تعبد تستعين الله في كل تسكينة وتحريكة في كل تقديم او تأخير في كل عطاء او منع في كل قيام او قعود تصوروا معي لو ان الانسان يعيش هذه اللحظات هكذا في كل لحظة من لحظات حياته كم وكم سيرتقي في مراقي العبودية يرتفع حاله اربعة وعشرين ساعة في العبادة ومن هنا نفهم قول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها يا حبذا نوم الاكياس لان الكيس ينام الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نبدأ بالحديث الخامس عشر من احاديث الاربعين الايمانية وهو بعنوان الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه جل في علاه وتحت هذا الباب حديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات. احفظ الله يحفظك انه كان يقول كيف نذعن لرجل كان يرعى لنا غنما النبي صلى الله عليه وسلم رعى غنما لبعض قريش وهو غلام لكن غاب عن ذهنهم ان الله يرفع من يشاء احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث الدال على وجوب الاستعانة بالله تعالى واهمية التوكل عليه هو من الاحاديث المتعلقة بالايمان وذلك من جهتين. الجهة الاولى ان الاستعانة بالله تبارك وتعالى تأله وتعبد مثل ما ان الانسان يتعبد لله عز وجل بالصلاة النافلة والفريضة بالذكر الفرظ والنفل بالصوم الفرض والنفل فكذلك يمكن للانسان ان يرتقي في في مراقي العبودية وفي درجات العبودية بكثرة استعانته بالله عز وجل فالاستعانة بالله تبارك وتعالى وهو طلب العون هذه عبودية والعبد المؤمن حق الايمان لا يمكن له ان يخرج عن الاستعانة ولا في لحظة من اللحظات لا في صغيرة من اموره ولا في كبيرة من امورهم وهذه المرتبة هذه المرتبة اذا لا تأتي الا بالمجاهدة العظيمة ان الانسان يجاهد نفسه يقوم يسأل الله الحول والقوة يقعد يسأل الله الحول والقوة ينام يسأل الله الحول والقوة يمشي يسأل الله الحول والقوة هذه الجزئية من مسائل الايمان هي مسألة بحاجة اليها الانسان في كل لحظة من لحظات حياته مما لا شك فيه انه لا يوجد انسان الا وهو يمشي بعون الله عز وجل فما الفرق بين من يمشي بعون الله وبين من يمشي مستعينا بالله الفرق ان من يمشي بعون الله هو داخل في الربوبية لا يحصل اجرا حاله حال الشمس والقمر اللذان يجريان بامر الله عز وجل وربوبيته سبحانه وتعالى اما المستعين بالله فجعل ربوبيته الله عليه جعله تألها وتعبدا لله سبحانه وتعالى وهذا من معاني اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد نخلص له العبادة. واياك نستعين نخلص في طلبنا العون منك لا من احد سواك فالاستعانة بالله عز وجل ايها الاخوة تألهوا ويطلب من الله عز وجل ان يجعل نومه عونا له على عبادته الكيس يأكل يسأل الله عز وجل ان يكون اكله عونا له على عبادة الله عز وجل يشرب يسأل الله عز وجل ان يجعل هذا الشراب عونا له على طاعة الله عز وجل يسعى في كسب رزقه يسأل الله عز وجل العون ان يكون ذلك معينا له على حياته ومعينا له بالتقرب اليه سبحانه وتعالى. هذا الحديث يدل على الشق الاول وهو التأله لله عز وجل لا اقول القليل بل الكثير من الناس بينهم وبين هذا النوع من التأله حجاب غفلة ربما تراه كثير الطاعة كثير الصلاة كثير الذكر لكنه قليل الاستعانة بالله عز وجل او ضعيف الاستعانة بالله عز وجل لما يرى او لما يظن ان كونه بحول الله وقوته يتحرك هذه الربوبية فلا يحورها الى التأله والتعبد وهذا جانب ينبغي عليه ان ندرب انفسنا عليه نحن ونربي عيالنا واولادنا على ذلك واهلينا الامر الثاني ان هذا الحديث يدل على امر اخر من امور الاعتقاد وهو التوكل على الله عز وجل التوكل على الله تبارك وتعالى حقيقة التوكل حقيقة التوكل اعتماد القلب على الله عز وجل بذل الاسباب وعدم مشاهدتها هذا حقيقة توكل اليوم كما قال ابن عباس في زمانه وهو زمن التابعين ان الناس يذمون الناس لمنعهم يمدحونهم لعطائهم ولا يصلون الى مرتبة حقيقة التوكل وهو ان يعلم ان الناس اسباب والمانع حقيقة هو الله والمعطي حقيقة هو الله فيذم الطبيبا لانه لم يعالجه يذم فلانا لانه لم يعنه في كذا وكذا فاصبح ذمنا ومدحنا ليس بناء على ما نشاهده في حقيقة التوكل وانما بناء على رغبات انفسنا ذمينا فلان وذممناه لانه منعنا كيت وكيت ومدحنا فلان لانه اعطانا كيت وكيت فنظرنا الى الاسباب انها هي التي تمنع وهي التي تعطي وغاب عن ذهننا حقيقة التوكل ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك ولا مرسل له من بعده ولهذا قال ابن عباس وغيره حقيقة الحب ان لا تذم الناس على منعهم وان لا تمدحهم على عطائهم توكل على الله عز وجل ان تشاهد ربوبية الله تبارك وتعالى في الكون تصبح قويا مؤمنا تعلم انك في ظرف تعلم بل وتستيقن انك في ظرف الكبد في ظرف المشقة يوسف عليه السلام قدوة لنا والانبياء كلهم قدوة لنا هل رأيتم ذما من نوح عليه السلام لقومه في غير جهة خطأهم وشركهم وكفرهم اذو سبوه شتموه تعاهدوا سبه وشتمه وذمه سنين ما ترى انه يذمهم الا على الشرك. الا على الكفر لا يذمهم لما يتعلق بحاجة نفسه هذه حقيقة توكل هل رأيتم ابراهيم عليه السلام اذ هجره قومه فهاجر من مسقط رأسه الى فلسطين ومن هناك استمع الى امر الله واخذ ابنه اسماعيل وامه هاجر الى ارض جرداء هل ذم قومه لكونهم هجروه لا لماذا لان ذم الانبياء ومدح الانبياء للناس بناء على الشرك والكفر بناء على موافقة امر الله ومخالفة امر الله. ليس على ما يتعلق برغباتي يوسف عليه لو سمحت اطفو الاجهزة يوسف عليه السلام وهو في السجن ماذا قال؟ يا صاحبي السجن ارباب متفرقون. خير ام الله الواحد القهار ايها الاخوة من اعجب ما يكون ان اخوته كانوا سببا انتبه نحن نقول سبب فما دام سبب اذا لا يتعلق بهم ذم ومدح من جهة السببية يتعلق بهم ذم ومدح من جهة مخالفتهم لامر الله عز وجل ولهذا قالوا تالله لقد اثرك الله علينا وان كنا لخاطئين اي في حقك لما كان الكلام في حقه قال لا تثريب عليكم اليوم. يغفر الله لكم. المهم ما يتعلق بحق الله. يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين. ما هو ما يتعلق فيني انا ولهذا قالوا لابيهم يا ابانا استغفر لنا انا كنا خاطئين قال سوف استغفر لكم ربي انه هو الغفور الرحيم. فما قال لهم يعقوب كيف استغفر لكم وانتم اللي فرغتم بيني وبين ابي لا ما دام تابوا ما دام تابوا لا يجوز ذمهم خلاص انت كأن شيء لم يكن هذه حقيقة توكل حقيقة التوكل اننا نجعل قلوبنا متعلقة بمن بمن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه بمن يدبر الامر نعلق قلوبنا بمن يسير الشمس والقمر بمن يسير الليل والنهار بمن يرفع السماء بغير عمد هذا الحديث ايها الاخوة يعالج جانب التأله في التوكل يعالج جانب حقيقة التوكل كيف نصل الى هذه المرتبة. الاستعانة نطلب العون دائما ونعلم انه لا حول لنا ولا قوة النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدالله بن عباس وكان غلاما قدم عبدالله ابن عباس الى المدينة مع والده وكان صغير السن في الثامنة قدم المدينة في السنة الثامنة وعمره في العاشرة تقريبا النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الكبار والصغار فقال له وكان خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على دابة يا غلام اني اعلمك كلمات فيه التنبيه على اهمية ان نعلم اولادنا مسائل الايمان ما تقول لا هذولا ما يستوعبون شنو تدخلها في مسألة الايمان بالقدر؟ غلط يجب ان تعلمهم لكن بكلمات موجزة مختصرة قل يا ولدي امنت بالله وملائكتي وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ما تقول لا ما راح اقول لهذا الصغير بعدين يسألني شنو يعني الملائكة ما اعرف لا لابد من الصغر يا غلام اني اعلمك كلمة والتنبيه الثاني ان تعليم الغلمان انما ينبغي ان يكون بكمية قليلة ولهذا نحن نرى في الواقع اليوم في المدارس ان الفشل كثير وذريع ما هو السبب الكمية الهائلة التي تلقى على اذهان هؤلاء يا غلام اني اعلمك كلمات نتأمل في هذه الكلمات التي عليها مدار الاستعانة والتوكل قال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تأملوا معي الان هذه الامور الاربعة احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله امران متعلقان بالشرع وامران متعلقان بالقدر امران متعلقان بالالوهية والتألق والتعبد وامران متعلقان بالربوبية احفظ الله يحفظك اذا القضية بين بين العبد وبين ربه هي بقدر ما يقوم في قلب العبد من تعظيم لله عز وجل وتوقير لله سبحانه وتعالى وحفظ لعظمته وجماله وجلاله وكماله وكبريائه وحفظ لسمعه وبصره سبحانه وتعالى ومراقبة وحفظا لدينه وحرماته وشعائره يكون في المقابل حفظ الله للعبد وهذا يذكرنا بقوله تعالى في سورة بسورة الانعام في قصة ابراهيم عليه السلام قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون الامن والاهتداء ليست كتلة واحدة الامن والاهتداء بقدر امنوا وعملوا الصالحات بقدر ايمانك وعملك الصالح تحصل الامن والاهتداء بقدر حفظك الله يحفظك الله عز وجل وهذا له مثل في واقع الناس تأملوا معي الان الاب والام ينظران الى ولديهما اي الاولاد احب الى الوالدين ها حفظا وصونا ها الابر الابر لو كان المريض عاق يمكن يمكن ان بعض الاباء يدعوا عليه ان الله يفكه من شره كل يوم وديني مغفرة. كل يوم مسود وجهي انا اعرف ابائي يدعون على ابنائهم بسبب العقوق اذا تأملوا معي ان الاب او الام او حتى الاخ او حتى الصاحب او حتى المدير انما يحفظون من؟ يحفظون ابر الناس اليهم اليس كذلك امراء الدنيا ملوك الدنيا يراعون ابر الناس اليهم اذا كانوا اهل شهامة وكرامة ولذلك ايها الاخوة اذا اراد الانسان ان يحفظه الله فعليه بان يحفظ الله كيف يحفظ الله؟ يحفظ الله في عينه فيراقب عين الله له بصر الله اليه سمع الله لمن يقول فلا يتفوه بما يغضبه او بما لا يرظيه يراقب عظمة الله عز وجل وجلالة احفظ الله احفظ قد يقول قال كيف احفظ الله؟ الله ما يحتاج الى حفظ الله ليس هذا المراد المراد احفظ الله اي احفظ ما الله يستحقه من التعظيم والتبجيل والمراقبة والسمع والبصر يحفظك بسمعه وبصره وقدرته سبحانه وتعالى واعظم شيء واعظم شيء يجب عليك ان تراعيه في حفظ الله ان تحفظ بعد ما يتعلق بالاسماء والصفات ان تحفظ حدوده وشرائعه امتثالا وطاعة للمأمور وامتثالا وتركا للمحظور والمنهي الذي نهى الله عنه ورسوله هذا الامر الاول احفظ الله يحفظك وهذا له جانبان جانب اعتقادي وجانب عملي ثم قال احفظي الله تجده تجاهك وفي لفظ تجده امامك احفظ الله تجده تجاهك امامك الانسان في هذه الحياة يمشي يسعى من الصغر يصبح فتى من الفتاة يصبح الشاب يصبح كالا يصبح شيخا اذا كان حافظا لله يحفظه الله في جميع ما يستقبل من امره هذا في الدنيا فكيف بالاخرة؟ ولهذا قال عز وجل ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. شف حفظ الله الان تتنزل عليهم الملائك يعني وقت الغرغرة ايش الا تخاف الا تخافوا على ما تقدمون ولا تحزنوا على ما تفارقون. لماذا؟ لان ما تقدمون عليه انتم حفظتموه احفظ الله تجده تجاهك امامك لهذا ايها الاخوة امر عظيم يحيى ابن ابي كثير اليمامي رحمه الله من كبار علماء الحديث ومن طبقة شيوخ الامام البخاري ومسلم ومن عصر الامام احمد كان يصلي بالناس وعمره عشرون ومئة سنة ويختم لهم في كل ثلاث ولا يتعب فقالوا له يوما الا تتعب كيف هذه الجوارح فقال كلمة يجعلنا ايها الاخوة ان نبكي على حالنا الدمع الدم قال هذه جوارحنا حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر هذه جوارحنا حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر اليوم نغذي ابنائنا الحرام نغذي اولادنا الشبهات ثم نشتكي من الامراض والاوجاع نربيهم على الفساد ثم نشتكي العقوق ازا هذا الحديث احفظي الله تجده تجاهك امر يقيني ايها الاخوة امر يقين من منا لا يريد ان يكون في كل مرحلة من مراحل حياته في الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة الله امامه معينه من كل واحد يريد ذلك والله لو قالوا لنا لو قال لنا قائل افعل كذا تجد في كل مرحلة من مراحل حياتك في الدنيا في البرزخ يوم القيامة النبي صلى الله عليه وسلم لسعدنا بذلك فكيف وهذا الحديث ينص على انك اذا حفظت الله تجده سبحانه وتعالى امامك واذا وجدته امامك اتراه يتركك في كربك يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما والله لو ان السماوات سماوات انطبقت على الارظ لجعل الله للمتقين مخرجا هذا الحديث يدل على هذا المعنى ثم قال صلى الله عليه اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله كم يوم نسأل الله امرا من امور الدنيا؟ خلوا امور امور الاخرة. كم مرة نسأل الله امر من امور الدنيا يوم يومين اسبوع اسبوعين شهر شهرين وبعدين بعدين يملون يتركون السؤال قال يا اخي انا دعوت مستجاب لي يظن نفسه ها من الذين من البررة الذين اذا اقسموا على الله يبره على الطول يا اخي النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق سنة وبضعة اه سنة وستة اشهر يسأل الله ان يحول قبلته من بيت المقدس الى مكة وهو خاتم تلين وامام الانبياء وسيد الاولين والاخرين ما مل ولا كل اذا سألته فاسأل الله ما هو يوم يومين لا طول عمرك لا تقول هذه هذه المسألة ما صارت لي اسأل فانك لن تسأل الا ترفع درجة عند الله الله سبحانه وتعالى التعامل معه عكس التعامل مع الناس الناس المخلوقات ايا كانوا حتى سيد الخلائق محمد صلى الله عليه وسلم سأله اناس فاعطاهم فسألوه فاعطاهم فسالوف اعطاهم فلم يبق معه شيء الا رداؤه فالجأوه الى شجرة ذات عظاه حتى كاد ان يلتصق ظهره به. فقال ايها الناس يكن عندي شيئا لن يدخره عنكم خلاص ما عنده مل من سؤالهم ابوك اللي هو ابوك تسعة تقول له عطني يقول تفضل تعال لي بعد ساعة قول له عطني يمكن يقول لك تفضل لو كان كريم. تعال له بعد ساعة مرة ثانية قول له عطني يمكن يعطيك طراق على وجهك هو ابوك امك الحنونة ارسلها عشرة دنانير بعد ساعة سنة عشر دنانير بعد ساعة عشر عشر دنانير اما رب العزة كل ما تسأله كل ما ترتفع عنده لذلك جاء في مسند الامام احمد حديث صحيح عجيب قال صلى الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يسأل الله شيئا لاحظوا الان الا اعطاه اياه او اخر عنه من السوء مثله او ادخر له ذلك يوم القيامة الصحابة فهموا انه ما دام كل ما نطلب شيء يحصل احد هذه الثلاث قالوا يا رسول الله اذا نكثر ما دام المسألة هالشكل يقول يا رب عطني يا رب يا رب يا رب فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله اكثر لذلك قال واذا سألت فاسأل الله ماذا نسأل اما سؤال فيما هو من خصائص الربوبية لا يجوز ان نسأل غير الله لان اذا سألنا غير الله وقعنا في الشرك ولهذا قال عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. هذه مسألة مسألة الدعاء طيب ومسألة الحاجات الدنيوية ايضا اسأل الله لماذا تسأل خلق الله؟ هم اسباب لماذا تسأل خلق الله؟ هم اسباب قد كان النبي صلى الله عليه وسلم بايع بعض خواص اصحابه بيعة عجيبة كيف بايعوا كما في الصحيحين من حديث عبادة ومن حديث جرير وجمع من الصحابة خيار الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم بايعهم بيعة خاصة. ما هي هذه البيعة الخاصة الا يسألوا الناس شيئا الا يسألوا الناس شيئا يقول الراوي فكان احد اولئك النفر يسقط صوته وهو على فرسه فلا يقول لعبده ناولني صوتي ينزل من فرسه ويأخذ بنفسه صوته تأملوا معي تأملوا معي تطبيقهم لهذا الحديث واذا سألت فاسأل الله ولهذا دائما تعلم هذه الطريقة مع زوجتك مع اولادك مع اصحابك مع من هو فوقك مع من هو دونك تعلم ان لا تسأل وانما اعرظ بدل ما تقول جيبوا الغداء هذا السؤال قل لهم ايش رأيكم تحطون الغداء بدل ما تقول لهم جيبوا دشداشتي شرايكم اغير دشداشتي اعرظ ولا تسأل قد كان هذا دأب جمع من الصحابة عمر رضي الله عنه عمر عطى المهاجرين والانصار وعطيات من بيت المال فمن ضمن الذين اعطاهم جبير ابن مطعم فقال جبير اني عاهدت رسول الله الا اسأل احدا شيئا يقول له هذا حقك ما هو سؤال؟ قال لا ما اريد شيء عجب اليوم الناس يتقاتلون على الدنيا الفارية وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول واذا سألت فاسأل الله. تربية عظيمة تربية عظيمة يا الله اسقني يا الله اطعمني يا الله نورني يا الله قوني يا الله شافني. اليوم تجد ان المرظى يذهبون الى المستشفيات من طبيب الى من ساعة الى ساعة يمكن كل حياتهم ما قالوا يا رب اسألك الشفاء الا مرة او مرتين ما هو السبب المادية البحتة التي اصبحنا نسير فيها اذا سألته فاسأل الله ولهذا كره جمع من اهل العلم سؤال الناس ولو كان لحاجته قالوا خلاف الاولى واما سؤال الناس اموالهم او شيئا من اموالهم فهذا لا شك انه مكروه اشد الكراهة اذا لم يكن اذا كان الانسان محتاجا فهو مكروه. وقد مدح الله اقواما لم يسألوا الناس وانما تعففوا وانما تعففوا وكانوا لا يعرفون تجد احدهم يمضي يومه وليله بتمرة ولا يعرف احد انه جائع واما ما يحصل اليوم من سؤال الناس بعضهم بعضا وتوسعهم فيه فهذا امر عجب وهذا السؤال اذا سألته فاسأل الله يجعلك تتوكل على الله يجعلك تترقى في مراقي العبودية ولهذا قال واذا استعنت فاستعن بالله. تطلب العون على شيء من الاشياء العجيبة احد كبار السن ما هو كبير يعني في الستينات قال لي مرة شيخ ما تعرف الدوا حق الليل كتر وش تبي بدواء الليلة؟ انت رجال كبرت قال له انا محتاجه قلت انت اذا تبي دوا حق اللي هل سألت الله قال هذي بعد اسأل الله فيها؟ قلت له نعم جاء فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما احييتنا واجعله الوارث منه قال بعض المفسرين وقواتنا يعني الباءة حتى هذي نسأل الله فيها يا اخوان الانسان لا السمع البصر اسأل الله ان يقويك فيها امر عظيم ايها الاخوة اذا استعنت فاستعن بالله في اي امر في دعوتك في عبادتك فالمخذول من خذل فلم يطلب العون من الله اطلب العون من الله في دعوتك في عبادتك في طلبك للعلم في اصلاح زوجك في اصلاح نفسك في اصلاح ولدك في اصلاح جارك في اصلاح من حولك اطلب العون من الله قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهد نفسه في النهار في الدعوة واذا كان الليل يجهد مع ربه يقول يا رب قد ذكر الله ذلك في القرآن وقيله يا ربي ان هؤلاء قوم لا يعلمون فاصفح عنهم وقل سلام. لا اله الا الله شيء عجب وقال صلى الله عليه وسلم ربي اغفر لقومي فانهم لا يعلمون اذا استعنت فاستعن بالله ما الذي يضرك اذا استعنت بالله والله لا تجد ظررا بل تجد رفعة المذلة والمهانة ان تطلب العون من غير الله تطلب العون من غير الله ثم قال واعلم الان هذي الجملة اللي بعدها كلها تقرر المسألة التوكل واعلم ان الامة ما سبق مقرر لمسألة الاستعانة ما يأتي مقرر لمسألة التوكل. واعلم اي بمعنى تيقن ان الامة لو اجتمعت الامة يعني الخلق او الامة هنا بمعنى البشر واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء معلوم ان الناس قد لا يجتمعون كلهم على انسان واحد ولكن هذا على فرض هذا على فرض لو ان الناس كلهم اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء اهل الارض كلهم يريدون ان يجعلوك غنيا يريدون ان يعافوك من مرظ يريدون ان يجعلوك فقيرا يريدون ان يجعلوك عالما يريدون ان يجعلوك جاهلا يريدون ويريدون ويريدون لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك اذا معنى هذا ان الناس لا ينفعهم ولا يظرون فان رأيت من جهتهم نفعا فاشكر الله الذي يسرهم وجعلهم اسبابا وان رأيت من جهتهم مضرة فسل الله المعافاة فهو الذي جعلهم سببا في ضررك اذا نظر الانسان هذه النظرة ارتاح لم يذم فلانا لانه ضرة لم يمدح فلانا لانه نفع فان قال قائل فشكر الناس مطلوب. نعم لا يشكر الله من لا يشكر الناس. لكن شكر الناس مو معناه انك تقول والله له الام وانت ما صار. لا شكر الناس معناه انك تقابل الاحسان بالاحسان واقل ذلك الدعاء. وليس معناه انك تعتقد انه هو الذي نفعك. لا النافع هو الله الظاهر هو الله الناس والبشر ما هم الا اسباب واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك فما كان لك لا يمكن ان يكون لغيرك ولو اجتمع من باقطارها قال ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء. العكس الان الاول نفع الثاني الظر ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك ولنا في قصة الانبياء عليهم الصلاة والسلام قدوة فهذا نوح عليه السلام قومه يضحكون منه وهو يصنع السفينة قال ان تضحكوا منا اليوم ايش ها ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون. شوفوا الان وآآ تأملوا معي الى يوسف عليه السلام. اجتمع عليه اخوته اقرب الناس اليه ارادوا ان ينزلوه الى اسفل الجب فيهلك ويموت فرفعه الله الى ان اوصله الى درجة الوزارة هذا يؤكد هذا المعنى تأملوا معي كان ابو جهل من اسباب ابائه عن الاسلام قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير اليوم انتم ترون بعض الناس اليوم اه يعملون ثورات ويأمنون كذا الا يريدون نزع الملك من فلان يحسبون ان هذا اليهم ما يدرون ان هذا ليس اليهم موسى عليه السلام يرى جبروت فرعون على قومه يذبح ابناءهم ويستحيي نسائهم للتعبيد وللخدمة والاماء ظلم ما بعده ظلم على وجه الارض واكثر من مية وعشرين الف يهودي مذللين تحت فرعون فجزعوا منه وخافوا منه قالوا يا موسى اوذينا من قبل ان تأتينا. هذه حالتنا ومن بعد ما جئتنا ايش قال لهم عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر هذا فيه اية في موضع اخر قال استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها اذا استعينوا بالله هذا الشاهد الان اذا لابد الانسان يستيقن ان الناس لو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لم يظروك الا بشيء قد كتبه الله عليك في الاول قال لك والثاني قال عليك لك يعني في مصلحتك عليك يعني انك تحمله وزرا ولهذا جاء في الحديث انه صلى الله عليه وسلم قال كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها هذا الانصار لنفسه وبايعوا نفسه فموبقها وقال صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة لك او عليك هنا قال في الاول قال لك وفي الثاني قال عليك ثم قال رفعت الاقلام هذه الاقلام التي كتبت المقادير وبعض الناس يظن في قوله صلى الله عليه وسلم اول ما خلق الله القلم انه قلم واحد وهذا خطأ انما المقصود اول ما خلق الله القلم يعني جنس القلم الذي امره الله ان يكتب مقادير الخلائق هنا قال رفعت الاقلام فيه دلالة اكيدة على ان الاقلام التي كتبت المقادير متعددة رفعت اصبحت ما تكتب الان خلاص وهذا كان قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فان قال قائل فقد جاء في بعض الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الاسراء والمعراج رفع حتى سمع صريف الاقلام فما الجمع بين هذا وذاك رفعت الاقلام اي عن كتابة مقادير الخلائق في الدنيا وصريف الاقلام فيما يتعلق بالامور السماوات وغيرها هي تكتب لان ملك الله عز وجل لا نهاية له ابدا انما الدنيا هي التي يفنيها الله سبحانه وتعالى. ذلك الجنة الجنة ابد الابال واهل النار ابد الاباد رفعت الاقلام وجفت الصحف جفت الصحف اي بما كتب فيها وهذا هو الكتابة التي لا تغيير فيها لان الكتابات انواع بعضها تغير وبعضها لا لا تتغير ولهذا قال عز وجل يمحو الله ما يشاء ويثبت ها اذا ام الكتاب لا تغيير فيه ام الكتاب لا تغيير فيه مؤكد لهذا الحديث نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم والعمل وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين