كيف كيف لو رآهم النبي صلى الله عليه وسلم فهذا حديث عظيم اصل في التحذير من البدع فمن رغب عن سنتي فليس مني. وهنا في كلمة رغب فيه اشارة لطيفة حجة اما افرادهم فاذا اختلفوا فاننا ننتقي وليس كل قول من احادهم يكون لنا مأخذا لا يجوز للانسان ان يأخذ اقوال الصحابة ويقتدي بها مع علمه بان هناك صحابي يخالفه والراجح معه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الاله الحق المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد بحمد الله وتوفيقه كنا قد وقفنا على الابواب الاخيرة من ابواب اصول الايمان للامام المجدد ابي عبدالله محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى حيث كنا قد وقفنا على قوله باب تحريضه صلى الله عليه وسلم على لزوم السنة والترغيب في ذلك وترك البدع والتفرق والاختلاف والتحذير من ذلك. فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل في علاه ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا كل يا رب العالمين. امين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى باب تحريض صلى الله عليه وسلم على لزوم السنة والترغيب في ذلك. وترك البدع واختلاف والتحذير من ذلك. وقول الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر الله كثيرا وقوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. الاية وقوله تعالى شرع من الدين ما وصى به وحوى الذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى. ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه طيب وعن رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قال قائل يا رسول الله كأنها كأنها هذه موعظة مودع فما تعهد فما تعهد الينا. فقال اوصيكم بتقوى الله والطاعة وان كان وان كان عبدا حبشيا فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين مهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا علي بالنواجذ واياكم واياكم ومحدثات الامور فان كل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه داود رواه ابو داود والترمذي وصححه. وابن ماجة وفي رواية له لقد تركتكم على البيضاء ليلة وكنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالك. ومن يعش منكم فسيرى فسيرى اختلافا كثيرا. ثم ذكروا بمعناه. ولمسلم عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاته وكل بدعة ضلالة وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قيل ومن ابى قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. ولهما عن انس رضي الله عنه قال جاء ثلاثة رهط الى ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم. فلما اخبروا بها كأنهم تقالوها. فقالوا اين نحن من اين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال احدهم اما انا فاصلي الليل ابدا وقال الاخر انا اصوم النهار انا اصوم النهار ولا افطر وقال الاخر انا اعتزل النساء فلا تزوج ابدا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم اليهم فقال انتم الذين قلتم كذا وكذا اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له لكني اصوم وافطر واصلي وارقد واتزوج وتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بدأ الاسلام غريبا اعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. رواه مسلم. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. رواه البغوي في شرح السنة وصححه النووي وعنه ايضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي كما اتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى ان كان فيهم من اتى امه علانية لكان في امة من يصنع ذلك. وان بني اسرائيل افترقت على اثنتين وسبعين ملة وستفترق امتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار الا الا ملة واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليه واصحابي. روى الترمذي ولمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجور من اجورهم شيئا. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من اثم مثل مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا وله عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ابدع ابدع بي فاحملني فقال ما عندي؟ فقال رجل يا رسول الله انا ادله على من يحمله انا انا ادله على من يحمله. رسول الله وسلم من دل على خير فله له مثل اجر فاعله. عن عمرو بن عوف رضي الله عنه مرفوعا من احيا سنة سنة من سنتي قد قد اميتت بعدي فان له من اجري مثل اجر من عمل بها من الناس لا ينقص من اجور الناس شيئا. ومن ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله فان عليه مثلي ومثله. فان علي مثل اثم من عمل بها من الناس لا ينقص من اثام الناس شيئا. رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وهذا لفظه وعن ابن مسعود رضي الله عنه رضي الله عنه انه قال كيف انتم اذا اذا لبستكم اذا لبستكم فتنة يربو في الصغير ويهرب في الكبير وتتخذ سنة سنة يجري الناس سنة يجري الناس عليها وتتخذ السنة وتتخذ سنة يجري الناس عليها فاذا غير منها شيء قيل تركت سنة قيل متى ذلك يا ابا عبد الرحمن؟ قال اذا كثر قراؤكم فقل فقهاؤكم وكثرت اموالكم وقل امنائكم والتمست الدنيا بعين الاخرة وتفقه لغير الدين رواه الدارمي وعن زياد وعن زياد وعن زياد حدير رضي الله عنه قال قال لي عمر رضي الله عنه هل تعرف ما يهدم الاسلام؟ قلت لا قال يهدمه يهدمه زلة زلة العالم وجدال منافق بالكتاب وحكم الائمة المضلين. رواه الدارمي ايضا عن حذيفة رضي الله انه قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها فان الاول لم يدع للاخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم رواه ابو داوود. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال من كان مستنا فليستن بمن قد مات ان الحي لا تؤمن عليه اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا افضل هذه الامة ابرها قلوبا واعمقها علما واقلها واقلها تكلفا لاختارهم الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ولاقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على اثرهم وتمسكوا بما استطعتم من اخلاقهم وسيرهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم. رواه رزين وعن عمر بن شعيب عن ابيه عن جده قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون في القرآن فقال انما هلك من كان قبلكم بهذا كتاب الله بعظه ببعظ وانما نزل كتاب الله يصدق بعظه بعظا فلا تكذب بعظه ببعظ فما فما علمتم منه فقولوا وما هلتم فكلوه الى عالمه. رواه احمد بن ماجه. احسنت هذا الباب علاقته بكتاب الايمان من وجهين. الوجه الاول ان لزوم السنة من اسباب من اسباب ثبات الايمان. ومن اسباب زيادة الايمان ولهذا قال المصنف رحمه الله باب تحريضه صلى الله عليه وسلم على لزوم السنة وانما يضعف ايمان الانسان اذا ترك السنة ولم يلزمها ورغب عنها والوجه الثاني ان من التزم السنة فانه لا يكون مبتدعا فاذا خرج من الابتداع فانه يكون من اهل الاسلام الخلص. الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنجاة في قوله صلى الله عليه وسلم قال وستفترق هذه الامة الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. هذه الواحدة هي الناجية. من هم؟ هم اهل الايمان واهل التوحيد واهل السنة والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم مأمور من الله عز وجل ان يبلغ السنة كما امره الله عز وجل ان يبلغ القرآن وهو عليه الصلاة والسلام كان يرغب اصحابه والامة من بعدهم الى وجوب التمسك بهديه صلى الله عليه وسلم وعدم الاكتفاء بالقرآن وكان عليه الصلاة والسلام يحذرهم من البدع ولما نقول يحذرهم من البدع ولما قال المصنف وترك البدع فالمقصود بهذه البدع بدع المخالفة للشر والبدع المخالفة للشرع على نوعين البدع الدينية التي يتعبد الناس بها فهذه كلها ضلالة والبدع الدنيوية المخالفة لنص من كتاب الله عز وجل او نص من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم امر بترك التفرق وبترك الاختلاف وحذر من التفرق والاختلاف كما حذر من البدع لان البدعة ملازمة الفرقة فان اهواء الناس ليست واحدة. فلكل هوى فاذا اصبح المتبع هو الهوى وقع التفرق والاختلاف والتنازع ولو تأملنا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نجد ان من اعظم الغايات التي من اجلها ارسل الله الرسل وانزل الكتب ثلاثة امور الامر الاول اقامة التوحيد الامر الثاني اتباع الرسل عليهم الصلاة عليهم الصلاة والسلام الامر الثالث هو الاجتماع في الدين وترك التفرق هذه ثلاثة مقاصد عظيمة دعا اليها جميع الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وجمعهما الله تبارك وتعالى وجمعها الله تبارك وتعالى في قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون فمسلمون بضد الكفر والشرك والنفاق وحق تقاته هو حقيقة اتباع السنة. واعتصموا بحبل الله جميعا. وهذا صريح في التمسك بالنص ولا تفرقوا وهذا تحذير ولهذا يقول العلامة ابن القيم امران لابد منهما فعلا التوحيد والسنة وامر لابد من اجتنابه ترك الشرك والبدع وما نراه اليوم من تفرق المسلمين ما سببه؟ قد يقول قائل ان ربنا واحد وقبلتنا واحدة وكتابنا واحد ونبينا واحد فما هو الموجب للاختلاف اذا تأملنا لا نجد موجب الاختلاف الا بسبب الاهواء والبدع والا فان العقول السوية تدرك ان اذا قلنا الله ربنا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبينا. والاسلام ديننا ومكة قبلتنا والقرآن كتابنا فان المنبغى ان لا نختلف وان لا نتفرق فاذا رأينا الاختلاف ورأينا التفرق ثلاثة اربعة يجتمعون حول شيخ او حول ما يسمى بالعالم او بالسيد او المعمم او صاحب الطريقة ثم كل واحد من هؤلاء الشيخ والمعمم والسيد والعالم كل واحد منهم يزعم لنفسه طريقا فكم طريقا سيكون في الامة؟ كم لا يمكن حصرها وهذا هو الواقع وهذا هو الواقع لكنا لو ادركنا ان من اعظم الغايات التي من اجلها ارسل الله الرسل واقامة التوحيد والتمسك بالسنة والتحذير من البدع القولية والعملية والاعتقادية لا قل كثير من النزاعات والاهواء وجد من الناس التمسك. اورد المصنف رحمه الله تحت هذا الباب ايات واحاديث تؤكد هذا المعنى فقول الله عز وجل قد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا واذا اردنا ان نتأمل في هذه الاية لقد كان ما قال لقد كان في رسول الله اسوة حسنة لكم. وانما قال قد كان لكم في رسول الله اسوة حسن وتقديم المعمول يدل على اهمية والعناية اي ان الله جل وعلا يريد منا نجعل النبي صلى الله عليه وسلم قدوة وان لا نلتفت الى من سواه شعارنا هل هذا الذي نتدين الله به هل هذا الذي نرجو الله به؟ هل هذا الذي نريده ان يكون ثوابا لنا يوم القيامة اعتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم او لا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم او لا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم اولى اذا اصبحنا بهذه المثابة وهذه الدرجة فنحن فعلا اتخذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوا وتن ومعنى الاسوة والائتساء معناه الاقتداء لقد كان في لكم في رسول الله اسوة اي مقتدى ينبغي ان تقتدوا به وهذه الاسوة حسنة وهي نكرة في جميع الجهات. اسوة عليه الصلاة والسلام في باب الاعتقاد في باب العبادات في باب الاخلاق والمعاملات في جميع الابواب. هو عليه الصلاة والسلام اسوة في كونه ابا فنأخذ منه طريق التربية. اسوة في كونه زوجا. فنأخذ منه طريق التعامل مع الزوج اسوة في الشراكة اسوة في الجيرة. اسوة في التعليم. اسوة في الافتاء. اسوة في الحكم اسوة في القيادة في كل شيء لذلك الله جل وعلا جعله اسوة على الاطلاق. ولم يقل في كذا وكذا وانما قال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة في ماذا؟ مطلقا مطلقا مطلقا في جميع الابواب قارن هذه الاية باية ابراهيم في سورة الممتحنة قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه مطلقا؟ الجواب لا اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون فجعل الله عز وجل ابراهيم وقومه قدوة لنا في اظهار العداوة لمن عادانا والولاء لمن؟ وافقنا واو صار على ديننا فهذه مسألة عظيمة ان النبي صلى الله عليه وسلم اسوة على الاطلاق ومن تأمل القرآن وجد ان الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا ان نقتدي باحد من الورى الا النبي صلى الله عليه وسلم قد يقول قائل واتفاق الصحابة نعم اتفاق الصحابة اجماع الصحابة لا يجوز وانما الذي يتبع على الاطلاق هو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. واما الصحابة يتابعون فيما عليه وتنتقى اقوالهم اذا اختلفوا اي الاقوال اقرب الى الصواب؟ اذا كان هذا حال الصحابة الاجلاء. وهم تلامذة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونهم سواء كانوا علماء او كانوا فقهاء او كانوا محدثين ايا كان هنا ينبغي على الانسان يتأمل ان الله ختم الاية بقوله لمن كان يرجو الله واليوم الاخر لماذا الانسان يتعبد يريد الله عز وجل اذا كنت تريد الله بعبادتك بطاعتك بطريقتك فلابد ان يكون هذا الطريق مسلوكا من النبي صلى الله عليه وسلم. والا فاعلم انه طريق ضلالة حوار تريد بعبادتك وطاعتك واتقادك واخلاقك. الثواب يوم القيامة فاقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه الاية من اعظم الايات التي تحث على التمسك بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. اعتقادا وقولا وفعلا واورد بعد ذلك قوله جل وعلا ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. وهذه الاية في باب التحذير من البدع والتفرق والاختلاف فرقوا دينهم كيف فرقوا دينهم؟ مزقوه كل واحد منهم اخذوا بدين اخذوا ببعض الدين والباقي شهواتهم والباقي مشتهيات والباقي انما هي من اهوائهم ولهذا لو تأملنا لماذا الله عز وجل ذكر لنا قصة اهل الكتاب وان منهم من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض هذا يسمى الايمان الانتقائي يعني انهم يؤمنون بما يشتهون ويتركون ما لا يوافقهم او يلائمهم او ما لا يرونه اما المؤمن الحق المتبع للسنة فيقول كل من عند الله لا نفرق بين احد من رسله يقول دخلنا في السلم كافه امتثالا لامر الله ادخلوا في السلم كافة اي في الدين كله ولذلك التفرق الموجود اليوم سببه تشيع الناس لفلان وفلان تفرق الناس لاجل تحزب الناس لاجل فلان. فهذا يوالي فلانا وهذا يعادي فلانا وليس ولائهم وبراؤهم لله سبحانه وتعالى. وهذه مسألة خطيرة ثم ورد المصنف رحمه الله قوله جل وعلا في سورة الشورى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى انقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه واقامة الدين التوحيد والسنة. ولا تتفرقوا فيه ذم للتفرق. لانه يخالف اقصد الثالث من مقاصد ارسال الرسل الا وهو الاتفاق والاعتصام وترك الاختلاف وترك فكيف بمن يغير الدين فكيف بمن يأتي بصلاة جديدة فكيف بمن يأتي بصوم محدث فكيف بمن يأتي باذكار من عندك فكيف بمن يغير الدين عند المقابر او يغير الدين في المناسبات تفرق هذه الاية العظيمة تدلنا على وجوب التمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وترك الاهواء والبدع. اورد المصنف احاديث كثيرة بعضها قد مر معنا مثل الحديث العراظي بن سارية رظي الله تعالى عنه وقد مر معنا هذا الحديث لكن وجه الشاهد من امران الاول حثه عليه الصلاة والسلام في التمسك بالسنة قال عليه الصلاة والسلام فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها ولهذا يقول سفيان وغيره ان استطعت الا تحك جلدك الا بسنة فافعل سبحان الله العظيم كان من سلف من ائمتنا يدع احدهم عقله وقياسه لقول اثري مع انه ليس حديثا حتى قيل للامام احمد اذا طهرت المرأة تأملوا معي ان هذا القول مرجوح عند الائمة الثلاث. لكن تأملوا هذه المسألة عند الامام احمد قيل له اذا طهرت المرأة وقد اذن لصلاة العصر افتقضي الظهر؟ قال نعم قيل له لم يعني القياس انها ما تقضي الظهر قال ان كثيرا من التابعين كانوا يأمرونها بقضاء الظهر. اذا ترك القياس لاجل لكثير من التابعين مع ان الائمة الثلاث ابو حنيفة ومالك والشافعي رحمهم الله اخذوا بقول القليل الموافق للقياس وهذه مسائل تدلنا على اهمية التمسك بالسنة ما هو مثل اليوم تجد الانسان لا لم يقرأ البخاري ولا مسلم يسأل في حديثه في مسألة ما يقول انا اظن انه يجوز. خلاص صار الدين عنده الظن والهوى والقياس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فعليكم بسنتي يعني لا تفتي الا بالسنة لا تتكلم الا باثر وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. هذا الوجه الاول الشق الاول الشاهد لوجوب التمسك بالسنة والحث عليها ثم قال واياكم اي احذروا ومحدثات الامور احذروا محدثات الامور. هذا الشق الثاني في وجوب ترك البدع والتفرق والاختلاف. لانه الصلاة والسلام قال فان كل محدثة بدعة وهذه الكلية كلية مطلقة ومن قال من اهل العلم ان البدع منقسمة الى قسمين مباح وحلال وحرام ومكروه ومباح هذا التقسيم غير صحيح. الا ان يكون المراد به البدع الدنيوية. اما هذا الحديث فانه كلية مطلقة في البدع الدينية. فكل بدعة دينية محدثة وظلال وموصلة الى ماذا؟ الى التفرق عياذا بالله جل وعلا. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة وفي رواية ابن ماجة لقد تركتكم على البيضاء ومعنى البيظاء اي الطريق الواضح النهج البين. هذا معنى البيظاء. الطريق الواظح النهج العرب تقول هذه هي البيضاء اي النهج الواضح ويروي بعض الخطباء تركتكم على المحجة البيضاء لكن كلمة المحجة ما ثبتت ولا في رواية واحدة تركتكم على البيظاء ليلها كنهارها يعني انها واضحة ما في فرق بين الليل والنهار فالنبي صلى الله عليه وسلم تركنا على نهج واضح في باب العقائد في باب العبادات في باب الاخلاق في باب في جميع ابواب الدين قال لا يزيغ عنها بعدي الا هالك معنى هذا الكلام ان الذي يزيغ عن السنة بعد بيانها بعد جلائها ووضوحها بعد ظهورها فان ذلك يرجع الى انه اغمض بصيرته عن السنة واتبع هواه. هذا راجع الي. ليس لقصور بيان من النبي صلى الله عليه وسلم. وحاشاه. فانه عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ المبين وانما سببه تقصيره في عدم تحصيل السنة او سببه تقصيره في اغماظ العين عن رغبة في الهوى عياذا بالله تبارك وتعالى ثم ورد المصنف حديث جابر الذي في صحيح مسلم قال اما بعد النبي صلى الله عليه وسلم في كل خطبة جمعة يقول اما بعد ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث الجامع يقوله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في كل المجامع وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا حث منه عليه الصلاة والسلام في التمسك بالسنة ثم يقول عليه الصلاة والسلام في كل جمعة وشر الامور محدثاتها فينبغي الحذر من المحدثات الدينية قد يقول قائل كيف نعرف المحدثات الدينية؟ والله ليس شيء اسهل من هذا كل شيء ينسب الى الدين فقط اسأل هل كان هذا موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟ اعتقادا او قولا او عملا هل هذا موجود في زمن الصحابة رظوان الله عليه؟ اعتقادا او قولا او عملا او لا اذا هذا هو الدين ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة في صحيح البخاري قال كل امتي يدخلون الجنة جعلني الله واياكم منهم. ووالديه وذرياتنا ومشايخنا وطلابنا. كل امتي يدخلون الجنة هذه بشارة من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الا من ابى استثناء قيل ومن ابى قيل ومن ابى قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى من هنا ندرك ان سبب منع الانسان المسلم من دخول الجنة البدعة ما الذي يمنع الانسان المسلم من ان يدخل الجنة؟ لا يوجد شيء الا اللهم ان يكون بدع او كبائر والا الاصل ان من اطاع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يتبع شهواته ولم يتبع شبهاته انه يدخل الجنة الا من ابى. قالوا ومن ابى؟ وفي رواية ومن يا ابى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى هذا مثال نضرب لكم مثال جلي في الامثلة الدنيوية. عندما يمرض الانسان انسان مصاب بربو يقول له الطبيب خذ هذا الدواء واستنشق به والا ستبول فجاءته الحالة فاستنشق به فانجاه الله بهذا الشيء من الموت ثم دعته نفسه الى متى وانت تستخدم الهواء؟ فرمى العلبة ولم يلتفت اليه فجاءته الحالة فمات ازا كان هذا حال الانسان المريض مع الطبيب فحال الانسان الذي يريد الاخرة مع النبي صلى الله عليه وسلم نفس هذه الحالة من اطاعه دخل الجنة ومن عصاه ولم يبالي حاله اشد من حال ذاك الذي لم يبالي بامر الطبيب فمات وهلك فان الذي لا يبالي بامر النبي صلى الله عليه وسلم يهلك في النار عياذا بالله تبارك وتعالى. وهذا الحديث كل امتي يدخلون الجنة من احاديث الوعيد في حق اهل البدع وفي حق اهل المحدثات وهو من احاديث الوعد في حق اهل السنة والجماعة المتمسكين بالسنة العاملين بها ثم اود رحمه الله حديث انس رضي الله عنه في ذكر اولئك الرهط الثلاثة ثلاثة اشخاص جاءوا الى بيوتات النبي صلى الله عليه وسلم. يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم. ها حديث ايه قلناه شرحناه. حديث العباس شرحناه. وحديث آآ ابي داوود لقد تركتكم عن البيضة شرحنا وحديث مسلم في جابر شرحناه. نعم. الان وصلنا الى حديث انس رضي الله عنه في قصة الثلاث الرهط الثلاثة الذي جاءوا الى بيوتات النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يريدون؟ يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم. وكان قصدهم ان يفعلوا كفعله عليه الصلاة والسلام فلما اخبروا بها انه يقوم شيء من الليل ويصوم شيء من الشهر وانه عليه الصلاة والسلام هكذا حاله في عباداته في نوافله فلما اخبروا بها كأنهم تقالوها. شافوها قليلة. ها فقالوا لانفسهم ان النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فهذا هو السبب في كونه عليه الصلاة والسلام يقوم شيئا من الليل وينام اكثر ويصوم احيانا ويفطر اكثر الشهر فقالوا في انفسهم ان السبب في ذلك غفران الله للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال احدهم اما انا فاصلي الليلة ها هنا مكتوب انا اما انا فاصلي الليل ابدا وفي رواية فاقوم الليل ابدا يعني حرم على نفسه النوم وقال الاخر انا اصوم النهار وقال الاخر بعد الثالث انا اعتزل النساء. يعني صوم النهار وصلاة الليل لو تأملنا نجد ان هؤلاء الثلاث قالوا اشياء قالوا اشياء ليس فيها تغيير للدين وانما فيه زيادة على السنة فقط والنبي صلى الله عليه وسلم غضب غضبا شديدا لما سمع بمقالتهم. وكان من عادته صلى الله عليه وسلم انه اذا رأى رجلا يخالف الشرع بمعصية او ذنب يقوم خطيبا ويقول ما بال اقوام يقولون كذا وكذا. ما بال اقوام يفعلون كذا وكذا اما هؤلاء الذين غيروا وارادوا ان يغيروا ما قال ما بالك؟ قال انتم الذين قلتم كذا وعينهم وهذا لمبالغة التحذير من مثل هذه المقولات. انتم الذين قلتم كذا وكذا. اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له. هذه المسألة ينبغي ان تكون في قلوبنا من المسلمات العقدية لا اتقى من النبي صلى الله عليه وسلم ولا اخشى. وكذب من زعم ان خاتم الاولياء خير من خاتم الانبياء فهذا من افتراءات ابن عربي عامله الله بما يستحق يقول صلى الله عليه وسلم لكني اصوم وافطر اصوم وافطر ورقد ويتزوج النساء وفي رواية واصلي وارقد وفي رواية واقوم وارقد يعني يقوم من الليل وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ان الناس ينقسمون الى قسمين. قسم يعلمون السنة ويتركونها وهؤلاء اشد وقسم ربما يتركون السنة لا رغبة عنها ولكن جهالة بها وهؤلاء اهون ولكن الخير كل الخير في العلم بالسنة والعمل بها. جعلنا الله واياكم منهم ثم اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بدأ الاسلام غريبا سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. وجه الشاهد من هذا الحديث لهذا الباب ان السنة قد تكون غريبة في بعض الازمنة كما كانت غريبة في اول الاسلام ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء وطوبى بمعنى حسن المئاب وقيل هو موضع في الجنة وقيل وصف واسم من اسماء الجنة وكل هذه المعاني حق ولا تظاد بينها فهذا الحديث فيه ان الانسان. وان رأى غربة في التمسك بالسنة فعليه لا يبالي بالناس وان يتمسك بالسوء يحصل بذلك طوبى عند الله عز وجل. فطوبى للغرباء. من هؤلاء الغرباء؟ جاؤوا صافهم في حديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فجاء في رواية ان الغرباء هم النزاع من القبائل افراد من كل قبيلة ما يوجد جماعة كثيرة وجاء في رواية انهم الذين يصلحون ما افسد الناس وهذا الوصف الثاني وجاء في رواية انهم الذين يصلحون اذا فسد الناس وهذه الرواية الثالثة وفي رواية انهم الذين يحيون سنتي هذه اوصاف الغرباء ثم اورد رحمه الله حديث عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه مرفوعا قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به هذا الحديث رواه البغوي في شرح السنة بسنده وصححه النووي وقال رويناه باسانيد باسناد حسن وظعفه بعظ اهل العلم ومنهم العلامة الالباني رحمه الله لكن هذا الحديث ان قلنا انه حديث حسن فان معناه لا يخالف ما في صحيح البخاري. كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا ومن يأبى قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقدر. فمعنى قوله حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. اي انه يجد الامر من السنة على خلاف هواه. فيدع هواه للسنة فهذا معناها طاع النبي صلى الله عليه وسلم. وليس المقصود ان الهوى ان هواه يصبح سنة لا فمعنى هذا ليس في الحديث نكارة ليس في الحديث نكارة لفظية كما قاله بعض اهل العلم الصواب ان متن الحديث ليس فيه نكارة ولكن هذا يحتاج الى ترويض ليس من السهل ان الانسان يصبح يحب كل السنة دفعة واحدة. ولكن اذا زاد الايمان زاد حب الانسان للسنة واذا زاد الايمان زاد وسهل على الانسان اتباع السنة متى يصعب على الانسان اتباع السنة اذا ضعف الايمان وضعف العلم بمنزلة سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ثم ايضا اورد حديث عبد الله ابن عمرو رواه الترمذي قال يأتين على امتي كما اتى على بني اسرائيل بنو اسرائيل كانوا على دين واحد في زمن انبيائهم فلما مات انبياؤهم تفرقوا واختلفوا وتنازعوا في الكتاب. تفرقوا واختلفوا وتنازعوا في الكتاب حتى صار حتى صار اليهود على احدى وسبعين فرقة والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ليأتين على امتي اي من الامور والمصائب والتفرقات والاختلافات كما اتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل. يعني كانهم رفعوا نعالهم والامة صارت تتبعها مثل ما يتبع الانسان اثر انسان اخر وفي رواية حذو القذة بالقذة القذة هي طرف السهم الذي يكون من جهة الرمي لابد ان تكون الجهتان متساويتان تماما. والا فان السهم ينحرف يمنة او يسرى فلذلك الرامي الصانع يصنع السهم بحيث يجعل القذذ متساوية من الجهتين فاذا قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وهنا في رواية قال حذو النعل بالنعل ثم ذكر مثالا فظيعا عظيما يدل على شناعة وعلى بعد هذه الامة في بعض الازمنة عن السنة قال حتى ان كان فيهم من اتى امه علانية لكان في امتي من يصنع ذلك كنا قديما ونحن صغار نسمع ان في بلاد الكفار سكر انسان وهو لا يشعر فاتى ابنته او اتى امه اما اليوم اصبحنا نسمع هذا في بلاد المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله امر اجب والله امر عجب انسان اتصل وفيه حالة نفسية واذا به كان يتعاطى المخدرات وفي حال تعاطيه المخدرات فعل الفاحشة بامه عياذا بالله ثم اصبح فيه حالة نفسية ما يعرف ماذا يفعل ما هو السبب هذا مشتاق كلام النبي صلى الله عليه وسلم قال لكان في امتي من يصنع ذلك. وان بني اسرائيل افترقت على اثنتين وسبعين ملة ولما قال ملة معناها ان كل واحد منهم يزعم انه على الدين الصحيح وان الاخر على الدين الباطل فمثلا الان لو نظرنا الى منى لليهود لوجدنا ان هناك من المتعددة فيما بينهم كل ملة تكفر الاخرى قال وستفترق امتي على ثلاث وسبعين ملة هذا معناه فيه زيادة. زيادة فرقة كلها كلهم في النار الا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في بعظ رسائله انظروا الى فقه اصحاب محمد صلى الله انشغلوا بالسؤال عن الناجين ولن ينشغلوا بالسؤال عن الهالكين الناس اليوم اذا رأوا شيء ما يسألون ايش طريق النجاة؟ يسألون شلون هذول ايش صار؟ ايش صار فيهم؟ ليش الواجب ان الانسان يعرف طريق النجاة ولذلك قالوا من هي يا رسول اي ناجية قال ما انا عليه واصحابي ولذلك يقول العلماء رحمهم الله من سمات يرحمك الله. ومن صفات ومن علامات الفرقة الناجية اولا انها على ما كان عليه النبي ثانيا انها تدعو الى الاجتماع وتنبذ الاختلاف والتفرق فتدعو الناس الى التمسك بالكتاب والسنة لا بالاجتماع على فلان وفلان وفلان ثالثا انها تدعو الى التوحيد. رابعا انها تقوم بالسنة نشرا وتعليما. فهذه اربعة اوصاف للفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة وهذه هي الخامسة. وهم الطائفة المنصورة الظاهرين بالحق ثم ورد حديث ابي هريرة في صحيح مسلم من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه. لا ينقص ذلك من اجورهم شيء والهدى لا يوجد الا في الكتاب والسنة واخطأ من ظن ان المقصود هنا من دعا الى هدى ان معنات ان فيه بدع جديدة. بدع حسنة. هذا فهم سقيم اذ لو قلنا ان المقصود من دعا الى هدى اي بدع جديدة حسنة معناها ان كل بدعة ضلالة متصادمة لا يمكن اذا ما معنى من دعا الى هدى دعا الى هدى داعية الى الدين الاسلام دعا الى السنة ومن دعا الى ضلالة اي الاهواء والبدع. كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا وهذا فيه ان الانسان يحذر من نشر الشر يحذر الانسان من نشر الشر ويحث نفسه على نشر الخير فرب خير نشرته وان لم تكن قد عملت به لكن عمل به غيرك فتؤجر عليه وهذا امر مهم ان الانسان يسعى في نشر الخير ويقصر عن الشر فكيف بمن يفتح عياذا بالله تبارك وتعالى حسابات ينشر فيها البدع والضلالات والاباحة والمعاصي وينشر الكفر والشرك والفسوق والخرافة ينشر الفلسفات الشرقية الهندية والصينية ويلبسها بلباس الاسلام يحط عليها غترة وشماغ ويقول للناس هذا من الاسلام كذبوا والله يجب الحذر من هؤلاء ثم اورد حديث ابي مسعود الانصاري البدري قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ابدع بي ومعنى ابدع بي اي انقطع بي فان ناقتي اصبحت لا تستطيع السير ابدعت الناقة اذا كلت من السيف وابدع به يعني كللت من السير فاحملني فقال ما عندي النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر الصحابة اثنين والثلاث على بعير واحد فقال رجل يا رسول الله انا ادله على من يحمله فقال رسول الله هنا كلمة فقال سقطت من النسخة اللي عندنا والصواب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله من اين نعرف الخير؟ من الكتاب والسنة. فهو من عقولنا ولا من استحساناتنا ولا من اذواقنا ولا من اوجادنا. ولا من عادات وتقاليدنا ثم اورد رحمه الله حديث عمرو بن عوف وهو بمعنى الحديث السابق لكن فيه الحث على احياء السنة. قال من احيا سنة من سنتي قد اميتت. فان قد اميتت بعدي فان له من الاجر مثل اجر من عمل بها من الناس لا ينقص من اجور الناس شيئا ومن ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله ولا يرضاها الله ورسوله هنا خرج مخرج حكاية الحال وليس والا فكل بدعة فهي غير مرضية عند الله ورسوله كل بدعة في الدين فهي غير مرضية عند الله ورسوله ومن ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله فان عليه مثل اثم من عمل بها من الناس لا ينقص من اثام الناس شيئا يا سبحان الله. ثم اورد اثار كثيرة لعلنا نرجوها الكلام عليها في الدرس القادم نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين بارك الله فيك