المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد اندلع لسانه من العطش فنزعت فسقته فغفر الله لها به. وقال صلى الله عليه وسلم دخلت النار امرأة في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا ارسلتها تأكل من خشاش الارض. قال الزهري لان لا يتكل احد ولا ييأس. اخرجه. وعن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا احد اصبر على اذى سمعه من الله عز وجل يجعلون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم. رواه البخاري. وذلك ان من من اسمائه الحسنى الذاتية الحليم الصبور. فحلمه تعالى وصبره لا يمكن ان يماثله فيه احد كبقية صفاته. وحلمه وصبره عن كمال قدرة وعن سعة رحمة. فالخلق يؤذونه بتكذيبه ومحاربته ومحاربة رسله. وهو تعالى يمهلهم ويمدهم بالعافية والارزاق والنعم السابغة خيره اليهم نازل وشرهم اليه صاعد. يتحبب اليهم بالنعم مع كمال غناه عنهم. ويتمقتون بالمعاصي مع شدة فقرهم اليه. وهذا الحلم والصبر العظيم الذي لا يشبهه شيء مما يجذب قلوب العباد اليه. والى الانابة اليه الحياء منه. ولما كانت هكذا معاملته للعاصين فكيف معاملته للطائعين؟ ومع هذا الحلم والصبر اذا تاب العبد اليه محي عنه ما سلف من الجنايات فكأنه ما كان منه شيء. فنسأله تعالى ان يعرفنا به وباسمائه وصفاته معرفة صحيحة. انه جواد كريم