بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين قال الله لموسى يا موسى اني اخترتك وفضلتك على الناس برسالات حين ارسلتك اليهم وفظلتك بكلامي لك دون واسطة فارفض ما اعطيتك من هذا الشرف الكريم وركن من الشاكرين لله على هذا العطاء العظيم اذا كل من اوتي القرآن واوتي الحديث فليعلم انه قد اوتي نعمة عظيمة فليحفظ هذه النعمة بالشكر ومعلوم ان النعم تحفظ بالشكر وان النعم تزداد بشكر الله تعالى وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وامر قومك يأخذوا باحسنها ساريكم دار الفاسقين واجتتبنا لموسى في الواح من خشب او غيره من كل ما يحتاجه بنو اسرائيل من امور دينهم ودنياهم موعظة لمن يتعظ منهم وتفصيلا للاحكام التي يحتاج الى تفصيلها فخذ هذه التوراة يا موسى بجد واجتهاد وامر قومك بني اسرائيل ان يأخذوا باحسن ما فيها مما اجره اعظم كفعل المأمور به على اكمل وجه وكالصبر والعفو ساريكم عاقبة من خالف امري وخرج عن طاعتي وما يصير اليه من الهلاك والدمار. اذا كل انسان عليه ان يأخذ العلم النافع بقوة وجدا واجتهاد ومثابرة ومثابرة وان يعطي الانسان القرآن افضل اوقاته. لا فضول اوقاته وان يأخذ الانسان باعلى الامور لا انه يأخذ بادناها ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا كل اية لا يؤمن بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا. وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين ساصرف عن الاعتبار باياتي في الافاق والانفس وعن فهم ايات كتابي الذين يستعلون على عباد الله وعلى الحق بغير حق وان يروا كل اية لا يصدق بها. لاعتراضهم عليها واعراضهم عنها ولمحاجتهم الله ورسوله وان يروا طريق الحق الموصل الى مرضاة الله لا يسلكوه ولا يرغب فيه وان يروا طريق الغواية والضلال الموصل الى سخط الله يسلكون ذلك الذي اصابهم انما اصابهم لتكذيبهم بايات الله العظيمة الدالة على صدق ما جاء به الرسل ولغفلتهم عن النظر فيها. اذا على الانسان ان ينظر بجميع الايات التي في جسدي انا في الصباح لما دخلت الى الى الخلاء استذكرتم كيف ان الله قد خلق الانسان باحسن تقويم له مدخل يدخل منه الطعام والشراب ولا هم اخرجوا ان يكونوا في الاسفل وهكذا فينبغي على المرء ان يعتبر في كل اية يراها في جسده او فيما حوله وان الانسان يعتبر بالايات القرآنية واذا لم يكن يفهم فليخشى ان يكون قد حرم بسبب تكبره عن الله او تكبره على عباد الله والذين كذبوا باياتنا ولقاء الاخرة حبطت اعمالهم. هل يجزون الا ما كانوا يعملون والذين كذبوا باياتنا الدالة على صدق رسلنا وكذبوا بلقاء الله يوم القيامة. بطلت اعمالهم التي هي من جنس الطاعات فلا يثابون عليها لفقد شرطها الذي هو الايمان ولا يجزون يوم القيامة الا ما كانوا يعملونه من الكفر بالله والشرك به وجزاء ذلك الخلود في النار اذا ينبغي على الانسان ان يعلم عاقبة السيئة ان عاقبتها سيئة واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين ووضع قوم موسى من بعد ذهابه لمناجاة ربه من حليهم تمثال عجل لا روح فيه ولا صوت وله صوت الم يعلموا ان هذا العجل لا يكلمهم ولا يرشدهم الى طريق خير حسي او معنوي ولا يجلب لهم نفعا او يكشف عنهم ضرا اتخذوه معبودا وكانوا ظالمين لانفسهم بذلك والمرء حينما يعصي الله يسمى ظالما لنفسه لانه ينبغي عليه ان يختار لنفسه افضل الامور التي تنجيه من عذاب الله ولما سقط في ايديهم ورأوا انهم قد ظلوا قالوا لان لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ولما ندموا وتحيروا لان الانسان لما يندم يضرب يده على يده فيقول هكذا ولما سقط في ايديهم اين ديني ولما ندموا وتحيروا وعلموا انهم قد ضلوا عن الصراط المستقيم باتخاذهم العجلة معبودا مع الله تضرعوا الى الله فقالوا فان لم يرحمنا ربنا بالتوفيق لطاعته ويغفر لنا ما اقدمنا عليه من عبادة العجل لنكونن من الذين خسروا دنياهم واخرتهم من فوائد الايات على العبد ان يكون من المظهرين لاحسان الله وفضله عليه. فان الشكر مقرون بالمزيد على العبد الاخذ بالاحسن في على العبد الاخذ بالاحسن في الاقوال والافعال يجب تلقي الشريعة بحزم وجد وعزم على الطاعة وتنفيذ ما ورد فيها. من الصلاح والاصلاح ومنع الفساد والافساد على العبد اذا اخطأ او قصر في حق ربه ان يعترف بعظيم الجرم الذي اقدم عليه وانه لا ملجأ من الله فيه اقالة عثرته الا اليه. نسأل الله تعالى ان يقيل عثراتنا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد