باب فضل الرجاء. قال الله تعالى اخبارا عن العبد الصالح. وافوض امري الى الله ابصير بالعبادة فوقاه الله سيئات ما مكروا وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله عز وجل انا عند ان عبدي بي وانا معه حيث يذكرني. والله لا الله افرح بتوبة عبده من احدكم يجد ضالته وبالفلاح ومن تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه واذا اقبل الي يمشي يقبلت اليه اهربل. متفق عليه. وهذا لفظ احدى روايات مسلم وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة ايام يقول لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله عز وجل. رواه مسلم. وعن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث مع الاية الكريمة فيها الحث على احسان الظن بالله وتفويض الامر اليه جل وعلا وتقدم احاديث كثيرة في فضل الرجاء وهذا الواجب على المؤمن الا يقنط ولا ييأس بل يحسن ظنه بربه مع العمل الصالح فان احسان الظن يوجب العمل الصالح واما سوء العمل فيجيب سوء الظن ولكن متى احسن العمل فان هذا يعينه على حسن الظن بالله جل وعلا كما قال تعالى وافوض امري الى الله عن رجل مؤمن وافوض امري الى الله ان الله بصر بالعباد فوض امره بعد ما عمل هذا ما اجتهد في الطاعة وانذر قومه وحذرهم فهكذا مؤمن يطيع الله ويستقيم على دينه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحسن ظنه بربه جل وعلا والله يقول انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكروا لي فالواجب على المؤمن ان يحسن ظنه بربه وان يكون حسن الظن حسن الرجاء مع العمل الصالح مع الجد في طاعة الله كما قال تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وفي هذه الاحاديث دلالة على ان الله اسرع بالخير لعبده وان اصلح بتوبته من الرجل الذي يفقد ضالته يفقد راحلته ثم يجدها ووجدت فرحا بتوبته من هذا الرجل فدل ذلك على انه سبحانه يحب من عباده ان يتوبوا اليه. كما قال تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون علاقة اللحوم ويقول سبحانه وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويقول من تقرب الي شبرا تقربت بذراع ومن تقربني ذراعا تقربته ومن اتاني يمشي اتيته فرولة كل هذا فيه الحث على المسارعة الى الخيرات والمسابقة الى الطاعات وعدم الغفلة وهكذا قوله انما دعوت يقول الله جل وعلا انما دعوتني ورجوتني غفرت لك. على ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوب عن السماء ثم استغفرتني غفرت لك فاذا تاب الى الله ولو من الشرك من تاب واسلم حتى من الشرك تاب الله عليه ولهذا ان لك لو لقيتني بقراب خطايا ثم لقيتني لا تجيب شيئا لا فمن وحد الله واستقام على دينه غفر الله له وكما قال تعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وقال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه الغفور الرحيم للتائبين اجمع العلماء على انها في التائبين قال تعالى ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله لقوم كافرون. والمقصود ان هذه الاحاديث هم ما جاء فيها كلها هي الحث على التوبة. والاستغفار وحسن الظن بالله حسن الرجاء وعدم اليأس وعدم القنوط مع الاهمال والاعراض اما من اهمل واعرظ وارتكب السيئات فقد جهر الله بالمعاصي قد جهل الله بالمحاربة وهو على خاطر عظيم ولها توعد اهل المعاصي بالنار توعدهم بالنار وعدهم بغضبه جل وعلا كل ذلك للتحذير مما حرم الله قال تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والاجنام رس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تذبحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة البغضاء ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ويقول تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ويقول جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يغصون نفس التي حرم الله الا بالحق والاسود. ومن يفعل ذلك يشرك او يقتل او يدري يلقى اثامه يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلو فيه مهانا الا من تاب ويقول النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان رمضان كفارة لما بينهن اذا اجتنب الكبائر الله يقول سبحانه ان تجتنبوا كبائر ما تنهون يكفر عنكم سيئاتهم والاحاديث المطلقة تفسرها الاحاديث المقيدة والنصوص المقيدة الواجب على المؤمن ان يحذر طاعة الهوى والنفس الامارة بالسوء والغرور فيقع في المعاصي ولا يتوب. هذا هو الخطر العظيم. نسأل الله للجميع التوفيق والهدى