة هذا هو الاقرب في تعريف الحكمة الحكمة المذكورة في قول الله عز وجل يؤتي حكمة من يشاء هي هذه بهذا التعريف واما قول من قال ان المقصود بالحكمة النبوة فهذا قول ضعيف واكثر العلماء على ان الحكمة ليست النبوة في تعريفها ما ذكرنا من موافقة العلم العمل ووضع الامور في مواضعها. وهذا الكلام الذي ذكرته في في تعريف الحكمة وحاصل كلام النووي واشار الى العلم المتصف بالاحكام. يعني المقرون بالعمل المقرون بالعمل الحكيم يتميز بالاعتدال في طرحه وايضا مما يتميز به الحكيم قدرته على حل المشاكل مع الهدوء يعني تجد انه عندما تطرح عليه مشكلة او يحصل له مشكلة يستطيع ان يصل الى حلها بكل هدوء من غير اضطراب هذا يوصف بالحكمة وايضا يتصف الحكيم بالاتزان فهم الواقع بان يكون الكلام النظري الذي يتكلم به مطابقا وموافقا للواقع مع استشراف صحيح للمستقبل من غير مبالغة فهذا هو آآ الحكيم وهذا الحكيم قليل في الناس كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الناس كابل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة. رواه مسلم يعني انا الناس شبه النبي عليه الصلاة والسلام مجموع الناس كابل مئة مئة من الابل لا تكاد تجد فيها راحلة يعني تجد فيها الناقة النجيبة التي تصلح للركوب والسفر والارتحال عليها الحكيم في الناس قليل. القوي الامين الحكيم هذا قليل آآ في الناس لكنه موجود. ومن اسباب نيل الحكمة اولا الدعاء ان يدعو المسلم ربه عز وجل بان يرزقه الحكمة وان يوفقه للحكمة كذلك ايضا العلم فان من كان بعيدا عن العلم يكون بعيدا عن الحكمة. لا يمكن ان يكون حكيما وليس عنده علم ايضا من اسباب نيل الحكمة التجربة ولا حكيم الا ذو تجربة الحكيم يكون عنده خبرات في الحياة وتجارب اما الصغير الذي ليس عنده خبرات ولا ولا تجارب او عنده سنوات طويلة لكن بدون ان ان يفيد منها يعني ليست خبرات وانما طول مدة وطول زمن هذا بعيد عن الحكمة. الفائدة رقم تسع مئة وعشرة حال السلف مع تكبيرة الاولى من صلاة الجماعة كان السلف الصالح يعزون انفسهم اذا فاتتهم التكبيرة الاولى من صلاة الجماعة كان السلف الصالح لديهم الحرص على اعمال الخير وما كان اعظم اجرا وثوابا كانوا اكثر حرصا عليه ومن ذلك حرصهم على صلاة الجماعة في المسجد المبكرون في الذهاب للمسجد والذي تفوته تكبيرة الاحرام يعزونه واحسن الله عزاءك مع انه ليس اثما من ادرك ركعة من الصلاة فقد ادرك الصلاة وادرك فضل الجماعة لكن فاتته فضائل من هذه الفضائل ادراك تكبيرة الاحرام ومنها التبكير للمسجد ولهذا كان السلف يعزون من فاتته تكبيرة الاحرام فضلا عن من تفوته صلاة الجماعة في المسجد. الفائدة رقم تسع مئة واثني عشر نكث العهد جريمة ان الزنا وشرب الخمر والميسر والربا وعقوق الوالدين من الكبائر لكن الله تعالى لم يتوعد مرتكبي هذه الموبقات بمثل ما توعد به ناكث العهود وخائن الامانات لان مفاسد النكث والخيانة اعظم من جميع المفاسد. التي حرمت لاجلها تلك الجرائم. قال الله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم نكث العهد هذا من اعظم الموبقات وهكذا ايضا اذا اشترى الانسان بيمينه ثمنا قليلا هذا من اعظم الموبقات ومن اكبر الكبائر ولهذا توعد الله عز وجل عليه بهذا الوعيد العظيم ان الذين يشترون بعهد الله وايمانه ثمنا قليلا يعني يعتادون عرض الدنيا مقابل نقض العهد وكذلك ايضا الايمان الكاذبة اولئك لا خلاق لهم في الاخرة. انظر الى الوعيد الشديد. لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم فاي عيد اعظم من هذا هذا لم يرد في الزنا وشرب الخمر والميسر والربا وعقوق الوالدين مع كون هذه من كبائر الذنوب بل ان يعني العقوق من اكبر الكبائر ولكن يعني هذا الوعيد الشديد ورد في نقضي العهد وخيانة والايمان الكاذبة هذه جرمها عظيم جدا عند الله عز وجل ولهذا توعد الله عز وجل عليها بهذا الوعيد العظيم ما خلق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم الفائدة تسع مئة واربعة عشر اقسام مدعوين قال الامام ابن تيمية رحمه الله في تفسير قول الله تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن الانسان له ثلاثة احوال اما ان يعرف الحق ويعمل به واما ان يعرفه ولا يعمل به واما ان يجحده وصاحب الحالة الاولى هو الذي يدعى بالحكمة والثاني من يعرف الحق لكن تخالفه نفسه هذا يوعظ الموعظة الحسنة وعامة الناس يحتاجون الى هذا وهذا واما الجدل فلا يدعى به ولهذا لم يقل ادعهم بالجدل بل هو من باب دفع الصائل. فاذا عارض الحق معارض جودل بالتي هي احسن ولهذا قال وجادلهم فجعله فعلا مأمورا به هذا تفسير للاية الكريمة ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن فذكر الله تعالى ثلاثة امور. الدعوة بالحكمة والدعوة بالموعظة الحسنة والجدال اما الدعوة بالحكمة فلمن يعرف الحق ويعمل به هذا ينبغي ان يسلك معه مسلك الحكمة في دعوته الى الله عز وجل لانه عنده علم وعمل لكن قد يكون عنده اخلال نحتاج الى آآ الحكمة في دعوته والقسم الثاني من يعرف الحق العلم موجود لكن تخالفه نفسه فهذا يوعظ هذا يحتاج الى موعظة لا ينقص علم لكن عنده المخالفة لاجل الهوى فهذا يحتاج الى ان يوعظ. والموعظة الحسنة يوعظ موعظة حسنة واما الجدال فهذا لا يدعى به لكن يكون من باب دفع الصائل ولهذا لم يقل الله ادعوهم بالجدال انما قال جادلهم يعني اذا عارض الحق معارض وطرح شبهات فهذا يرد عليه يجادل بالتي هي احسن هذه ثلاث طرائق في الدعوة الى الله عز وجل ينبغي ان يتنبه لها الدعاة الى الله سبحانه وتعالى. ويضعون كل واحدة في موضعها المناسب. الفائدة تسعمية وخمسة عشر مذكرة العلم مذاكرة العلم عون على ادائه وزيادة في الفهم ولابد للعالم من جهل في بعظ ما يسأل عنه اما لانه ما سمعه او نسيه قد قال بعضهم ليس يحسن الاشياء كلها انسان ولكن يحسن كل انسان شيئا مذاكرة العلم مفيدة جدا لطالب العلم اذ انه اه يثبت بها ما يحفظ وما يعلم ويزيل عنه الاشكالات فيما يستشكل ويزيد فهمه ويستذكر ما قد غفل عنه او نسيه فيها فوائد عظيمة ينبغي ان يكون طالب علم مذاكرة مع طلاب العلم ومباحثة معهم في مسائل العلم ولابد للعالم من جهل في بعض ما يسأل عنه وفوق كل ذي علم عليم. ليس في انسان يحيط بالاشياء كلها يعني من غير الانبياء لابد ان الانسان يعني يبقى بشرا يفوت عليه بعض الاشياء ويغفل عن بعض الاشياء ويذهل عن بعض الاشياء وكما قيل ليسوا يحسنوا الاشياء كلها انسان ولكن يحسن كل انسان شيئا ولهذا لما توفي النبي عليه الصلاة والسلام كثير من الصحابة دخلوا عن قول الله عز وجل وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل فان مات او قتل انقلبت على اعقابكم وينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا لما اتى ابو بكر الصديق وقرأ هذه الاية على المنبر يقول كثير من الصحابة ومنهم عمر والله لكأنما نزلت تلك الساعة طيب هم يحفظونها ويقرأونها ويكررونها لكن هنا يعني حصلت الغفلة. خاصة مع شدة الموقف فلذلك العالم مهما مهما بلغ به العلم قد يذهل وقد ينسى وقد يغفل فهو بحاجة الى المذاكرة بحاجة الى مذاكرة العلماء والى آآ الافادة منهم والى التباحث معهم فهذا طريق من طرق ظبط العلم المذاكرة العلم المذاكرة والمباحثة مع طلاب العلم والمناقشة معهم ويتأكد هذا في النوازل والمسائل المستجدة الانسان قد يفهم مسألة فهما ويتصورها تصورا غير صحيح او غير دقيق يسدد من غيره ويبين لها التصور الصحيح لهذه النازلة او لهذه المسألة مستجدة حتى المسائل غير مستجدة ربما يطرح الانسان رأيا ويكون قد غفل عن دليل مهم في هذه المسألة او انه بنى رأيه على دليل فيبين له ان هذا البناء بناء غير صحيح ولذلك نجد تراجع كثير من من الائمة عن عن بعض ارائهم نجد ان الامام ابي حنيفة له له مراجعات والامام مالك والامام الشافعي والامام احمد يتراجعون عن بعض ارائهم لانها تتبين لهم مع مرور الوقت ومع التباحث ومع المناقشة مع العلما يتبين لهم الصواب رأي اخر غير الرأي الذي كانوا قد رجحوه وتبنوه والحق ضالة المؤمن. الحق ضالة المؤمن. اذا عرف الانسان الحق يجب عليه ان يرجع اليه كما قال عمر رضي الله عنه في كتابه الذي كتبه لابي موسى ولا يمنعنك قضاء قضيته بالامس راجعت فيه نفسك هديت فيه الى رشدك ان ترجع اليه فان الحق قديم لا يبطله شيء. فائدة رقم تسع مئة وستة عشر فضل الصحابة على من بعدهم العلماء متفقون على ان جملة الصحابة افضل من جملة التابعين لكن هل يفضل كل واحد من الصحابة على كل واحد ممن بعدهم والاكثر يفضلون كل واحد من الصحابة وهذا مأثور عن ابن المبارك واحمد ابن حنبل وغيرهما ومن حجة هؤلاء ان اعمال التابعين وان كانت اكثر وعدل عمر ابن عبد العزيز اظهر من عدل معاوية وهو ازهد من معاوية لكن الفضائل عند الله بحقائق الايمان الذي في القلوب قال النبي صلى الله عليه وسلم لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه. وهذا من كلام الامام ابن تيمية رحمه الله فالعلما مجمعون على ان مجموع الصحابة افضل مجموعة تابعين وان الصحابة افضل الامة لكن هل يفضل كل واحد من الصحابة على كل واحد من التابعين؟ هذه المسألة محل خلاف بين العلماء والراجح ما عليه اكثر اهل العلم من انه يفضل كل واحد من الصحابة على كل واحد من التابعين وهذا قال به ابن مبارك واحمد وغيرهما ويقولون لان اعمال التابعين وان كانت اكثر من بعض الصحابة الا ان العبرة اه بحقائق الايمان التي في القلوب ويمثل لي ذلك يقولون عمر بن عبد العزيز عدله اظهر من عادل معاوية. وزهده اظهر من زهد معاوية لكن معاوية الصحابي وعمر ابن عبد العزيز تابعي والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لو انفق احدكم مثل احد يعني مثل جبل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه هذا الحديث المتفق عليه وهو صريح في هذه المسألة لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبا وذلك لما قام في قلوبهم من الايمان والتقوى اعمال القلوب التي لا توجد لدى غيري ولهذا فالقول المرجح عند كثير من اهل العلم ان كل واحد من الصحابة يفضل على كل واحد من التابعين. ننتقل للفائدة مئة وتسعة عشر اهمية العناية باعمال النيات قال ابن ابي جمرة وددت هل لو كان من الفقهاء من ليس له شغل الا ان نعلم الناس مقاصدهم في اعمالهم ويقعد الى التدريس في اعمال النيات ليس الا فانهما اوتي على كثير من الناس الا من تضييع النية هذا الكلام كلام عظيم من هذا العالم وهو يشير الى اهمية العناية بالاخلاص وتخليص النية يقول لو كان من الفقهاء من ليس له شؤون الا ان يعلم الناس مقاصدهم في اعمالهم واعمال النيات لانه ما اوتي على كثير من الناس الا من تضييع النيات شأنها عظيم والاخلاص يرفع صاحبه درجات عند الله عز وجل والاخلاص شديد على النفس ويحتاج الى مجاهدة عظيمة ولهذا قال الامام احمد شرط الاخلاص الشديد الا انه حبب الي فجمعته بشرط الاخلاص شديد على النفس يحتاج الى مجاهدة عظيمة ينبغي ان يحرص المسلم على ان يحقق الاخلاص في عباداته لله عز وجل وفي الامور التي بينه وبين الله سبحانه وان يبتعد عن الرياء ويبتعد عن السمعة ان يحرص على استحضار النية في اعماله فانه بالنية الصالحة يستطيع ان يجعل كثيرا من العادات عبادات تحول كثير من العادات الى عبادات وهذا يدل على عظيم شأن النية ونكتفي بهذا القدر ونقف عند تسع مئة وعشرين والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين