نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المؤلف وفقه الله تعالى الله الاله لقد تقدم معنا شيء من المقدمات التأصيلية والقواعد العامة في فقه اسماء الله الحسنى وهذا او ان الشروع في شرح ما تيسر من اسماء الله ومن الله وحده يستمد العون ويستمنح التوفيق فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا الاستفهام هنا بمعنى النفي اي لا سمي له نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله ان اصول الاسماء الحسنى التي تجمع في دلالتها معاني سائر اسماء الله ثلاثة اسماء وهي الله والرب والرحمن فهذه الاسماء الثلاثة تنتظم في دلالتها جميع اسماء الله واسماء الله تدور عليها وترجع اليها حسن الله متضمن لصفات الالوهية واسم الرب متضمن لصفات الربوبية واسم الرحمن متضمن لصفات الاحسان والجود والبر ومعاني اسماء الله تدور على هذا وقد اجتمعت هذه الاسماء الثلاثة في سورة الفاتحة ام القرآن قال ابن القيم رحمه الله اعلم ان هذه سنة الفاتحة ام القرآن لانها حوت اجمالا ما حواه القرآن تفصيلا. نعم قال ابن القيم رحمه الله اعلم ان هذه السورة اشتملت على امهات المطالب العالية اتم اشتمال وتضمنتها اكمل تضمن فاشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة اسماء مرجع الاسماء الحسنى والصفات العلى اليها ومدارها عليها وهي الله والرب والرحمن وبنيت السورة على الالهية والربوبية والرحمة فاياك نعبد مبني على الالهية واياك نستعين على الربوبية وطلب الهداية الى الصراط المستقيم بصفة الرحمة والحمد يتضمن الامور الثلاثة فهو المحمود في الهيته وربوبيته ورحمته انتهى كلامه رحمه الله واول ما نبدأ به من اسماء الله الحسنى اسمه تبارك وتعالى الله وهو اسم ذكر جماعة من اهل العلم انه اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ولهذا الاسم خصائص وميزات ان تختص بها فمن خصائص هذا الاسم انه الاصل لجميع اسماء الله الحسنى وسائر الاسماء مضافة اليه ويوصف بها قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى وقال تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم ويقال الرحمن الرحيم الخالق الرزاق العزيز الحكيم من اسماء الله ولا يقال الله من اسماء الرحمن الرحيم او من اسماء العزيز ونحو ذلك ومن خصائص هذا الاسم انه مستلزم لجميع معاني الاسماء الحسنى دال عليها بالاجمال والاسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الالهية التي هي صفات الجلال كمال والعظمة فهو الاسم الذي مرجع مرجع سائر اسماء الله الحسنى اليه. ومدار معانيها عليه ومن خصائصه انه لا يسقط عنه الالف واللام في حال النداء فيقال يا الله فصار الالف واللام فيه كالجزء الاساسي في الاسم واما سائر الاسماء الحسنى اذا دخل عليها النداء اسقط عنها الالف واللام. فلا يقال يا الرحمن يا الرحيم يا الخالق وانما يقال يا رحمن يا رحيم يا خالق ومن خصائصه انه الاسم الذي اقترنت به عامة الاذكار المأثورة فالتهليل والتكبير والتحميد والتسبيح والحوقلة والحسبلة والاسترجاع والبسملة وغيرها من الاذكار مقترنة بهذا الاسم غير منفكة عنه. فاذا كبر المسلم ذكر هذا الاسم. واذا حمده حمده ذكر واذا هلل ذكره وهكذا في عامة الاذكار. نعم الحوقلة لا حول ولا قوة الا بالله الحسبلة حسبنا الله ونعم الوكيل. البسملة بسم الله والاذكار كلها يعني جاءت في مع مذكورة مع هذا الاسم الله نعم ومن خصائصه انه اكثر اسماء الله الحسنى ورودا في القرآن الكريم فقد ورد هذا الاسم في القرآن اكثر من الفين ومائتي مرة وهذا ما لم يقع لاسم اخر وقد افتتح الله جل وعلا به ثلاثا وثلاثين اية وقد عدد العلامة ابن القيم عشر خصائص لفظية لهذا الاسم. ثم قال واما خصائصه المعنوية فقد قال فيها اعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك وكيف تحصى خصائص اسم مسماه كل كمال على الاطلاق. وكل مدح وكل حمد وكل ثناء. وكل مجد وكل جلال وكل كرم وكل عز وكل جمال وكل خير واحسان وجود وبر وفضل فله ومنه فما ذكر هذا الاسم في قليل هذه المعاني كلها يشملها هذا الاسم الله كلها من معانيه نعم فما ذكر هذا الاسم في قليل الا كثره ولا عند خوف الا ازاله ولا عند كرب الا كشفه ولا عند هم وغم الا فرجه ولا عند ضيق الا وسعه. ولا تعلق به ضعيف الا افاده القوة. ولا ذليل الا اناله العزة ولا فقير الا اصابه غني اصاره غنيا ولا مستوحش الا انسه لعله فقير مستوحش مضبوطة عندك هنا نعد ما قبلها ولا تعلق به ضعيف نعم الا افاده القوة ولا ذليل الا اناله العزة ولا فقير عندك ما مكسورة؟ الكسر. لا خطأ ولا فقير الا اصابه غنيا ولا مستوحش الا انسه ولا مغلوب الا ايده ونصره ولا مضطر الا كشف ضره ولا شديد الا اواه فهو الاسم الذي تكشف به الكربات وتستنزل به البركات والدعوات وتقال به العثرات تدفع به السيئات وتستجلب به الحسنات. الى اخر كلامه رحمه الله واما معنى هذا الاسم فاصله الاله. وهو بمعنى المعبود والاله اسم من اسماء الله الحسنى. ورد في القرآن الكريم. قال الله تعالى والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله وما امروا الا فليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. وقال تعالى قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد. فهل انتم مسلمون هذا وان اجمع واحسن ما قيل في معنى الله ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين رواه ابن جرير في تفسيره. فقد جمع رضي الله عنه في هذا التفسير بين امرين الاول الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم الكريم وهو الالوهية التي هي وصفه الدال عليها التي هي وصفه الدال عليها لفظ الله كما دل على العلم الذي هو كما دل على العلم الذي هو وصفه لفظ العليم وكما دل على العزة التي هي وصفه لفظ العزيز. وكما دل على الحكمة التي هي وصفه لفظ الحكيم وكما دل على الرحمة التي هي وصفه لفظ الرحيم. وغيرها من الاسماء الدالة على ما قام بالذات من مدلول صفاتها فكذلك الله هو ذو الالوهية والالوهية هي التي والالوهية التي هي وصفه هي الوصف العظيم الذي استحق ان يكون به الها. بل استحق الا يشاركه في هذا الوصف العظيم مشارك بوجه من الوجوه. تدخل هنا جميع الصفات صفات الله نعم لانها ها هي صفات الالوهية التي لاجلها استحق ان يؤله وان يعبد وان يخضع له ويذل نعم واوصاف الالوهية هي جميع اوصاف الكمال واوصاف الجلال والعظمة والجمال. واوصاف الرحمة البر والكرم والامتنان فان هذه الصفات هي التي يستحق ان هي التي يستحق؟ يستحق ان يؤله يعبد لاجلها فيؤله لان له لان له اوصاف العظمة والكبرياء ويؤله لانه المتفرد بالقيومية والربوبية والملك والسلطان ويؤله لانه المتفرد بالرحمة وايصال النعم الظاهرة والباطنة الى جميع خلقه. ويؤله لانه المحيط بكل شيء علما وحكما وحكمة واحسانا ورحمة وقدرة وعزة وقهرا ويؤله لانه المتفرد بالغنى المطلق التام من جميع الوجوه كما ان ما سواه مفتقر اليه على الدوام من جميع الوجوه. مفتقر اليه في ايجاده وتدبيره مفتقر اليه في امداده ورزق ورزقه مفتقر اليه في حاجته في حاجاته كلها مفتقر اليه في اعظم الحاجات واشد الضرورات وهي افتقاره الى عبادته وحده. والتأله له وحده. فالألوهية تتضمن جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا الثاني الوصف المتعلق بالعبد من هذا الاسم ابن عباس ذو العبودية قال ذو الالوهية والعبودية هذا هذا الثاني وما يتعلق بالعبد نعم الوصفة الثانية متعلق بالعبد من هذا الاسم وهو العبودية. فالعباد يعبدونه ويألهونه. قال الله تعالى وهو وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله اي يألهه اهل السماء واهل الارض طوعا وكرها الكل خاضعون لعظمته منقادون لارادته ومشيئته عانون لعزته وقيوميته وعباد الرحمن يألهونه ويعبدونه ويبذلون له مقدورهم من التأله القلبي والروحي والقولي والفعل بحسب مقاماتهم ومراتبهم. وقد جمع الله هذين المعنيين في عدة مواضع من القرآن مثل قوله تعالى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري وقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقوله وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه