وعن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه انه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ الهاكم التكاثر قال يقول ابن ادم ما لي ما لي؟ وهل لك يا ابن ادم من ما لك الا ما اكلت؟ الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت. رواه مسلم. وعن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله والله اني لاحبك فقال انظر ماذا تقول؟ قال فوالله اني لاحبك ثلاث مرات فقال ان كنت تحبني فاعد للفقر تجفافا. فان الفقر اسرع الى امن يحبني من السيل الى منتهاه. رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذئبان جائعان ارسلا في غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف على المال والشرف لدينه. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. اما بعد هذه الحادثة كالتي قبلها بالحث على الاعداد للاخرة وعدم التشاغل بالدنيا الذي يصد عن الاخرة المؤمن خلق ليعبد ربه ويعد العدة لاخرته لم يخلق للدنيا بل خلق للاخرة خلق ليعمل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. فالواجب عليه ان يعد العدة لاخرته. وان يحذر اسباب التثبيت واسباب النقص بهذا الحديث انه سمع انه يقرأ صلى الله عليه وسلم الهاكم التكاثر الهاكم التكاثر ويقول يقول العبد مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فما امضيت يعني ما سوى تارك للوعظة فالمؤمن يعمل للاخرته ويجتهد اما كون يتكسب ليستر عورته ليأكل حاجته ليتصدق ويحسن الى الناس فلا بأس لا بأس ان يحرص على ما ينفعه لكن لا تشغله عن الاخرة تجارة وعمل لا يشغله عن الاخرة كما قال صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله وقال صلى الله عليه وسلم ما اي كسب اطيب؟ قال عمل الرجل بيده. وكل بيع مبرور فلا مانع ان يستجر ولا مانع ان يزرع ولا مانع ان الاعمال الاخرى من نجارة او حدادة او غير ذلك لكن يستعين بها على طاعة ربه لا تسأله عن الاخرة وهكذا من احب الله ورسوله وسئل بطاعة الله فليعد لفقده اسبابه لان لان يشغل بمحبة الله وطاعته عن الدنيا وطلبها فيبتلى بالفقر لكن من جمع بينهما فلا حرج عليه كما جمع الصحابة كاجرها من عوف الصديق عمر وغيرهم جمعوا بين الدين والدنيا فهم من اهل الاموال ومن اهل الاستقامة والصلاة بل من العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم وارضاهم والمقصود من هذا ان المؤمن يعد للاخرة ولا يشغل بما يصده عن الاخرة لا يشغل بما يصده عن الاخرة قد يكون عنده الجد في طاعة الله والعمل بطاعة الله. والحذر مما يشغله عن الاخرة ولا بأس ان يعمل. يتجر يظع شركة لكذا وكذا يكون حداد خباز نجار خياط لا بأس لكن يتحرى الحق لتحرر الحق والصدق وعدم الغش فاذا فعل ذلك فقد جمع بين الامرين وجمع بين خير الدنيا والاخرة وفق الله الجميع