المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا. الاية قول الله تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير في الصحيح عن انس رضي الله عنه قال شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وكسرت رباعيته وقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت ليس لك من الامر شيء وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الاخيرة من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فانزل الله ليس لك من الامر شيء. الاية وفي رواية يدعو على صفوان بن امية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام ونزلت ليس لك من الامر شيء وفي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل عليه وانذر عشيرتك الاقربين فقال يا معشر قريش او كلمة نحوها اشتروا انفسكم لا اغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبدالمطلب لا اغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله لا اغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني من ما لي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا فيه مسائل الاولى تفسير الايتين الثانية قصة احد الثالثة قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الاولياء يؤمنون في الصلاة الرابعة ان المدعو عليهم كفار الخامسة انهم فعلوا اشياء ما فعلها غالب الكفار انها شجهم نبيهم وحرصهم على قتله منها التمثيل بالقتلى مع انهم بنو عمهم السادسة انزل الله عليه في ذلك ليس لك من الامر شيء السابعة قوله او يتوب عليهم او يعذبهم فتاب عليهم وامنوا الثامنة القنوت في النوازل التاسعة تسمية المدعو عليهم في الصلاة باسمائهم واسماء ابائهم العاشرة لعنه المعين في القنوت الحادية عشرة قصته صلى الله عليه وسلم لما انزل عليه وانذر عشيرتك الاقربين الثانية عشرة جده صلى الله عليه وسلم في هذا الامر بحيث فعل ما نسب بسببه الى الجنون وكذلك لو يفعله مسلم الان الثالثة عشرة قوله للابعد والاقرب لا اغني عنك من الله شيئا حتى قال يا فاطمة بنت محمد لا اغني عنك من الله شيئا فاذا صرح وهو سيد المرسلين بانه لا يغني شيئا عن سيدة نساء العالمين وامن الانسان انه لا يقول الا الحق ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الان تبين له التوحيد وغربة الدين قال الشيخ السعدي رحمه الله باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون هذا شروع في براهين التوحيد وادلته التوحيد له من البراهين النقلية والعقلية ما ليس لغيره وتقدم ان التوحيدين توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات من اكبر براهينه واضخمها المتفرد بالخلق والتدبير والمتوحد في الكمال المطلق من جميع الوجوه هو الذي لا يستحق العبادة سواه وكذلك من براهين التوحيد معرفة اوصاف المخلوقين. ومن عبد مع الله فان جميع ما يعبد من دون الله من ملك وبشر. ومن شجر وحجر وغيرها. كلهم فقراء الى الله. عاجزون ليس بيدهم من النفع مثقال ذرة. ولا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا والله تعالى هو الخالق لكل مخلوق وهو الرازق لكل مرزوق المدبر للامور كلها الضار النافع المعطي المانع الذي بيده ملكوت كل شيء واليه يرجع كل شيء وله يقصد ويصمد ويخضع كل شيء فاي برهان اعظم من هذا البرهان الذي اعاده الله وابداه في مواضع كثيرة من كتابه وعلى لسان رسوله فهو دليل عقلي فطري. كما انه دليل سمعي نقلي على وجوب توحيد الله. وانه الحق وعلى بطلان الشرك واذا كان اشرف الخلق على الاطلاق لا يملك نفع اقرب الخلق اليه وامسهم به رحما. فكيف بغيره فتبا لمن اشرك بالله وساوى به احدا من المخلوقين. لقد سلب عقله بعدما سلب دينه سنعوت الباري تعالى وصفات عظمته وتوحده في الكمال المطلق اكبر برهان على انه لا يستحق العبادة الا هو وكذلك صفات المخلوقات كلها وما هي عليه من النقص والحاجة والفقر الى ربها في كل شؤونها وانه ليس لها من الكمال الا ما اعطاها ربها من اعظم البراهين على بطلان الهية شيء منها فمن عرف الله وعرف الخلق اضطرته هذه المعرفة الى عبادة الله وحده واخلاص الدين له والثناء عليه وحمده وشكره بلسانه وقلبه واركانه وانصرف تعلقه بالمخلوقين خوفا ورجاء وطمعا والله اعلم