روى الامام احمد في المسند وابو داوود والنسائي عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت وحدك لا شريك لك نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المؤلف وفقه الله تعالى تفاضل اسماء الله وصفاته لقد دلت نصوص الكتاب والسنة على تفاضل اسماء الله الحسنى وصفاته العليا بل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان لله اسما اعظم اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ومن قال بعدم تفاضل الاسماء الحسنى فقوله مجانب للصواب قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقول من قال صفات الله لا تتفاضل ونحو ذلك قول لا دليل وكما ان اسمائه وصفاته متنوعة فهي ايضا متفاضلة كما دل على ذلك الكتاب والسنة والاجماع مع عقل والدلائل على ثبوت التفاضل في اسماء الله جل وعلا كثيرة ومن هذه الدلائل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاخبار الصحيحة ان لله اسما اعظم اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب ولا ريب ان هذه فضيلة عظيمة اختص بها هذا الاسم الذي وصف بانه اسم الله الاعظم ولعلنا نقف على طرف من الاحاديث الواردة في ذلك ثم نقف بعد ذلك على كلام بعض اهل العلم في تعيينه المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سألت الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى وزاد ابو داوود والنسائي في اخره يا حي يا قيوم وروى ابن ماجة والحاكم وغيرهما عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب في ثلاث سور من القرآن في البقرة وال عمران وطه وروى الامام احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجة عن اسماء بنت يزيد رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الاعظم في هاتين الايتين والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم وفاتحة ال عمران الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم وروى احمد واصحاب السنن وابن حبان في صحيحه عن بريدة رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب فهذه بعض الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ولاجل ذا كان لهذا الاسم ومعرفته والبحث عنه شأن عظيم عند اهل العلم ولهم في هذا ابحاث عديدة مختصرة ومطولة قال الشوكاني رحمه الله في كتابه تحفة الذاكرين وقد وقد اختلف في تعيين الاسم الاعظم على نحو اربعين قولا. قد افردها السيوطي بالتصنيف. انتهى ولم يذكر السيوطي في كتابه الذي افرده في ذلك. والذي اسماه الدر المنظم في الاسم الاعظم سوى عشرين قولا وكثير منها وكثير منها ضعفه ظاهر. لعدم قيام دليل عليه من الكتاب والسنة بل في بعضها تكلف ظاهر وشطط بين وبعض المتصوفة لهم في هذا الباب اباطل كثيرة لا يلتفت الى شيء منها ويريدون في ذلك احاديث موضوعة واثارا مخترعة وقصصا من كرة يخدعون بها عوام المسلمين ويغرون بها جهالهم والواجب على كل مسلم ان يكون على حيطة وحذر من الوقوع في افك هؤلاء وباطلهم ان من اشهر الاقوال في تعيين الاسم الاعظم واولاها بالصواب واقربها للادلة هو ان الاسم الاعظم هو الله والى هذا القول ذهب جمع من اهل العلم قال الامام ابو عبدالله ابن منده في كتابه التوحيد وقد اختار فيه ان اسم الله الاعظم هو الله قال فاسمه الله معرفة ذاته منع الله عز وجل خلقه ان ان يتسمى او ان يتسمى به احد من خلقه او يدعى باسمه اله من دونه جعله اول الايمان وعمود الاسلام وكلمة الحق والاخلاص ومخالفة الاضداد والاشراك فيه يحتجز القائل يحتجز القائل من القتل. يحتجز. يحتجز القائل من القتل القائلة يحتجز القائل من القتل. نعم وبه يفتتح الفرائض يحتجز اي هذا الاسم القائل من القتل اذا قاله حجز عن ان يقتل امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. نعم يحتجز القائل من القتل وبه يفتتح الفرائض وتنعقد الايمان ويستعاذ من الشيطان. وباسمه يفتتح ويختم الاشياء تبارك اسمه ولا اله غيره انتهى ولهذا الاسم الكريم من الخصائص ما ليس لغيره من الاسماء ومن خصائصه ان الله يضيف سائر الاسماء اليه كقوله ولله الاسماء الحسنى. ويقال العزيز والرحيم والكريم والقدوس من اسماء الله. ولا يقال الله من اسماء الرحمن بل ان هذا الاسم الكريم متضمن لجميع معاني الاسماء الحسنى دال عليها اجمالا والاسماء الحسنى تبيين وتفصيل لصفات الالهية فلهذه المعاني العظيمة وغيرها مما اختص به هذا الاسم ذهب غير واحد من اهل العلم الى اختيار انه الاسم الاعظم ومما يقوي هذا ان هذا الاسم الكريم قد ورد في جميع الاحاديث التي فيها الاشارة الى الاسم الاعظم ومن اهل العلم من ذهب الى ان الاسم الاعظم هو الحي القيوم قال ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد فان صفة الحياة متظمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها وصفة القيومية متظمنة لجميع صفات الافعال. ولهذا كان اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى هو اسم الحي القيوم انتهى وقد ورد هذان الاسمان في اكثر في اكثر الاحاديث التي فيها اشارة الى الاسم الاعظم ومن اهل العلم من قال ان الاسم الاعظم جنس لا يراد به اسم معين فان اسماء الله نوعان. احدهما ما دل على صفة واحدة او صفتين او تضمن اوصافا معدودة والثاني ما دل على جميع ما لله من صفات الكمال. وما تضمن وتضمن ما له من نعوت العظمة والجلال والجمال فهذا النوع هو الاسم الاعظم. لما دل عليه من المعاني التي هي اعظم المعاني واوسعها فالله اسم اعظم والله اسم اعظم. الله اسم فالله اسم اعظم وكذا الصمد وكذلك الحي القيوم وكذلك الحميد المجيد وكذلك الكبير العظيم. وكذلك المحيط فهذه الاقوال الثلاثة هي اولى ما قيل في الاسم الاعظم وعلى كل فهذه مسألة اجتهاد لعدم ورود دليل قطعي الدلالة على التعيين يجب ان يصار اليه الا ان من دعا الله بالادعية المتقدمة فقد دعاه باسمه الاعظم. لاخبار النبي صلى الله عليه وسلم عمن دعا الله بذلك بانه دعاه باسمه الاعظم الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب والله وحده ولي التوفيق نعم نسأل الله عز وجل ان يتولانا اجمعين بتوفيقه وتسديده ومعونته وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا ان استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا