المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الخامسة عشرة جعل الله الاسباب للمطالب العالية مبشرات لتطمين القلوب وزيادة الايمان. وهذا في عدة مواضع من كتابه فمن قال في انزال الملائكة به وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وقال في اسباب الرزق ونزول المطر ومن اياته ان يرسل الرياح مبشرات وليذيقهم من رحمته. واضح انها بشرى لهم بالنصر في المستقبل وكذلك تطمئن به قلوبهم في الحاضر واعم من ذلك كله قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وهي كل دليل وعلى ما تدلهم على ان الله قد اراد به الخير وانه من اوليائه وصفوته فيدخل فيه الثناء الحسن والرؤيا الصالحة ويدخل فيه ما يشاهدونه من اللطف والتوفيق والتيسير لليسرى وتجنيبهم العسرى لان الله يقول فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. ويقول ومن يتق الله اجعل له من امره يسرا. فاذا رأيت الامور متيسرة لك ومسهلة وان الله يقدر لك الخير حتى وان كنت لا لا تحتسبه فهذه لا شك انها بشرى. واذا رأيت الامر بالعكس فصحح مسارك فان فيك بلاء والنعم لا تكون استدراجا الا لمن اقام على معصية الله قال تعالى والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. اما اذا كانت من المؤمن فليست استدراجا من ذلك بل من الطف من ذلك ان يجعل الشدائد مبشرة بالفرج. مبشرة بالفرج والعسر مؤذنا باليسر. واذا تأملت ما قصه من عن انبيائه واصفيائه وكيف لما اشتدت بهم الحال وضاقت عليهم الارض بما رحبت وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب رأيت من ذلك العجب العجاب. وقد قال قال تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. وقال تعالى واعلم وقال صلى الله عليه وسلم واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا وامثلة ذلك كثيرة والله اعلم