الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله تعالى في كتابه مختصر صحيح مسلم باب في قوله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا اذا خرج النبي وصلى الله عليه وسلم الى الغزو تخلفوا عنه. وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا قدم النبي صلى الله عليه وسلم اعتذروا اليه وحلفوا واحبوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا. فنزلت لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف ان مروان قال اذهب يا رافع لبوابه الى ابن عباس رضي الله عنهما فقل لان كان كل امرئ منا فرح بما اتى واحب ان يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن اجمعون. فقال ابن عباس رضي الله عنهما ما لكم ولهذه الاية؟ انما انزلت هذه الاية في اهل الكتاب ثم تلا ابن عباس رضي الله عنه هما واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. هذه الاية وتلا ابن عباس رضي الله عنهما لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا وقال ابن عباس رضي الله عنهما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه اياه. واخبروه بغيره فخرجوا قد اروه ان قد اخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك اليه وفرحوا بما اتوا من كتمانهم اياهما عنه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله تعالى باب في قوله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب واورد تحت هذه الترجمة حديثين مفسرين لهذه الاية حديث ابي سعيد الخدري وحديث ابن عباس رضي الله عنهم وعن الصحابة اجمعين والاية الكريمة فيها النهي عن هذه الخصلة الذميمة البغيضة من خصال اهل النفاق وهي ان وهي انهم يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا اي من الخير وحقيقة امرهم انهم يأتون افعالا هي من القبائح والباطل والامور المنكرة يقول الله عز وجل لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا اي من الاعمال القبيحة الباطلة المحرمة سواء كانت قولية او فعلية من يتامى النساء الا بالقسط من اجل رغبتهم عنهن اورد رحمه الله تعالى في هذه الترجمة قول الله عز وجل وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى وقول الله سبحانه وتعالى ويستفتونك في النساء ثم في الوقت نفسه يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا اي لم يفعلوا من امور الخير يحبون ان يحمدوا بالصدق مثلا والكرم مثلا والاحسان مثلا والنصح يحبون ان يحمدوا بهذه الخصال وهم ليسوا منها في شيء بل على ضدها فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب اي بنجاة من عذاب الله سبحانه وتعالى وسخطه بل هم نائلون هذا العذاب كما قال الله عز وجل في تمام الاية ولهم عذاب اليم حديث ابي سعيد رضي الله عنه فيه ان رجالا من المنافقين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كانوا اذا خرج الى عليه الصلاة والسلام الى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله وهذا عمل ذميم وباطن ومنكر فيفرحون بما اتوا من هذه الاعمال الباطلة ثم اذا رجع النبي عليه الصلاة والسلام اعتذروا اليه وحلفوا واحبوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا اي يحمدوا بانهم انصار للنبي عليه الصلاة والسلام واعوان له في نشر دينه الى غير ذلك ففي حديث ابي سعيد انها نزلت في المنافقين واورد بعده حديث ابن عباس قال حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان مروان قال اذهب يا رافع لبوابه الى ابن عباس فقل لان كان كل امرئ منا فرح بما اتى واحب ان يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن اجمعون فقال ابن عباس رضي الله عنهم فقال ابن عباس رضي الله عنهما ما لكم ولهذه الاية؟ انما نزلت هذه الاية في اهل الكتاب ثم تلا الاية التي قبلها واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ثم تلا هذه الاية لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا قال ابن عباس سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء يعني اهل الكتاب فكتموه اياه واخبروه بغيره فخرجوا قد اروه ان قد اخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك اليه وفرحوا بما اتوا من كتمانهم اياه ما سألهم عنه فهذا الحديث حديث ابن عباس فيه ان الاية نزلت في اليهود والحديث الذي قبله انها نزلت في المنافقين قال القرطبي رحمه الله انما نزلت فيهما معا اي ان الاية تشمل هؤلاء وهؤلاء تشمل المنافقين عندما يفرحون بما اتوا من عمل منكر ويحبون ان يحمدوا باشياء طيبة حسنة لم يفعلوها وفي اليهود كذلك عندما يفرحون بما اتوا من اعمال باطلة كما في هذا الحديث الكتمان كتمان الحق ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا اي انهم اجابوا النبي صلى الله عليه وسلم واستحمدوا بذلك اليه. صلوات الله وسلامه عليه والاية ايضا تشمل كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى الذين يرتكبون البدع والضلالات والشركيات ويحبون ان يحمدوا بالاتباع والاخلاص يعني افعالهم بدع ويحبون ان يحمدوا بانهم من اهل السنة والاتباع وافعالهم شرك ويحبون ان يحمدوا بانهم من اهل التوحيد والاخلاص قال رحمه الله سورة النساء باب في قوله تعالى وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى وقوله ويستفتونك في النساء عن عروة ابن الزبير انه سأل عائشة رضي الله عنها عن قول الله عز وجل وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طا لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع قالت يا ابن اختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها ان يتزوجها بغير ان يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره. فنهوا ان ينكحوهن الا ان يقسطوا لهن ويبلغ بهن اعلى سنتهن من الصداق. وامروا ان ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن. قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها ثم ان الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الاية فيهن فانزل الله عز وجل يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتون انهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن قالت والذي ذكر الله انه يتلى عليكم في الكتاب الاية الاولى التي قال الله فيها وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قالت عائشة رضي الله عنها وقول الله تعالى في الاية الاخرى وترغبون ان تنكحوهن رغبة احدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال. فنهوا ان ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها هاتان ايتان وردتا في سورة النساء الاولى في اولها والثانية بعد منتصفها الاولى هي قوله سبحانه وتعالى وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع والمعنى في هذه الاية اي اذا كانت تحت احدكم وفي حجر احدكم يتيمة وخاف الا يتمكن من توفيتها مهر مثلها فعليه ان يعدل حتى لا يظلم هذه اليتيمة عليه ان يعدل الى ما سواها من النساء. والنساء كثر تنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع الاية فيها حديث عن حال كانت موجودة وواقعة في ذلك الوقت ان اليتيمة اذا كانت تحت ولاية الرجل وهي صاحبة مال عندها مال وفي الوقت نفسه جميلة يطمع فيها لجمالها ولمالها فاذا كان يعلم من نفسه انه يبخسها حقها ويظلمها ولا يعطيها مهر مثلها فعليه ان يعدل الى ما سواها من النساء فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع الحالة الثانية ان تكون هذه اليتيمة ذميمة بصورتها وهيئتها ولا يميل اليها لانها لا لا تعجبه في حسنها وجمالها لكنه عنده طمع في مالها فيعضلها عن النكاح حتى يستبقي المال وهذا ظلم اخر تأتي الاية الاخرى معالجة له وهي قوله سبحانه وتعالى ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن وترغبون ان تنكحوهن اي كما سيأتي معنا في الحديث آآ رغبة احدكم عن يتيمته التي تكون في حجره لي عدم الجمال فيها لكونها ليست جميلة ولهذا يقول الحافظ ابن كثير المقصود ان الرجل اذا كان في حجره يتيمة يحل له تزويجها فتارة يرغب في ان يتزوجها فامره الله عز وجل ان يمهرها اسوة امثالها من النساء فان لم يفعل فليعدل الى غيرها من النساء. فقد وسع الله عز وجل ذلك وهذا المعنى في الاية الاولى التي في اول السورة وتارة لا يكون للرجل فيها رغبة لدمامتها عنده او في نفس الامر فنهاه الله عز وجل ان يعضلها عن الازواج خشية ان يشركوه في ما له الذي بينه وبينها وعائشة رضي الله عنها سئلت عن معنى هذه الاية وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثة ورباع سألها عروة ابن الزبير ابن آآ اختها اسماء فقالت يا ابن اختي هي اليتيمة تكون في حجر او حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها ان يتزوجها بغير ان يقسط في صداقها فيعطيها مثلما يعطيها غيره فنهوا عن ذلك نهوا ان ينكحوهن الا ان يقسطوا لهن ويبلغ بهن اعلى سنتهن من الصداق اعلى سنتهن اي مهر المثل وامروا ان ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن قال عروة قالت عائشة ثم استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الاية فيهن فانزل الله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن قالت والذي ذكر الله عز وجل انه يتلى عليكم في الكتاب هي الاية الاولى التي في اول سورة النساء قوله تعالى وان خفتم و قوله جل وعلا وترابون ان تنكحوهن قالت رضي الله عنها رغبة احدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال ان ينكح ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء الا بالقسط من اجل رغبتهم عنهن الحاصل ان الايتين كلاهما متعلقتان اليتيمات اللاتي او اليتيمة التي تكون في حجر الرجل فهي لا تخلو من حال من حالتين اما ان تكون جميلة وذات مال فيطمع فيها لكنه لا يعدل ولا ينصف فنهي عن ذلك ان يتزوجها وهو ظالم لها في مهرها يبخسها مالها وحقها فنهي عن ذلك وان يعدل الى ما سواها من النساء مثنى وثلاثة وربع او يكون ليس له رغبة فيها لدمامتها فجاءت الاية الثانية معالجة هذا الامر فنهاهم الله عز وجل عن عضل هؤلاء اليتيمات عن الازواج وكانوا يعضلونهن خشية ان يشارك الزوج في في في هذا المال قال رحمه الله باب في قوله تعالى ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف عن عائشة رضي الله تعالى عنها في قوله عز وجل ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قالت انزلت في والي مال اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه اذا كان محتاجا ان يأكل منه اورد رحمه الله تعالى هذه الترجمة في قوله تعالى ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف واورد حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في تفسير هذه الاية من كان فقيرا فليأكل بالمعروف قالت انزلت في والي مال اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه اذا كان محتاجا ان يأكل منه اي فله ان يأكل بقدر قيامه عليه في حدود المعروف والاية بتمامها يقول الله عز وجل وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا. ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا ابتلوا اليتامى اي امتحنوهم واختبروهم قبل اعطائهم اه اموالهم والابتلاء بان يعطى اليتيم اذا قارب الرشد قليلا من ماله وينظر في تصرفه فيه. فان تبين رشده اعطي وان تبين سفهه لم يعطى فاذا تبين الرشد يعطى المال فادفعوا اليهم اموالهم اي كاملة ولا يجوز ان يؤخر دفعها له ان تبين له رشدا من اجل ان يأكل من من من هذا المال ولهذا قال ولا تأكلوها اسرافا اي مجاوزة لي الحد وبدارا ان يكبروا يعني استعجالا بالاكل من المال قبل ان يكبر هذا اليتيم ويمنعه من الاخذ من هذا المال فنهوا عن ذلك ثم بين سبحانه وتعالى ما على القائم على مال اليتيم رعاية له وصيانة وتنمية ان كان غنيا عليه ان يستعفف قال تعالى ومن كان غنيا فليستعفف امر الغني بالامساك الاستعفاف عن الشيء تركه فقال من كان غنيا فليستعفف امره ان يستعفف بحيث لا يأخذ شيء من مال اليتيم ويجعل رعايته لمال اليتيم وقيامه على ولايتي باب من باب باب من ابواب الاحسان التي يرجو فيها ما عند الله واباح سبحانه وتعالى الوصي الفقير ان يأكل من مال وليه بالمعروف وهذا الذي جاء في قول عائشة انزلت في والي مال اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه اذا كان محتاجا ان يأكل منه اي يأكل بقدر الحاجة وبقدر قيامه على مال اليتيم قال رحمه الله باب في قوله تعالى فما لكم في المنافقين فئتين عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج الى احد فرجع ناس ممن كان معه فكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين قال بعضهم نقتلهم وقال بعضهم لا فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين اورد رحمه الله تعالى هذا الباب في قول الله عز وجل فما لكم في المنافقين فئتين يقول الله عز وجل فما لكم فالمنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا اتريدون ان تهدوا من اضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا قال عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام خرج الى احد فرجع ناس ممن كان معه فكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين قال بعضهم نقتلهم وقال بعضهم لا. فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين حديث زيد فيه تفسير لهذه الاية وان الله عز وجل في قوله فما لكم في المنافقين يعني ينكر على الصحابة هذا الذي صاروا اليه في شأن المنافقين وانهم انقسموا في شأنهم فئتين والامر واضح في حالهم يقول الله تعالى في بيان حال المنافقين قال والله اركسهم بما كسبوا اركسهم بسبب ما كسبوا من الذنوب العظام اركسهم في الكفر ثم يقول الله عز وجل مخاطبا الصحابة اتريدون ان تهدوا من اضل الله هل يقدر احد على هداية من حكم الله عز وجل بظلاله فان من يضلل الله عز وجل لن تجد له سبيلا اي لهدايته باي حال من الاحوال ثم اخبر عن حال هؤلاء المنافقين بكراهيتهم للدين وبغضهم له بل انهم يريدون من المسلمين الردة والرجوع عن الاسلام. ولهذا قال بعدها ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فجاءت هذه الاية فاضحة لهؤلاء المنافقين وحاسمة للامر الذي كان بين الصحابة رضي الله عنهم فيه خلاف بشأن هؤلاء قال رحمه الله باب في قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما المن قتل مؤمنا متعمدا من توبة قال لا قال فتلوت عليه هذه الاية التي في الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق الى اخر الاية قال هذه اية مكية نسختها اية مدنية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها قال رحمه الله باب في قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا اورد تحت هذه الترجمة عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما المن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ قال لا قال فتلوت عليه هذه الاية التي في الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق الى اخر الاية اي لا قوله الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما فقال ابن عباس هذه اية مكية نسختها اية مدنية اي قول الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فيرى ابن عباس رضي الله عنهما ان هذه الاية محكمة قول الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وان القاتل لا توبة له مثل هذا الحديث ما رواه الترمذي في جامعة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجيء المقتول يجيء المقتول يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده واوداجه تسخب دما يقول يا رب سل هذا فيما قتلني تذكروا لابن عباس التوبة فتلا هذه الاية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ثم قال ما نسخت هذه الاية ولا بدلت وان له التوبة وقد ناظر ابن عباس رضي الله عنهما اصحابه في ذلك مثل ما تقدم لما سأله سعيد ابن جبير واوردوا على ابن عباس هذه الاية التي في الفرقان ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ثم الاستثناء الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فكان رأي ابن عباس رضي الله عنهما ان هذه الاية في الجاهلية وان ناسا من اهل الشرك كانوا قد قتلوا وزنوا فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تدعو اليه لحسن لو تخبرنا ان لما عملناه كفارة فنزل والذين لا يدعون مع الله الها اخر يقول ابن عباس هذه في اولئك واما التي في سورة النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما هذه في الرجل اذا عرف الاسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم ولا توبة له. هذا مذهب اه ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الاية وجمهور العلماء على خلاف ذلك واحتجوا بنصوص كثيرة منها قول الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم فالتائب من كل ذنب صادقا مع الله سبحانه وتعالى يتوب الله عليه فجوا بقوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء واحتجوا بقوله تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. فاذا تاب القاتل وامن وعمل صالحا فان الله غفار كما ذكر سبحانه وتعالى في الاية واحتجوا بالذي قصة الرجل الذي قتل المئة ثم تاب فنفعته توبته والحق بالقرية الصالحة التي خرج اليها وايضا ثبت من حديث عبادة ابن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وحوله بعض اصحابه بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترون وبين ايديكم وارجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فاجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه فبايعناه على ذلك فهذا بعظ ما احتج به جمهور اهل العلم في قبول توبة التائب وقد فصل الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه المسألة وذكر الادلة من يقول بانه لا توبة له وادلة الجمهور في قبول التوبة وخلص الى ان التحقيق في هذه المسألة ان القتل تتعلق به ثلاثة حقوق حق لله وحق للمقتول وحق لاولياء المقتول فحق الله اذا تاب القاتل توبة صادقة وسلم نفسه واستعد لان يأخذ العقوبة والجزاء وغير ذلك وتاب فيما بينه وبين الله توبة صادقة فانه يتناوله قول الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا واحضرت الانفس الشح وان تحسنوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا اي اذا خافت المرأة نشوز زوجها لعدم رغبته بالبقاء معها واعراضه عنها ورغبته في مفارقتها وطلاقها فمن الخير لها في مثل هذا ويشهد لتناول الاية له الحديث الذي في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا والحق الثاني لاولياء المقتول وهم مخير بين العفو والقصاص والدية والحق الثالث حق القتيل ويقول في في ذلك ابن القيم اي في حق القتيل اذا كان القاتل صدق مع الله في التوبة وتاب توبة صادقة فان الله عز وجل يوفي المقتول حقه ويعوضه مع عفوه سبحانه وتعالى عن هذا القاتل والله تعالى اعلم قال رحمه الله باب في قوله تعالى ولا تقولوا لمن القى اليكم السلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لقي ناس من المسلمين رجلا في غنيمة له فقال السلام عليكم فاخذوه فقتلوه واخذوا تلك الغنيمة فنزلت ولا تقولوا لمن القى اليكم السلم لست مؤمنا وقرأها ابن عباس رضي الله عنهما السلام قال رحمه الله تعالى باب في قوله تعالى ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا واورد في تفسير هذه الاية ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لقي ناس من المسلمين رجلا في غنيمة له فقال السلام عليكم فاخذوه فقتلوه واخذوا تلك الغنيمة فنزلت ولا تقول لمن القى اليكم السلم لست مؤمنا وقرأها ابن عباس السلام لست مؤمنا الاية بتمامها قول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا وهذه الاية فيها حث عباده على التثبت في الامور التي تحتاج الى تثبت وتبين لان الامور على قسمين امور واضحة بينة ظاهرة وامور تحتاج الى ان يتثبت الانسان فيها ويتبين فامر عز وجل المجاهدين في سبيله اذا خرجوا في الجهاد في سبيله وابتغاء مرضاته ان يتثبتوا فيما يحتاج الى تثبت لان عدم التثبت قد يؤدي الى امر لا ينبغي او امر لا يجوز كما جرى لهؤلاء الصحابة الذين عاتبهم الله سبحانه وتعالى في هذه الاية لما لم يحصل منهم تثبت وقتلوا هذا الرجل صاحب الغنيمة اه اشتاقوا غنيمته معهم وعدوها غنيمة ظنا منهم انه يتقي بهذا السلام القتل انه سلم عليهم لا لكونه مسلما من اهل السلام وانما يتقي بذلك قتلهم فكان صنيع هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم في نفس الامر خطأ. ولهذا عاتبهم الله بقوله ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة اي لا يحملنكم العرب الفاني القليل على ارتكاب ما لا ينبغي فما عند الله سبحانه وتعالى خير وابقى ثم ذكرهم سبحانه وتعالى بحالهم الاولى قبل هدايتهم الى الاسلام. قال كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم اي هداكم انشرح صدوركم اه اه الاسلام ومن عليكم به والهداية حصلت لكم شيئا فشيئا فكذلك غيركم تكون حاله ناقصة وتصلح شيئا فشيئا الحاصل ان الاية نزلت في فيها عتاب لهؤلاء الصحابة وفيها امر بالتثبت اه التبين في الامور التي تحتاج الى تثبت وتبين قال رحمه الله باب في قوله تعالى وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا عن عائشة رضي الله عنها في قوله عز وجل وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا قالت نزلت في التي تكون عند الرجل فلعله الا يستكثر منها وتكون له صحبة وولد. فتكره ان يفارقها فتقول له انت في حل من شأني قال رحمه الله باب في قوله تعالى وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعرابا هذه اخر اية اوردها رحمه الله من الايات التي في سورة النساء اورد تحته عن عائشة رضي الله عنها بمعنى الاية قالت نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلعله الا يستكثر منها اي لا يريد البقاء معها والاستكثار من صحبتها بقاء العشرة معها ويريد مفارقتها هذا معنى قولها لا يستكثر منها وتكون لها صحبة وولد يعني صحبته عمرا ولها منها اولاد فتكره هي ان يفارقها فتقول له انت في حل من شأني يعني تتنازل ان نصيبها منه من الليالي مثلا تتنازل عن بعظ الليالي او بعض آآ حظها منه من اجل ان تبقى معه لمحبتها في البقاء فاذا اتفقا على هذا الصلح بينهما فالصلح خير اذا رضي هو ورضيت هي بذلك قال تعالى وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا. الصلح خير ان تعمل على الصلح بينها وبينه وذلك بان تتنازل هي عن بعض حقوقها اللازمة بحيث تبقى زوجة له مثل ان ترضى باقل من الواجب لها في النفقة او الكسوة او تسقط شيء من حقوقها او تهب يومها آآ وليلتها زوجها فاذا اتفقا على هذه الحال فلا جناح اذا حصل اتفاق على هذه الحال لا بأس ولا جناح عليهما في ذلك لا عليه ولا على الزوجة من اجل ان تبقى معه. وهذا خير من الفرقة اذا كان اه اذا كانت اختارت ذلك ورغبت في ذلك و الله جل وعلا يقول والصلح خير الصلح خير اذا كان عن اتفاق وتراضي من الطرفين والله تعالى تعلم ونسأله سبحانه ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين