المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كتاب الزكاة قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته كتاب الزكاة هي الطهرة والنماء فهي تطهر المخرج وتزيده وتطهر المال وتنميه اي تزيده فهي وان كانت بالحس تنقصه نقصا قليلا فانها تزيده اضعاف اضعاف ذلك من البركة مع ما يحصل له من الثواب واذا بارك الله بالمال لم ينقصه شيء ابدا والبركة من الله ليس لها منتهى كما في الحديث ما نقصت زكاة ما لا بل تزيده او كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم والزكاة في عرف الشارع حق واجب في مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص فهي حق واجب بل هي اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين والصلاة وهذا بالاجماع فلا خلاف في انها من اركان الاسلام واختلف العلماء هل يكفر من ترك اخراجها بخلا ولكنهم اجمعوا على وجوب قتال من لم يخرجها كما هو اجماع الصحابة فان ابا بكر رضي الله عنه لما اراد ان يجهز لقتال من منع الزكاة اشكل ذلك على بعض الصحابة ولكنهم اجمعوا بعد ذلك على قتالهم فكان ابو بكر رضي الله عنه يقول والله لو منعوني عناقا وفي رواية عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لقاتلتهم على ذلك وقد اجمع العلماء على ان من منع الزكاة فانه اعظم اثما من المدمن على الزنا والسرقة او شرب او غيرها من المعاصي الكبار كالقتل بغير حق ونحو ذلك ولكن الشيطان يوسوس للانسان ويأمره ان يبخل بها كما قال تعالى الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا الثامن والستون والمئة الحديث الاول عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه الى اليمن انك ستأتي قوما اهل كتاب فاذا جئتهم فادعوهم الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانهم اطاعوا لك بذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوا لك بذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فانهم اطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانها ليس بينها وبين الله حجاب رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وكان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يبعث الرسل ويأمرهم يدعون الناس ويبدأون بالاهم فالاهم كما ذكره في حديث ابن عباس انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمعاذ حين بعثه الى اليمن انك ستأتي قوما اهل كتاب اي انهم معهم شبه يحتجون بها فاستعد لهم فانهم ليسوا مشركين كالامة الامية لا يحتاجون الى جدال بل انهم يحتاجون الى مجادلة فاستعد لهم وقوله فاذا جئتهم فادعهم الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اي فان هذا اول ما يدعى الناس اليه وهو اهم ما يبدأ به فانهم اطاعوا لك بذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فهي اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين واهم ما يبدأ به في الدعوة بعد الشهادتين وهي قد فرضت ليلة الاسراء مشافهة من الله لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلا واسطة وقوله فانهم اطاعوك بذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم اي ان الله تعالى فرضها عليهم لاجل المواساة ونفع فقرائهم بذلك المال فهي شيء قليل من الاموال النامية او المعدة للنماء تطهر الاموال وتنميها وتنفع الفقراء واستدل بقوله على فقرائهم انه لا يجوز نقل الزكاة من بلد الى بلد مع وجود فقراء في بلد المال والصحيح انه يراعى في ذلك المصلحة لانه كان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يبعث السعاة فاحيانا يفرقونها ويأتي الساعي وليس معه الا صوته واحيانا يأتون بها يراعون في ذلك المصلحة وقوله فانهم اطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم اموالهم وهذا لطف من الله باهل الاموال ورحمة بهم فان الله لم يكلفهم باخراج الاجود من اموالهم بل امرهم باخراج الوسط وقوله واتق دعوة المظلوم فانها ليس بينها وبين الله حجاب اي ان الله تعالى يجيب دعوة المظلوم فلا يمنع من اجابتها حجاب حتى ولا الكفر مع انه اعظم حجاب مانع من اجابة الدعوة وقد ورد في بعض الاثار في التحذير من دعوة المظلوم فانه يسأل حقه والله لا يمنع ذا حقه اي انه يطلب من الله ان ينصفه ممن ظلمه ففي هذا الحديث فوائد عديدة منها حسن تعليمه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانه ينبغي ان يبدأ بالاهم فالاهم ومنها ان الزكاة اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين والصلوات الخمس ومنها ان الوتر ليس بواجب لانه لم يذكر الا خمس صلوات في كل يوم وليلة فان قيل ولم يذكر ايضا العيدين ونحوهما من الصلوات الواجبة قيل هذه عارضة وهو لم يذكر الا الصلوات الراتبة ولو كان الوتر واجبا لذكره لانه راتب في كل ليلة ومنها وجوب العدل والا يأخذ الساعي الا الوسط من الاموال ومنها ان الامام يبعث للناس ساعيا يأخذ منهم الزكاة في رأس الحول ومنها جواز دفع الزكاة الى صنف واحد من الاصناف الثمانية ومنها التحذير من الظلم ودعوة المظلوم