بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الارض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا الاء الله ولا تعثوا في الارض مفسدين تذكروا نعمة الله عليكم حين تخلفون قوم عاد وانزلكم في ارضكم تتمتعون بها وتدركون مطالبكم وذلك بعد اهلاك عاد بعد تماديهم في الكفر والتكذيب تبنون في سهود الارض القصور وتقطعون الجبال لتصنعوا بيوتا لكم فاذكروا نعم الله عليكم لتشكروا الله عليها واتركوا السعي في الارض بالفساد وذلك بترك الكفر بالله وترك المعاصي في هذه الاية الكريمة يأمر ربنا جل جلاله بان نذكر نعم الله علينا وبان نذكر نعمة الايجاد بعد ان لم نكن موجودين ونذكر نعمة الارض التي نعيش عليها وتذكر النعم يمنع الانسان من فعل المعاصي لان المرء حينما يتذكر نعم الله تعالى يدفعه هذا على طاعة الله قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا مرسل من ربه قالوا انا بما ارسل به مؤمنون قال السادة والرؤساء ممن استكبروا من قومه للمؤمنين من قومه الذين يستضعفونهم اتعلمون ايها المؤمنون ان صالحا رسول من الله حقا فاجابهم المؤمنون المستضعفون انا بالذي ارسل به صالح الينا مصدقون ومقرون ومنقادون وبشرعه عاملون الملأ سمي ملأ لانهم يملؤون العين ولكن ينبغي على الانسان ان يكون شامة بين الناس بالعمل الصالح وتجد دائما اهل الكفر يستهزئون بالمؤمنين ولكن المؤمن يثبت على دينه ويتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك المؤمن لما يقرأ هذه الاية الاية الخامسة والسبعين من سورة الاعراف يجعل في باله ان التمسك بالسنة يدفع الانسان الى مزيد من الايمان قال الذين استكبروا انا بالذي امنتم به كافرون قال المستعلون من قومه انا بالذي صدقتم به ايها المؤمنون كافرون فلن نؤمن به ولن نعمل بشرعه فعقروا الناقة وعتوا عن امر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين فنحروا الناقة التي نهاهم ان يمسوها بايذاء مستكبرين عن امتثال امر الله وقالوا مستهزئين مستبعدين لما توعدهم به صالح يا صالح جئنا بما توعدتنا به من العذاب الاليم ان كنت من رسل الله حقا وهذا من الكبر لان اية صالح اية ظاهرة انه رسول من عند الله تعالى والمرء حينما يقرأ هذه الاية يعلم ان الكبر خطير. وان ارتكاب المعاصي من الكبر عياذا بالله فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين فجاء الكافرين ما استعجلوه من العذاب حيث اخذتهم الزلزلة الشديدة فاصبحوا صرعا ملتصقة وجوههم وركبهم بالارض لم ينج منهم احد عن الهلاك فتولى عنهم وقال يا قومي لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين. فاعرض صالح عليه السلام عن قومه بعد اليأس من استجابتهم وقال لهم يا قوم لقد اوصلت لكم ما امرني الله بتبليغه اليكن ونصحتكم مرغبا لكم ومرهبا ولكنكم قوم لا تحبون الناصحين الحريصين على دلالتكم على الخير وابعادكم عن الشر ولوطا اذ قال لقومه اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين واذكر لوطا حين قال مستنكرا على قومه اتأتون الفعلة الشنيعة المستقبحة وهي اتيان الذكور هذه الفعلة التي ابتدعتموها فلم يسبقكم الى ارتكابها احد انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل انتم قوم مسرفون انكم لتأتون الرجال لقضاء الشهوة دون النساء اللائي خلقن لقضائها فلم تتبعوا في فعلتكم هذه عقلا ولا نقلا ولا فطرا بل انتم متجاوزون لحدود الله بخروجكم عن حد الاعتدال البشري وانحرافكم عما تقتضيه العقول السليمة والفطر الكريمة من فوائد الايات الاستكبار يتولد غالبا من كثرة المال والجاه وقلة المال والجاه تحمل على الايمان والتصديق والانقياد غالبا وعلى الانسان ايها الاخوة اذا اوتي خيرا فعليه ان يستخدمه في طاعة الله تعالى فالنعم تحفظ باداء شكرها بان توضع في محلها جواز البناء الرفيع في القصور ونحوها. لان من اثار النعمة البناء الحسن مع شكر المنعم وهذا مقيد بان لا يكون فيه صرف الغالب في دعوة الانبياء ان يبادر الضعفاء والفقراء الى الاصغاء لكلمة الحق التي جاءوا بها واما السادة والزعماء فيتمردون ويستعلون عليها ولو ان الانسان عاش بين مطالعة المنة ومشاهدة عيب النفس لما وقع فيما وقع فيه لان مطالعة المنة تورث المحبة لله تعالى ومشاهدة عيب النفس تورث الذل لله تعالى وهذه هي العبودية حب كامل لله وذل كامل يذل الانسان بين يدي ربه ودل العبد لربه هو العز لان الانسان خلق لهذا قد يعم عذاب الله المجتمع كله اذا كثر فيه الخبث وعدم فيه الانكار اذا علينا ان ندعو الى الله وان نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وندل الى الخير هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته