الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين في حب الدنيا وطول الامل. رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال الكبير يهرم ويتقدم به العمر ويشيخ ويتعب ومع ذلك تبقى فيه خصلتان لا تهرمان ولا تشيخان ولا تضعفان حب الدنيا وطول الامل لا تنقطع بالشيخوخة يهرم ابن ادم وتشب معه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر كما جاء في رواية البخاري ومسلم لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين التعبير بالشاب اشارة الى القوة والشرة في هذا الامر وهو الامل في الحياة لا زال لا زال كانه يقول المستقبل امامي والعمر قدامي والنفس تريد البقاء في الدنيا للاستمتاع واللذات ومع ان الشيخ بلي جسده ضعفت قواه وانحلت ومع ذلك باقي متعلق مع ان من شأن الشيخ ان يقل حرصه على الدنيا وامله يقل بعد ما بلي الجسد ووهنت القوى واشتعل الرأس شيبا والعظم واهن وانتظار الموت قائم ومع ذلك طول الامل محبة طول العمر طول الامل هذا مشكلته ان الانسان اذا استولى عليه طول الامل خلاص سيؤجل عمل الصالحات. يقول انا ما دام انا ما دام انا عايش والعمر امامي بعدين توبة بعدين الحج بعدين كل ما جاء خاطر عمل صالح يؤجل بانه يرى انه سيعيش الامل العمر امامه فهذا الحديث فيه ان من الافات القلبية طول الامل والحرص على المال والامل فيه معنى حسن ومعنى قبيح فما كان من الامل يفسح المجال للعمل يعني النفس تقبل على العمل بالامل فهو حسن لولا الامل ما تهنأ احد بعيش ولا طابت نفسه ان يشرع في اي عمل من الاعمال فما هو المذموم من الامل؟ وما هو المعنى القبيح الاسترسال فيه والغفلة عن الاستعداد للاخرة انت تزرع وتتأمل ان تأكل من ثمره. اليس كذلك ولولا الامل هذا ما ما زرعت انت تتزوج تتأمل يأتيك اولاد ولولا هذا الرغبة في الزواج تقل فهذا معنى حسن اعمل في الدنيا كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا. وهذه هي المشكلة في القسم الثاني يعني لا يجد اكثر الناس عناء في تطبيق الشق الاول. اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا. هذه فالحين فيها لكن اعمل لاخرتك كانك تموت غدا هي المشكلة فيها فالله عز وجل جعل فينا املا حتى يطيب العيش ولا ما ما يطيب العيش ما يتهنى لا بدراسة ولا بزواج ولا بناء مسكن ولا لا تجارة ولا شيء اذا ما في امل ما في امل يأس خلاص لكن واعمل لاخرتك كانك تموت غدا هنا المشكلة. عندما يصبح الامل مجالا لتسويف او سببا لتسويف العمل الصالح تأجيل العمل الصالح تأخير العمل الصالح بعدين توبة بعدين توطين النفس ان المنية قادمة قريبة مهم للاستعداد وبعض الناس يقول يعني انت تبغوا تذكرونا بالموت دائما والتنغصوا علينا عيشتنا خلونا نعيش نقول طيب ايش معنى حديث اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح كان ابن عمر يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك هذا كان يشرح به حديث كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل لو الواحد قال ترى يمكن يجيني الموت بغتة لازم اتجهز سيسرع الاعمال الصالحة وما امكن منها والوصية اعمال الخير ترتيب الامور قبل الانصراف قبل المغادرة سيقل حسده وعداوته وحقده يعني دخلوا بيت ابي ذر قالوا يا ابا ذر يعني ما في اثاث وين الاثاث قال لنا بيت نوجه اليه لنا بيت نوجه اليه مثل واحد اذا قالوا له تعال اشتغل اربع سنوات في بلد بعدين ترجع لبلدك فايش اربع سنوات يعني يحط احسن الاثاث اي شي يمشي الحال بس واي ويوفر ويرسل للايش؟ البيت الذي في البلد على اساس انه سيعود ويسكن هناك يعني واحسن ثلاجة واحسن غسالة واحسن اثاث واحسن كنب واحسن مكيفات يرسل قالوا لابي ذر بيتك ما فيه اثاث قال لنا بيت نوجه اليه كل ما حصلنا شي ارسلناه لذلك البيت قالوا لكن لابد لك من شيء هنا قال ان صاحب المنزل لا يدعنا فيه ان صاحب الدار لا يدعون فيها يعني في ناس فاهمين صح وفي ناس مشكلة عابر السبيل سائر في قطع منازل السفر حتى ينتهي به الى اخر مرحلة الموت ومن كانت هذه حاله فهمه تحصيل الزاد وليس همه الاستكثار من المتاع لان هو الان مسافر كلما حمل متاع زيادة كلما كان وبالا عليه في سفره ولهذا اوصى النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من اصحابه ان يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب قيل لمحمد بن واسع كيف اصبحت قال ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة الى الاخرة؟ يعني كل يوم يقترب من الموت كل يوم يقترب من لقاء الله كل يوم يقترب من المصير الى الاخرة والحساب والجنة والنار قال الحسن انما انت ايام مجموعة. كلما مضى يوم مضى بعضك قصر الامل ان يقول اذا اصبح يمكن لا انا ما امسي. واذا امسى يقول يمكن ما اصبح وهكذا فاذا يشب يعني يشيب ابن ادم يشب معه هاتين الخصلتين ينبغي مقاومة هذا في النفس مقاومته كلما قالت النفس انت تعيش والعمر امامك طويل كل ما يدريك لعلي لا اصبح لعلي لا امسي ومن هذا كان عنده تغيرت تصرفاته وتغيرت تغير سلوكه تغيرت اعماله خلص صار الان كل همه الاستعداد للاخرة العمل لاجل لقاء الله