الله بيننا وهو خير الحاكمين وان كان جماعة منكم امنوا بما جئت به من ربي وجماعة اخرى لم يؤمنوا بذلك فانتظروا ايها المكذبون ما يفسد الله بينكم وهو خير من يفصل واعدل من يقبل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون وما كان رد قومه المرتكبين لهذه الفاحشة اما انكره عليهم الا ان قالوا معرضين عن الحق اخرجوا لوطا واهله من قريتكم انهم اناس يتنهز يتنزهون عن عملنا هذا فلا يليق بنا ان يبقوا بين ظهراننا وهكذا تجد في كل زمان اهل السوء يضيقون ذرعا بالمؤمنين فانجيناه واهله الا امرأته كانت من الغابرين. فسلمناه واهله حيث امرناهم بالخروج ليلا من القرية التي سيقع عليها العذاب الا امرأته صارت مع الباقين مع قومها فاصابها ما اصابهم من العذاب وامطرنا عليهم مطرا. فانظر كيف كان عاقبة المجرمين وامطرنا عليهم مطرا عظيما حيث رميناهم بحجارة من طين وقلبنا القرية فجعلنا عاليها سافلها فتأمل ايها الرسول كيف كان عاقبة قوم لوط المجرمين فقد كانت عاقبتهم الهلاك والخزي الدائم وهكذا فان ربنا جل جلاله يجعل للناس عبرة يعتبرون بها والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فاوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين ولقد ارسلنا الى قبيلة مدينة اخاهم شعيبا عليه السلام فقال لهم يا قوم اعبدوا الله وحده ما لكم من معبود يستحق العبادة غيره قد جاءكم برهانا من الله واضح وحجة جلية على صدق ما جئتكم به من ربي ادوا الى الناس حقوقهم باكمال الكيل واكمال الوزن ولا تنقص الناس بعيب سلعهم والتزهيد فيها او المخادعة لاصحابها ولا تفسدوا الارض بالكفر وارتكاب المعاصي. بعد اصلاحها ببعثة الانبياء من قبل ذلك المذكور خير لكم وانفع ان كنتم مؤمنين لما فيه من ترك المعاصي اجتنابا لنهي الله عنها ولما فيه من التقرب الى الله بفعل ما امر به نعم ايها الاخوة فربنا جل جلاله قد بعث الانبياء وبعث معهم حججا تدل على صدقهم والانسان مأمور بطاعة الله مأمور بالاحسان الى عباد الله منهي عن بخس الناس الكيل والميزان وغير ذلك فالانسان لا يأكل حق اخيه باطلا ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من امن به وتبغونها عوجا واذكروا اذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ولا تقعدوا بكل طريق تهددون من سلكه من الناس لتسلبوا اموالهم وتصدوا عن دين الله من اراد الاهتداء به طالبين ان تكون سبيل الله معوجا حتى لا يسلكها الناس واذكروا نعمة الله عليكم لتشكروها له فقد كان عددكم قليلا فكثركم وتأملوا كيف كان عاقبة المفسدين في الارض من قبلكم فان عاقبتهم كانت الهلاك والدمار اذا قطع الطريق مضر جدا والانسان مأمور بان ينظر الى النعم التي انعم الله بها عليه. ومنها نعمة الزيادة بعد القلة وان كان طائفة منكم امنوا بالذي ارسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى نعم كله اختلاف بين الناس فربنا جل جلاله يحكم بالحق بين عباده من فوائد الايات اللواط فاحشة تدل على انتكاس الفطرة وناسب ان يكون عقابهم من جنس عملهم. فنكس الله عليهم قراهم. فربنا جل جلاله قد اطبق القرى عليهم تقوم دعوة الانبياء ومنهم شعيب على اصلين تعظيم امر الله ويشمل الاقرار بالتوحيد وتصديق النبوة والشفقة على خلق الله ويشمل ترك البخس وترك الافساد وكل انواع الايذاء. نحن منهيون عن اي اذى يصيب الاخرين الافساد في الارض بعد بعد الاصلاح جرم اجتماعي في حق الانسانية بان صلاح الارض بالعقيدة والاخلاق فيه خير للجميع وافساد الارض عدوان على الناس من اعظم الذنوب واكبرها واشدها وافحشها اخذ ما لا يحق اخذه شرعا من الوظائف المالية بالقهر والجبر فانه غصب وظلم وتعسف على الناس واذاعة للمنكر وعمل به ودوام عليه واقرار له. اذا على الانسان ان يكون على الحق دواما وان يراقب نفسه في كل عمل يعمل به وفي كل امر ينطق به هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته