وعن عائشة رضي الله عنها قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد الا شطر شعير في رف فاكلت منه حتى طال عليه فكلته ففنيه. متفق عليه وعن عمرو ابن الحارث اخي جويرية بنت الحارث ام المؤمنين رضي الله عنهما قال ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا امة ولا شيئا الا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه او عرضا جعلها لابن السبيل صدقة. رواه البخاري. وعن خباب ابن اللرت رضي الله عنه قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نلتمس وجه الله تعالى فوقع اجرنا على الله فمنا من مات ولم يأكل من ندره شيئا. منهم مصعب بن عمير رضي الله عنه قتل يوم احد وترك نمره. فكنا اذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه. واذا غطينا بها رجليه بدا رأسه. فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من الاثقال. ومنا منعت له ثمرته فهو يهدبها متفق عليه. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه تدل على ما اصاب الناس في المدينة من الحاجة من الشدة في وقت النبي عليه الصلاة والسلام وما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الجود والكرم والسخاء والاحسان والنفقة وانه كفي عليه الصلاة والسلام وما ترك شيء له اهمية من جوده والانفاقه واحسانه الى الفقراء والمساكين والنفقة في سبيل الله حتى قالت عائشة رضي الله عنها حين توفي ما ترك لها شيئا من شعير وقال عمرو بن الحارث الرسول ما ترك درهما ولا جدارا ولا عبدا ولا امة الا بغلتها البيضاء والسلاحة وارضا جعلها صدقة هذا فيه الحث على التقلل من الغرابة في الدنيا صرف الهمة الى الاخرة والعمل الاخر ولكن ليس معناه كما تقدم تركه كسب الحلال بل المؤمن مأمور بكسب الحلال وطلب الرزق حتى يستغني عما في ايدي الناس كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما سئل اي كسب اطيب قال عمل الرجل بيده وكل من وقال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفع واستعن بالله ولا تعجزن فالمؤمن يكتسب ويعمل ويجتهد حتى يستغني عما في ايدي الناس لكن لا تكن الدنيا هامة يعمل ما يسد حاجته ويكفيه ويغني عن الحاجة الى الناس. واذا يسر الله له رزقا كثيرا ينسى يحسن وينفق ويتصدق. هذا فضل عظيم كما ترون الصديق ولعمر رضي الله عنهما ولعبد الرحمن ابن عوف ولجماع اخرين من الصحابة وسع الله عليهم وانفقوا واحسن وغلبوا الصحابة اصابهم من الحاجة مثل ما قال الخباب رضي الله عنه منهم مصعب بن عمير لما توفي يوم احد قتل يوم احد لم يجدوا خلفه الا لم يره انا غطاو بها رأسه بدلا لله وان غطوا بها رجليه بدا رأسه فامر الرسول ان يغطى بها رأسه مع عورته ويجعل على رجليه الادخة هذا فيه الحث على الرغبة فيما عند الله وعدم الركوع الى الدنيا والاشتغال بها عن الاخرة وليس معناها ترك الكسب وطلب الرزق لا المؤمن مأمور بطلب الرزق كسب الحلال والاستغناء عن ما في ايدي الناس وفق الله الجميع ان