قضية اخوها وابعدها وقال يا موسى ان الولاية ابن بكر يقتلوك يتشاورون في قتلك ويتآمرون عليك. فاخرج انك فاخرج اني لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب فخرج موسى خائفا اله الناس لا اله الا هو اي فانه الاله الواحد القادر على كل شيء وغيره لا يضرك ولا ينفعك كل شيء من الشركة لما كان هالك الا وجهه اي الا ذاته له الحكم يقضي ما يشاء ويحكم بما المرسلين من اعماهم الله عن الحق ان شاء يوصلوا الى المطلوب منه وهو الايمان واذ بوسعك ذلك ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا اي ما تسمعون الا من يصدق بالقرآن والتقدير لهم هو من الله الباسط القابض يبسطون من يشاء يضيقه على من يشاء على حسب ما تقتضيه حكمته ان الله كل شيء عليم يعلم ما فيه صلاح عباده وفساده الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو المجلس السابع عشر من مجالس قراءتنا لكتاب بزبدة تفسير عصر السبت الثالث عشر من رمضان عام اربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا في سورة الشعراء على الاية الستين بعد المئة وهي قول على قوله تعالى كذبت قوم لوط المرسلين فنبدأ على بركة الله تعالى الشيخ يوسف جاسم من اين انت؟ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا وشريكنا ومشايخه والمسلمين من المسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن سليمان الاشكال رحمه الله تعالى في كتاب زبدة التفسير. كذبت قوم لوطني المرسلين وقد تقدم تفسير قوله اذ قال الى قوله الا رب الا على رب العالمين في هذه السورة وتقدم ايضا تفسير قصة لوط مستوفا في الاعراف. اتأتون الذكران من العالمين اية تنكحون الذكور من الناس وهي الفاحشة التي لم يفعلها احد من الناس قبلهم وقد كانوا يفعلون ذلك بالغرباء على ما تقدم في سورة الاعراف ازواجكم اي وتتركون ما خلقه الله لاجل استمتاعكم به من النساء وغادم الازواج جنسا لنا في اذ المراد دعوتهم الى اتخاذ الزوجات. بل انتم دون اي مجاوزون للحد في جميع المعاصي ورجولتها هذه المعصية علينا وتقبيح امرنا لتكونن من المخرجين من بلدنا المنفيين عنها قال اني لعملكم وهو ما تخفيه من اتيان الذكران وسائر ما كانوا يفعلونه من القبائح من القالين اي من المبغضين له. ربي نجني ومما يعملون اي ان لوطا توجه الى الله تعالى ان يحفظهم ويحفظ اهله من ان ينالهم شيء من سيئات قومهم وان يخرجهم من ذلك الباب ينجو من من عملهم الخبيث او من عقوبته التي ستصيبهم. من المخرجين. هذه سنة اه اهل اللواط ولذلك ذكر لي بعض من اثق به انه في بعض البلدان هناك شواطئ اسمها شواطئ العراة كاتبين عليها ممنوع دخول المتسترين يعني ينفون المتسترين عن اماكنهم فهكذا اهل الفاحشة يخرجون الطيبين من ديارهم وهذا من فضل الله عز وجل ان اهل الطيب لا يمكن ان يجتمعوا مع اهل الخبث. نعم اجمعين يا اهل بيته ومن تابعه على دينه اذ امرهم الله تعالى بالخروج بتلك الليلة التي حق عليهم العذاب في صبيحتها الا عجوزا هي امرأة لوط كانت في الغابرين الباقين في العذاب فانها خرجت مع اهله وامرهم الله تعالى الا يلتفتون الظالمين عند نزول عذابهم فلم يلتفت منهم احد الا امرأة لوم امرأة لوط فاخذها كعذاب ما اخذ الظالمين فغبرت في ارضها امع الغابرين. ثم دمر الاخرين يهلكناهم بالخسف والحصب وامطرنا اليهم من طرائع الحجارة روموا بها من السماء فسابطه المنذرين. كذبت اصحاب اريكة المرسلين قيل كده اسمه البلد كله قال ابن عباس كانوا اصحاب غيضة من الساحل البحر الى مدين وقال خير الملائكة غيضة تنبت تنبت السدر والاراك ونحوهما من ناعم اذ قال لهم شعيبنا لا تتقون لم يقل اخوهم لانه لم يكن من اصحاب ليلة النسب بخلاف قصة ارساله الى مدينة فانه قال فيها اخاهم شعيبا فانه كان منه وقد مضى تحقيق نسبه في في سورة الاعراف او ملك لا يتم الكيل لمن اراده عاملكم به ولا تكونوا من المفسدين من الناقصين للكيل وزنوا بالقصاص المستقيم اعطوا الحق بالميزان السمي دون ان تعبثوا به سراي تنصوا حقا لتنقصوا حق المشتري. ولا تبخسوا اشياءهم لا تنقص الناس حقوقهم التي لهم وقد تقدم تفسيرهم في سورة هود وتقدم يوم تفسير ولا تعثر في الارض مفسدين فيها وفي غيرها اتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين. يعني الواو المتقدمة قالوا انما انت من المسحرين وما انت الا بشر مثل ما مستوى تدعيه على الله فاسقط علينا الكسفا من السماء قال لهم هذا القول قطعة من النار او غيرها مما يعذب به ان كنت من الصادقين في دعواك قال ربي اعلم بما تعملون من الشرك والمعاصي فهو مجازيكم على ذلك ان شاء فكذبوه واستمروا على تكذيبه واصروا على ذلك فاخذهم عذاب يوم الظلة ننفخ رؤوسهم فانطرت عليهم نارا فهلكوا قد اصابهم الله بما اقترحوا انه كان عذاب يوم عظيم. لما فيه من الشدة عليهم التي لا يقادر قدرها وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال الله اليهم سموما من جهنم سبعة ايام حتى انضجهم الحر فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الابار والعيون فخرجوا ينازيهم ومحلتهم هذه ومحلتهم هاربين فسلط الله عليهم الشمس من فوق رؤوسهم فغشيتهم وسلط الله عليهم الرمضاء من تحت ارجلهم حتى تساقطت لحوم ارجلهم ثم نشأت لهم غرة كالسحاب السوداء يستغيثون بظلها حتى اذا كانوا جميعا تحتها اطبقت عليهم فهلكوا اطبقت عليهم فهلكوا ونجى الله شعيبا والذين امنوا معه. نزل بهم وجبريل كما في قوله قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك على قلبك تلاه على قلبك لانه هو المدرك من الحق لانه هو المدرك المدرك على قلبك يتناول على قلبك انه هو المدرك من الحواس الباطنة حتى حفظه وفهمه لتكون من المنذرين من التحذيرات والانذارات والعقوبات بلسان عربي مبين. جعل الله سبحانه القرآن عربيا بلسان الرسول العربي لان لا يكون مشرك عربي المسلم العربي لسنا نفهم ما تقول بغير لساننا فقطع بذلك حجتهم ودفع معذراتهم وانه لفي زبر الاولين ان هذا القرآن مبشر به مبشر به كتابة الانجيل اولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسراء نام منه كعبدالله بن سلام وصامت شهادة اهل الكتاب حجة على المشركين. لانهم كانوا يرجعون اليهم ويصدقونهم. ولو نزلناهم على بعض الاعجمين لو نزلنا القرآن على الصفة التي هو عليها على رجل من الاعجبين الذي لا يقدر على التكاويب العربية فقرأه عليهم قراءة عربية صحيحة ما كانوا مؤمنين معهم اعجاز القرآن لقراءة من اعجمي للكلام العربي لاعجاز القرآن. كذلك سلكناه في قلوب المجرمين. اي يدخلنا الستر والتدريب في قلوب المسلمين ليأتيهم العذاب بغتة اي فجأة والحالهم لا يشعرون باتيانه. فيقولوا هل نحن منظرون اين نحن نتمنى الامعاء لنؤمن ونعمل الصالحات قالوا هذا تحسن على ما فات من الايمان متمنيا للرجعة الى الدنيا ما فرط منهم بعذابنا يستعجلون بظلم امطر علينا حجرة من السماء وائتنا بعذاب اليم الدنيا متطاولة وطولنا لهم الاعمار والهلاك ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون فان متاع الدنيا اذا تضاعفت لانه لم يكن ولا ينفع سواه بالاخرة وما اهلكنا من درية الا لها منذرون الا بعد الانذار اليهم والاعذار بلسانهم اي ان هذا الخبر عن الاخرة تذكير للناس ما داموا في دار العمل وما كنا ظالمين. في تعذيبهم فقد قدمنا الحجة اليهم واعذرنا اليهم وما تنزلت به الشياطين بالقرآن فليس من قبيل ما يلقيه الشيطان على الكهنة. وما ينبغي له ذلك ولا يصح منهم وما يستطيعون ان يفعلوا ما نسبه الكفار اليهم اصلا انهم عن استمع للقرآن او لكلام الملائكة لمعزورون محجوبون مرجومون بالشهود فلا تدعوا مع الله الها اخر فتكون من المعذبين. كأنه قال يا محمد وانت اكرم الخلق علي واعزهم عندي ولو اتخذت معي الها لعذبتك كيف بغيرك من العباد وانذر عسيرتك الاقربين لما انزلت دعا النبي صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فحذرهم وانذرهم اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين اي اضل لهم المحبة والكرامة وتجاوز عنهم. الذي يراك حين تقوم وهي تقوم للصلاة وحدها وتقلبك في الساجدين اي ويراك ان صليت في الجماعة راكعا وساجدا وقائما هل انبئكم على من تنزل في بيان صفحات تنزل الشياطين على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانها تنزل على كل افاك مفيهم. الافاك الكذاب اثيم كثير الاثم الكهان يلقون السمع الشياطين يلقون السمع اي ينصتون الى الملأ الاعلى ليسترقوا منهم شيئا ثم يلقونه الى الكهنة ويكذبون ويكذبون مع الكلمة ذي الحق مائة كذبة مائة كذبة او المراد الكهنوت يستمعون الى ما تاتيهم به الشياطين ثم هم يكذبون ويتزيدون والشعراء ويتبعهم الله لا يجاريهم ويسلكوا مساكهم ويكون من جملتهم رضاهما الغاون. وهم ضلال الجن والانس. الم انهم في كل وادي يهيمون اي في كل فن من فروع الكذب يخوضونه في كل شعب من شعاب الزور يتكلمون فتارت يمزقون الاعراض بالهداية يأتون المجون كما تسمعوه في اشعارهم من مدح الخمر والزنا واللواط ونحو هذه الرذائل الملعونة. وانهم يقولون ما لا يفعلون وفعلنا وهم كذبة في ذلك فقد يفتخرون بكلامهم الكرم والخير ولا يفعلونه وقد ينسبون الى انفسهم الدعاوى الكاذبة والزور والزور والزور الخالص المتضمن لقذف المحصنات وانهم فعلوا بهن كذا وذلك كذب وافتراء بحث. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وعملوا باعمالهم الصالحة او ينتصر لعالم او فاضل كما كان يقع من شعراء النبي صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا يهجون ويهجون. ويحمون عنهم ويذبون عن عرضه ويكافحون شعراء المشركين وينافحونهم وسيعلم الذين ظلموا ايه منقلبون. ايها سيعلم كذبة الشعراء ونحوهم عند لقاء الله تعالى سوء مرجعهم. سورة النمل الاشارة بقوله تلك الى السورة نفسها ايات القرآن كتاب مبين. المراد بالكتاب مبين القرآن نفسه فقد ورد وصف الايات بالوصفين. القرآنية الدالة على كونه مقرون عربيا معجزا وكتابية الدالة ثلاثون مكتوبون مع العبادة بمعانيه لمن يقرأه تدايات هادية ومبشرة ان الذين لا يؤمنون بالاخرة هم الكفار والا يصدقون بالبعث زينا لهم اعمالهم زينا الله لهم اعمالهم السيئة نتحدى رواه الحسن رأوها حسنة فهم يعملون ان يترددون فيها متحيرين لا يهتدون الى طريقة ولا يقفون على الحقيقة. اولئك الذين لهم وسوء العذاب في الدنيا كالقتل والازل وهم في الاخرة هم الاخسرون اشد الناس خسرانا وخيبة. وانك لتلقى القرآن من لدنك حكيم عليم اي اي يلقى عليك اي يلقى عليك فتلقاه وتأخذه من لدن كثير الحكمة والعلم وهو الله جلت حكمته وتعالى مجده. اذ قال موسى لقومه قيل ولم يكن معه اذ ذاك الا زوجته اني انست نارا ابصار. فساتيكم منها بخبر السين تدل على قرب او اتيكم لجهاب طمس اتيكم بشعلة نار مقبوسة اي مأخوذة من نصها والقبس ما اخذته ما اخذته من النار مكان اذا اشعل به نارا لعلكم تصدمون رجاء توقدوا بها نارا فتستدفنوا بها من البرد وقال ثعلب اصل الشهاب عو عود عود في احد طرفيه جمرة والاخر مولانا رفيق. فلما جاءنا اي وصل موسى الى موضع النار نودي ان بورك اي تقدس في النار النار هنا هي مجرد نور ولكن ظن موسى انها نار. عن ابن عباس رضي الله عنهما يعني تبارك وتعالى نفس نفسه كان نور رب العالمين في الشجرة يعني تبارك وتعالى نفسه كان نور كان نور رب العالمين في الشجرة ومن حولها يحتملونه يعني وسبحان الله رب العالمين وفيه تعجيب لموسى من ذلك. يا موسى انه انا الله العزيز الحكيم. العزيز والظاهر والحكيم في امره وفعله قيل ان موسى قال يا ربي من الذي نادى اذا جابه الله سبحانه بقوله انه ولا الله والاعصاد فالقى من يده فصارت حية نراها تهتز كانها تتحرك كما يتحرك الجان والحية البيضاء مشبهة بجانب خفة حركتها ولا مدبر من الخوف ولم يعقب اي لم يرجع على عقبيه فقال الله سبحانه يا موسى لا تخف من الحية وضردها اني لا اخاف المرسلون اي لا يخاف عني من رسالتي فلا تخف انت الا من ظلم لكن الذي يخاف من اذنب ثم بدل حسني توبة ومات منبع بعد سوء اي بعد عمل سوء فاني غفور رحيم. اي فاني اغفر لمن خاف مقام الله بعد ما وقع منه الذنب وفيه عتاب خفي لموسى لقتله القبطي وادخل يدك في يديك الجيم فتحة القميص حيث يدخل الرأس تخرج بيضاء من غير سوء اي من غير برص او نحوه من الافات فادخلها ثم اخرجها فاذا هي تبرق كالبرق في تسع ايات لمعنى فيهما ايتان بتسع من تسع يعني العصا واليد والبقية الطوفان والجراد والغمة والضفادع والدم همزة الجدو في واديهم والنقصان في مزارعهم الى فرعون او مرسل بهن الى فرعون قومه انهم كانوا قوما فاسقين لما جاءت آياتنا بلغت اليهما آياتنا التي تدل على صحة نبوة موسى حال كونها واضحة بينة كأنها لفرط وضوء كأنها لفرض بوضوحها تبصر نفسها. وقيل المعنى انها لوضوحها موضوعة قالوا هذا سحر مبين للدعوة ان كونهن سحرا امر واضح لا شبهة عندهم فيه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم اي كذبوا بها حالة من انفسهم مستيقنة بصحتها ظلما وعلوا تجبر عن ان يؤمنوا بما جاء به موسى وهم يعلمون انها من عند الله فانظر يا محمد كيف كان عاقبة المفسدين اي تذكر في ذلك فان فيه فان فيه معتبرا للمعتبرين. ولقد اتينا داود وسليمان علماء علما كثيرا وقال الحمد لله اي فعمل به وقال الحمد الله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين. اي بالعلم والنبوة وتسخير الطير والجن والانس ولم يفضلا انفسهم على الكل تواضعا منهما. وورث سليمان العلم والنبوة والملك وليس المال. فان الانبياء يورثون كما صح به الحديث ولو كان المراد وراثة المال لما خص سليمان بالذكر وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير اتاه الله فهم معنى اصوات الطيور. وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطيب من هذه لن يناسبهم يوزعون الوازع في الحرب الموكل بصفوف يزع من تقدم منهم ان يردوه الى مكانه في الصف لتكون الصفوف منتظمة نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم اي اجعل اخبارنا من خطاب عقلاء الاسلامية لذلك الخطاب لا يحطمنكم سليمان فعذرتهم ان يفعلوا عذرتهم ايه؟ قبل ان يفعلوا اي لا يشعرون به ولا يعلمون بمكانكم فتبسم اي سليمان ضاحكا من قولها والتبسم الضعيف وكان ضعيف سليمان تعجبا من قولها وفهمها واهتدائها الى وقال ربي اوزعني ان يلهمني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي فان انعام عليهما انعام عليه وذلك يستوجب الشكر منه لله سبحانه وان اعمل صالحا ترضاه اي عملا صالحا ترضاه مني وادخلني برحمتك في ذلك الصالحين ان يدخلني في جملتهم واثبت واثبت واثبت اسمي في اسمائهم واحشرني في زمرة من اداء الصالحين وهي اي تطلب سليمان حال الطير وتعرف حال ما غاب منها. وكانت الطير تصحبه في سفره وتضله ناحية ثم ظهر له انه غائب فقال ام كان من الغائبين اي بل هو بل بل هو غائب لو عذبنه عذابا شديدا او قنا وان يمنعه من خدمته او ليأتين اني بسلطان مبين والحجة البينة على ان له عذرا في غيبته. مكث زمان غير طويل وقيل باقي سليمان بعد التفقد والتوعد في زمان غير طويل فجاء الهدهد فقال لمدينة باليمن كانت فيها بلقيس وملكة. والنبأ هو الخبر الفظيع الشاد. اني وجدت امرأة تملكهم قيل اسمها بنته شو محبين واوتيت من كل شيء في زمانها شيء ولها عرش عظيم. قيل كان من ذهب وجدتها وقومها يسجدون وللشمس من دون الله يعبدونها متجاوزين عبادة الله سبحانه وزين لهم الشيطان اعمالهم التي يعملونها وهي عبادة الشمس وسائر اعمال الكفر فصدهم عن السبيلين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسبب ذلك التزيين عن الطريق الواضح وهو الايمان بالله وتوحيده. الى الحق من امر الدين الا القطر من السماء والنبات من الارض وقيل خبئ الارض وكنوزها ونباتها مواضع الماء فيها وقيل الخبز ويعلم ما تخفون وما تعلنون. المعنى ان الله سبحانه يخص العروس بالذكر انه اعظم المخلوقات كما ثبت ذلك في الحديث المرفوع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سليمان اليهود قال سليمان للهدهد سننظر فيما اخبرتنا به من هذه القصة اصدقت فيما قلت ان كنت من الكاذبين. وفيه ارسال للبحث عن الاخوان والكشف عن الحقائق وعدم قبول خبر المخبرين تقليدا انه اعتمادا عليه اذا تمكن من ذلك الوجه من الوجوه. اذهب بكتابي هذا فالقه اليه ملهي سبأ ثم تولى عنه. اي تنحى عنه الى مكان تسمع به حتى يخبر سليمان بما سمع حتى يخبر سليمان حتى يخبر سليمان بما سمع فانظر ماذا يرجعون استمع الى ما يتراجعون بينهم من الكلام اليه وتنحى فسمع فسمعها عندما قالت اي ملكة سبأ يا ايها الملأ اني القي الي كتاب كريم عظمته اجلالا لسليمان ولاشتماله على كلام حسن مفتتح تسمية وبعد التسمية الا تعلوا علي. اي لا تتكبروا كما يفعله جبابرة الملوك والتوني مسلمين قالت يا ايها الملأ وافتوني في امره معنى يا ايها الاسراف واشيروا علي وبينوا لي الصواب في هذا الامر. واديموا لي ما يقتضيه الحزم ما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون اذا كنت مجرمة حتى تحضر عندي وتشيروا علي. فقاموا جبناها نحن اولو قوة في العدد والعزة واولو بأس شديد عند الحرب واللقاء لم الشجاعة والنجاة ما نمنع به انفسنا وبلدنا ومملكتنا والامر اليك تدبيره كونوا الى رأيك ونظرك فانظري اتأمرين اي تأمرين لا تأمرين ابي فنحن سامعون لملك مطيعون له. قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية فسدوها اذا دخلوا قرة مبانيها واتلفوا اموالها وفرقوا شمل اهلها وجعلوا اعزة وحط مراتبه وسلبوهم الرئاسات. فصاروا عند ذلك ادلة وانما يفعلون ذلك لاجل ان يتم لهم الملك. وتستحكم لهم الوطأة وتتكرر لهم في قلوبهم الناس المهابة وقد صدقها الله سبحانه فقال وكذلك يفعلون واني مرسلة اليهم بيدية فان كان فان كان ملكا رضيناه ذلك وكفينا امره وان كان نبيا لم يرضه بذلك لم يرضه ذلك ان غاية مطلبه والدعاء الى الدين. فناظرة بما ثم افكر وادبر تبعا لما يرجع به رسل مرسلون بالحديث من قبور فاعمل مما يقتضيه ذلك فلما سليمان اذ لما جاء رسولها المرسل بالهدية الى سليمان قال وكثرة ماله فما اتاني الله من الملك العظيم والاموال الكثيرة خير مما اتاكم من المال الذي هذه الهدية من جملته بل انتم قال لهم بها لا طاقة لهم بها. ولنخرجنهم منها اي من ارض والتي هم فيها اذلة بعد ما كانوا عزة وهم صاغون وموديلنا وهي صوامنا الاسر والاستبعاد. قال سليمان يا ايها الملأ وانكم يأتيني بعرشها لعرش الملك الذي تقدم وصفه بالعظام قبل ان يأتوني مسلمين اخبر بوحي من الله انهم سيأتونهم مستسلمين وقدر ذلك تقديرا بسبب معرفتهم الحالقين اراد سليمان واخذ عرشها ليريها القدرة التي هي من عند الله يجعله دليلا على قال عفريت من الجن انا اتيك به قبل ان تقوم اي قبل ان يقوم من مجلسه الذي ليس فيه للحكم بين الناس. وان يعني لقوي اني على حمله امين على ما فيه ظلم نفسه كأن سليمان استقام قال وان عفيت فقال تهجيرا لمقدرته انا اتيك به قبل ان يصل اليك طرفك والمراد بالطرف تحريك الاجفان هنا وارتدادهم ضمامهما كما تقول لصاحبك افعل ذلك في لحظة فلما رآه مستقرا عنده ان له سليمان سليمان العرش حاضر الذي قال هذا من فضل رب يبلوني اسهو ومكر. ان يختبرني اشكره بذلك واعترف انه من فضله لم اكفر بترك الشكر وعدم القيام به قال الذي عنده علم من الكتاب اصوب ما قيل فيه انه هو سليمان عليه السلام. هو الذي قال لهم لجلسائه انا اتيكم قال لما سمع الجن يقول اتيك به قبل ان تقوم من قائمه استبطأ هذا هذه المدة فقال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك الطرف. لكن هذا التوجيه الذي استصوبه بعضهم لا يستقيم لان الكاف في قوله انا اتيك به خطاب لسليمان فكيف يخاطب نفسه بهذه الطريقة ولذلك الاصوب عندي ما رجحه شيخنا ابو زكريا رحمه الله وهو قول لبعض المفسرين قال الذي عنده علم من كتاب انه جبريل عليه السلام. وهذا هو الاصل. نعم تنكروه اذا رأيتم قيل غيره قيل وبزيادة ونقصان؟ قيل غير بزيادة ونقصان وقيل انهم قالوا له ان في عقلها شيء ينتهي سليمان قيل لها والقائل مسلما وغيره بامره اهكذا عرشك؟ قالت كانه جعل التعريف وتنكر وتعجب من حضوره عند سليمان فقالت كأنه فكأنها ليست متحققة ذلك فيها وصدها عن الايمان ما كانت تعبد من دون الله تعلقنا بما الشمس التي نشأت عليها قيل لها ادخلي الصرح الصرح اي ظنته بحرا. معظم الماء فلذلك كشفت عن ساقيها لتخوض الماء فما فعلت ذلك قال سليمان انه صرح ممرد من قوارير اي من زجاج المراد محكوك مملس. فلما سمعت ذلك اذعنت واستسلمت قالت ربي اني ظلمت نفسي اي بما كنت عليه من عبادة غيرك واسلمت مع سليمان متابعة له داخلة في دينه لله رب العالمين. ولقد وصلنا الى مداخلهم صالحا اعبدوا الله تفسير الرسالة اي بان اعبدوا الله المؤمنون منهم الكافرون كل فريق يخاصمه على ما هو فيه ويزعم ان الحق معه ان الخصومة بينهم في صحيح هل هو موصل ام لا وقد كانوا لفرض كفر من ظلماتنا يا صالح في العذاب لولا تستغفرون الله ان لا تستغفرون الله واتوبوا اليه من الشرك لعلكم ترحمون كي ترحمون كي ترحموا لا تعذبوا. ومن طيرنا بك ومن معك اصلهم تغيرنا يتشائمنا بك وبمن معك ممن اجابك ودخل في دينك اذا صبرهم. رحتم فتشائموا بالصالح قال صالح طائركم عند الله ليس ذلك بسبب الطير الذي تتشائمون به بل سموا ذلك عند الله. فكل اموركم بيده يصنع ما يشاء ولا علم للطيب ذلك والارض بالمطر والنبات والانعام. االه مع الله يصنع شيئا من ذلك حتى تجعلوا شريكا. قل هاتوا برهانكم فانكم لو كنتم صادقين فيما تدعون ان مع الله شريكا يصنع مثل ما صنع غلام كانكم البرغلة لن تنضم تفتنون اي تمتحنون وتختبرون. وقيل يفتنكم الشيطان بما تقعون فيه من الطيرة. وكان في المدينة التي فيها صالح وهي الهجر تسعة رجال من ابناء الاسرة التسعة هم اصحاب دار عاقر الناقة يفسدون في الارض ولا يصلحون اي شأنه وعمله التخريب يحلف كل من الاخرين منا الى اخرين منا لا نبيتنه اهله جواب القزم بغتة في وقت البيات في ظلمة فنقتله فنقتله اهله. ثم لنقولن لوليه لقريبه المضارع ما شهدنا مهلك اهله. تحالفوا يقتلون صالحا واهله ثم ينكر عند اوليائه ان يكونوا فعلوا ذلك بقولهم ما رأينا مقتله اصلا اهامنا بانهم ما قتلوهم ولا حضروا مقتله في قولنا ما سيدنا ما لك اهله فانهم لو قتلوه في الظلام لم يروه حال القتل ومكروا مكرا اي بهذه الطريقة ومكرنا مكرا جازيناه بفعلهم وهم لا يشعرون بذكر الله وقومهم اجمعين دمرت تسعة الرهب والمذكورين ودمر قومهم الذين لم يكونوا معهم عند مباشرتهم من ذلك ولم من عقوبة فرض من افرادهم فتلك بيوتهم خاوية اي خالية اعمالها خرابا ليس بها ساكن بما ظلموا اي بسبب ظلمهم وانجينا الذين الى من هو مصلح ومن امن به وكانوا يتقون الله ويخافون عذابه ولوطنه وارسلنا لوطا اذ قال لقومه اتاتون الفاحشة الفعلة المتناهية القبح والشناعة وهما نزلوا وانتم تبصرون بمعنى النظر لانهم كانوا لا يستترون حالات الفاحشة عدوا وتمرودا. وقد تقدم تفسير هذه القصة سورة الاعراف مستوبى ائنكم لتأتون دجاجا وتنفيه تكرير للتوبيخ مع التصحيح بان تلك الفاحشة هي الامارة ومن دون النساء ان يتجاوزن التي هن محل لذلك بل انتم قوم تجهلون مقدار عظم العقوبة على هذه المعصية؟ انه اناس يتبهرون يتنزهون عن ادبار الرجال قالوا ذلك المراد منذر الذين انذروا فلم فلم يقبلوا امطروا بالحجارة حتى ماتوا. قل يا محمد الحمد لله على كفار ووقاية وسلام على عباده الذين اصطفى للذين اختار منصف وهم صفوة البشرية امة محمد صلى الله عليه وسلم والانبياء واتباعهم الاصنام وقيل المعنى ثواب الله الخير العقاب يشركون به اما من خلق السماوات والارض تقديره الهتكم خير ام من خلق السماوات والارض وقدره وقدر على خلقهن وانزلكم من السماء ماء وقدر على خلقهن وانزل لكم من السماء ما اي نوع من ما يؤمر المطر فانبتنا به الحديقة الذي عليه حال ذات بهجة ذات حصن ورونق يبتهج به من رآه ما كان لكم ان تنبتوا شجرها اي ما كان ولا يتهيأ لهم ذلك ولا يدخل تحت مقدرتهم لعجزهم عن اخراجه من عدم الوجود. ايا فعل ذلك كله مع الله حتى تعبدوه ومن الذي صنعه هو الله وحده. وقيل المعنى هل معبود مع الله الذي تقدم ذكر بعض افعاله حتى يقرن به على شريكا له في العبادة بل هم قوم يعدلون ان يعدلون بالله غيره يعدلون عن الحق الى الباطل وبحيث يمكن الاستقرار عليها وجعل لها رواسي تمسكها وتمنعها من ان تضطرب بالبشر الذين عليها وجعل بين البحرين حاجزا فلا يختلط احدهما بالاخر فلا هذا يغير ذلك ولا ذاك يدخل في هذا وقد مر بيانه بسورة الفرقان فاذا ثبت انه لا يقدر على ذلك الا الله فهل في وجوده اله يصنع صنعه ويخلق مثل خلقه؟ فكيف يشركون به ما لا يضر ولا ينفع؟ بل اكثرهم لا يعلم توحيد ربهم وسلطان قدرته. امن يجيب المضطر اذا دعاه. المضطر هو المكروه المجهول الذي لا حول له قوة الذي عراه ضر من فقر او مرض او غيرها او غيرهما فالجأوا الى الله سبحانه الذي يجيب دعاء القدر اذا دعاه خصا له الدين ويكشف الضر والمرض والفقر ويجعلكم خلفاء الارض اهلكم يهلك قرا ويشفى فانه قيل يجعل المسلمين خلفا خلفا من الكفار خلف بالكفار ينزلون ارضهم وديارهم. يغنيكم هذه النعم الاسلام هو الله وحده. قليلا ما وترجعون الى الحق وهو اعتراف لله تعالى بنعمه وتخصيصه بالعبادة دون سائر المعبودات والبحر اي يرشدكم في الليالي المظلمات اذا سافرتم في مفاوز البرد التي لا اعلم لها وروجد البحار ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته الرياح قبل المطر والشراط بقرب نزوله. يفعل ذلك ويوجده يشركون اي تنزه وتقدس عليه يكون له شريك مما يجعلونه شريكا له امن يبدأ الخلق ثم يعيده كانوا يوقظون بان الله سبحانه هو الخالق فانزلهم بقدرته على الاعادة. ومن يرزقكم من السماء معنى ذلك وما يشعرون ايانا يبعثون اي لا يعلمون متى ينتشرون من القبور بل ادارة علمهم في الاخرة الدار هي تدارك المعنى تكامل علمهم في الاخرة لانه كلما وعدوا به وعاينوه وذلك حين لا ينفعوا حين لا ينفعهم العلم لانهم كانوا فتياه مكذبين. بل هم في شك منها ايها اليوم اليوم في الدنيا بجد من الاخرة ثم ثم اضرب عن ذلك الى ما هو اشد منه فقال بل هم منها عامون فلا يدركون شيئا من ذلك والاختلال بصائرهم التي يكون بها الادراك. لقد وعدنا هذا من قبل وعد محمد من لنا ومن نرى احدا من ابائنا عادة بعد موته ان هذا قالوا ليس هذا الوعد بالبعث الا ساتر الاولين احاديث وكذبوا موفقة مستورة في الكتب المتقدمة وليس من عند الله اذا كانت نهاية امي وخاتمة مما ينظرون الى يضيق صدرك بدعوة الله لما ترى من مثل هؤلاء بك. قل عسى ان يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون اي عسى ان يكون قد قرب ودنا وازف بعض ما يستعجلونه من العذاب وانتم لا تشعرون بقربه وان ربك لذو فضل على الناس بتأخير العقوبة وغيره من الطغي سبحانه وانعامه ولكن اكثرهم لا يشكرون فضلا وانعامهم ولا يعرفون حق احسانه. وان ربك ليعلم ما ان صدورهم اي ما تخفيه وما يعلنون وما يظهرون من اقوالهم وافعالهم وما من هبة في السماء والارض الا في كتاب مبين. الغائبة جميع ما اخفى الله عن خلقه وغيبه وغيبه عنه في اليوم المحفوظ فلا يخفى عليه شيء من ذلك ومن جملته ما يستعجلونه من العذاب فانه مؤقت لوقت ومؤجل باجل علمه علمه عند الله فكيف يستعجلون قبل اجره المطلوب له ان هذا القرآن يقص على بئر صائل اكثر الذي هم فيه يختلفون. نزل القرآن بينما اختلفوا فيه من الحق فلو اخذوا به لوجدنا فيه ما يرفع اختلافهم ويدفع تفرقهم وانه لهدى ورحمة للمؤمنين. اي ان القرآن لهدى ورحمة لمن امن بالله وتاب رسوله ان ربك يقضي بينهم بحكمه. اي يقضي بين المختلفين بني اسرائيل بما يحكم به من الحق فيجازي المحق ويعاقب نوطي وقيل يقضي بينه في الدنيا فيظهر ما في ظهر ما حرفوه. وهو العزيز العليم العزيز الذي لا يغالب بما يحكم به فتوكل على الله فوض اليه امرك واعتمد عليه فانه ناصبك ولا تبالي من يعارضك بالمشركين انك على الحق اي الظاهر كونه حقا لا ينبغي ان يشك فيهم ان يشك فيه بوجه من الوجوه. انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الكفار الذين لا حس له الذين لا يحس لهم ولا عقل. وفي الصوم انهم لا يسمعون الموعظة ولا يجيبون الدعاء الى الله اسمعوا الدعاء اذا كان مقبلا فكيف اذا كان معرضا عن ضلالتهم اي ما انت يأخذه بالقول والرضا على من يكفر به. واذا وقع القول عليهم حق العذاب عليهم وذلك عند وبالساعة وما فيها من فنون الاهواء التي كانوا يستجيبونها اخرجنا لهم دابة من الارض. الله اعلم بوصفة الكذابة على اي هيئة تكون بين علامات الساعة تكلمهم من تحدث الناس ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون اي فتخبر مؤمن فلانا كافرا. كيف تخبر الناس ان فلانا مؤمن وفلانا كافر؟ كافرا نعم معطوف على ان فلانا مؤمن وفلان كافر عن ابن عمر مرفوعا ان اول الايات فروج الدروع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى يرد يرد كاف فهم عند ذلك الحشر يرد اولهم على اخينا فهم عند ذلك العزل يرد اولهم على اخرهم حتى اذا جاءوا الى موقف الحساب قال الله لهم وامرتهم بماء ايديكم ولم تحيطوا بها علما بل كذبتم بها مبادرين قبل التصوير الصحيح لها ومعرفة معانيها ودلالاتها وكل وكل من فعل ذلك مستحيل يقول امتى؟ ينتون لان تنزل به قارعة من قواعد العقوبة التي تزجره وطعنه على ما لا يعرف ولا يعلم به ولا يحيط بكن اما اذا كنتم تعملون حتى عليهم بانزال العقوبة يسابقون النبي اعظم انواع الشرك بالله عليهم اي ليس لهم عذر ينطقون به. الم يروا انا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا. اي جعلنا الليل للسفن من الظلمة والبرودة فانهم لا يسعون فيه للمعاصي وجعل النار يبصر فيه ما يسعون لهم من المعاش الذي لابد لهم منه والنفخات نفخة الفزع والثانية نفخة الصعق والثالث نفخة البعث وقيل انهما نفختان وان نفخة الفزع وهي مذكورة الى هذه الاية اما ان تكون هي نفخة الصعق او نفخة البعث ففزع من في السماوات ومن في الارض يخاف وانزع لشدة ما سمعوا الا من لا يفزع عند عند تلك النفخة انهم الشهداء والانبياء والمؤمنون كافة قوله فيما بعد من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ امنون. وكل اتوا داخلين وترى الجبال تحسبها جامدة ايطالية وساكنة وهي تمر مر السحاب. تسير سيرا حثيثا كسير السحابة الرياح وهذا يوم القيامة ويحتملن ذلك في الدنيا ويكون اشارة الى دوران الارض يحسبها متحركة. ولقوله يحسبها ان ان يحسبها اهلها ساكنة وهي متحركة ولقوله فيما بعد صنع الله الذي اتقن كل شيء فان الصنع والاتقان غير الناس فان الله ينسب الجبال في ام ما تفعلون فلأجل فلأجل خبرته صنع ما صنع واتقن كل شيء كبت وجوههم في النار اي كبوا على وجوههم والوقوف فيها وطرحوا عليها. هل تجزون الا ما كنتم تعملون ان يكون لهم خزنة لانما تلزم الا اذا عملكم السيء. انما اوت ان اعبد رب هذه البلدة التي حرمها يقول يا محمد وحده لا شريك له رب مكة التي فيها بيت الله الحرام ومعنى حرمها جعلها حرما امنا لا يسفك فيها دم ولا يظلم فيها احدها ولا يصطاد صيدها وله كل شيء خلقا وملكا وتصرفا وامرت ان اكون من المسلمين لله مستسلمين له بالطاعة واجتناب نهيه النتل والقرآن الدعوة للمرء ان نقرأ به وادعوكم اليه وادعوكم به الى طاعة الله فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه. لاننا نفعل ذلك راجع اليه ومن ضل بالكفر واعرض عن الهداية فهو بال ظلمه عليه. فقل انما انا من المنذرين وقد فعلت بابلاغ ذلك اليكم وليس علي غير ذلك وقل الحمد لله على نعمه من النبوة والعلم وغير ذلك سيريكم ما يأتيكم في انفسكم وبغيركم فتعرفونها اي تعرفون اياته ودلائل قدرته ووحدانيته وهذه المعرفة لا تنفع كفار لانه سيعرفنا حين لا يقول حين لا يقبل وذلك عند حضور الموت وما ربك بغافل عما تعملون ترهيب وتهديد. سورة نثنو عليك من نبي موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون اي نوح اليك من خبرهما في هذه السورة الكريمة خبرا متصلا بالحق ان يكون ما فيها من الحق واخبار الانبياء هداية وعظة لهم. اما من يكفر به فلا ينتفع بما فيه. ان فرعون على ما في الارض تكبر وتجبر بسلطانه في ارض مصر وان ابائهم يستحي نسائهم كان بعون يذبح ابنائهم ويتركوا البنات قيل ان المنجمين في ذلك العصر اخبروه وانه يذهب ملكه على يد مولود بني اسرائيل قال الزجال العدو من حمق فرعون فان الكائن الذي اخبره ذلك ان كان صادقا فيهم فما فما ينفع القتل. وان كان كاذبا فلا معنى للقتل فهو في تصديق هذا القول المنجمون والكهرباء لا يعلمون من الغيب شيئا ولا يجوز شرعا التصديق في مثل هذه الاخبار ولعل نظرة له مجرد الاستعباد او تناقلها او لاخبار تناقلا عن انبيائهم بغض موسى والله اعلم انه كان من المفسدين في الارض بالمعاصي والتجبر والقتل. ونريد ان نمن معنى الذي استضعفوا في الارض نريد بتدبيرنا الحكيم ان نترضى عليهم بما بعد استضعافهم ولذلك هي الله تعالى موسى وبعثه وبعثه رسول وبعثه الرسول واعطاه من اياته حتى رجمه اسرائيل ومن مصر واهلك فرعون وجنوده على التفصيل وخبره بعد هذا الاجمال ونجعلكم ائمة القادة في الخير اليه وولاة على الناس ما جعلهم الوارثين الى الارض المقدسة وهي ارض بيت المقدس كما قال الله تعالى وورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي ونمكن لهم في الارض نجعلهم مقتدرين عليها يتصرفون فيها كيف تشاءوا ونهي فرعون وهما يري الله فرعون امن من اولئك المستضعفين ما كانوا يحذرون يستهدون بذبحه. من ذهاب ملكهم والاثم. بني اسرائيل المستضعفين واوحينا الى ام موسى من أرض عيد أي الهمناها وقذفنا في قبرها وليس ذلك هو الوحي الذي يوحى إليه الرسول فإذا خفت عليهم فرعون بأن يبلغ خبره إليه وقد تقدم بعلم الكيفية التي القته عليها في اليم في سورة الاية التاسعة والثلاثين ولا تخافي ولا تحزني لا تخافي عليه اليك عن قريب على وجه تكون به نجاته الذين نوصلهم الى العباد فالتقطهم ال فرعون اخذوا التاموس الذي فيه موسى من البحر ليكون لهم عدوا وحسنا هم اخذوهم قاصدين ايه المؤذن وقرة عين الا ليكون عدوا فكان عاقبة ذلك انه كان هم عدوا وحسنة فاعجبوا لتدفير الله وعظيم حكمته اذ ربى اذ ربي موسى في هجره العون تربى واحسن. اذ ربى موسى في حجر فرعون فكان هلاكه على يده ان فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا خاطين عن صنادم بكل افعالهم وظالم ما كانوا يفعلون من بني اسرائيل من التعذيب والاستعباد وقتل ابنائه واستحياء نسائهم وقالت امرأة فرعون فقرة عين لي ولك فرعون فرعون هذا الطفل سيكون مصدر سرور لي ولك لا تقتله عسى ان ينفعنا فانصب منه خيرا او نتخذه ولدا وكانت لا تلد ما استوهبته من فرعون فوهبه لها. واصبح فؤادهم ان موسى فارغ اي فارغا من كل شيء الا من امر موسى كأنها لم تهتم بشيء سواه. اما لما سمعت بوضوء لما سمعت بوضوعه في فرعون ان كانت لا تبدي به كادت ان تقول انه ابنها من فضل ما داهمها من الدهش من الدهش والخوف والحزم والحزن لولا ارى على قلبها يوان الله عز وجل شد على قلبها وقواه بالسكينة والطمأنينة والثقة بوعد الله تعالى انه سيغض اليها ابنها ولولا ان ولولا ان الهمها الله لنا لتكون من المؤمنين من المصدقين في وعد الله ورده اليها وقالت لاخته قصي يتتبع اثره واعرفي خبره فبصرت به عن جنبه رأتوني متجانفة مقاتلة وهم لا يشعرون انها تقص وتتبع خبره. وانها اخته تريد ان تنقذه من ظلمهم. وحرمنا عليه المراضع معناه ان يرضع من المرضعات من من قبل من قبل ان يرده الى امه وقد كانت امرأة فرعون وطلبت من موسى الموضعة فلم يرضى من واحدة منهن فعند ذلك قال لما ناصحون يشفقون عليه لا يقصرون في ارضاعه وتربيته فرددناه الى امه فدلتهم على ام موسى فدفعوه اليها فقبل ثديها وارضع منها اي تغر عينها ولا تحزن عن ابن عباس رضي الله عنهما انها لما قالت بنصحهم مسابقتهم عليه فقد ثغبتهم في في سورة الملك باطلا في سرور الملك فاطلقوها فاما قبل ثديها احسنت اليها امرأة الملك ورأت عليكم واجرت عليه النفقة والكسوة اي فقال ترضع ولدها وتأخذ عليه الاجر من عدوه وهذا تدبير الحكيم العليم ولتعلم ان وعد الله اي جميع وعده ومن جملة ذلك ان الله تعالى وفقه وفى لها لوعده عندما وعداها بقوله لا خلف فيه وهو اخر لا محالة ولكن اكثرهم لا يعلمون بل هم في غفلة عن عن القدر وسر القضاء او اكثر الناس لا يعلمون بذلك ولما بلغ اشده واستوى قياسه بين الثمانية عشر الى الثاني فقيل النبوة وقيل الفقه في الدين والعلم معرفته بدينه ودين ابائه وكذلك نجزي المحسنين مثل ذلك الجزاء الذي جزينا موسى وامه ونجزي المحسنين على احسانهم ودخل ودخل موسى ودية مصر الكبرى على حين غفلة من اهلها اي مستخفيا قيل لما عرف موسى ما هو عليه بالحق في دينه قوم فرعون وفجأة وهم قوم فرعون فرعون فابى عليه واستغاث موسى ضربه بعصاه فقضى عليه قتلا وكل شيء اتيت عليه وفرغت منه فقد قضيت قيل لم يقصد موسى قتل قبطه وانما قصد دفعه فاتى ذلك على نفسه ولهذا قال هذا من عمل الشيطان. لانه لم يكن مأمورا من قتله وقيل ان الحالة حالة مكف عن حالة كف عن القتال بكون مأمون عندهم فلم يكن له ان يغتالهم انه عدو مضل مبين قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر الله له ذلك انه هو الغفور الرحيم. ووجه استغفار انه لم يكن لنبي غير ذنب يستدعي القتل قال ربي بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين اي بساء ما انعمت عليه اي بساء ما انعمت به علي من العلم والحكمة والمغفرة وعين مدير على البلد معين مجرم على اجرامه. فاصبح في المدينة خائفا يترقب. اي اذا قال في وقت الصباح في المدينة التي قاتل فيها فاذا قال له موسى اي بين الرواية وذلك انه تسبب بالامس في قتل رجل يوم بيضة اخر فلما اراد ان يطيش بالذي هو عدو له ان يطش بالقبض الذي هو عدو لموسى والاسرائيلي حيث كان قائم لقومهما قال يا موسى لظن انه يريد ان يبطش به فقال لموسى اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بلمس؟ فلما سمعت دعاني ماء قد قد علم احد وقيل والقبطي وكان قد بلغ في الارض الجبار الذي ولا ينظر في العوام ولا يدفع بالتي هي احسن وما تريد ان تكون من المصلحين بين الناس. وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى ولما توجهت القاء مدين اي نحو ديار قبيلة المدينة قاصدا لها ليس لك في الطريق الذي وصل الى مدينة قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل الى مدينة فلا اضل عني فلا اضل عن الطريق. ولما ورد ماء مدينة اي وصل اليها وهو الماء الذي تسمعون مين؟ يزدادون منه. وجد عليه امة من الناس يسبون وجد على الماء جماعة مواشيهم. ووجد من دونه تحبسان امامهما حتى يطغى الناس ويخلوا بينهما من الماء قال موسى للمرأتين ما شأنكما تسيان غنمكما مع الناس؟ قال تعالى حتى يصدر الرعاء عادتنا التانية حتى يصدر الناس حتى يصدر الناس علما وينصرف منه فلذلك احتجنا ونحن امرأتان ضعيفتان الغنم فلما سمع موسى كلامهما سقى لهما اي سقى لهما ثم لما فهم يستغلهما تولى الى الظل انصرف اليه فجلس فيه الي من خير اي خير كان فقير اي محتاج الى ذلك. فجاءت احداهما تمشي على استحياء اي فذهبتا يا ابيما سيأتي كان الرجل الذي سقى لهما فأمر احداه بنتيه ان تدعوه له فجاءت وذهبت المفسرين الى انه ابنتا شعيب وليس في القرآن والسنة ما يدل على انه شعيب قالت ان ابي ادعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا اجزاء سقيك لنا فلما وقص عليه القصص جميع ما اتفق له من عند قتيل قيل عند وصوله الى عند وصوله الى ماء مدين سواء كان موظفنا فيما وكل اليه مما يملكه غيره والثانية قوة على ذلك العمل وتشكيل الخبرة فيه والهمة الدافعة ايها القدرة البدنية وكل ذلك كان بموسى عليه السلام. قال اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين في مشروعية عرض ولي امرأتها الرجل الكفر الصالح وهذه سنة ثابتة في الاسلام كما ثبت لابنته حفصة على عثمان ثم على ابي بكر رضي الله عنهم جميعا وارضاهم والقصة معروفة مما وقع في ايام النبوة وايام الصحابة اي على ان يكون المهرب على ان يكون مهر ابنتي ان تعمل عندي ياسين طبعا فان اتممت عسرا من فم من عندك. اي ان تمت ما استأجرتك عليه من ضعه عشر سنين بدل ان زدت سنتين على فمن عندك اي تفضل منك لا الزاما مني لك جعل ما زاد موقونا للمروءة وما اريد ان اشق عليك بالزامك اتمام العشرة اعوام ستجدني ان شاء الله من الصالحين في حسن الصحبة والوفاء. قال موسى ذلك بيني وبينك الاشارة الى ما تعاقدا والله على ما نقول وكيلنا على ما نقول فلا سبيل لاحدنا الى الخروج عن شيء من ذلك. احسنت بارك الله سلام مع الشيخ عبد السلام. هنا قول الشيخ اختار اكثر المفسرين انهما ابنتا شعيب. الحقيقة هذا يصح وانما الصواب هو ما اختاره الشيخ انه ليس في القرآن والسنة ما يدل على انه شعيب كانت الوقعة وقعت في ديار شعيب. لان الصحيح من اقوال اهل العلم ان شعيب عليه السلام كان قبل ابراهيم يعني صالح آآ هود صالح شعيب ابراهيم. هكذا اختيار الصحيح نعم قال رحمه الله تعالى قولوا تعالى فلما قضى موسى اعوام وسار باهله الى مصر قيل وفيه دليل على ان رجل يذهب باليه حيث شاء. انس من جانب الطور نارا عن بعد وقد تقدم تفسير هذا في سورة طه مستوفى قال لاهل القثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر وهذا تقدم تفسيره ايضا في سورة طه وفي سورة النمل او جذوة الجذوة قطعة من الجري لعلكم تصطلون اذ تستدبئون بالنار. فلما اتى اية النار التي ترى ندم شطئ الواد الايمن والايمن صفة للشاطئ من جهة اليمين المقابل لليسار بالنسبة الى موسى او بالنسبة لاتجاه الماء اذا سال وهذا اولى واصح وقد سماه الله في موضع اخر الوادي المقدس طوى في البقعة المباركة من الشجرة كانت نابتة على الشاطئ اخرج ابن عبد ابن حميد ابن جرير عبد الله ابن مسعود قال ذكرت ذكرت لي الشجرة التي اوى اليها موسى. فسرت اليها يومي التي حتى صبحتها فاذا هي سهرة خضراء فصليت على النبي صلى الله عليه وسلم. فصليت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت بقى اهوى اليها بعيري وهو جائع فاخذ منها بلفيه فلكة. فلم يستطع ان يصيغه فلفظه فصليت على النبي صلى الله عليه وسلم وسلمت ثم انصرفت. لا تعرف هذه الشجرة ولا تعرف اين مكانها على التحديد. نعم وان نلقي عصاك اي قال الله تعالى له هذا في موقعه ما كان وقد تقدمت وما بعده في سورة طه والنبل صارت ثعبانا فلما رأت تتزكى انها جاننا الجان نوع من الافاعي ابيض وان صارت مثل الجان في سرعة حركتها وعظم جسمها ولا مدبر اي منهزما ولم يعقب لن يرجع ويا موسى اقبل ولا تخف انك من الامنين قد تقدم تفسير ما ذكرناه هنا استنفار اسلك يدك في جيبك يا سلها من فتحة قميصك وبالاية الاخرى واضم يدك الى جناحك اي تحت عضدك تخرج بيضاء من غير سور من غير داء يكون بها. وكان موسى كما في الحديث عند البخاري ادم ان يسمر اللون واضم اليك الجناح تضم اليك يديك ان تتقي بهما الحية من الرهب اي من اجل الخوف فذلك اشارة الى العصا واليد برهانان من ربك الى فرعون وملئه حجتان اليهرتان واضحان انهم كانوا قوما فاسقين خالدين عن طاعة الله. ربي اني قتلت منهم نفسا القبطي الذي وكزه فقضى عليه فاخاف يقتلون ايخاف ان يقتصوا مني ويقتلوني بها. واخيار وافصح مني لسانا كان في لسان موسى حبسة فاغسله معي ردا يصدقني الرد المعين شفع موسى لاخيه هارون. شفع موسى لاخيه هارون في ان يكون رسول مثله ليعينه على اداء المهمة. اني اخاف ان يكذبوني اذا لم يكن معي هارون لعدم انطلاق لساني. قال سنشد عضدك باخيك اجاب الله تعالى طلبه وجعل هارون رسولا وقواه به ونجعل لكما سلطانا. ونجعل لكما سلطانا حجة وبرهانا الوطن على فرعون وعلى قومه فلا يصلون اليكم بلادا ولا يقدرون على غلبتكما بالحجة باياتنا تمتنعات اتنا تمتنعان منه باياتنا او اذهبا باياتنا. انتما ومن اتبعكم الغالبون تبشير لهما وتقوية لقلوبهما فلما جاءوا موسى باياتنا بينات قالوا ما هذا الا سحر مفترى مفتلق مكذوب اختلفته من قبل نفسك وما سمعنا بهذا الذي جئت به من دعوى النبوة او ما سمعنا بهذا السحر في ابائنا الاولين لم يكن واقعا في عهد الا وهم اهل الحضارة فهو حري ان يكون فهو حري ان يكون كذبا. هذا الذي نقول ان فصاحة القرآن شيء فوق تصور البشر تأملوا الاية الخامسة والثلاثين في كلمة باياتنا. تعلق الجار والمجور يصح بكل جملة منها شد عضدك باخيك باياتنا. نجعل لك ما سلطانا باياتنا. فلا يصلون اليكما بايات انتما ومن اتبعكم الغالبون باياته. ما هذه الفصاحة؟ تبهر العقول. ما يمكن ان يكون له مثيل في كلام البشر نعم وقد قال موسى ربي اعلم بمن جاء بالهدى من عنده يريد نفسه جاء بهذه العبارة الا يصرح لهم بما تريده قبل ان يوضح لهم الحجة والله اعلم. وما تكون له عاقبة الدار الله اعلم بما سيكون له النصب والغلبة في اخر الامر انه لا يفلح الظالمون لا يفوزون بمطلب خير. وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري تمسك تمسك اللعن بمجرد الدعوة الباطلة مغالطة لقومه وقد كان يعلم ان ربه الله ثم رجع الى تكبره وتجبره وايهاب قومه بكمال اقتداره قال فاوقدني يا هامان على الطين اطبخ لي الطين حتى يصير هاجرا. فاجعل لي صرحا اي قصرا عاليا لعلي اطلع الى اله موسى اصعد اليه كيف اراه حتى اصدق به واني لاظنه من الكاذبين يظهر انه مجرد ناظر يطلق الحق. واستكبر هو وجنوده في الارض بغير حق المراد بالارض ارض مصر واستكبار التعظم بغير استحقاق بل بالعدوان لانه لم يكن له حجة يدفع بها ما جاء به موسى ولا شبهة ينصبها في مقابلة ما اظهره من المعجزات. وظنوا انهم الينا لا يرجعون المراد بالرجوع البعث قد غلب على ظنه من جهله واستكبار من لا قيامة ولا حساب. فاخذناه وجنوده بعد انعته بالكفر وجاوزوا الحد فيه فنبذناهم في اليم في البحر وقد تقدم بيان الكلام في هذا كيف كان عاقبة الظالمين. انظر يا رسولنا كيف كان اخر امر الكافرين صاروا الى الهلاك وجعلناهم ائمة يدعون الى النار رؤساء متبوعين مطاعين في الكافرين يدعون اتباعهم الى النار ويبينون ويبينون للطواغيت والمتجبرين كيف يتصرفون مع الدعاة الى الحق ويقاومون جهودهم يبذلونها في سبيل الله تعالى لانهم اقتدوا وسلكوا طريقتهم تقليدا لهم ويوم القيامة لا ينصرون لا ينصرهم احد ولا يمنعهم ما مقتنع من عذاب الله واجمعناه في هذه الدنيا لعنة وكل من يذكرهم يلعنهم ويوم القيامة هم من المقبوحين المقبوح المطرود المبعد الممقوت وقيل المقبوح شوهوا في القهر ولقد اتينا موسى الكتاب يعني التوراة من بعد ما اهلكنا قرون الاولى من بعد قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم وقيل من بعد ما اهلكنا فرعون قومه وخسفنا بقارون وصائر الناس اياتناه الكتاب من اجل ان يتبصر به الناس الحق ويهتدوا اليه وينقذوا انفسهم من الضلالة بالاهتداء ورحمة من الله رحمهم بها لعلهم يتذكرون هذه النعم فيشكرون الله ويؤمنون به ويجيبون داعيه الى ما فيه خيرهم. وما بجانب الغربي الغربي للوادي في سيناء الشمال الى الجنوب ولان الغربي لا يكون ايمن الا ان كان الامر كذلك. اي حيث اي حيث ناجى موسى ربه قضينا الى موسى وابراهيم عهدنا اليه واحكمنا الامر معه برسالتنا فرعون وقومه وما كنت من الشاهدين لذلك حتى تقف على حقيقته وتحكيه لقومك وتقص عليه الخبر من جهة نفسك فبذلك يتبين انه من عند الله سبحانه بوحي منه الى رسوله. قول الشيخ فتبين ان الوادي يسيل من الشمال الى الجنوب كانه يشير الى نهر العاصي هو النهر الوحيد الذي يمشي من الشمال الى الجنوب والا الانهار كلها تمشي من الجنوب الى الشمال او تمشي من الشرق الى الغرب. هذا هكذا الانهار لعل مراد الشيخ هنا الا نهر العاصي. نعم بين زمان موسى وزمانك يا رسول الله فتطاول عليهم العمر طالت عليهم المهلة وتمادى عليهم الامة فتغيرت الشرائع والاحكام الاديان فتركوا امر الله ونسوا عهده وقد وقد استدل بهذا الكلام على ان الله سبحانه قد عهد الى موسى عهودا محمد صلى الله عليه وسلم وفي الايمان به فلما طال عليه العمر ومضت القرون بعد القرون نسوا تلك العهود وتركوا الوفاء بها وما متساويا في في اهل المدينة مقيما بينهم كما اقام موسى حتى تقرأ على اهل مكة خبرا وتقص عليهم من جهة نفسك تتلو عليهم اياتنا لتقرأ على اهل المدينة آتنا ونتعلم منها وتتعلم منها لتخبر بها قومك بمكة وقيل بل هو مبتدأ كلام اي كأنه قيل وهاء انت على امتك ولكنا كنا محسنين اي ارسلناك الى اهل مكة وانذرنا عليك هذه الاخبار والاولى ذلك لما علمتها وما كنت بجانب الطور نادينا يوم كنت يا رسول الله بجانب الجبل المسمى بالطور اذ نادينا موسى ولكن رحمة من ربك اي ولكن اوحينا اليك القرآن خبر موسى وكلام الله تعالى له رحمة من ربه من قبلك والقوم هم اهل مكة فانه لم يأت قبله لعلهم يتذكرون يتعظون بإن ذلك. ولولا ان تصيبهم مصيبة بما قدمت ايديهم فيقول ربنا لولا ارسلت الينا رسول هلا ارسلت الينا رسولا من عندك يخبرنا بما تريد تكليفنا بك. فنتبع اياتك التنزيلية ظاهرة واضحة ونكون من المؤمنين بهذه الايات ومعنى لا يأتينا لو عذبنا من قبل بعد بعثتك لقالوا. فقالوا قال العهد بالرسل ولم يرسل ولم يرسل الله الينا رسولا بذلك عذر لهم ولكن اكملنا الحجة وازحنا العلة واتممنا البيان بارسالك يا رسولنا اليه لولا اوتي مثل ما اوتي موسى اي فلما جاء اهل مكة الحق من عند الله ومحمد صلى الله عليه وسلم وابتل عليه من القرآن قالوا تعنت منه من لا على الرسول مثلما اوتي موسى من الايات التي من جملة التوراة منزلة عليه جملة واحدة فاجاب الله عن سؤالهم بقوله او لم يكفروا بما اوتي موسى من قبل يغرق كفار قريش باية موسى فكما كفروا باية بايات محمد قالوا سحران تظاهرا يتعاونا على الكذب وقالوا وبكل كافرون اي بالتوراة والقرآن. قل فاتوا بكتاب من عند الله واهدى منهما من التوراة والقرآن ان كنتم صادقين ان كنتم بما انصحتم به الرسولين التابعين صادقين فان لم يستجيبوا لك اي لم يفعلوا ما كلفتهم به من الاتيان بكتاب الهي واهدى من الكتابين وقيام المعنى فان لم يستجيب لك بالايمان بما جئت فاعلم ان ما يتبعونه هو امرائهم الزائغة واستحساناتهم الزائفة بلا حجة ولا برهان. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى احب الى الله الى احد اضل ومنه. ولقد وصلنا لهم القول اتبعنا بعضه بعضا وبعثنا رسولا بعد رسول يصدق كل منهم من قبلهم الى رسله كانوا يتذكرون مخافة ان ينزل بهم ما نزل بهم قبلهم الذين اتيناهم الكتاب من قبلهم من قبل القرآن وبه يؤمنون اخبر سبحانه ان الذين اوتوا الكتاب كانوا مصدقين به تمام التصديق. وهم طائفة من بني اسرائيل فانهم يؤمنون بالقرآن كعبد الله ابن سلام وسائر من اسى من اهل الكتاب. انه الحق ربنا هي الحق الذي نعرفه المنزل من ربنا انا كنا من قبله مسلمين مخلصين لله بالتوحيد او المؤمنين بمحمد وبما جاء به التوراة والانجيل من التبشير به وانه سيبعث اخر الزمان وينزل عليه القرآن. اولئك يؤتون اجرهم مرتين. اخرج البخاري ومسلم وغيرهم من موسى الاشعري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين رجل من الكتاب امن بالكتاب الاول والاخر ورجل كانت له امة فادبها فاحسن تأديبات اعتقها وتزوجها وعبد مملوكا احسن عبادة ربه ونصح لسيده. بما اصابه بسبب صبره وثباته مع الايمان بالكتاب الاول والكتاب الاخر وبالنبي الاول والنبي الاخر ويضربون بالحسنة السيئة يدفعون بالاحتمال والكلام الحسن ما يلاقونه من الاذى من مثل ما يتعرض له ممن لم يؤمنوا بالقرآن وقيل يشرعون بالطاعة المعصية. ومما رزقناهم ينفقون ينفقون اموالهم في الطاعات وفيما امر به الشرع. واذا سمع الله واعرظ عنه تكرما وتنزها وتأدبا باداب الشرع واللغو هنا وما يسمى يسمعونه من المشركين من الشتم لهم ولدينهم والاستهزاء بهم. وقال لنا اعمالنا ولكم اعمالكم يلحقنا من ضرر كفركم شيء ولا يحركم من نفع ايماننا شيء سلام عليكم مراد به سلام ومعنى مؤمنة لكم منا وسلامة لا نجاوبكم السوء ولا نجازيكم فيما انتم فيه. لا نبتغي الجاهلين نطلب صحبته انك لا تهدي من احببت من الناس وليس ذلك اليك ولكن الله يهدي من يشاء هدايته وهو اعلم قابلين للهداية المستعدين لها. وهذه الاية نزلت لابي طالب لما امتنع عن الاسلام من شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ايمانه فمات على عبد المطلب كما ثبت في الصحيحين وغيرهما. قال مشرك قريش ومن تبعهم ان ندخل في دينك يا محمد يتخطفن العرب من ارضنا يعنون مكة ولا طاقة لنا بهم. اولم نوكل لهم حرما امنا لم نجعل لهم حرما ذا امر لا يعتدي احد الناس على اهله فانتم في امن من ان يتخطفكم الناس يجبى اليه ثمرات كل شيء تدفع اليه الثمرات على اختلاف انواع من الاراضي المختلفة وتحمل اليه ولكن اكثرهم لا يعلمون لفرط جهلهم ومزيد غفلتهم وعدم تفكرهم في امر معادهم ورشادهم. وكم ملكنا من قرية ان بطرت معيشتها كانوا في خط عيش ودعة ورخاء فبطروا النعمة فاهلكوا. وقال عاشوا في البطر فاكلوا من رزق الله وعبدوا الاصنام فتنوا كمساكن هنا تسكن من بعدهم الا قليل ان لم يسكنها احد بعدهم الا زمنا قليلا. كالذي يمر بها مسافرا فانه يبعث بها يوما او بعد يوم واكثرها خراب وكنا نحن الوارثين لهم لانه لم يبقى منهم احد يرث منازلهم واموالهم حتى يبعث حتى يبعث بهم ايات الله الناطقة بما اوجبه الله عليهم وما اعدهم من الثواب المراد هنا مكة وما كنا ملكي القرى بعد ان نبعث الى امها رسول الا واهلها ظالمون قد استحقوا الاهلاك بظلمهم وكفر الله ورسله وما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها تتمتعون به مدة حياتهم ثم تزولون عنه او يزول عنكم وما عند الله من ثوابهم وجزاء خير من ذلك الزائد الفاني لانه لذة خالصة عن شرب الكدر ويبقى لانه يدوم ابدا وهذا ينقضي بسرعة افلا تعملون هذا قربنا الفاري افمن وعدنا ووعدا حسنا يوعدناه الجنة وما فيها من النعم التي لا تحصى يدركون لا محالة فان الله لا يخلف الميعاد بل هو كرمتنا ومتاع الحياة الدنيا فاعطي منها بعض ما اراد مع سرعة زواله وتمغيصه ثم هو يوم القيامة من المحضرين الذي نحضره وهو صائم الى النار فهل يستويان؟ ويوم يناديهم ينادي الله سبحانه على المشركين فيقولون من شركائي الذين كنتم وينصرونكم ويشفعون لكم. قال الذين حق عليهم القول اي في يوم الحشر يقول الذين حقت عليهم كلمة العذاب وهم اساءوا الضلائل الذين اتقوا يغضب الكافرون اربابا من دون الله. ربنا هؤلاء الذين اوينا دعوناهم الى الغواية يهنون اتباعهم الى القبر واذا ضلناهم كما ظلمنا تبرأنا اليك والمعنى ان واسع الضلال والشياطين تبرأ منه ولا طاعة. وانما كانوا يعبدون اهوهم. وقيل ادعو وكاف بها كفار بني ادم استغيثوا بالهتكم التي كنتم تعبدونهم من دون الله في الدنيا ولينصروكم وليدافعوا عنكم لينصروكم ويدفع عنكم عند ذلك فلم يستجيبوا لهم ولا نفعوهم بوجه من وجوه النفع ورأوا العذاب اي التابع والمتبوع يرون العذاب. يرون العذاب اذا اقبل عليهم وقد غشيهم وانهم كانوا يهتدون المعنى لو انهم كانوا يهتدون من جاهم ذلك ولم يروهم عذاب. ويوم ميلادهم فيقول ماذا اعجبتهم المرسلين لما كان جوابكم ارسل اليكم الى نبينا لما بلغوكم رسالاتي عميت عليهم الماء يومئذ خفيت عليهم حدود حتى صاروا كالعمي الذين لا الى طريقهم ولا يجدون ما يدلهم عليه ولا يوصلهم الى مكان النجاة. فهم لا يتساءلون لا يسأل بعضهم بعضا ينطقون بحجة ولا لان الله قد اعذر اليهم في الدنيا فلا يكون لهم عذر ولا حجة يوم القيامة. فاما من تاب من الشرك والمعاصي وامن وعمل صالحا فاساء من المفلحين الفائزين لمطالبهم بسعادة الدارين. ربك يخلق ما يشاء ان يخلقه ويختار ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة الى الله عز وجل. قيل ان هذه الاية جواب عن قولهم لولا نجزنا هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. وقيل هذه الاية جوابا عن اليهود حيث قال كان الرسول كان الرسول الى محمد غيث. لو كان الرسول يا محمد غير غير جبريل لامنا به اي قد الله تعالى على السورة التي جاءها هو لا كما شاؤوا هم واختار من الرسل ما شاء. سبحان الله تنزه عن تنزه المنازع منازع يشاركه شارك وتعالى عما يشركون عن الذين يجعلونهم شركاء لهم شركاء له عنه او اي عن الذين يجعلونهم شركاء له او عن اشراكهم. وربك يعلم ما تكم صدورهم اي تخفيهم من الشرك او من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يعلنون ما يظهرونه من ذلك. وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى في الدنيا والاخرة دار الآخرة وله الحكم يقضي بين عباده بما شاء من غير مشارك. واليه ترجعون بالبعث فيجازي المحسن باحسانه والمسيء بساته قل ارأيتم يخبرني اذ جعل الله عليكم الليل سرداء مستمرا دائما من دون نهار ياتي بعده اي لو كان الدهر الذي يعيشون فيه ليلا دائما الى يوم القيامة لم يتمكنوا ومن الحركة فيه وطلب ما لا بد له منه مما يقوم به العيش من المطاعم والمشارب والمكاسب ان هل لكم من اله لكم اله من الالية التي تعبدونها يقدر على ان يرفع هذه الظلمة الدائمة عنكم بنور تضربون فيه المعيشة وتبصرون فيه ما تحتاجون اليه وتصلح به ثماركم وتنمو به وتنمو عنده مزروعاتكم وتعيش في دوابكم افلا تسمعون مع فهم وقبول وتدبر وتفكر. قل لرأيتم ان دعا الله عليكم النار صمد الى يوم القيامة اجعل الدهر الذي تعيشون فيه نهارا دائما مستمرا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه. اي تستقرون فيه من النصب والتعب وتستريحون مما تزاولون من طلب المعاشر مركز افلا تبصرون هذه المنفعة العظيمة ومن رحمته لكم الليل والنهار ولا تسكنوا فيه ولتبتغوا جمالكم في الخلق بين هذين خلقين عظيمين يوم النهار والليل لكي يبكركم الجمع بين لكي يمكنكم جمعوا بين الكسب والسعي وبين الراحة والسكون وبذلك تستقيم حياتكم. ونزعنا من كل امة شهيدة يشهد عليهم يوم القيامة يوم انبيائهم عدول كل امة فقلناها لكم من حجتكم ودليلكم بان معي شركاء فعند ذلك اعترفوا خرسوا عن اقامة البرهان. فعلموا ان الحق لله جلاله الالهية وانه وحده لا شريك له. وضل عنه ما كانوا يفترون. وبطل وذهب كانوا يخترقونه من الكذب في الدنيا بان لله شركاء يستحقون العبادة. ان قارون كان من قوم موسى قال النخعي وقتلت غير ما كان هارون ابن عم موسى فمضى عليهما اجاوز الحد بالتجبر والتكبر عليه وخوض عن طاعة موسى وكفر بالله مفاتح ومفاتيح وخزائن ماله وصناديقه المقفلة لتموء بالعصبة والقوة تميل بالمجموعة من الرجال اذا ارادوا حملها فكيف يكون مقدار تلك الكنوز فيها اذ قال له قومه لا تفرح لا تفطر ولا ان الله لا يحب الفرحين البطلين الذين لا يشكرون الله على ما اعطاهم فيما اتاك الله الدار الاخرة ما ينفق فيما يرضاه الله لا في التجبر والبغي ولا تنسى نصيبك من الدنيا لا تضيع حظك من الدنيا في تمتعك وطلبك اياه واحسن كما احسن الله اليك بما انعم به عليك من نعم الدنيا ولا تغض الفساد في الارض الله لا يحب المحسنين في الارض. قال اسمع لقارون لم يكن في زمن موسى عليه السلام. وانما كان بعد وفاة موسى عليه السلام بزمن بعد استقرار بني اسرائيل في بيت المقدس صار له كنوز وصار له مال ثم تكبر تجبر ولذلك قال عز وجل كان من قوم موسى فبغى عليهم اي على قوم موسى وليس على موسى. نعم. قال قال انما اوتيت على علم عندي هو علمه بوجوه المكاسب والتجارات وقيل معرفة الكنوز والدفاعين اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد من قوة المراد بالقرون الخالية واكثر جمعا للمال ولو كان المال او قوته او القوة يدلان على فضيلة لما اهلكهم الله ولا يسأل عن ذنوبهم ويدرمون لا تسأل الملائكة لا تسأل الملائكة رد على المجرمين لانهم يعرفونهم بسيماهم فانهم يحشرون سود الوجوه زرقاء. فخرج على قومه في زينته خرج قارون في زينته انبهر لها من رآها ولهذا تمنى الناظرون اليه ان يكون الذين يريدون الحياة الدنيا وزينتها يا ليت لنا مثل ما اوتي قارا. انه لذو حظ عظيم اي هو محظوظ حيث كان له نصيب غافر من الدنيا واقتلها فيه هؤلاء قائلين اختلف فيها هؤلاء القائلين فقيل هم مؤمن مؤمني ذلك الوقت وقيل هم قوم كفار وقال الذين اوتوا العلم وهم احباب بني اسرائيل قالوا للذين تمنوا مثل اموال قارون واليكم ثواب الله خير وثواب الله في الاخرة خير مما تتمنونه لما من عمل صالحا فيما اتاه الله من المال قليلا كان او كثيرا. الكلمة التي تكلم بها الاحبار في قلبه فيعمل بها الا الصابرون على طاعة الله والمصابرون انفسهم عن الشهوات. اي فلا تتمنوا عرضا بالنزاء الذي لا يدوم تكسره ابتغاء للعلو في الارض والاسم والافساد فيها فخسفنا به وبداره الارض غيبه وغيب دار واحتساق وذهب في الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله. اي ما كان لهم جماعة يستعينوا بهم يدفعون عنه ذلك الامر الذي علمه الله به وما كان هو نفي نفسه من المتصلين من المبتدعين مما نزل به من الخسئ لن ينجي نفسه على كثرة ما كان لديه من الاموات. واصبح الذين تمنوه كانوا من امسه منذ زمان قريب يقولون ويك ان الله يرزق الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر. يقول كل واحد منهم مترددا على ما فرط منه من التمني. بداني وظهر لي ما لم يكن جليا ان الامر بيد الله يعطي من يشاء ويوسع له ويضيق على من يشاء اختبارا وابتلاء لولا ان من الله علينا برحمته وعصمنا من مثل ما كان عليه قارون. وعصمنا من ما كان عليه قارون من البقر والبغي ولم يؤاخذنا بما وقع منا من ذلك التمني لخسف بنا كما خسف به ويكأنه لا يفلح الكافرون لا يخرجون بمطلبهم من مطالبهم. تلك الدار الاخرة اي العز والمكانة والمتاع فيها ما يكون في الجنة والاشارة اليه للقص للتعظيم لها والتضخيم لشأنها. في مقابل التحقيق لما اوتي او قارون امثاله من متاع الدنيا. نجعلها للذين لا يريدون دون علوا في الارض رفعة وتكبر على المؤمنين ولا فسادا عملا بالمعاصي بمعاصي الله سبحانه فيها. اما الفساد فظاهر لانه لا يجوز منه كائنا ما كان واما العلو فالممنوع منه ما كان على طريق التكبر على الغير. والتطاول على الناس وليس منه طلب طلب العلو في الحق والرئاسة بالدين ولا محبة اللباس الحسن والمركوب الحسن والمنزل الحسنة فله خير منها وهو ان الله يجازيه عشرين ثانية اذا سمعت ضعف ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات الا ما كانوا يعملون. الا مثل ما كانوا يعملون دون زيادة او تطهير وقد يعفو الله ويغفر برحمته وفضله ان الذي فرض عليك القرآن انزل عليك القرآن وفرض عليك العمل باحكام اقرأ فرائضه تواضك الى معاد اي الى مكة فاتحا غافرا منصورا وقد وفى الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الوعد الذي قطعه على نفسه فعاد صلى الله عليه وسلم الى مكة بعد ثمان سنين بعد ثمانية سنين من خروجه منها. وقد عزه الله ونصر جنده واظهر دين الاسلام وقال مجاهد رادك الى يوم القيامة لان الناس يعودون فيه احياء. قل ربي اعلم من جاء من هدى ومن هو في ضلال مبين هذا جواب لكفار مكة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم انك من ضلال. والمراد بمن جاء من هدى والنبي صلى الله عليه وسلم من هو في ضلال مبين وما كنت ترجوا ان يقال اليك الكتاب اي ما كنت ترجو قبل ان يخصك الله بالنبوة والرسالة الا نوصله انا نوصلك الى العباد وننزل عليك القرآن الا رحمة من ربك لكن كان يقام اليك رحمة من ربك فضلا دون عمل منك ولا استحقاق فلا لا تكونن ظهيرا للكافرين عونا له بمداهنة موالاة على حساب تبليغ الدعوة والصدع بها. ولا يصدن كعناية الله بعد اذ انزلت اليك يصدنك يا رسولنا الكافرون قالوا وكذبوا واذاهم عن تلاوة ايات الله والعمل بها بعد اذ فرضت على وادعوا الى ربك انس الى الله والى توحيده الفرائض وابتلاء معاصيه ولا تكونن من المشركين اراد واليه ترجعون عند البعث ليجزي المحسن باحسانه وان مسيء باساءته لا الى غيره سبحانه وتعالى. سورة العنكبوت بسم الله الرحمن الرحيم. احسب الناس ان يتركوا معنى الاية ان الناس لن يتركهم الله بغير اختباء ولا ابتلاء يقولون امنا وهم لا يفتنون ايهم لا يبتلون في اموالهم وانفسهم وليس امرك ما حسبوا بل لا بد ان نختبرهم بالجهاد او الفقر او الضرر او غير ذلك حتى يتبين المخلص من المنافق والصادق من وقد فتنا الذين من قبلهم هذه سنة الله في عباده هذه الامة كما اختبر ما قبلهم من كما جاء به القرآن في قصص الانبياء واختبر الله باتباعهم ومن امن بهم من الامور التي نزلت بهم فليعلمن الله الذين صدقوا في قوله ما منا ولا يعلم ان الكاذبين منهم اذ يظهرن اي ليظهرن الله الصادق منهم ولسوف يميز بينه وبين الكاذبين. احسب الذين يعملون السيئات وهم العصاة الذين لا يبالون بمعصية الله يسبقنا يفوتنا ويعجزنا قبل ان نؤاخذهم بما يعملون باسماء يعتقدون يعتقدوا انهم يفوتون قدرتنا من كان يرجو لقاء الله ان كان يلقى الله تعالى فليعمل في حياته ليلقاه بصالح قوله والعمل فلن يضيع اجره نادر الله لا تدري اي الاجل مضروب للبعث ايات لا محى ثم لا فليعبد فليعمل لذلك اليوم. وهو السميع الاقوى لعباده العليم وينسبونه ويعلنونه فلن يضيع عليهم شيء من اعمالهم الصالحة. ومن جاهد فإنما يجاهد بنفسه من جاهد الكفار وجاهد نفسه في الصبر على الطاعة فإنما يجاهدون ثواب وذلك له لا لغيره ولا يرجع الى الله سبحانه من نفع ذلك شيء. ان الله لغني عن العالمين فلا الى طاعتهم كما لا تضرهم معاصيهم. والذين امنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم الى نغطينها بالمغفرة ونحجب عنهما اثارها من غضب وعذاب سر ما عملوا من الصالحات. ولنجزينهم احسن الذي كانوا يعملون باحسن جزاء اعمالهم. وقيل بجزاء احسن اعمالهم ويعطيهم اكثر مما عملوا واحسن منه كما في قوله تعالى اي ان والديك ان طلب منك وان تشرك بي الى ان ليس لك علم بكونه الها. فلا تطعهما ذلك فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ويلحق بطلب الشرك منهما سائر معاصي الله سبحانه فلا طاعة لهما فيما هو معصية لله فان ما راكبناه محرم فاعصهما واطع الله ولا يمنعك هذا الامر بالمعصية منهما من ان تحسن اليه ما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانبئكم بما كنتم تعملون ان اخبركم بصالح اعمالكم وطالحيها فاجازي كل منكم بما يستحق لانزلنه في الصالحين في زمزم الراسخين في الصلاة. ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا رضي في الله اي في شأن الله ولاجله كما يفعل اهل الكفر مع اهل الايمان وكما يفعله اهل المعاصي من اهل الطاعات من ايقاع الاذى عليهن من اجل الايمان بالله والعمل بما وبه فجعل فتنة الناس التي هي ما يوقعون عليه من الاذى كعذاب الله جزع من اذاه فلم يصبر عليه وجعلهم في والعظم كعذاب الله فطاع الناس كما يطيع الله. وقيل هو المنافق اذا اوذي في الله رجع عن الدين فكفر فينبغي للمؤمن ان يصبر على ذي اسم الله ولا يقل لاجل ذلك ولا يمنع ذلك بموافقة الكفار ظاهرا على سبيل التقية. وقلبه مطمئن بالايمان من ربك اي نصر من الله للمؤمنين وفتح وغلبة على الاعداء وغريبة يغنمونها منهم ليقولون انا كنا معكم اي تأخذون معكم في دينكم ومعاونون لكم على عدوكم فكذبهم الله فقال وليس الله بعلم ما في صدور العالمين بخير وشر فكيف يدعون فكيف يدعون هذه الدعوة الكريمة وهؤلاء قوموا ممن كان فيهم كانوا اذا مسهم ولدا من الكفار وافقوا واذا ظهرت قوة الاسلام ونصر الله ونصر الله المؤمنين في مواطن من المواطن قالوا انا كنا معكم. وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين ليميزن الله بين الطائفتين ويظهر اخلاص المنافقين والمخلصون ما يصيبهم هذا ويصبر في الله حق الصبر. والمنافق هو الذي يميل هكذا وهكذا من الكافرين وكفر بالله عز وجل وان خفقت ريح الاسلام وطلع نصره ولاحفت له رجع الى الاسلام وزعم انه من وقال الذين كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلنا اسلكوا طريقتنا وادخلوا في ديننا ولحم خطاياكم وان كانت اتباع سبيلنا خطيئة بها عند البعث والنشور كما تقولون. وما هم بحاله بل كل يحمل وزر نفسه. ولا يحمل الناس قال خير اوزارهم التي عملوها تقريعا ما كانوا يفترون يختلفون من الاكاذيب التي كانوا يأتون بها في الدنيا. ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث بهم الحسنة الا خمسين عاما فيه تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه قيل له ان روحا لبث في الف سنة الا خمسين عاما يدعو قومه. وكثرة عدد امتك فاخذ وقوفان عاقبة تمام المدة المذكورة والطوفان اثنان من السماء ونبع من الارض حتى اغلقهم جميعا مستمرون على الظلم ولم ينجح فيه ما وعظه هذه المدة بطولها سفينة الجنان وحنودينا بعضهم في السفينة من اولاده واتباعه المؤمنين واختال واختلي بعددهم على اقوال. وجعلناها للسفينة اية للعالمين عبرة عظيمة لو فقد كانت باقية على الوجود مدة مدينة وقيل جعلناه لواقعة اي الواقعة او النجاة او او النجاة او العقوبة من الغرق اية. وابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوا يفردوه بالعبادة وخصوا بها واتقوا ان تشركوا به شيئا ذلكم خير لكم يا عبادة الله وتقوى وخير لكم من الشرك ولا خير في الشرك ابدا. ولكنه خاطب باعتبار اعتقاده ان كتب تعلق في كتب تعلمون شيئا من العلم او تعلمون علما تميزون به بينما هو خير ما هو شر. انما تعبدون من دون الله اوسانا بين لهم وانهم يعبدون ما لا ينفع ولا يضر ولا يسمع ولا يبصر والاذان هي اصنام وقيل الصلوات يتخذ من ذهب وفضة ونحاس. والوثن ما يتخذ من دس او حجارة تخلقون رفقا انما تعبدون وانتم تصنعونها كاذبين في قولكم انها الهة تعبد. ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا لا يقدرون على ان يرجوكم شيئا فابتغوا عند الله الرزق يصرفوا رغبتكم في ارزاقكم الى الله. فهو الذي عنده رزق كله اسدوا بفضل يوحدوا دون غيره. ما ذكره الشيخ من الفرق بين الصنم والوثن هو احد الاقوال عند اهل العلم صواب ان الصنم ما كان على صورة ذوات الارواح. والوثن اعم من ذلك. فيشمل الشجر حجر والقبر والصليب ونحو ذلك. نعم من قبلكم ايها ان تكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ذلك عادة الكفار مع من سلف. وما على الرسول الا البلاغ المبين لقومه الذين ارسل اليهم عليه هدايته وليس ذلك بوسعه. اولم يروا كيف يبدل الله الخلق ثم يعيده المعنى الم يروا كيف يخلق الله الواحد منهم ابتداء نطفة ثم يخرجه الى الدنيا ثم ويتوفى بعد ذلك وكذلك الحيوانات وسائر النباتات واذا رأيتم قدرة الله سبحانه على الابتداء والايجاد فوق القادر على الاعادة الله يسير لانه اذا اراد وقال فيكون. قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق على كثرتهم واختلافهم والسنة ثم الله ينشئ نشأة الاخرة ينشئها نشأة ثانية عند الباب. يعذب من يشاء تعذيبه والكفار والعصاة يرحم من شاء رحمته المصدقون المرسلين العاملون باوامره ونواهيه. واليه تقلبون اذ ترجعون وتردون لا الى غيره. وما انتم معجزين في الارض ولا في السماء لا يعجزه سبحانه ولا الارض في الارض ولا اهل السماء في السماء عصوه. ولا في السماء لو كنتم فيها من دون الله وولي دواليكم ولا نصير ينصركم ويدفع عنكم عذاب الله. والذين كفروا بايات الله التنزيلية والتكوينية وجميعها وتمر بلقائها لا ينكر البعث وما بعده لا يكئ من رحمة اي انهم في الدنيا ايسون من رحمة الله. لم ينجح فيها ما نزل من كتب الله ولا اخبرته به رسله اليها وييأسون يوم القيامة من رحمة الله وهي الجنة. فما كان جواب قومه الا وقالوا اقتلوه وهذا رجوع الى قصة ابراهيم بعد الاعتراض ما تقدم من خطاب محمد صلى الله عليه وسلم والا اثرت فيه ولا اثرت فيه اثرا. قال ولقومه انما اتخذت من دون الله وسائرا مودة بينكم في الحياة الدنيا للتواجد بينكم والتواجد لاتباعكم على عبادته او الخشية من ذهاب المودة فيما بينكم تركتم عبادتها. والمعنى ان المودة هي التي جمعتهم على عبادة الاوثان واتصالها ثم يوم القيامة يذكر بعضكم ببعضه وتنقضي تلك المودة المؤسسة على الباطل وقيل المعنى ويتربى الله العابدون للاوثان بالاوثان العابدين لها ويمهن بعضكم بعضا ويلعن كل فريق اخر ومأواكم النار به منزلكم الذين تابؤون اليه وما لكم من ناصرين يخلصونكم منها نصرتهم لكم من معاني انما اتخذتم من دون الله اوثانا من مودة بينكم اي بسبب حب بعضكم لبعض لا تريدون انكار هذا المنكر ولا تريدون ترك هذا الشرك. هذا يحصل عند كثير من الناس انه يرى قريبه وحبيبه على الشرك وعلى كفر والبدعة ولا يريد ان ينكر حتى لا ينقطع الحب او لا تنقطع المودة. وهذا لا يصلح. نعم فامن له لوط ايامنا لابراهيم لوط فصدقه في جميع ما جاء به وكان ابن اخي ابراهيم وقال ابراهيم اني هاجر الى ربي هاجر منك وثاني قرية من سواد الكوفة بالعراق الى حراقة ثم الى الشام وفيه لوط وامرأة موسى والمعنى اني اهاجر عن دار قومي الى حيث اعبد ربي انه هو العزيز الحكيم الغالي اي الغالب الذي افعاله جارية على ووهبنا له اسحاق واجعلنا في ذرية النبوة والكتاب من الله عليه بالاولاد فوهب لهم اسماعيل امين. فوهب لهم اسماعيل ذكره. فوهب له اسماعيل ذكره ووهب له وسع. قال دل له ويعقوب ولدا لولده اسحاق في ذريتي النبوة والكتاب فلم يبعث الله نبيا قد ابراهيم الا من صلبه والكتاب التوراة والانجيل والزكور والقرآن في الدنيا اعطي في الدنيا الاولاد واخبره الله باستمرار النبوة فيهم واهل الملل واهل الملل كلها تدعيه. وتقول هو منهم واعطاه في الدنيا عملا صالحا وعاقبة حسنة. لمن الصالحين للكابرين في الصلاح مستحقين لتوفير الوقت وكثرة العطاء قال ربي سبحانه لم يبعث الله نبيا بعد ابراهيم الا من صلبه بحسب علمنا. وليس معناه الحصر بحسب علمي بالانبياء المذكورين في القرآن ان الله لم يبعث نبي الا من ذريته والا لا نعلم ان هناك انبياء اخرين كما قال الله منهم من خصصنا عليه ومنهم من لم نقصص عليه. على ان هذا الكلام فيه مبالغة. المقصود من حيث الغالي لان يونس ليس من ذرية ابراهيم كما قاله جمع من اهل العلم. نعم. ولوط اذ قال لقومه انكم لتأتون الفاحشة تأتون الفاحشة الفاحشة الخصلة المتناهية بالقبح بها من احد من العالمين لم يسبقوا بنعمه احد من الناس على اختلاف الاجناس. اي انكم لتأتون الرجال تفعلون بهم طائفة وتقطعون قيل انهم كانوا يفعلون الفاحشة من يمر بهم من المسافرين. فقطع السبيل بهذا السبب. وقيل كانوا يقطعون الطريق ان مرت بقتلهم ونهبهم وتأتون بنادم منكرا قيل كانوا يحذفون الناس بالحصوى ويستحقون بالغريب وقيل كانوا يتفارقون يتطارطون في مجالسهم. وقيل كانوا يأتون في مجالسه وبعضهم يرى بعضا وقيل غير ذلك. الصواب ان هذا كله كان فيه. كان فيهم من ادنى وهي الضراب امام بعضهم البعض الى اعلاها وهي اتيان الرجل الرجل. امام بعضهم بعضا عياذا بالله نعم. فما كان جواب قومه الا قال اقتلوه لله. قالوا فما كان جواب قومه الا قالوا ائتنا بعذاب الله من الصادقين فما اجابوا بشيء الا بان القوم الرجوع منهم الى التكذيب والنجاة والعناد. قال ربي انصرني على قوص من رجال عذابك عليهم زاد وافسادهم هو بما سبق من اتيان الرجال وعمل منكره الى دين. ولما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى بالبشارة هو اسحاق الله بولد الولد وهو يعقوب قالوا ان اهلك اهل هذه القرية قالوا لابراهيم هذه المقالة التي كان فيها قوم لوط قالت ولا تدنو فيمن نجى وانما قضى الله تعالى بان تكون امرأة لوط ولوط من وانما قضى الله تعالى بان تكون امرأة قنوط من الباقين في العذاب الهالكين به. لانها كانت تعين قومها على بغيهم وضلالهم واثامهم استحقت مثل جزائهم. ولما وخاف منه لانه ظنهم من البشر فخاف عليهم من قومه لكونهم في احسن صورة من الصور البشرية فالله واهلك بنعم الله بالذي امرنا الله بان ننزله بهم الا امرأتك كانت من الغابرين. اخبروا لوط بما جاءوا به من اهلاك وتلبية واهله الا امرأته كما واخبروا بذلك ابراهيم انا موزنون على اهل هذه القرية رجزا من السماء من السماء اية بينة من القرية بعد هلاكها علامة ودلالة بينة وهي الاثار التي بها من الحجارة من الحجارة التي رجموا بها وخراب الديار واثارها لا يرضي بهم سافرينها عليها يعتبر بها اهل العطور النيرة. والى مدينة وارسلناه اليه فقال يا قوم اعود ونفرده من عبادتي واخصه بها اردوا اليوم الاخرة يتوقعه وافعل يوما من الاعمال ما يدفع عذابه عنكم ولا تعزل في الارض مفسدين العزو والعزي العزو والعسي اشد الفساد. فاخذتهم الرجعة بصيحة جبريل وهي سبب الرجفة الاصبع في دار الجازمين في واقعين على صدورهم ميتين لابدين بالارض كما يجسم الطائر قد تبين لكم من مساكنهم وقد ظهر لكم بالحجر ايات بينات تتعظون بها وتتفكرون فيها. وزينه الشيطان عن الطريق الواضح كانوا عقلاء ذوي بصائرة فلم تنفعهم بصائرهم. وقارون فرعون وهامان اهلكنا هؤلاء بعد ان جاءتهم الرسل استكبروا في الارض عبادات لا وما كانوا سابقين اي فائتين. فكلا اخذنا بذنبه اعاقبنا كل واحد منهم وتكذيمي فمنهم من صلى عليه حاصب يريحا ومنهم من اخذته وهم ثمود وهم ثمود ومنهم من اغرق وقوم نوح وقوم فرعون وما كان الله ليظلم بما فعل بهم لانهم قد ارسل اليهم رسله وانزل عليهم كتبه ولكن كانوا انفسهم يظلمون باستمرارهم الرسل وعمله بمعاصي الله والحيوان من احيا يوم من الاموات كمثل العنكبوت ادخرت بيتا فان بيتها لا يغني عنها شيئا لا في حد ولا قرن ولا مطر ولا لا يحفظها ميعاده كذلك ما اتخذوه وليا من دون الله فانه لا ينفعه بوجه من وجوه النفع ولا يغني عنهم شيئا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لا بيت اضعف منهم مما يتخذون ومغيثا ولا يداهين في ولا يداريهم في الوحي والوهن شيء من ذلك ان الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء يعني انما يدعونه من دون الله ليس بشيء ينفعه او يضر. وهو العزيز الحكيم الغالب المصدر افعاله على غاية الاحكام والاتقان هذا المثل وغيره من السائل التي بالقرآن يضربها للناس جميعا لهما تقريبا لما بعد من افهامهم الذي ضربناه من يده الا العالمون بالله الواسطون بالعلم متدبرون ومتفكرون لما اتلى عليهم وما يشاهدونه. خلق الله السماوات والارض بالعدل والقص والقسط راعيا في خلقها مصالح عباده اتل ما اوحي اليك من الكتاب اقرأ القرآن الرعاية والتفكر في معاني ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ايتم على اقامتها واصبر على دينها كما بذلك والفحشاء وما قرح من العمل والمنكر وما لا يعرف ما لا يعمل ما يعرف في الشريعة. ومعنى نهي الصلاة عن ذلك ان فعلها يكون سبب الانتهاء عن المعروف لما فيها من التذكير بمراقبة الله وتدبر اياته. ولذكر الله اكبر من كل شيء اما اي ان اي ان ذكره العبادات كلها بغير ذكر. اي هو الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر انتهاء لا يكون الا من ذاكر لله مراقب له وانما في الصلاة من الذكر هو العمدة في تفضيلها على سائر الطاعات. والله يعلم ما تسمعون فهو مجازيكم بالخير خيرا وبشر ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسنوا الى الخصلة التي هي احسن وذلك على سبيل التنبيه لهم على الله فلا بأس بالاغلاق عليهم والتخشيب في مجادلتهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا من القرآن وانزل اليكم من التوراة والانجيل. اي امنا بانهم بحمد الله وما هو شريعة ثابتة الى قيام الشريعة الاسلامية والبعثة المحمدية ولا يدخل في ذلك ما حرفوه ولا ما ولا يدخل في ذلك ما حرفوه وبدلوه. والهنا والهكم واحد لا شريك له ولا ضد ولا ند ونحن له مسلمون. ايه ونحن معاشر امة محمد صلى الله عليه وسلم يطيعون له خاصة. واخرج البخاري والنسائي عن ابي هريرة قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة والعبرانية يفسرونها بالعربية رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوه وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم يلهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون واخرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا اهل الكتاب عن شيء فانه لن يهدوكم وقد ضلوا اما ان تصدقوا بباطل تكذبوا بحق والله لو كان موسى حيا بين اظهوركم ما حل والله لو كان موسى حيا بين اظهركم ما حل له الا ان يتبعني. وكذلك انزلنا اليك الكتاب اي ومثل هذا الذي انزل اليك القرآن فالذين اتيناهم الكتاب عبدالله ابن سلام واصحابه. ومن هؤلاء اهل مكة وهم من قد اسلم من يؤمن به اي بالقرآن وقيل اينما قلت يا محمد لتقرأ قم القرآن كتابه لا تقدر على ذلك لانك مبين لا تقرأ ولا تخضهم بيمينك ولا تكتم لانك لا تقدر على الكتابة. اذا وتاب المبطئون لو تم يقدر على التلاوة والكتابة لقالوا لعله وجد وجد ما يتلوه علينا في كتاب الله من كتب الله السابقة او من الكتب المدونة في اخبار الامم فلما كنت اميا لا تقرأ ولا تكتب لم يكن هناك موضوع للريبة ولا محل للشك ابدا فالروايات بينات يعني القرآن في صدور الذين اوتوا العلم يعني المؤمنين الذين حملوا القرآن على عهده صلى الله عليه وسلم او حفظوه بعده وما يجحد باياتنا الا الله من الظالمون اذ يجاوزون للحد في العصيان والكفر. وقالوا لولا انزل عليه اية اتوا من ربك ايات موسى وناقة صالح واحيانا المسيح للموتى قل انما الايات عند الله ينزلها على من يشاء بعباده الدروس لاحد معنى ذلك عندنا ان نذير مبين انذركم كما امرتم ابين لكم كما ينبغي ليس في قدرتي غير ذلك. اولم يكفيهم انا ما عليك الكتاب يتلى عليه ولم يكن للمشركين عن الايات التي اقترحوها هذا الكتاب المعجز الذي قد تحديته ان يتوبوا بمثلي او بسوء منه فعجزوا ولو اتيته بايات موسى وآيات غير الانبياء لما امنوا كما لم يؤمنوا بالقرآن ان في ذلك لرحمة عظيمة في الدنيا والاخرة وذكرى في الدنيا يتذكرون بها وترشدوا من الحق قومي يؤمنون يصدقون بما جئت به من عند الله. قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا شهيدا بما وقع بيني وبينكم يعلم ما في السماوات لا تخفى عليه من ذلك خافية. والذين امنوا بالباطل وكفر بالله اولئك هم الخاسرون يعملون ما يعبدونه من دون الله وكفروا به الحق هو الله سبحانه تكذيبا منهم ولولا اجل مسمى قد جعله الله لعذابه معينه وهو يوم القيامة العذاب الذي يستحقونه بذنوبهم ولا يأتينهم بغتة فجأة وهم لا يشعرون ان يكونوا قبل موته غافلين عنه لا يحسون يستعجلونك من عذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين سيحيط بهم عن قوم فانما هو ات قريب يوم يشار على نفق موتة فاذا غشيهم العذاب على هذا سنة قد احاطت بهم جهنم ويقول ذوق ما كنتم تعملون هو الله سبحانه او بعض ملائكته جزاء ما كنتم تعملون بين الكفر والمعاصي يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة اياك تعبدون ان كنتم في ضيق بمكتب الظالم وعمله شرع الاسلام جهارا لا تخشون في ذلك احدا. ولكنكم ولكنكم خوفا من المشركين يضطرون الاتقاء يدهم فتستخفون بدينكم فان بلاد الله واسعة فاذهبوا فيها اخرجوا من مكان الطيب مكان الضيق واخرجوا من مكان الضيق والعسر تتيسر لكم عبادتي وحدي وتتسهل عليكم وتظهروا شعائر دينكم كل نفس ذائقة الموت ثم اليها ترضعون اي كل نفس النفوس سوف تجد في يوم من الايام مرارة الموت لا محالة. فلا يصعب عليكم ترك الاوطان مفارقة الاخوان والخل من مفارقة الاخوان والخلان ثم ان الى الله المرجع فكل حي في سفر الى دار قرار من قامسه في هذه الدار. والذين امنوا وعملوا غرف اي كيف ليكن هينا عليكم مفارقة دياركم في سبيل الله هران بدينكم وعند الله عوض تجري من تحتها الانهار اي من تحت الغرف فيها في الغرف لا يموتون ابدا وهم في الجنة. نعماتهم العاملين اي نعماتهم عاملين للاعمال الصالحة اجرهم. نعم اجر الاعمال الصالحة في كل اقدام واحجام لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم معنا في الدنيا كثير من الدواب التي لا تطيق رزقها لضعفها ولا تدخروا وانما يرزقها الله من فضله ويرزقه فكيف لا يتوكلون على الله مع قوتهم وقدرتهم على اسباب العيش فتوكلها وعجزها وفيه تقوية لعزم من اراد الهجرة عنها خوف الفقر انكار ذلك ولا يتمكنون من جحوده فكيف يصرفون عنه يقرأون بتفردهم بالالهية وانه وحده لا شريك له. الله يرزق الرزق لمن يشاء من عبادي ويقدر له اي توسيع في الرزق لهذا يقول ان الله اي الذي نزله احيانا والله اعترفوا هذا اعترافه وهو يقتضي بطلان معهم عليه من الشرك عدم افراد الله سبحانه بالعبادة. وللحمد لله احمد الله على ان جعل الحق معك واظهر حجتك عليهم فاكثرهم لا يعقلون ذلك لا لا يعملون بمقتوى ما اعترفوا به. وما هذه الحياة الدنيا الا له ولعب الجسم ما ينهو به الصبيان ويلعبون به وان الدار الاخرة هي الحيوان الدار الاخرة فهي دار الحيوان اي دار الحياة الباقية التي لا تزول. ولا ينقصها ولا مرض ولا هم ولا غم لو كانوا يعلمون اين لو كانوا يعلمون شيء من عندنا اثره عليها الدار ثانية منغصة فاذا ركبوا في الفرج دعوا الله مخلصين له الدين اذا قطع رجاؤه عندما يركبون في السماء في البحر فانهم اذا اشتدت الريح عظم الموج وخافوا الغرق رجعوا الى الفطرة لدعوا الله وحده معتركهم عند ذلك دعاء لعلمهم شدة عظيمة الله سبحانه فلما نجاهم من البر اذا هم يشركون اي فجاؤوا معاودة قد فاجأوا فاجه المعاودة للشرك ودعوا الى الله سبحانه. اولم يروا انا جعلنا حرمنا من يعني يعلم انصار قريش ما جعلنا حرم هذا حرما يأمن فيه ساكنه الى الغارة والقتل والسب والنهم. ويتخطف الناس من حولهم فصاروا في سلام وعافية مما صار فيه غير من العرب. فانه في كل حين تطرقه غارات وتجتاح وتسفك دماؤه وتسفك دماءهم الجنود وتستبيح حرمهم واموالهم في العرب وشياطينها. افمن الباطل يؤمنون الشرك بعد ظهور حجة الله عليه وبنعمة الله يكفرون يجعلون كفرا مكان شكرها. ومن اظلم ممن افترى على الله كلمة لا احد وهو من زعم من لا شريك له وكذب وادعى على الله ما لم يقل. او كذب بالحق لما جاءه وان كذب الرسول وبالتوحيد وانصبوا ابدانهم في الدعوة الى الله بطلب مرضاته. لنهدينهم سبلنا طرق الخير الموصلة الى رضوان الله وان الله لمع المحسنين بالنصر والعون ومن كان الله معه لم يخذل. احسنت. بارك الله فيك نكتفي بهذا القدر سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك