بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون فاذا جاء ال فرعون الخصم وصلاح الثمار ورخص الاسعار قالوا اعطينا هذه لاستحقاقنا لها واختصاصنا بها وان ينلهم او تصبهم مصيبة من جذب وقحط وكثرة امراض وغيرها من الرزايا يتشاءم بموسى ومن معه من بني اسرائيل والحق ان ما يصيبهم من ذلك كله انما هو بتقدير من الله سبحانه وليس لهم ولا لموسى شأن فيه الا ما كان من دعاء موسى عليهم ولكن اكثرهم لا يعلمون فينسبونه الى غير الله. اذا لا يأتي بالخير الا الله. ولا يدفع الشر الا الله سبحانه وتعالى وقالوا مهما تأتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين وقال قوم فرعون لموسى عنادا للحق. اي اية ودلالة جئتنا بها؟ واي حجة اقمتها على بطلان ما عندنا لتصرفنا عنه وعلى صدق ما جئت به فلن نصدق بك فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين فارسلنا عليهم الماء الكثير عقابا لهم على تكذيبهم وعنادهم فاغرق زروعهم وثمارهم وارسلنا عليهم الجراد فاكل محاصيلهم وارسلنا عليهم دويبة تسمى القمع تصيب الزرع او تؤذي الانسان في شعره وارسلنا عليهم الضفادع فملأت اوعيتهم وافسدت اطعمتهم وارغت مضاجعهم وارسلنا عليهم الدم فتحولت مياه ابارهم وانهارهم دما ارسلنا كل ذلك ايات مبينات مفرقات يتبع بعضها بعضا ومع كل ما اصابهم من العقوبات استعلوا عن الايمان بالله. والتصديق بما جاء به موسى وكانوا قوما يرتكبون المعاصي ولا ينزعون عن باطل ولا يهتدون الى حق. وهكذا ايها الاخوة فان المعاصي سبب للدمار والهلاك ثم قال تعالى ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادعو لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولا ولانرسلن معك بني اسرائيل فلما رفعنا عنهم العذاب الى مدة معلومة قبل اهلاكهم بالغرق اذا هم ينقضون ما اخذوه على انفسهم من التصديق وارسال بني اسرائيل فاستمروا على كفرهم وامتنعوا من ارسال بني اسرائيل مع موسى فانتقمنا منهم فاغرقناهم في اليم بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين فلما حل الاجل المحدد لاهلاكهم انزلنا عليهم نقمتنا باغراقهم في البحر بسبب تكذيبهم بايات الله واعراضهم عما دلت عليه من الحق الذي لا مرية فيه واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها. وتم كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون واورثنا بني اسرائيل الذين كان يستذلهم فرعون وقومه مشارق الارض ومغاربها والمقصود بذلك بلاد الشام. هذه البلاد التي بارك الله فيها باخراج زروعها وثمارها على اكمل ما يكون وتمت كلمة ربك ايها الرسول الحسنى وهي المذكورة في قوله وهي المذكورة في قوله تعالى ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين تمكن الله لهم في الارض بسبب صبرهم على ما اصابهم من اذى فرعون وقومه ودمرنا ما كان يصنع فرعون من المزارع والمساكن وما كانوا يبنون من القصور من فوائد الايات الخير والشر والسيئات كلها بقضاء الله وقدره. لا يخرج منها شيء عن ذلك شأن الناس في وقت المحنة والمصائب اللجوء الى الله بدافع داء الايمان الفطري يحسن بالمؤمن تأمل ايات الله وسننه في الخلق والتدبر في اسبابها ونتائجها تتلاشى قوة الافراد والدول امام قوة الله العظمى والايمان بالله هو مصدر كل قوة يكافئ الله تعالى عباده المؤمنين الصابرين بان يمكنهم في الارض بعد استضعافهم اللهم مكن لامة محمد يا ارحم الراحمين. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته