وعن انس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الكافر اذا عمل حسنة اطعم بها طعمة في الدنيا واما المؤمن فان الله تعالى يدخر له حسناته في الاخرة. ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته. وفي رواية ان الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الاخرة واما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل لله تعالى في الدنيا. حتى اذا افضى الى الاخرة لم يكن له حسنة يجزى بها. رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات. رواه مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته اربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا الا شفعهم الله فيه رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله صلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها تبين ساعة فضل الله وجوده على اولياءه المؤمنين وان انه سبحانه لا يضيع عمل عامل بل يأجره عليه اذا كان مؤمنا مع ما يدخر له في الاخرة واذا كان كافرا جازاه به في الدنيا يقول صلى الله عليه وسلم عند الكافر اذا عمل حسنة اطعم بها طعمة من الدنيا مثل صدقة على اقاربه مثل تيسير على معسر وما اشبه ذلك اما المؤمن يجمع الله له الامرين يأجره في الدنيا وفي الاخرة جميعا كما قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم فانت يا عبد الله المؤمن انت على خير عظيم فاجتهد في الخيرات وبالطاعات وربك سبحانه جواد كريم يعطيك في الدنيا من رزقه وفضله على طاعته ومع ذلك يأجرك في الاخرة على حسناتك الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة في الاضعاف كثيرة وهذا من جوده وكرمه واحسانه الى عباده بالمؤمن ان ينافس بالخيرات وان يسارع في الطاعات يرجو ما عند الله من المثوبة ويقول صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل النهج الغمر على باب احدكم تيغطس من كل يوم خمس مرات قال في الرواية الاخرى فهل يقوي ذلك من درنه شيئا يعني انها تغسل الذنوب والخطايا لمن لم يصر على السيئات كما في الرواية الاخرى الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان كفارات لما بينهن اذا اجتنب الكبائر. اخرجه مسلم في الصحيح في الرواية المطلقة تبشر بالرواية المقيدة المؤمن صلواته يكفر الله بها سيئاته ويمحو بها خطاياه اذا لم يأتي الكبائر بنوم ان يتقي الله وان يراقب الله وان يحرص على اسباب النجاة يحرص على كل خير يرجو ثوابهم عند ربه جل وعلا كذلك فضل كثرة الجمع على الجنائز يقول صلى الله عليه وسلم ما من رجل يقوم على جنازته اربع رجلا لا يشرع بالله شيء الا شفعهم الله فيه وفي حديث عائشة يبلغون مئة الا شفعهم الله فيه لكن بفضله جل وعلا جعل اربعين بدل مئة. هذا يدل على ان كثرة الجمع على الجنازة من اسباب الخير للميت لانهم يشفعون فيه ويدعون الله له هذا فضل عظيم كل ما زاد الجمع كان خيرا للميت المسلم لان اخوانه يدعون له ويشفعون فيه ان يغفر الله له هذا من فضل هذه الاشياء كلها تدل على حسن رجا وعظم الرجاء وان المؤمن لا يقنط ولا ييأس لان الله يقول لا تقنطوا من رحمة الله لا تيأسوا من رح الله فأسباب الخير كثيرة ولكن عليه ان يحذر من الاصرار على السيئات عليه ان يبادر بالتوبة من سيئاته والا يصر لان الله يقول والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها انهار. خالدين فيها وانما اجر العاملين ويقول جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الجدير بالعاقل والجدير بالحازم ان يحذر السيئات وان يبادر بالتوبة الى الله منها وان لا يصر على سيئة لا قليل ولا كثير دائم الحذر من السيئات دائم التوبة دائم الاستغفار يرجو ثواب ربه ويخشاه مع حسن ظنه بربه مع الرجاء العظيم وحسن الظن يعمل بالطاعات ويحذر السيئات ويلزم التوبة دائما يرجو ثواب ربه ويخشى عقابه. هكذا الحزم هكذا المؤمن وفق الله