وقوله قل لله الشفاعة جميعا وقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب الشفاعة قول الله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع وقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. الايتين قال ابو العباس يعني شيخ الاسلام ابن تيمية نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون ونفى ان يكون لغيره ملك او قسط منه او يكون عونا لله ولم يبق الا الشفاعة. فبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى هذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي فيسجد لربه ويحمده. لا يبدأ بالشفاعة اولا ثم يقال له ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع وقال له ابو هريرة من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه تلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله ولا تكون لمن اشرك بالله وحقيقته ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص. فيغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له ان يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود الشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص انتهى كلامه فيه مسائل الاولى تفسير الايات الثانية صفة الشفاعة المنفية الثالثة صفة الشفاعة المثبتة الرابعة ذكر الشفاعة الكبرى وهي المقام المحمود الخامسة صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم. وانه لا يبدأ بالشفاعة. بل يسجد فاذا اذن له شفع السادسة من اسعد الناس بها السابعة انها لا تكون لمن اشرك بالله الثامنة بيان حقيقتها قال الشيخ السعدي رحمه الله باب الشفاعة انما ذكر المصنف الشفاعة في تضاعيف هذه الابواب لان المشركين يبررون شركهم ودعائهم للملائكة والانبياء والاولياء بقوله نحن ندعوهم مع علمنا انهم مخلوقون مملوكون ولكن حيث ان لهم عند الله جاها عظيما. ومقامات عالية ندعوهم ليقربونا الى الله زلفى وليشفعوا لنا عنده. كما يتقرب الى الوجهاء عند الملوك والسلاطين. ليجعلوهم وسائط لقضاء حاجاتهم. وادراك مآرب وهذا من ابطل الباطل وهو تشبيه لله العظيم ملك الملوك الذي يخافه كل احد وتخضع له المخلوقات باسرها. بالملوك الفقراء المحتاجين للوجهاء والوزراء في تكميل ملكهم. ونفوذ قوتهم ابطل الله هذا الزعم تبين ان الشفاعة كلها له كما ان الملك كله له انه لا يشفع عنده احد الا باذنه ولا يأذن الا لمن رضي قوله وعمله ولا يرضى الا توحيده واخلاص العمل له تبين ان المشرك ليس له حظ ولا نصيب من الشفاعة وبين ان الشفاعة المثبتة التي تقع باذنه انما هي الشفاعة لاهل الاخلاص خاصة انها كلها منه رحمة منه وكرامة للشافع رحمة منه وعفوا عن المشفوع له وانه هو المحمود عليها في الحقيقة وهو الذي اذن لمحمد صلى الله عليه وسلم فيها. واناله المقام المحمود وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة في تفصيل القول في الشفاعة قد ذكر المصنف رحمه الله كلام الشيخ تقي الدين في هذا الموضع وهو كاف شاف فالمقصود في هذا الباب ذكر النصوص الدالة على ابطال كل وسيلة وسبب يتعلق به المشركون بالهتهم وانه ليس لها من الملك شيء لا استقلالا ولا مشاركة. ولا معاونة ومظاهرة ولا من الشفاعة شيء وانما ذلك كله لله وحده فتعين ان يكون المعبود وحده