وعن ام سلمة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصم بباب حجرته فخرج اليهم فقال الا انما انا بشر مثلكم وانما يأتيني الخصم فلعل بعضكم ان هنا ابلغ من بعض فاحسب انه صادق فاقضي له. فمن قضيت له بحق مسلم فانما هي قطعة من نار فليحملها او يذرها. النبي صلى الله عليه وسلم كان هو القاضي كما سمعتم. كان هو القاضي لان الله امر بذلك وان يحكم بينهم بما انزل الله فهو القاضي وهو المفتي. وهو الامام وهو الامير وهو المحتسب عليه الصلاة والسلام وهو الداعية الى الله وهو الواعظ كل كل امور الدين يقوم بها صلى الله عليه وسلم قام باعباء الرسالة عليه الصلاة والسلام كلها ووفاها حقها بلغ الرسالة وادى الامانة عليه الصلاة والسلام وجاهد في الله حق جهاده سمع جلبة يعني اصواتا عند بابه صلى الله عليه وسلم جلبت خصم يرفعون اصواتهم تعرفون النزاع اذا صار نزاع ترتفع اصوات المتنازعين ولو من غير قصد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم اصواته وانكر عليهم ذلك وقال انما انا بشر انما انا بشر هذا كما قال الله جل وعلا قل انما انا بشر مثلكم فهو بشر صلى الله عليه وسلم من اب وام هو بشر من اب وام عليه الصلاة والسلام وليس هو ملكا من الملائكة وليس هو نور من آآ كما يقولون انه نور وليس بشر وانما هو نور كما يقوله الغولات والمبتدعة الذين يرفعونه فوق منزلته او يقولون انه ان له حق في الربوبية والالوهية وانه ينفع ويضر بعد موته عليه الصلاة والسلام. فهو بشر لكن الله خصه بالرسالة كما قال الانبياء لاممهم ان نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء. والكفار المتعنتون يقولون نطيع بشرا مثلنا يقولون ما هو الا ما ان انت الا بشر مثلنا وش اللي يخصك وصار لك ميزة علينا كلنا اجل نصير رسل لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله. الله اعلم حيث يجعل رسالته فالله جل وعلا يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فالله ميزهم بالرسالة والا هم في الاصل بشر لكن الله ميزهم بالرسالة والوحي. والا من حيث من حيث البشرية هم بشر ولذلك يأكلون ويشربون ويتزوجون ويمرضون ويحزنون ويموتون عليهم الصلاة والسلام ويدفنون كما يدفن الناس. فهم بشر. الرسول يقول انما انا بشر مثلكم. انا لا اعلم الغيب واعلم من هو المصيب من الخصوم والمخطي؟ ما يعلم هذا عليه الصلاة والسلام. وانما يحكم على ما يظهر له على ما يظهر له من الدعوة والاجابة من البينة او اليمين يمشي على اصول في القضاء وياكل من حيث الظاهر وياكل البواطن الى الله جل وعلا لا يعلم الغيب عليه الصلاة والسلام الا ما اطلعه الله عليه من الغيب من باب المعجزة من باب المعجزة اما انه يعلم المحط من المبطل في الخصومات فهو لا يعلم صلى الله عليه وسلم انما انا بشر مثلكم وربما يكون بعضكم ابلغ بحجته من بعض البلاغة هي صفة من صفات المتكلم تكون بليغا ويكون اه فصيحا او يكون عييا ولا يستطيع الكلام ولا يحسن الكلام هذي هذي منن من الله سبحانه وتعالى والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال وهي على قسمين ان استغلت في اظهار الحق وبيان الحق فهي محمودة وان استغلت في طمس الحق واعزاز الباطل فهي مذمومة. فهي مذمومة ولهذا يقول الشاعر في زخرف القول تزيين لباطله والحق قد يعتريه سوء تعبير آآ البلاغة اذا كانت لاجل نصرة الباطل وطمس الحق فهي مذمومة اما اذا كانت بالعكس لنصرة الحق واظهار الحق فهي منحة من الله ونعمة. فالرسول خشي عليهم من الجانب الثاني ان يكونون يستعملون بلاغتهم لاجل اخذ حقوق الناس حذرهم من ذلك وقال انما اقضي على نحو ما اسمع هذا فيه دليل على ان قضاء القاضي حسب الظاهر حسب الظاهر وهذا محل الشاهد من الحديث فيحكم على نحو ما يسمع فان كان فيه شيء خفي فان هذا في في ذمة من اخفاه وكتمه. والله هو الذي يتولى السرائر سبحانه وتعالى. القضاة لا يعلمون الغيب اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب في هذا القضاة من باب اولى فهذا فيه دليل على ان حكم الحاكم لا يغير. لا يغير الحق بعض الناس يقول لا هذا لي انا حاكم لي القاضي بهذا حاكم لي القاضي فهذا لي حلال نقول لا ما هو بلك حلال الا اذا كنت صادقا اذا كنت صادقا فهو حلال. اما اذا كنت اذا كنت مزورا وكذابا وفصيحا استعملت الفصاحة لاخذ حقوق الناس فان حقوق الناس باقية لهم. وانت ظالم ولا بد من لا بد من رد المظالم الى اصحابها اما في الدنيا واما في الاخرة. ولهذا قال فمن قضيت له بحق اخيه فلا يأخذه معناها ان من علم من نفسه انه كذاب وحكم له القاضي في الظاهر وهو يعلم انه كذاب لا يجوز له اخذه. ويقول هذا اخذته من عند القاضي او من المحكمة عليه ان يرد الحق الى صاحبه لانه قطعة من النار. والعياذ بالله قطعة من النار فعليه ان يرد الحق اذا علم من نفسه انه كاذب وانه مزور وكذلك المحامين اللي حامون دون الناس اذا كانوا مزورين ومبطلين فان هذا امر لا يجوز لهم وعليهم ان ان يردوا الحقوق الى اهلها ويتخلصوا منها الان وشر الناس من ظلم الناس للناس شر الناس من ظلم الناس للناس اما انه يزور من اجل ان يحصل على اجر على اجر المحاماة وياخذ اموال مقابل المحاماة ولو بالباطل الله جل وعلا يقول لا تكن للخائنين قصيما ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم. ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرظى من القول كان الله بما يعملون محيطا. فعلى المدعي وعلى محامي عليه ان يتقي الله سبحانه وعلى المدعى عليه ايضا ان يتقي الله ولا يكتم الحق الذي عنده على كل من الخصمين ان يؤدي الحق اذا كان ظالما ولا يعتبر القضاء انه مسوغ انه مسوغ له بل القضاء انما هو على الظاهر لعل البواطن الذي يقضي على البواطن هو الله جل وعلا اما البشر فيقضون على الظواهر. فالواجب التنبه لمثل هذا الامر الخطير نعم وسواء المصنف او رد هذا الحديث ليدل على ان حكم القاضي انما هو على الظاهر وانه لو حكم بشيء والباطن خلافه فان حكمه لا يسوغ للخصم ان يأخذ هذا الشيء لا يسوغ له وانما هو نار من نار جهنم نعم احسن الله اليكم سماحة الوالد يقول السائل استدل بعضهم بحديث انما انا بشر مثلكم على رد قول العالم وحكم قاضي وجرح الجارح وتعديل العادل اذا كان بدون حجة ها يقول احسن الله اليكم واستدل بعضهم بحديث انما انا بشر مثلكم على رد قول العالم ولا على رد قول العالم. رافع؟ رده صلى عليك ما يرد الا اذا كان مخالفا للكتاب والسنة. ما يرد حكم الحاكم الا اذا تبين انه مخالف للكتاب والسنة وانه فانه يرد ولذلك التمييز محكمة التمييز تنظر في القضايا والصكوك فاذا وجدوا عليها ومخالفة ردوها. اما اذا كان الحكم موافقا للكتاب والسنة او لم يتبين لم يتبين انه مخالف للكتاب والسنة فلا يجوز نقله ولا التعرض له والا تفسد الاحكام وكل يعبث نعم