ولكن في حال المرض يغلب جانب الرجاء وحسن الظن بالله في حال الرجاء وجاء المصلى انه دخل رجل فقال يا رسول فقال ما تشكو قال اني ارجو رحمة ربي واخاف ذنبي ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته احد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنع طمر من جنته احد. رواه مسلم. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه باب الجمع بين الخوف والرجاء اعلم ان المختار للعبد في حال صحته ان يكون خائفا راديا. وان يكون الخوف ويكون خوفه ورجاء سواه وفي حال المرض يمحض الرجاة وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك طاهرة على ذلك قال الله تعالى فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. وقال تعالى انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. وقال تعالى يوم تبيض وجوههم تسود وجوه. وقال تعالى ان ربك لسريع العقاب. وانه لغفور رحيم وقال تعالى وقال تعالى اما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه هاوية والايات في هذا المعنى كثيرة. فيجتمع الخوف والرجاء في ايتين مقترنتين او ايات النوايا وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم سلم قال اذا وضعت الجنازة واحتملها الناس وبالرجال على اعناقهم. فان كانت صالحة قال قدموني قدموني وان كانت غير صالحة قالت يا ويلها اين تذهبون بها؟ يسمع صوتها فكل شيء الا الانسان ولو سمعه صعق. رواه البخاري. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله والنار مثل رواه البخاري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الايات والاحاديث كلها تدل على انه يجب على المؤمن ان يسير الى الله بين الخوف والرجاء يخاف شر ذنوبه ويرجو رحمة ربه. هكذا المؤمن قال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان وقال جل وعلا انه كانوا يسارعون في الخيرات ويدعون رغبا ورهبا غبا رجاء ورهب خوفا وكانوا خاشعين قال تعالى لا تقنطوا من رحمة الله قال ولا تيأسوا من روح الله قال ان ربك لبالمرصاد. قال جل وعلا افمنوا افمنوا مكر الله؟ فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون فالواجب على المؤمن ان يكون ابدا بين الخوف والرجاء يخاف الله بسبب الذنوب ويرجو رحمته جل وعلا لا ييأس ولا يقنط ولا يأمن فخوفه من الذنوب تدعوه يدعوه الى التوبة الى الله والحذر منها ومن جلساء مجالسة اهلها ورجاءه رحمة ربه يوجب حسن ظنه بالله واستقامته على طاعة الله والحذر من كل ما يغضبه جل وعلا هكذا كان الرسل عليهم الصلاة والسلام وهكذا كان اتباعهم باحسان قال صلى الله عليه وسلم ما اجتمعا في في بقلب مؤمن الا دخل الجنة فالمقصود ان خوف الخوف والرجاء الخوف يحمله على ترك المعاصي والحذر منها والرجاء يحمله على حسن الظن بالله والجد في طاعة الله والعمل بما يرضيه سبحانه وتعالى ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بشن احد ولم يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما ييأس من رحمة احد فهو سبحانه غفور رحيم قال تعالى غافر الذنب قابل التوبة شديد العقاب هو سبحانه غفور رحيم شديد العقاب ان ربك لشديد العقاب وانه لغفور رحيم سبحانه وتعالى فكن حذرا من عقابه راجع رحمته جل وعلا قال صلى الله عليه وسلم الجنة اقرب الهة من عنق رحلته والنار مثل ذلك بينهما هذا وهذا ان يموت على الايمان فيدخل الجنة واذا يموت على الكفر فيدخل النار. لحظة نسأل الله السلامة فينبغي المؤمن ان يحذر شر ذنوبه وسيئاته وان يحرص على الطاعة التي تقربه من الله جل وعلا واذا حملت الجنازة على اعناق الرجال ان كانت صالحة قالت قدموا قدموني لانها تبشر بالجنة الصالحة وان كانت غير ذلك قالت يا ويلها اين تذهبون بها؟ يسمعها كل شيء عند الانسان ولو سمعها الانسان لصعق فالمؤمن عند الموت يبشر بالجنة والكافر عند الموت يبشره بالنار فالواجب على المؤمن ان يعد العدة وان يحذر لقمة الله وغضبه ويحذر الذنوب ولكن لا ييأس يكون مع الخوف رجا ومحبة وحسن ظن بالله عز وجل نسأل الله للجميع التوفيق والهداية