رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سيد ولد ادم. هاديا ومبشرا ونذيرا. فهل بمن اوتوا هذا الخير والهدى ان يتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا قوم جمعوا بين الخستين. ضلالة لانفسهم ومحاولة اضلال غيرهم. فجاء النداء عاجلا للمؤمنين لاخذ الحذر والحيطة من مسائسهم وكيدهم والنهي عن الركون اليهم والاستماع الى مكرهم اه الف الوجود كنعمة القرآن وروضة تزداد في الوجدان هل في نعمة القرآن. هو روضة تزدان في مش داني. وبال عمران ازدهت ارواحنا والزمت بها لمراتي بالاحسان. زهرة ارواح نستظل بظلها بخلاصتك التفسير الى القرآن. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين امنوا ان فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم الكافرين. بينما كان نفر من الاوس والخزرج جالسين في مجلس يسودهم الود والتصافي. فمر بهم شاسو ابن قيس اليهودي. فالمه هذا التصافي والتحابب بين المسلمين. فامر شابا ان يذهب اليهم ليذكرهم بيوم بعاث. وهو يوم تقاتل ففيه الاوس مع الخزرج في الجاهلية. فذكروا هذا اليوم وتناشدوا الاشعار. فثارت بينهم القبلية حتى هموا بالقتال. وصل الخبر للنبي عليه الصلاة والسلام. فخرج اليهم حافيا يجر رداءه. خرج مسرعا لكي يتدارك اخوة الاسلام. قال الاوسي يا قال الاوس وقال الخزرجي يا للخزرج كل منهم ينادي اخاه للفتنة لكن النبي عليه الصلاة والسلام ناداهم باسم الاسلام. فصاح يا معشر المسلمين الله الله ابي دعوى الجاهلية وانا بين اظهركم بعد ان هداكم الله للاسلام واكرمكم بالاسلام وقطع به عنكم امر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر. والا فبين قلوبكم فتأثروا والقوا السلاح. واخذوا يبكون وهم يسمعون كلمات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم التي ايقظت ايمانهم. حتى عانق الانصار بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سامعين مطيعين فانزل الله هذه الايات. وفيها نداء الى المؤمنين لتحذيرهم من دسائس في اهل الكتاب والاستماع الى مكرهم. يا معشر المسلمين يا معشر المؤمنين لا تستمعوا الى ما يلقيه بينكم بعض اهل الكتاب. فان اطعتموهم فيما قالوه سيرجعوكم الى الكفر بعد ان هداكم الله تعالى للايمان. وكيف تكفرون تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله. ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم يا معشر المؤمنين كيف يتطرق اليكم الكفر ويصوغ لكم ان تسيروا في اسبابه قالوا ان ايات القرآن تتلى عليكم غضة ندية وهي روح الهداية وجماع الخير وبين اظهركم عن سواعي السبيل. ثم اخبر الله تعالى ان من يتمسك بدين الله تعالى فقد تحققت هدايته ووفق لطريق واضح غير معوج سيوصله الى رضوان الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن ان الا وانتم مسلمون. يا معشر المؤمنين ابذلوا كل جهدكم في تحقيق التقوى. وذلك باتباع اوامر الله تعالى واجتناب نواهيه امسكوا باسلامكم حتى يأتيكم الموت وانتم على اسلامكم ثابتون واعتصموا بحبل الله جميعا. ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء بين قلوبكم فاصبحتم فاصبحتم بنعمته اخوانا. وكنتم على شفاه حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون يا معشر المؤمنين تمسكوا بدين الله القائم على القرآن والسنة وتعاهدوا على الاجتماع ولا ترتكب ما يفرق جمعكم. واذكروا ما انعم الله به عليكم من الالفة والاجتماع. بينما كنتم قبل اسلامكم اعداء متفرقين. فجمع الله تعالى بالاسلام قلوبكم. فصرتم بفضله اخوان في الدين متحابين ومتراحمين. وكنتم قبل ذلك مشرفين على دخول النار بكفركم. فان الله تعالى منها بالاسلام بمثل هذا الوضوح يبين الله تعالى لكم بوضوح كذلك بقية الايات اخرى ما يصلح احوالكم لتهتدوا الى سعادة الدارين. ولتكن انكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن عن المنكر. واولئك هم المفلحون بعدما عاب القرآن سعي اهل الكتاب في تضليل الناس امر الله تعالى المؤمنين في الاية سعي في هداية الناس يا معشر المؤمنين لتوجد منكم طائفة تبذل جهدها في الدعوة الى الخير الذي يصلح من شأن الناس. تأمر الناس بفعل المعروف. وتنهى الناس عن ارتكاب المنكر. فان قائمين بهذه المهام هم اهل الفلاح والفوز في الدنيا والاخرة. ولا كونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما بينة واولئك لهم عذاب يا معشر المؤمنين لا تكونوا كاولئك اليهود والنصارى الذين تفرقوا في دين واختلفوا فيه. فصاروا احزابا وفرقا. بسبب اتباع الهوى من بعد ما جائتهم الايات الواضحات. فان لهم بسبب الاختلاف عذاب شديد يوم القيامة. وفي اشارة الى ان ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يفضي الى التفرق والاختلاف والوقوع بالاهواء والمظالم. وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. يقع العذاب العظيم على اهل الضلال يوم القيامة حين تصير وجوه اهل الايمان بيضاء وتصير وجوه الكافرين سوداء فاما الذين اسودت وجوههم بسبب كفرهم وضلالهم فيقالوا توبيخا لهم اكفرتم بتوحيد الهي وعهده الذي اخذه عليكم بالا تشركوا به شيئا. فذوقوا اذا عذاب الله تعالى بسبب كفركم وضلالكم. واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة هم فيها خالدون. واما اهل الدين والايمان الذين ابيضت وجوههم من الفرح والسعادة بسبب ايمانهم واعمالهم الصالحة. فمقامهم في الجنات ماكثين فيها ابدا في سعادة لا تزول ونعيم لا يحول تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين. تلك الايات التي تقدمت في هذه السورة نقرأها عليك يا محمد بالصدق في الاخبار. والعدل في الاحكام. وما الله بهذه التوجيهات والاحكام ظلما لاي احد من العالمين. وهذا نفي للظلم ابلغ وجه فان الله تعالى لم ينف فقط الظلم عن نفسه بل نفى عن نفسه ارادة الظلم نعم كيف يريد الظلم من منح الوجود والحياة لهذا العالم كله وخلق هذا الكون برحمته وقدرته وعدله. بينما الظلم هو وضع الشيء في غير بموضعه والى الله ترجع الامور. لله تعالى وحده ما في السماوات وما في الارض من المخلوقات. ملكا وخلقا وتدبيرا وتصرفا. وامور الناس وشؤونهم تعود الى حكم الله تعالى وقضائه. فيجازي المسيئين بما عملوا. ويجازي المحسنين بالحسنى والله تعالى انما يريد بترتيب الجزاء على العمل ان يحق الحق ويقيم العدل ان تمضي الامور بالجد اللائق بجلال الله سبحانه وتعالى. لا كما يدعي اهل الكتاب انهم لن تمسهم النار الا اياما معدودات. والله المستعان في القرآن هو روضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتي بالاحسان. زهراء وحنة استظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن امين