وعنا انس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتق الله واصبري فقالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي ولم تعرف. فقيل لها انه النبي صلى الله عليه سلم فاتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين. فقالت لم اعرف فقال انما الصبر من الصدمة الاولى متفق عليه. وفي رواية ومسلم. تبكي على صبي لها. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى ما لعبد المؤمن عندي جزاء اذا قبزت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة رواه البخاري وعن عائشة رضي الله عنها انها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فاخبرها انه كان عذابا يبعثه الله تعالى على من يشاء. فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم انه لا يصيبه الا ما كتب الله له الا كان له مثل اجر الشهيد. رواه البخاري فبالله التوفيق والسوء. الحمد لله. صلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها في بيان وجوب الصبر وفضله وما لاهله عند الله من الاجر العظيم وصبغ من الايات ما يدل على عظم شأن الصمت كما قال جل وعلا واصبروا ان الله مع الصابرين. قال تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب في هذا ان امرأة كانت عند قبر تبكي على صبي لها مر عليه النبي قال اتق الله واصبري قالت اليك عني فانك لن تصاب بمثل مصيبتي يعني اساءت الادب من شدة المصيبة التي اصابتها ولم تعرف الذي امرها بالتقوى والصبر فلما اخبرت الى بيته صلى الله عليه وسلم فاخبرت انها لم تعرفه فقال صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة الاولى يعني انما الصبر الذي له الفضل والاجر عندما تقع المصيبة اما بعد مدة فالانسان يسلو كما يسلو غيره طول المدة يسلو الانسان ما يكون الا هو الصبر انما هو عند عند الصبر عندما تقع المصيبة الموت والمرض ونحوه فالواجب بدر بالصبر والاحتساب وذلك بان يكف لسانه عما لا ينبغي وجوارحها عما لا ينبغي هذا الصبر وقلبه يكون مسلما لله راضيا محتسبا لا جزعا هذا الصبر وبنية القلب وعدم جزعه وكف اللسان عما لا ينبغي يكف الجوارح عما لا ينبغي ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخلود او شق الجيوب او دعا بدعوى الجاهلية ويقول صلى الله عليه وسلم انا بريء من الصادقة والحالقة والشاقة. الصادقة التي ترفع صوتها عند المصيبة والحاقل الحالق تحلق شعره انها مصيبة واشتقت تشق ثوبها انها مصيبة والمقصود انه واجب الصبر والاحتساب وكف اللسان عما لا ينبغي والجوارح عما لا ينبغي يعلم لسان ما اصابه الا ما قدر له. كل مصيبة بطأ. في علم الله انها تقع ولهذا يقول جل وعلا ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسه الا في كتاب من قبل ان نبرأ ما صام مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله هدي قلبه مصائب مقدرة قد مضى بها علم الله وتقديره فعليك الصبر والاحتساب وعدم الجزاء وسؤال الله يمنحك صبر وان يعوض خيرا مما اخذ منك وان يضاعف لك الاجر هكذا. ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها. الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها كمسلم صحيح المؤمن هكذا يكون صبور عندما شكور عند الرخاء وبهذا يقول صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا ما لعبدي مؤمن جزاء اذا اخذتم صفيه من اهل الدنيا فاحتسبه الا الجنة هذا جزاء مؤمن صبر واحتسب. صفية يعني محبوبة من اب او اخ او ولد او زوجة او نحو ذلك. اذا احتسب فالله يجازي على ذلك بالجنة والكرامة وان جزع فليس له الا جزاء ليس له الا الغضب ما ينفعه الجزاء الجزع لا يرد الفائت الميت لا يرد والواقع لا يرد فالجزاء لا يأتي بالفائت ولا يرد المصيبة ولكن يأتي بالوزر والاثم كذلك حديث الطاعون جاء في حديث طاعون لزج من العذاب عذاب شديد خطير اذا وقع في البلد في الغالب انه يموت الكثير من اهلها يقول صلى الله عليه وسلم انه رزق اصابه من كان قبلنا كما ان يقع في بلده الطاعون فصبر واحتسب يعلم انه لن يصيبه الا ما كتب الله له كان له اجر شهيد لو اصيب فالمقصود ان المؤمن ما اصابه من طاعون وغيره شهادة له كالشهادة في سبيل الله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم امي في البلد لا تقدموا عليه اذا وقع وانتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه اذا وقع وانت في البلد تصبر وتحتسب ولا تخرج فرضا منه اما اذا سمع به في بلد نزل فلا يقدم عليه كما اوصى النبي بهذا عليه الصلاة والسلام نسأل الله العافية والسلامة