وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فاذا امرأة من السبي تسعى اذ وجد صبيا في السبي اخذته فالزقته ببطنها فارضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترون هذه المرة طارحة ولدها في النار قلنا لا والله فقال لا الله ارحم بعباده من هذه بولدها. متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش ان رحمتي تغلب غضبي. وفي رواية غلبت غضبي. وفي رواية سبقت غضبي متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله الرحمة مائة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين. وانزل في الارض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزية راحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية تصيبه وفي رواية ان لله تعالى مية رحمة انزل منا رحمة واحدة بين الجن والانس والبهائم والهوان فبها يتعاطفون وبها ان يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها واخر الله تعالى تسع وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة. متفق عليه. ورواه مسلم ايضا من رواية سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تعالى مية رحمة فمنا رحمة يتراحم بها الخلق وبينهم وتسع وتسعون ليوم القيامة. وفي رواية ان الله تعالى خلق يوم خلق السماوات والارض مية كل رحمة طباق ما بين السماء الى الارض. فجعل منها في الارض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها اه والوحش والطير بعضها على بعض. فاذا كان يوم القيامة اكملها بهذه الرحمة. وبالله وصلى الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى به اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة فيما يتعلق بالرحمة كلها تدل على ان ينبغي للمؤمن ان يكون حسن الظن بالله ولا ييأس فانه سبحانه ذو رحمة واسعة فينبغي للمؤمن ان لا ييأس مع تقوى الله والاستقامة على دينه فان الراغب في الرحمة والراغب في الرجاء يعمل من اراد الخير واراد الرحمة يعمل بطاعة ربه حتى يحصل له الخير فالله جل وعلا بين للعبادة انه الرحمن الرحيم. قال تعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وقال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين اتقوا ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون فالواجب على المؤمن ان يتقي ربه حتى تناله الرحمة الكفار خبث اعمالهم وانحرافهم ما امرهم الله به لامرهم مع عظمتها وسعتها لا تعمهم بل هو في النار والله يقول ان الله بالناس لرؤوف رحيم يعني اذا اجابوا دعوته واتقوه فهو رحيم له سبحانه وتعالى كما قال تعالى فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الامي الاية الواجب على من اراد الرحمة ان يتقي الله وان يراقب الله وان يحذر محارم الله وان يقف عند حدود الله في هذا الحديث ان امرأة كانت في السبي فقدت طفلانها فوجد الطفلان في الصبح فعرفته انه ولدها فاخذته ترضعه فقال لهم النبي اترون هذه الطرحة ولا لها بالنار؟ قالوا لا قال فالله ارحم بعباده من هذه بولدها يعني بعباده المتقين له وهكذا الحديث الاخر ان الله جل وعلا كتب في كتاب فهو عنده قال ان رحمتي سبقت غضبي وكذلك اذا خلق مئة رحمة انزل بها رحمة واحدة يترحم بها الخلائق وامسك عنده تسعة وتسعين يرحم به عباده يوم القيامة كل هذه الاحاديث وما جاء في معناها كلها تبين لنا ان الواجب على المؤمن ان يحسن ظنه بربه لكن مع العمل يحسن ظنه بربه مع العمل من اساء العمل ما احسن ظنه بربه ولكن من اتقى الله استقام على العمل الصالح. قال تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والظراء الاية فالعبد يتقي ربه ويعمل حتى تنال له الرحمة حتى يوفق على الرحمة اما ان يبتعد عن الله ويسيء العمل وينحرف عليه عن جلالة الصواب فقد عرظ نفسه لغظب الله وسخطه ولا حول ولا قوة الا به. المقصود ان الرحمة لها اسباب فالواجب على العبد ان يأخذ باسباب الرحمة وذلك بتقوى الله والاستقامة على دينه والمسارعة الى ما رظيه والحذر من مساخطه. هذي اسباب الرحمة من رزق الجميع التوفيق والهداية