سبب المصاهرة صلى الله عليه وسلم يقول الامام ابن كثير رحمه الله من الخصائص ان كل نسب وسبب ينقطع نفعه وبره يوم القيامة يوم القيامة لا يغني والد عن ولد هذا على الصحيح عند العلماء لا تبنى عليه احكام قال المصنف رحمه الله لعدم ضبط الرائي لا للشك في الرؤيا لان الخبر لا يقبل الا من ضابط مكلف والنائم بخلافه اجل فهو كفر لكنه لم يقع. فلا حاجة الى تقريره لان كل معصية من الكبائر والفواحش وليس الزنا وحده اذا فعل بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام استخفافا به عياذا بالله قيل معناه ان امته ينسبون اليه. وقيل ينتفع يومئذ بالانتساب اليه ولا ينتفع بسائر الانساب. هذا من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خص بها دون امته بل دون البشر اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. احمد الله تعالى واشكره اعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا وبعد ايها الكرام فهذا هو مجلسنا السادس عشر الذي نختم به مدارستنا تهذيب السيرة النبوية للامام النبوي رحمه الله الذي صدر به كتابه تهذيب الاسماء واللغات. نختم مدارستنا لهذا الكتاب في سادس عشر التي ابتدأت منذ اسابيع مضت لنختم مجلس الليلة بتمام هذا الكتاب بعون الله تعالى وتوفيقه وهو مجلس نستكثر فيه من صلاتنا وسلامنا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم الذي بعثه الله لهذه الامة هاديا وبشيرا وسراجا منيرا ثم امرنا معشر امته بالاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وخصوصا في مثل هذه الليلة الشريفة مباركة ليلة الجمعة. فعسى ان يكون مجلسنا هذا ايها الكرام سببا يحملنا على مزيد من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم كالغيث احيا الله دنيانا به. واستبشرت بحديثه ارجانا. صلوا عليه وسلموا واستلهموا من هديك ما يسعد الانسان. فيا رب صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك الحبيب المصطفى والنبي المجتبى. محمد ابن لله اتم صلاة وازكى سلام يا ذا الجلال والاكرام واخر مجالسنا الليلة بعون الله نتم به ما ابتدأه المصنف رحمه الله في الحديث عن خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم بكم ان المراد بالخصائص النبوية جملة الاحكام الشرعية التي خص بها نبي الامة صلى الله عليه وسلم ومعنى الخصوصية الا يشاركه فيها احد من امته وتلك الخصائص جمعها الفقهاء ثم صنفوها اربعة اقسام قسم من الخصائص في الواجبات وجب عليه احكام لا تجب على غيره من امته صلى الله عليه وسلم وقسم ثان في المحرمات فحرم الله عز وجل عليه امورا لم تحرم على احد من امته صلى الله عليه وسلم وقسم ثالث في المباحات والتخفيفات والرابع الذي نختم به مجلس الليلة الحديث عن الفضائل والمناقب والكرامات وكل واحد من هذه الاربعة يقسمها العلماء الى قسمين ما كان متعلقا بالنكاح وما كان عاما في ابواب الشريعة سوى وقد تم لنا في الخصائص المتعلقة بالفضائل والكرامات جل ما جاء في هذا النوع. وكان اخر ذلك الحديث عن الاختصاص به صلى الله عليه وسلم وخلاف الفقهاء في جواز التسمي باسمه او التكني بكنيته لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي وتقدم ان الراجح الذي عليه الامام مالك وغيرهم من اهل العلم رحم الله الجميع ان هذا النهي مخصوص بزمن حياته صلى الله عليه وسلم. اما بعد مماته فيجوز باسم محمد الذي نظن انه اكثر اسماء ابناء امة الاسلام تسمية به والجواز التكني بكنيته ابي القاسم صلى الله عليه وسلم وان النهي كان مخصوصا في زمن حياته ما كان اليهود تعمدون من قصد ايذائه فيكنون بعضهم ابا القاسم ثم يرفعون النداء به فاذا التفت قالوا لم نعنك وارادوا ايذاءه عليه الصلاة والسلام وها نحن نتم في مجلس الليلة البقية الباقية مما ذكره المصنف رحمه الله في هذه وبالله التوفيق ومنه العون والسداد بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله قال صلى الله عليه وسلم كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي وهذه الخصيصة كما ترى في المناقب والكرامات. قال كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي عليه الصلاة والسلام الحديث ذو روايات كثيرة عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم جميعا اخرجه الطبراني في معجمه الكبير من حديث ابن عباس رضي الله عنهما واخرجه كذلك هو والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه واخرجه احمد في مسنده من حديث المسود ابن مخرمة رضي الله عنه كما اخرجه من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه طرق الحديث على تعددها لا تخلو من ضعف لكنها لتعددها وكثرتها وتنوع مخارجها فقد حكم المحدثون بصحة الحديث لمجموع اسانيده وطرقه. كما قرر ذلك ابن الملقن رحمه الله. وفعل ايضا الشيخ الالباني الله الجميع. فالحديث صحيح باسانيده وطرقه كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي المراد بالسبب والنسب هنا اقوال. اشهرها واقربها واظهرها ان السبب ما اتصل بالولادة ما كان عن طريق ولادة والنسب ما كان عن طريق المصاهرة النسب ما كان عن طريق الولادة والسبب ما كان عن طريق المصاهرة فقوله كل سبب ونسب يعني كل قرابة كانت من النسب تجتمع به صلى الله عليه وسلم فانها المقصودة هنا واما انساب البشر واسباب المصاهرة بينهم فانها منقطعة يوم القيامة. فالمقصود هنا ان النسب ان السبب هو الصهر وقد جاء في بعض روايات الحديث قال كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي وصهري. في بعض روايات الحديث المذكورة والمقصود بهذا الحديث بيان فضل من اتصل برسول الله عليه الصلاة والسلام من ال بيته بالنسب او من اتصل به من قبائل العرب بالمصاهرة وقد صاهر النبي عليه الصلاة والسلام كما تعلمون من امهات المؤمنين رضي الله وعنهن عدة قبائل في قريش وفي غيرها لكن لا يشمل هذا الحديث من كان كافرا من ذوي نسبه او سببه عليه الصلاة والسلام. بل المراد به المؤمنون من ال بيته من النسب او من ممن اتصل به ولا زوج عن زوجته ولا ام عن ولدها ولا العكس يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لا يغني احد عن احد فالاسباب يومئذ تنقطع ولا ينفع شيء منها هذا المراد كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة يقول ابن كثير رحمه الله المراد ان كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة نفعه وبره الا نسبه وسببه وصهره صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال الحافظ ابن كثير قال اصحابنا يعني الشافعي قيل معناه ان امته ينتسبون اليه يوم القيامة وامم سائر الانبياء لا تنتسب اليهم. هذا المعنى الثاني المذكور عند اهل العلم في شرح الحديث ان امة محمد صلى الله عليه وسلم تنتسب اليه يوم القيامة فيقال امة محمد عليه الصلاة والسلام وغيره من الانبياء لا تنتسب اممهم اليهم هذا معنى قال وقيل ينتفع يومئذ بالانتساب اليه ولا ينتفع بسائر الانساب. وهذا ارجح من الذي قبله فرجح رحمه الله ان المراد السبب المصاهرة والنسب ما اتصل بنسبه الشريف صلى الله عليه وسلم. قال بل ذلك ضعيف يعني القول الاخر. قال الله تعالى ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم. وقال تعالى ولكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون في اية كثيرة دالة على ان كل امة تدعى برسولها الذي ارسل اليها. والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب. انتهى كلامه رحمه الله في هذا الحديث تقرير لمعنى عظيم ورفعة لقدر ومقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان الله جعل ذوي به وسببه بسببه عليه الصلاة والسلام يحظون بنفع يوم القيامة. اي نفع نفع شفاعة ونفع كرامة بقرابتهم ونسبهم وصهرهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل معنى ذلك ان الكافر كابي لهب وهو عمه عليه الصلاة والسلام يخرجه ذلك من النار؟ الجواب لا. تبقى المحكمات في احكام الشريعة والثواب والعقاب لا ينخرم لكن هذه خصوصية ومعنى ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم يحث امته على العمل والسعي لنيل السبب الذي ينالون به رحمة الله. وفي الحديث ايضا دعوة لال بيته عليه الصلاة والسلام المتصلين بنسبه الشريف او من اتصل بالمصاهرة بالاسباب ايضا منه صلى الله عليه وسلم هي دعوة لهم ان يكونوا اوفر الامة حظا العناية بسنته والتمسك بهديه والاقتراب من شريعته لانهم اولى الناس به. كيف لا؟ وهم قرابته واصهاره عليه الصلاة سلام وقد خصوا بهذه الكرامة والمنقبة. والنبي عليه الصلاة والسلام قد قرر انه لا ينفع نسبه منقطعا وحده دون العمل وهو القائل عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح عند مسلم يا فاطمة بنت محمد لا اغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اغني عنك من الله شيئا. يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اغني عنك من الله شيئا فهذا اصل عظيم لكن المراد ان يجعلوا من سبب قرابتهم او نسبهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجعلوه محملا بيرا ليكون اوفر الامة حظا بالطاعة والاتباع والاقتداء والاستنان والالتصاق بهديه عليه الصلاة والسلام لما خصوا به من هذا المقام الكريم وهذا التفرد بهذا المعنى العظيم. والا فان النسب وحده لا ينفع صاحبه بذاته الا ان يكون معه عمل وطاعة. اليس هو القائل عليه الصلاة والسلام ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه كما في صحيح مسلم. قال الامام النووي رحمه الله معناه من كان عمله ناقصا لم يلحقه بمرتبة اصحاب الاعمال فينبغي الا يتكل على شرف النسب وفضيلة الاباء ويقصر في العمل لكن من احسن العمل وقد اكرمه الله بالنسب الشريف او المصاهرة فهذا من اسعد الناس حظا واعلاهم مكانة ومقاما عند الله وعند خلقه وهذه من خصائصه عليه الصلاة والسلام. نعم قال اصحابنا ومن استهان او زنى بحضرته كفر. كذا قالوه. وفي الزنا نظر. من استهان او زنا كفر الاستهانة والاستخفاف مناقضة لاصل التوقير والاحترام الذي امرنا به لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله انا ارسلناك اكراما للقبلة واحتراما قال ولكن شرقوا او غربوا وثبت في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال بقيت يوما على بيت حفصة حفصة اخته زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا هذا تعليل ما ارسله الله الا لهذا. هذه مقاصد بعثته ورسالته. لتؤمنوا بالله ورسوله. وتعزروه وتوقروه التعزير النصرة والتوقير الاحترام فنحن مأمورون بالاحترام فاي فعل يناقض هذا الادب حرام اي فعل او قول او اشارة او همس او لمز فيه منقصة من مقام الاحترام لرسول الله عليه الصلاة والسلام فانه امر خطير اما السخرية والاستهزاء فمحط كفر عياذا بالله ولما سخر المنافقون في غزوة تبوك برسول الله عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضي الله عنهم جاءت اية التوبة صريحة حتى قاطعة حاسمة قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فهذا من اكد الادلة التي تدل على ان السخرية والاستهانة والاستهزاء برسول الله عليه الصلاة والسلام مقام خطير بل كفر صريح قال من استهان ثم قال او زنى بحضرته اولا هذا لم يقع فلا داعي الى الخوظ فيه ما المقصود بحضرته هل المقصود بين يديه وهو ناظر اليه او المقصود في زمنه وبعثته ان كان المقصود بزمن بعثته فقد وقع الزنا من بعض صحابته ولم يكن هذا كفرا لاحد منهم هي زلة وخطيئة وقد شهد الله لهم بالرضوان وعفا عنهم وكان في ذلك تشريع للحدود لكنه لم يكن كفرا وان كان المقصود الزنا بحضرته ان يفعل وهو ناظر لما في ذلك من معنى الاستخفاف والاستهانة وعدم الاحترام والتقدير او استهانة او جرأة على شريعة الله بين يديه فهذا من مناطات الكفر نسأل الله السلامة. ولهذا قال النووي رحمه الله وفي الزنا نظر يعني لا يطلق الحكم بان فعل الزنا في زمنه يكون حكما بالكفر لما تبين من انه قد وقع في زمنه عليه الصلاة والسلام من بعض صحابته رضي الله عنهم وعنهن. ولم يكن ذلك كفرا لاحد منهم باتفاق العلماء قال ابن القاصي والقفال المروزي والقفال المروزي ومن الخصائص انه صلى الله عليه وسلم يؤخذ عن الدنيا عند تلقي الوحي. ولا تسقط عنه الصلاة ولا غيرها يؤخذ عن الدنيا عند تلقي الوحي كيف يؤخذ عن الدنيا يعني لما يتغشاه الوحي عليه الصلاة والسلام فاما ان يتمثل له الملك في صورة رجل في سورة الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي مثلا فاذا رآه في هيئة انسان او رجل من صحابته فانه يكون بكامل وعيه وادراكه بل جاء جبريل عليه السلام ذات يوم في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه من الصحابة احد فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام ثم جعل يسأله عن الاسلام والايمان والاحسان والساعة واشراطها ثم انصرف في كل مرة يجيبه يقول صدقت والصحابة يتعجبون يسأله ويصدقه فلما انصرف قال اتدرون من السائل؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم والمقصود ان هذه الصورة من الوحي يكون فيها نبينا صلى الله عليه وسلم في تمام ادراكه لكن الصور الاخرى وهي التي يتغشاه فيها الوحي فيناله عليه الصلاة والسلام من الشق المشقة والتعب وتصبب العرق ما هو شيء عظيم. قال يأتيه ملك في صلصلة في صوت كصلصلة الجرس فيتغشاه الوحي ويتصبب عرقا هذا الموقف وهذا النوع من صور الوحي هو المقصود هنا قال يؤخذ عن الدنيا يعني لن يكون لحظة الوحي تلك مع اصحابه في في امر مجلسهم واعيا بحضرتهم. قال يؤخذ عن الدنيا لاتصاله بالوحي وما ينزل وعليه من ربه عز وجل فاذا انقضى الوحي وتفصم عنه عاد الى اصحابه فاخبرهم بما اتاه من الوحي اين الخصيصة هنا؟ قال عندما يؤخذ عن الدنيا لا تسقط عنه صلاة ولا غيرها لان سائر امته من غاب منهم عن الوعي باغماء مثلا او غياب عقل فانه يرتفع عنه التكليف اما نبينا صلى الله عليه وسلم فلا يزال في اتم مراتب التكليف بل في اعلاه لانه لحظة اخذه عن الدنيا هو فيه هو باتصال بالملكوت الاعلى باخذ الوحي وتلقيه وتبليغه لامته صلى الله عليه وسلم فهذا من خصوصياته التي اختص بها النبي صلى الله عليه واله وسلم دون سائر امته كما اراده المصنف في تعداده في هذا المقام ومنه ان من رآه في المنام فقد رآه حقا فان الشيطان لا يتمثل بصورته. ولكن لا يعمل بما يسمعه منه في المنام مما يتعلق بالاحكام ان خالف ما استقر في الشرع. لعدم ضبط الرائي لا للشك في الرؤية. لان الخبر ولا يقبل الا من ضابط مكلف والنائم بخلافه يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي قال البخاري قال محمد بن سيرين اذا رآه في صورته يعني بهذا القيد ان يكون الذي رآه في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصفه المعروف المنقول في الكتب والرواية التي اقرت فعرف بها هيئته عليه الصلاة والسلام وقيل معنى الحديث قال القاضي ابو بكر معناه ان رؤياه صحيحة ليست بابغاث وقد اخرج البخاري ايضا من حديث انس رضي الله عنه من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي وايضا من حديث ابي سعيد الخدري من رآني فقد رأى الحق فان الشيطان لا يتكونني. يعني لا يكون في كينونة صورة تتصل بي حفظ الله مقام نبيه عليه الصلاة والسلام من الافتراء عليه او الكذب عليه او نسبة شيء من الدين لا تصح اليه. عليه الصلاة والسلام. حفظه الله من الشيطان حيا وميتا حفظه الله من شيطاني دائما ومستيقظا حفظه الله من الشيطان في المنام وفي اليقظة وهذا المقصود ان من رأى النبي عليه الصلاة والسلام في المنام فهي رؤيا حق والذي رآه ان كان بهذا القيد على وصف رسول الله عليه الصلاة والسلام وهيئته فالذي رآه هو رسول الله عليه الصلاة والسلام فاما ان تكون مجرد رؤية يرى فيها شخص النبي عليه الصلاة والسلام ولا يكون فيها كلام ولا اشارة لكنه اسعد الناس في منامه ذاك برؤيته رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولن تكون الا في سياق بشارة او في سياق خير يدل عليه العبد او هداية تساق اليه ونحو ذلك واما ان يكون في ظل الرؤيا حديث وكلام كأن يخاطبه عليه الصلاة والسلام او هو يسأل النبي عليه الصلاة والسلام فيجيبه او يسمع حوارا بين النبي عليه الصلاة والسلام كلام اخر معه في المنام كأن يكون احد الصحابة او احد من يعرفه الرائي. فيسمع كلاما ليس خطابا له. فان كان في الرؤيا نعم فما حكم هذا الكلام الصادر ممن رآه الرائي في المنام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اهو حديث نبوي تقوم به الحجة وتبنى عليه الاحكام ثم له اذا استيقظ ان يقول اوصاني رسول الله عليه الصلاة والسلام ان اتصدق بداري هذه على كذا او ان اتنازل عن ما لي كذا او ان اتزوج فلانة او ان اطلق ام اولادي هل هذه احكام؟ لانه تلقاها من رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام هنا يتكلم العلماء ويقررون المسألة. قال المصنف رحمه الله من رآه في المنام فقد رآه حقا. فان الشيطان لا يتمثل بصورته ولكن لا يعمل بما يسمعه الرائي منه في المنام مما يتعلق بالاحكام ان ان خالف ما استقر في الشرع. كيف يعني؟ يعني يأمره في المنام بشيء خلاف احكام الشريعة او ينهاه عن شيء من واجبات الشريعة هذا تعارض وما ثبت عندنا من السنة الصحيحة المنقولة عنه صلى الله عليه وسلم بالسند الصحيح المتصل مما تكلم به للامة وتعليما لها في حال اليقظة التي سمعه فيها الصحابة اوثقوا واكد ومقدم على غيره هذا اذا كانت الوصية في المنام بشيء يخالف احكام الشريعة. لكن ماذا لو اوصاه في المنام بخير وحذره من شر هذا من تأكيد ما جاءت به الشريعة فيؤخذ به استئناسا. هذا المقصود اذا لضبط التعامل مع ما يراه الرأي في المنام لكن هل له ان يذهب؟ فيقول لغيره يا فلان اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول لك افعل قال كذا كما قلت لك في امور قد تكون مما لا خلاف او موافقة فيها للشريعة. يقول لك باعدارك التي ببلدة كذا او تصدق بمزرعتك او تزوج او طلق او افعل او لا تفعل ما موقفك اذا جاءك الرائي؟ فقال لك يا فلان رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يأمرك بكذا الذي يحدثك الان ينقل لك شيئا سمعه لما كان نائما والنائم غير مكلف. فاذا نقل لك حكما يأمرك ان تعمل به او رواية يقول لك بناء حكم عليها فلا يبنى عليها حكم بسبب ما سمعت قال لا للشك في الرؤيا الرؤيا عند صاحبها الذي رأها حق لكن هل نبني عليها حكما لغيره ثم نبني عليها مسائل؟ قال لا يفعل ذلك لان الخبر لا ينقل الا من مكلف ضابط قال والنائم بخلافه يعني ليس على ذلك الحال. قال اهل العلم خص عليه الصلاة والسلام بان رؤيته في المنام صحيحة. ومنع الشيطان ان يتصور في خلقته لان لا يكذب على لسانه في النوم كما منع الشيطان ان يتصور في صورته في اليقظة اكراما له صلى الله عليه وسلم وقد نقل الامام النووي رحمه الله في باب الاسناد من الدين في مقدمة صحيح مسلم عند قول مسلم في في موقف لطيف يذكره المحدثون في مسائل الرواية والتثبت في احوال الرواة. قال ان حمزة احد قراء الاسلام اخبر انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرظ عليه ما سمع من ابان ابان احد رواة الحديث عرظ عليه يعني قال حدثني ابان عن فلان عنك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام انك قلت كذا وكذا. قال فما عرف منها الا شيئا يسيرا خمسة او ستة هذا عند المحدثين دلالته تضعيف رواية ابان في الحديث وابان عندهم ضعيف في رواية الحديث لكن السؤال هل نجعل هذا حجة قاطعة ان النبي عليه الصلاة والسلام ضعف الرواية عن ابان لان حمزة رآه في المنام فاخبره بكيت وكيت قال النووي رحمه الله قال القاضي عياض هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرر من ضعف ابان لا انه يقطع بامر المنام ولا انه تبطل بسببه سنة ثبتت ولا تثبت به سنة لم تثبت وهذا باجماع العلماء وقالوا نقلوا الاتفاق على انه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع. هذا بالنسبة الى ما يتعلق برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام من الاحكام. ومنها ان الارض لا تأكل لحوم الانبياء للحديث المشهور. الحديث يقول فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في السنن ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء. رواه احمد وابو داود والنسائي وابن ماجة والحديث هذا في اوله مناسبة لطيفة لليلتكم هذه ليلة الجمعة ايها الكرام عن اوس بن اوس الثقفي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والحديث في السنن عن اوس بن اوس الثقفي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من افضل ايامكم يوم الجمعة فيه خلق ادم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فاكثروا علي من الصلاة فيه. فان صلاتكم معروضة. قالوا يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد ارمت؟ يعني بليت واكلت الارض جسدك كسائر الاموات كيف تعرض صلاتنا عليك وقد ارمت؟ قال عليه الصلاة والسلام ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد ساد الانبياء صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين والحديث ايضا لما قال عليه الصلاة والسلام فيما اخرج ابن سعد عن الحسن مرسلا قال افرشوا لي قطعتين افرشوا لي قطيفتين في لحدي فان الارض لم تسلك على اجساد الانبياء. وحديث السنن اصح وهذه خصوصية وسائر الاموات تبلى اجسادهم وتذهب بعد الدفن الا من حفظه الله عز وجل وهذا نص في الانبياء. ويذكر ايضا في الشهداء مثل ذلك حفظ اجسادهم. ومن حفظ الله تده من البلى بعد الدفن فهي كرامة. ولا يجعلها الله عز وجل الا لمن خصه بفظل رزقنا الله واياكم من فظله الواسع مين ومنها قوله صلى الله عليه وسلم ان كذبا علي ليس ككذب على احد قال اصحابنا وغيرهم فتعمد الكذب عليه من الكبائر. فان استحله المتعمد كفر والا فهو كسائر الكبائر لا يكفر بها. وقال الشيخ ابو محمد الجويني والد امام الحرمين يكفر بذلك. والصواب الاول وبه قال الجمهور الله اعلم ان كذبا علي ليس ككذب على احد اي والله ليس الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام ككذب على احد في الامة كلها. الحديث صحيح اخرجه الشيخان. بل الحديث متواتر بكثرة الفاظه وطرقه وتعداد الصحابة الذين رووا هذا الحديث بما يزيد عن ستين صحابيا سمعوا منه صلى الله عليه وسلم في مواضع عدة ومواقف لا تحصى. وهو يقول في هذا الحديث الفاظا متعددة. ان كذبا ليس ككذب على احد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. والفاظ كثيرة في هذا المعنى يقول عليه الصلاة والسلام من حدث عني حديثا يرى انه كذب فهو احد الكذابين حتى لو لم يكن هو الذي افترى الكذبة لكنه نقلها اشترك في الاثم لماذا هذا التهويل العظيم والحفظ الشديد للقول على رسول الله عليه الصلاة والسلام. لانه دين يا كرام والدين هذا وحي من الله. فمن نسب الى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله فقد افترى كذبا وتجرأ ولسان حاله يقول ان الله انزل على رسوله في الدين كذا وكذا وكذا. هذا افتاءات على الشريعة والشريعة اغلقت هذا الباب بقفل من حديد بل من نار فليتبوأ مقعده من النار ولذلك كانت الوصية دوما لاهل الاسلام الا يتساهل احد في نقل حديث او روايته واليوم مع سهولة التراسل والتواصل في وسائل التواصل وفي اجهزة الجوال بين ايدي الناس. وتتناقل الاحاديث والروايات يا اخي ان لم يثبت عندك وتعرف صحة الحديث فانتبه هذه مشاركة في اثم عظيم لا يجرؤ مسلم على الاقتراب منها. ويقع فيها الناس غفلة وتساهلا. لكن المقام عظيم هذه من خصوصيات رسول الله عليه الصلاة والسلام طيب اذا كانت من خصوصياته فهل معنى هذا ان الكذب على غيره جائز وحلال؟ الجواب لا ليس في الاسلام خصلة ذميمة مثل الكذب والكذب ابغض الاخلاق واسوأها واشأمها على صاحبها في الدنيا وفي الاخرة لكنه فرق بين ان تقول ان الكذب حرام وبعض اهل العلم عده في الكبائر لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. نسأل الله السلامة. لكن الكذب حرام واثم وجريمة كذا اما الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام فطريق مباشر الى النار عياذا بالله فليتبوأ مقعده من النار. هنا الخصوصية لما تبين لك من الحكمة الجليلة في هذا قال النووي رحمه الله عن فقهاء الشافعية فتعمد الكذب عليه من الكبائر. فان استحله المتعمد كفر استحله يعني يراه حلالا ليس فقط يتساهل بل يعتقد حله. والا فهو كسائر الكبائر لا يكفر بها. وقال الشيخ ابو محمد الجويني والد امام الحرمين وهو فقيه وابنه ايضا امام من ائمة الشافعية قال يكفر بذلك يعني وان لم يستحل بمجرد الكذب. قال والصواب والاول وبه قال الجمهور والله اعلم واعلم ان هذا الضرب لا ينحصر ولكن نبهنا بما ذكرناه على ما سواه اعلم ان هذا الضرب لا ينحصر يعني هذا النوع من الخصائص التي خص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحكام لا ينحصر وها نحن قد عرظناها في مجالس ثلاثة ومع ذلك فهو يراها مختصرة وقد افرد العلماء في الخصائص مصنفات مستقلة. كما صنفه ابن الملقن في كتابه غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم والف فيه الامام السيوطي رحمه الله كتاب الخصائص الكبرى. فقد الفوا فيه المصنفات وتكلموا عنها. ولهذا لما اختصر النووي رحمه الله هذا الباب من العلم في الخصائص قال اعلم ان هذا الضرب لا ينحصر يعني هذا النوع من المسائل المتعلقة بخصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينحصر ولكن نبهنا بما ذكرناه على ما سواه. نعم ولنختم ولنختم الفصل بكلامين احدهما قال امام الحرمين قال المحققون ذكر الخلاف في مسائل الخصائص خبط لا فائدة فيه. فانه لا يتعلق به حكم ناجز تمس الحاجة اليه وانما يجري الخلاف فيها وانما يجري الخلاف في فيما لا نجد بدا من اثبات حكم فيه. فان الاقيسة لا مجال لها والاحكام الخاصة يتبع فيها النصوص. وما لا نص فيه فالخلاف فيه هجوم على الغيب من غير فائدة قال المصنف رحمه الله ولنختم الفصل بكلامين يعني بنقلين من كلام اهل العلم احدهما لامام الحرمين الجويني ابو المعالي رحمه الله قال امام الحرمين قال المحققون ذكر الخلاف في مسائل الخصائص خبط لا فائدة فيه عادة يتكلم العلماء عند حديثهم عن الخصائص النبوية بمقدمات يذكرون فيها هذه المسألة هل من فائدة في دراسة وجمع وقراءة الخصائص النبوية وقد عرفتم ما معنى الخصائص الاحكام التي خص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. السؤال ان كانت خاصة به فمالي ومالك اي نفع فيها لي ولك نحن نقول هي خصائص خصه الله تعالى بها فاذا لا فائدة بالنسبة الينا نحن ان كان الله قد خصه بجواز نكاح ما زاد عن اربع من النساء بنكها تسعا واحدى عشرا وثلاث عشرة امرأة فهذا امر يخصه عليه الصلاة والسلام. انا وانت ما علاقتنا بهذا انتبه قال امام الحرمين قال المحققون ذكر الخلاف في مسائل الخصائص خبط لا فائدة فيهم عندما نأتي لمسألة هل حصل كذا او ما حصل؟ هل هذا من خصائصه وقع او لم يقع هل كان زواجه من صفية رضي الله عنها عتقا ثم جعل العتق مهرا ثم نكح او جعل عتقها صداقها فكان عقدا واحدا ام هو هبة وهبت نفسها له فقبل هل المرأة التي وهبت نفسها للنبي عليه الصلاة والسلام كان نكاحا بلفظ الهبة ام هبة خص بها ليكون نكاحا له؟ هذا خلاف وقد مر بكم في المجلسين السابقين بعضه. يقول ذكر الخلاف في مسائل خصائص خبط لا فائدة فيه. يعني ليس المقصود لا فائدة انه عبث ولغو. حاشا لكن المقصود انه لا يؤخذ منه فوائد فقهية لاحكام تتعلق بالامة قال خبط لا فائدة فيه. فانه لا يتعلق به حكم ناجز. تمس الحاجة اليه وانما يجري الخلاف فيما لا نجد بدا من اثبات حكم فيه فان الاقيسة لا مجال لها. يعني هذا امر يتعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام فلا مجال بان تقيس حكما على حكم لتثبت او تنفي احد الاقوال في الخلاف. قال والاحكام الخاصة اتبعوا فيها النصوص وما لا نص فيه فالخلاف فيه هجوم على الغيب من غير فائدة. الخصائص ما ثبت بالنص به وما لم يثبت لا حاجة الى الخوض فيه لنقول هو كذا او كذا. نعم هذا القول الاول عن امام الحرمين الكلام الثاني قال الصيمري منع ابو علي بن خيران الكلام في الخصائص لانه امر انقضى قال وقال سائر اصحابنا لا بأس به وهو الصحيح لما فيه لما فيه من زيادة العلم. هذه المسألة الثانية المنقولة عن ابن ايران من فقهاء الشافعية الكلام في الخصائص خاص برسول الله عليه الصلاة والسلام فما فائدته للامة لماذا اعتنى الفقهاء بذكر ذلك في كتبهم ولماذا افرضوا له المصنفات هل هو من فضول العلم وزوائده التي ليس فيها نفع هي خصائص يعني غاية ما تخرج به ان هذا الحكم خاص برسول الله عليه الصلاة والسلام. وان امرأة لو جاءت وقالت لك وهبت نفسي الك لم يحصل به عقد نكاح معتبر شرعا لكنه حصل لرسول الله عليه الصلاة والسلام لان الله قال له يا ايها النبي انا احللن لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن الى ان قال وامرأة مؤمنة اذ وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك. من دون المؤمنين فهذه احكام خصائص فهذا التوجه لبعض الفقهاء ان يقول ان تقصي الخصائص وتتبعها ودراسة مسائلها امر لا فائدة فيه. ليش؟ قال لانه امر انقضى امر تم شيء يتعلق بحياته عليه الصلاة والسلام وانتهى خصوصية به. قال النووي رحمه الله وقال سائر اصحابنا نقلا عن الصيمري. لا بأس به يعني من دراسة وتعلمها قال وهو الصحيح لما فيه من زيادة العلم. كيف اولا حسبك من الفوائد ان تعرف ان تلك المسائل من خصائصه عليه الصلاة والسلام. واذا كانت من خصائصه اذا اذا فلا يجوز لنا التأسي به فيه ما يقول واحد انا اريد ان اتأسى به عليه الصلاة والسلام فاتزوج خمس نساء وست وسبع. الخصائص خصائص. هذه فائدة ان يتعلم المسلم من الاحكام ما خص به رسول الله عليه الصلاة والسلام فائدة ثانية امر يتعلق بايمانك وحبك وتعظيمك وتوقيرك لرسول الله عليه الصلاة والسلام الست كلما ازددت به علما ازددت له حبا الست كلما عرفت زيادة في ما خصه الله به من القدر انما قدره في قلبك وازداد تعظيما وتوقيرا في فؤادك هذا مطلب مطلب والجاهل بشيء من تلك الخصائص والمناقب والكرامات ليس كالعالم بها ابدا وكل من عرف عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ما يحمله على مزيد محبة وتوقير واكرام واحترام كان والله بتلك معاني الايمانية احظى واوفر وابرك فهذه فائدة ايضا يعني لو قيل لك اتحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت من غير تفكير ولا انتظار ولا تمهل اجل فاذا قيل لك لم تحبه ثم جئت تعصر ذاكرتك تستخرج منها اسبابا استقرت في فؤادك تحملك صدقا على حبه الصادق عليه الصلاة والسلام نعم هنا سيظهر الفرق بين من امتلأ عقله وفؤاده وقلبه بالاسباب والدوافع والمنطلقات التي عمرت قلبه حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام وتعلق قم به وتمسكا بسنته. هذه واحدة منها. الخصائص ان تعرف ماذا خص به عليه الصلاة والسلام؟ وكيف جعل الله تعالى له من الاحكام ما لم يجعله لامته؟ هذه الخصائص مبنية على ماذا مبنية على تفرد في مقام وحكم له عند ربه عز وجل. فاذا استقر هذا عندك ازداد قدره في قلبك وتلك فائدة هي والله من اجل الفوائد واعظمها. ثالثا من الفوائد ايضا في دراسة الخصائص انك تميز تميز بينما يصح اثباته ونسبته لرسول الله عليه الصلاة والسلام وما لا يصح حتى لا تكون حتى لا تكون حفرة او او او سلة يوضع فيها كل كلام يقال لا تميز بين الغث والسمين الصحيح والضعيف. لان بعض الناس وما قادهم حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان يقبلوا اي شيء يقال وينسب اليه ولو كان ضعيفا او ولو كان خطأ لا يصح ولا مستند له بدافع المحبة تسوقهم العاطفة لا هذا ليس صحيحا الدين دين الله والنبي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله هو الذي خصه وما خصه الله به مما صح وثبت بالدليل فيه والله الغنية والكفاية والشفاء عن اي شيء تزعم من يحب انه يريد باثباته اثبات مزيد لقدره عليه الصلاة والسلام. قد اغناه الله وكفاه وخصه من الاحكام والمناقب والكرامات ما يغنيه عن دعوى المدعي وكذب الكاذبين فاذا هذه فائدة ثالثة جليلة. تمييز الصحيح من الضعيف في سياق الخصائص والمناقب والكرامات والفظائل فتعرف ما الذي يصح مما لا يصح. فائدة رابعة انها باب عظيم. دراسة الخصائص وتمييزها ومعرفتها باب يغلق يغلق المدخل على كل افاك اثيم يدعي الكرامات ويدعي الولاية والمقامات فينسب لنفسه شيئا مما عرفنا انه من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بالله عليكم ماذا تقولون في من يزعم انه ارتقى في درجات الولاية حتى بلغ فيها مقاما تسقط عنه فيه التكاليف فلا تجب عليه صلاة ولا صيام وانه لعظيم مكانته وقدره عند ربه لا يحتاج الى صلاة لان قلبه موصول بالله يكفيك من تهافت هذا الكلام ووضوح فريته وبطلانه انه لو كان هذا المعنى صحيحا لكان اولى الناس به من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا باب جليل يغلق المداخل الضعيفة والباطلة والموهومة التي ربما يدخل منها بعض الدجاجلة والافاكين الذين ربما ساقوا على الناس تلك الترهات والاباطل لضعف علمهم او عقلهم فهذا ايضا من فوائد تقرير ودراستي الخصائص النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. نعم كلام الاصحاب والصواب الجزم بجواز ذلك. يقصد بالاصحاب فقهاء المذهب الشافعية فان فقهاء المذاهب عادة يقولون قال اصحابنا وقال الاصحاب والمراد به فقهاء المذهب الذي ينتسبون اليه ولان الشافي النووي شافعي المذهب رحمه الله فاذا قال الاصحاب او قال اصحابنا يقصد به فقهاء الشافعية والصواب الجزم بجواز ذلك، بل باستحبابه. يعني دراسة الخصائص. ليس مجرد جواز بل هو مستحب بل باستحبابه ولو قيل بوجوبه لم يكن بعيدا ان لم يمنع منه اجماع لانه ربما رأى جاهل بعض الخصائص ثابتة في الصحيح فعمل به اخذا باصل التأسي. فوجب بيانها لتعرف ولا يشاركه فيها. واي فائدة اعظم منها هذه واحدة من جملة فوائد اه قد مضى بك تعدادها لكنها فعلا لانها فرق بين باب التأسي وباب الخصوصية ولها تطبيق عملي جليل عند الفقهاء اذا جاءوا في مسألة ما فاختلفوا فيها واضرب لك مثالا قال نبينا عليه الصلاة والسلام لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها صعد السطح قال رقيت يوما على بيتي حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة فاختلف العلماء الفقهاء في الجواب عن هذين الحديثين الحديث ينهى لا تستقبل القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها والحديث الثاني فيه انه كان يقضي حاجته مستدبر الكعبة ولا ينهى عن شيء ويفعله عليه الصلاة والسلام اطلاقا من الاجوبة التي قيلت عند العلماء احد الاجابات ان هذا من خصوصياته عليه الصلاة والسلام النهي للامة والجواز له خاصة لكن هذا الجواب ضعيف. لم؟ ضعيف عند الفقهاء لانه خلاف الاصل في افعاله واقواله صلى الله عليه وسلم المحمولة على التعليم للامة طوعية التأسي والاقتداء به فيها اعطني الدليل على ان هذا الفعل خاص به هم لم يقولوا انه خاص الا لاجل دفع التعارض والاشكال بينه وبين الحديث الاخر فاجابوا باجابات اخرى منها ان جواز استقبال القبلة واستدبارها حال البنيان اذا كان داخل البنيان كمثل الحمامات اليوم التي في البيوت والمنازل والنهي اذا كان في الفضاء والفلات والصحراء حيث لا حاجز ولا ساتر ولا جدارا يحجزه عن استقبال القبلة فيكون ادعى للتحفظ احتراما واكراما للقبلة الا يستقبلها او يستدبرها. هذا مثال في بيان معرفة فوائد الخصائص وقد مر بنا دراسة الخصائص في الواجبات والمحرمات وفي المناقب والكرامات وفي التخفيفات والمباحات ولم يمر بنا جواز قضاء الحاجة مستقبل الكعبة او مستدبرا. فاذا ليست من الخصائص فتبين لك ان هذا الجواب في مثل هذه المسألة يحتاج الى بحث عن جواب اسد منه وادق والله اعلم واما ما يقع في اثناء الخصائص مما لا فائدة فيه اليوم فقليل جدا. لا تخلو ابواب الفقه عن مثله للتدرب عرفت الادلة وتحقيق الشيء على ما هو عليه. كما يقولون في الفرائض ترك مئة جدة ونحو ذلك. وبالله التوفيق. يقول ما المسائل التي تمر في اثناء الخصائص مما لا فائدة فيه اليوم بالنسبة لنا قال فقليل جدا طيب هل سنطرح ونترك ونعرض عن دراسة الخصائص لاجل مسائل معدودة؟ الخوظ فيها او التعرض لها لا فائدة منه هذا نزر يسير. قال لا حتى هذا النزر اليسير فيه فائدة ما هي؟ فائدة الملك الفقهي والتدرب والنظر قال ومثله في كتب الفقه لا يخلو في مسائل فرضية في الفقه ماذا لو مر المحرم بسماء عرفة في هوائها؟ هل يعتبر له الوقوف بعرفة؟ هذا قرره الفقهاء قبل وجود الطائرات فكانت مسألة فرضية في ذاك الاوان لو عبر المحرم بسماء عرفة في هوائها في يوم عرفة هل يحتسب له وقوف معتبر شرعا يجزئه عن الركن في الحج هذا كلام كان افتراضيا. اليوم حصل له شيء من هذا. لو ان طيارا مكلفا بالعمل في الحج وطيلة فترة الوقوف بعرفة سيكون في سماء عرفة هل يصح ان يكون محرما فينوي الحج وينعقد له ويحسب له الوقوف بعرفة هذا الكلام موجود في مسائل الفقه افتراضا والغرض منه عند الفقهاء التدرب وتكوين الملكة واعتياد المتفقه على النظر كما قال للتدرب ومعرفة الادلة وتحقيق الشيء على ما هو عليه قال مثل ما يقولون في الفرائض رجل مات وترك مئة جدة كيف تقسم التركة بينهم في واحد ممكن يترك مئة جدة يموت وله مئة جدة هذي مبالغة ممكن اترك جدتين ثلاثة اربعة خمسة هذا العدد الذي يذكر هو للتدريب يقول اذا كان في ابواب الفقه مسائل ليست واقعة انما تفرض للتدرب ففيها فائدة يقول فاجعل من مسائل الخصائص القليلة جدا التي لا فائدة منها يعني اشبه بالافتراضية اجعلها من هذا القبيل التدرب عليه لاكتساب ملكة والتحقيق في معرفة الشيء على ما هو عليه ونحو ذلك والله اعلم فهذا اخر من انتخبته من نبذ العيون المتعلقة بترجمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبي رب العالمين وخير الاولين والاخرين صلوات الله عليه وسلامه وعلى سائر النبيين. وال كل وسائر الصالحين وحسبي الله ونعم الوكيل. ختم الامام المصنف النووي رحمه الله تعالى هذه الرسالة قطيفة الموجزة بهذه الخاتمة العطرة. وقد تقدم في هذه الرسالة الموجزة جملة ابواب وفصول مختصرة رتبها رحمه الله تعالى على النحو التالي. قال فيها بعدما ابتدأ رحمه الله بنسب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر كنيته واسماءه ثم ذكر امه وولادته ثم ذكر وفاته ودفنه وعمره صلى الله عليه وسلم ثم انتقل الى نشأته ورضاعه وخروجه الى الشام مع عمه ثم مع غلام خديجة ثم انتقل الى زواجه به صلى الله عليه وسلم بخديجة وهجرته ثم الحديث عن صفته اولاده اعمامه وعماته ازواجه وخدمه كتابه ورسله ثم الحديث عن مؤذنيه صلى الله عليه وسلم ثم مر في فصل بالحديث عن عمره وحجته وغزواته وسراياه واتى بفصل حافل عاطر في اخلاقه عليه الصلاة والسلام ثم انتقل الى معجزاته ثم انتقل الى دوابه افراسه ومركوباته وسلاحه صلى الله عليه وسلم وجعل خاتمته ذلك الخصائص النبوية التي ختمنا بها اليوم مجلسنا العطر هذا في الحديث عن خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلم رعاك الله ان هذه الرسالة التي استعرضناها في ستة عشر مجلسا كان هذا المجلس اخرها بعون لله انما كانت مقدمة للامام النووي وليست كتابا مستقلا جعلها مقدمة لكتابه تهذيب الاسماء واللغات. شرح فيه المصطلحات الفقهية وترجم فيه لابرز الاعلام. من الصحابة فمن بعدهم ممن يذكر في كلام الفقهاء وفي دواوين الفقه فلما جاء يترجم للصحابة والتابعين والفقهاء والائمة الكبار قال اولى من ابتدأ به في الكتاب بذكر ترجمته ولو باختصار اشرف الخلق رسول الله. صلى الله عليه وسلم وخيرا صنع رحمه الله ومن رأيت هذا لعلمت ما الذي كان ينتهجه اهل العلم رحمة الله عليهم في الاجلال والتعظيم والتوقير بل وتعليم الامة كيف يكون موقف المسلم وطالب العلم على وجه الخصوص من عنايته بسيرة رسول الله وشمائله عليه الصلاة والسلام قال رحمة الله عليه فهذا اخر ما انتخبته من نبذ العيون المتعلقة بترجمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. عيون الشيء خلاصته النقية الفاخرة المنتقاة بعناية واخذ الجمل المختصرة منها بترجمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيب رب العالمين وخير الاولين والاخرين صلوات الله عليه وسلامه وعلى سائر النبيين وال كل وسائر الصالحين حسبي الله ونعم الوكيل انتهى كلامه رحمه الله تعالى ونحن نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولنا ولكم ايدينا ووالديكم وجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة ونسأله ان يرزقنا واياكم العلم والعمل الصالح والرزق الواسع والشفاء من كل داء. واعلموا يا كرام ان من فتح الله عليه وكتب له الانطلاقة في طلب العلم وتحصيله وشهود مثل هذه المجالس وغشيان مجامع العلم المباركة مثل هذه التي تزيده ايمانا وعلما وطاعة وقربة فليعض عليها بالنواجذ فانها من نعيم الدنيا اولا ومن سبيل السعادة ثانيا ومما يقربه الى ربه ورضوانه ثالثا وكل ذلك يحرص عليه المؤمن الذي يبحث عن حظ نفسه ونجاته وسعادتها. ولا يكون هذا اخر العهد فاننا وقد فرغنا في هذا المجلس من هذه الرسالة الموجزة فانا سنعود ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله لمعاودة درس كتاب الشفا بتعليقهم بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمه الله الذي ابتدأناه وتوقفنا فترة التوقف نعود اليه من مجلس ليلة الجمعة المقبلة باذن الله تعالى وعونه وتوفيقه سائلين ربنا جل وعلا العون والتوفيق والسداد والهداية والرشاد وان يجعل علمنا هذا لا حجة لنا لا حجة علينا وان يرزقنا واياكم مزيدا من الخير والهدى والسداد والرشاد واجعلوا من مجلسكم هذا وقد افتحتم ليلتكم بكثرة الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم امتدادا لبقية ليلتكم ان تظل عاطرة بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فانما تملؤون صحيفتكم نورا وخيرا وبركة واجرا وذخرا. ثم تستنزلون بكل صلاة عشر صلوات من ربكم عليكم. يقول صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا لا يذكرون محمدا في سيرة الا تعطل من شذاه المجلس صلوا عليه واله وصحابه ليفوح ريحان وينبت جسوا فيا رب صلي وسلم وبارك عليه كما تحب ان يصلى ويسلم عليه يا ذا الجلال والاكرام. وصلي يا ربي وسلم وبارك عليه عددا ما صلى عليه المصلون وعدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون واجعلنا بالصلاة والسلام عليه من اسعد امته صلة به تمسكا بسنته واحشرنا يا ربي في زمرته وارزقنا شفاعته نحن ووالدينا وازواجنا واولادنا وذرياتنا والمسلمين جميعا يا رب العالمين واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين