بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين. باب استحباب السلام اذا دخل بيته قال الله تعالى فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة. وعن انس رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني اذا دخلت على اهلك فسلم تكن بركة عليك وعلى اهل بيتك رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب استحباب السلام اذا دخل بيته ثم ذكر الاية الكريمة وهي قول الله عز وجل فاذا دخلتم بيوتا اي بيوت تدخلونها سواء كانت لكم ام لغيركم فسلموا على انفسكم تحية من عند الله. وقالوا سلموا على انفسكم مع انه يسلم على غيره لان الشأن في المسلمين ان يكونوا كالجسد الواحد. فسلامه على غيره كسلامه على نفسه. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن للمؤمن كالبنيان يسد بعضه بعضا ثم قال عز وجل تحية من عند الله. اي ان هذا السلام تحية تحيون بها. من تلاقونه في البيت من الاهل وقول من عند الله اضافها الى الله عز وجل لانه هو الذي شرعها ثم قال مباركة طيبة. اي ان هذه التحية وهي السلام مباركة. والبركة الخير الكثير الثابت المستمر فهذا السلام بركة للمسلم وبركة على المسلم عليه. اما بالنسبة سلم فلما يحصل له من الاجر والثواب. فانه اذا سلم حصل له ثواب واجر من عند الله عز وجل واما البركة على المسلم عليه. فلان السلام دعاء للغير بان يسلمه الله. فانت اذا قلت لشخص السلام عليكم فكأنك تدعو له بان بل انت تدعو له بان يسلمه الله عز وجل من كل افة ومن كل نقص سواء كان ذلك في بدنه ام في دينه ام غير ذلك. تحية من عند الله مباركة طيبة والطيبة هي التي يكون الانسان فيها مخلصا لله متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فان الله تعالى لا يقبل الا طيبا. كما قال الله تعالى اليه يصعد الكريم الطيب والعمل الصالح يرفعه. فهذه الاية فيها حث للانسان اذا دخل اي بيت سواء كان بيتا له ام لغيره ان يسلم على اهل البيت هذه التحية المباركة التي من عند الله عز وجل. ثم ذكر حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بني وبني هنا تقال للشاب الصغير وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تلطفا وتوددا له اذا دخلت بيتك فسلم على اهلك. تكن بركة عليك وعلى اهل بيتك وقوله تكن بركة عليك وعلى اهل بيتك. يقال فيها ما تقدم. اما بالنسبة للمسلم فالبركة هي حصول الاجر ثواب واما بالنسبة للمسلم عليه فهو الدعاء له بان يسلمه الله عز وجل. فهذا الحديث يدل على مشروعية السلام عند دخول البيت. وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه عند دخول بيته كان من هديه انه يفعل ثلاث سنن. السنة الاولى انه عند دخول البيت يسمي ويقول بسم الله ولجنا. والسنة التسوك كما في حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل البيت بدأ بالسواك والسنة الثالثة هي السلام على اهل البيت ومن لقي سواء كانوا من اولاده وزوجاته وامهاته وابائه ام من غيرهم فيسلم على من يلقاه. فهذه امور ثلاث ينبغي للمؤمن ان يحرص عليها وهي ان يسمي الله عز وجل عند دخوله للبيت لان التسمية تمنع آآ تسلط الشيطان ومشاركته في اكله وفي شربه والسنة الثانية ان يتسوق اي ان يبدأ بالسواك. والسنة الثالثة ان يسلم على من لقيه. وهذه السنة يعني سنة السواك تختص بدخول البيت. واما المسجد فلا يقاس على ذلك وذلك بان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدخل المسجد في كل يوم وليلة. ولم ينقل انه كان يتسوق عند دخول المسجد. ولا امر بذلك ولا ارشد اليه. فالسواك بالنسبة لدخول المسجد ليس من السنن اللهم الا اذا دخل المسجد وقد اقيمت الصلاة فتسوك للصلاة لا لاجل دخول المسجد فحينئذ يكون سنة اما ان يعتقد انه يسن عند دخول المسجد ان يتسوك بان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتسوق عند دخول بيته فبيت الله اولى. فهذا القياس قياس مصادم للنص. لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدخل المسجد ولم ينقل انه كان يتسوك. وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم. والسنة كما في الفعل تكون في الترك. فالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم هو ان تفعل ما فعل. وان تترك ما ترك وبهذا لا تكون متأسيا به وداخلا في عموم قول الله عز وجل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد