بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا قال او لو كنا كارهين قال الكبراء والرؤساء الذين استكبروا من قوم شعيب لشعيب لنفرجنك يا شعيب من قريتنا هذه انت ومن معك من الذين صدقوا بك او لترجعن الى ديننا قال لهم شعيب مفكرا ومتعجبا انتابعكم على دينكم وملتكم حتى لو كنا كارهين لعلمنا ببطلان ما انتم عليه تأمل اخي الكريم ان اصحاب السوء يخرجون المؤمنين من اماكنهم ومن عملهم لكن المؤمن لا يداهن ويثبت على دينه ويصبر على ما يلقاه في ذات الله تعالى قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها وما يكون لنا ان نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين قد اختلقنا على الله كذبا ان نحن اعتقدنا ما انتم عليه من شرك وكفر بعد ان سلمنا الله فضله وهذا الفضل من عند الله وما يصح ولا يستقيم لنا ان نرجع الى ملتكم الباطلة. الا ان يشاء الله ربنا لخضوع الجميع لمشيئته سبحانه احاط ربنا بعلم كل شيء لا يخفى عليه منه شيء على الله وحده اعتمدنا ليثبتنا على الصراط المستقيم ويعصمنا من طرق الجحيم يا ربنا احكم بيننا وبين قومنا الكافرين بالحق فانصر صاحب الحق المظلوم على الظالم المعاند فانت يا ربنا خير الحاكمين اذا الانسان يثبت على دينه ويبين ان الحق هو الاعتماد على دين الله على وان المرء يتوكل على الله تعالى بصدق اعتماد القلب عليه وبأداء العبادة والمرء يسأل ربه دواما ان الله يفتح بينه وبين قومه بالحق لاجل ان يكون الانسان على الحق فيعيش على الحق ويموت على الحق ليبعث يوم القيامة مع اهل الحق وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا انكم اذا لخاسرون وقال الكبراء والرؤساء الكافرون من قومه الرافضون لدعوة التوحيد محذرين من شعيب ودينه لئن دخلتم يا قومنا في دين شعيب وتركتم دينكم ودين ابائكم انكم بذلك لهالك فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين فاخذتهم الزلزلة الشديدة فاصبحوا هلكى في ديارهم منكبين على ركبهم ووجوههم ميتين هامدين في دارهم الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين الذين كذبوا شعيبا هلكوا جميعا وصاروا كأنهم لم يقيموا بدارهم ولم يتمتعوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين لانهم خسروا انفسهم وما ملكوا ولم يكن المؤمنون من قومه هم الخاسرين كما ادعى هؤلاء الكافرون المكذبون فتولى عنهم وقال يا قومي لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف اسى على قوم كافر واعرظ عنهم نبيهم شعيب لما هلكوا وقال مخاطبا اياهم يا قوم لقد ابلغتكم ما امرني ربي بابلاغه اليكم ونصحت لكم فلم تقبلوا نصحي ولم تنقادوا لارشادي فكيف احزن على قوم كافرين بالله مصرين على كفرهم وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون وما ارسلنا في قرية من القرى نبيا من انبياء الله فكذب اهلها وكفروا الا اخذناهم بالبؤس والفقر والمرض رجاء ان يتذللوا لله فيتركوا ما هم عليه من الكفر والاستكبار وهذا تحذير لقريش ولكل من كفر وكذب بذكر سنة الله في الامم المكذبة اذا سنة الله تعالى في عباده ان الله سبحانه وتعالى يختبرهم ويمتحنهم لاجل ان يتضرعوا لربهم سبحانه وتعالى فعلى المؤمن ان يتضرع لربه في كل حال ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس اباءنا الضراء والسراء فاخذناهم باغتثوا وهم لا يشعرون ثم بدلناهم بعد الاخذ بالبؤس والمرض خيرا وسعة وامنا حتى كثرت اعدادهم ونمت اموالهم وقالوا ما اصابنا من الشر والخير هو عادة مطردة اصابت اسلافنا من قبل ولم يدركوا ان ما اصابهم من نقم يراد به الاعتبار وما اصابهم من نعم يراد به الاستدراج فاخذناهم بالعذاب فجأة وهم لا يشعرون بالعذاب ولا يترقبونه من فوائد الايات من مظاهر اكرام الله لعباده الصالحين انه فتح لهم ابواب العلم في بيان الحق من الباطل وبنجاة المؤمنين وعقاب كافر من سنة الله في عباده الامهال لكي يتعظوا بالاحداث ويقلع عما هم عليه من معاص وموبقات الابتلاء بالشدة قد يصبر عليه الكثيرون ويحتمل مشقاته الكثيرون. فاما الابتلاء بالرخاء فالذين يصبرون عليه قليلون فعلى الانسان ان يعبد ربه في كل حال وان يراقب مولاه في كل حين وان يجعل الانسان نعم الله تعالى سببا وسبيلا الى طاعة الله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته