ويقول صلى الله عليه وسلم ان الاكثرين هم الاقلون يوم القيامة من اكثر من اموالهم الدنيا هم الاقلون يوم القيامة الا من قال هكذا وهكذا وهكذا من صدق وانفق واحسن وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كنفتيه. فمر بجدي اسك ميت فتناوله فاخذ باذنه. ثم قال ايكم يحب ان يكون هذا له بدرهم؟ فقال ما نحب انه لنا بشيء وما نصنع به. ثم قال اتحبون انه لكم؟ قالوا والله لو كان حيا كان عيبا انه وسك. فكيف وهو ميت؟ فقال فوالله لا الدنيا اهون على الله من هذا عليكم رواه مسلم وعن ابي ذر رضي الله عنه قال كنت امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة بالمدينة فاستقبلنا فقال يا ابا ذر قلت لبيك يا رسول الله فقال ما يسرني ان عندي مثل احد هذا ذهبا ان تمضي علي ثلاثة ايام وعندي منه دينا الا شيء ارصده لدين الا نقول به في لله هكذا وهكذا وهكذا. عن يمينه وعن شماله وعن خلفه. ثم سار فقال ان الاكثرين هم اقلون يوم القيامة الا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا. عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم ثم قال لي مكانك لا تبرأ حتى اتيك ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى فسمعت صوتا قد ارتفع فتخوفت ان يكون احد عرض للنبي صلى الله عليه وسلم فاردت ان اتيه فذكرت لا تبرأ حتى اتيك. فلما ابرأ حتى اتاني فقلت لقد سمعت صوتا تخوفت منه فذكرت له. فقال وهل سمعت؟ قال نعم. قال ذاك جبريل وتاني فقال من مات من امتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وان زنا وان سرق. قال وان زنا وان سرق. متفق عليه. وهذا لفظ البخاري. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو كان لي مثل احد ذهبا لسرني ان لا علي ثلاث ليال وعندي منه شيء الا شيء نرصده لدين. متفق عليه الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الحادثة التي قبلها فيها الدلالة على حقارة الدنيا وانها لا قيمة لها عند الله جل وعلا كما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الاخرة؟ كلا كما يدخل احدهم اصبعه في اليم فلينظر بما ترجع وهكذا لما مر بالجد لا شك قال هل يحب احدهم ان يكون هذا له؟ قالوا كلهم لا قيمة له. فقال لا الدنيا عند الله اهون عليه من هذا عليكم هذا يدل على ان حقارتها وانها لا قيمة لها بل هي زائلة. وما الحياة الدنيا الا متاع غرور وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع متى يتمتع به المسافر هذه الدار متاع يتزود منها المؤمن لاخرته بالاعمال الصالحات والتقوى لله. لا قيمة لها مهما طالت الحياة ولو عمر الف عام. عمر نوح او اكثر من ذلك فهو زائل فالواجب الحزم والكيس ان يعد الى الاخرة وان يزود من هذه الدنيا للاخرة وان يحرص على تقديم ما ينفعه في الاخرة من مال وعمل صالح وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم ما احب لما رأى احد ما يحب ان يكون ذهبا لو كان ذهبا لانفقته في سبيل الله. ما تمر عليه ثلاثين الا وعندي منه دينار الا دينار ارصده اليدين. فاهدي به حتى النفقة وان المال انما ينفع اذا انفق هذا يقول صلى الله عليه وسلم لو كان له مثل احد ذهبا ما مرتين ثلاثة الا وقد انفقه الا لدينار يرسله لدينه. فهذا فيه الحث على الانفاق فينبغي المؤمن ان يكون ذا جود وكرم وانفاق واحسان والا يبخل ومن يبخل فانما لنفسه فينبغي له ان يجود ويحسن الى عباد الله الله جل وعلا يقول ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل. فالجود ينفع اصحابه في الدنيا والاخرة هل جدير بالمؤمن الا يبخل بالدنيا وان ينفق ويحسن مما اعطاه الله يرجو ثواب الله كل على قدره يقول صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا هي المعطية المنفقة والسبل الاخرة السائلة اليد العليا خير من الدنيا وابدأ ممن تعود وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعف الله ومن يستغني وليه الله فالمشروع للمؤمن اينما كان ان يجود على اخوانه واقاربه والفقراء وغيرهم يحسن وفي وجوه الخير كتعمير المساجد والمدارس والربط للفقراء واشبه ذلك المقصود انه يتحرى النفقة يتحرى النفقة في وجوه الخير مهما امكن ولا يبخل ولا يهمه المال بل يهمه انفاقه في وجوه الخير كما قال صلى الله عليه وسلم لو كان لمثل احد ذهبا لانفقته في سبيل الله. وما يسرني ان تمر علي ثلاثة ايام وعندي منه دينار. الا دينار ارصده لديه الدهدية مقدم يجب ان يعطى الدين حقه يعني الا شيء احفظه حتى اسد به الديانين كذلك هذا يدل على فضل التوحيد وان من مات لا دخل الجنة وان كان له ذنوب وسيئات لكن اذا كانت ذنوب تحت المشيئة قد يدخلها من اولها ويعفى عنه قد يعذب ثم يخرجه الله من النار اذا مات على الذنوب ولم يتب كما قال تعالى ان الله لا يغفر الشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء. فمن مات على التوحيد فهو من اهل الجنة. ولو عذب ولو جرى عليه عذاب قبل ذلك لذنوبه التي اصر عليها. لكن مع اهله منتهى الجنة فوفق الله الجميع