بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سورة المائدة الجزء السادس الصحيفة العشرين بعد المئة الوقفات التدبرية اولا وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون ظن هؤلاء الذين اخذ عليهم الميثاق ان لا يقع من الله عز وجل ابتلاء واختبار بالشدائد اغترارا بقولهم نحن ابناء الله واحباؤه وانما اغتروا بطول الامهات ربنا جل جلاله يمهل العبد وعلى الانسان ان يستغل هذا الامهال بكثرة العبادة والعمل الصالح لان هذه الدار هي دار امتحان واختبار وابتلاء وعمل والجزاء والحساب والقصاص يكون يوم القيامة بيستغل المرء هذه الدنيا للعمل الصالح والتقرب الى الله تعالى ثانيا وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون تاب الله عليهم اي رجع بهم الى الطاعة والحق ومن فصاحة اللفظ استناد هذا الفعل الشريف الى الله تعالى واستناد العمى والصمم الذين هما عبارة عن الضلال اليهم ربنا جل جلاله انزل القرآن بافصح لغة واعذب نظم وكلام ومن تعلم امور اللغة ادرك عظم هذا القرآن وادرك اللذة والطبري يقول اني لاعجب ممن يقرأ القرآن ولا يفهم معانيه كيف يلتد به وقال احد المعاصرين للاناث فسر القرآن واعربه قال وانا اعجب ممن يقرأ القرآن كيف يستلذ به وهو لا يعرف اعرابه اذا من تعلم معاني القرآن وتعلم لغة القرآن واعراب القرآن وجد انشراح الصدر عند قراءة القرآن ثانيا ثالثا لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم. يخبر تعالى ان تفري النصارى بقولهم ان الله هو المسيح ابن مريم بشبهة انه خرج من ام بلا اب وخالف المعهود من الخلقة الالهية والحال انه عليه الصلاة والسلام قد كذبت كذبهم في هذه الدعوة وقال لهم يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم فاثبت لنفسه العبودية التامة ولربه الربوبية الشاملة لكل مخلوق رابعا افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه؟ والله غفور رحيم افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه؟ فالتوبة هي الاقلاع عما هو عليه في المستقبل والرجوع الى الاعتقاد الحق والاستغفار طلب مغفرة ما سلف منهم في الماضي والندم عما فرط منهم من سوء الاعتقاد اذا المرء يقع بالذنوب لا محالة فعلى الانسان ان يقلع عن الذنب وان يستغفر الله وان يتوب الاستغفار ان يطلب من الله ان يغفر له ذنبه وان يقيه شر الذنب وان يستر الله عليه والتوبة ان يعزم الانسان ان لا يعود الى الذنب ويتضرع الى الله تعالى ان يوفقه على الثبات على التوبة وعدم العودة على الذنب خامسا افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه؟ والله غفور رحيم يغفر ذنوب التائبين ولو بلغت عنان السماء ويرحمهم بقبول توبتهم وتبديل سيئاتهم حسنات وصدر دعوتهم الى التوبة بالعرض الذي هو غاية اللطف واللين في قوله افلا يتوبون الى الله يعني جاء العرض والتحظيظ للتوبة باسلوب شيق سادسا ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل. وامه صديقة كانا يأكلان الطعام صديقة اي كثيرة الصدق وقيل سمي الصديق لانها صدقت بايات الله كما قال عز وجل في وصفها وصدقت بكلمات ربها ولذلك ينبغي على الانسان ان يقرأ الايات ويقرأ الاحاديث الصحيحة ويعمل ويطبق مؤمنا بما انزله الله تعالى من السماء سابعا ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام دليل ظاهر على انهما عبدان فقيران محتاجان كما يحتاج بنو ادم الى الطعام والشراب. فلو كان الهين استغنيا عن الطعام والشراب ولن يحتاج الى شيء فان الاله هو الغني الحميد الانسان يحتاج الى الطعام والشراب وهذي صفته نقص في العبد فهو مرغوب لربه يحتاج الى الله تعالى دواما ويخضع لربه ومولاه الذي يرده بالنعم المتتالية معاني الكلمات فتنة عذاب وبلاء صديق قد صدقت تصديقا جازما لا تغلوا لا تتجاوزوا الحق في اعتقادكم العمل بالايات اولا ارسل رسالة تبين فيها ان الله سبحانه قد يغفر كل ذنب الا الشرك انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وسمي المشرك ظالما لانه وضع العبادة في غير محلها ثانيا جدد توبتك لله تعالى وليكن يومك هذا بداية ترك لمعصية كنت مترددا في تركها افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه؟ والله غفور رحيم فالمرء لما يقرأ الايات حتى يطبق ما فيها ثالثا استغفر الله تعالى هذا اليوم سبعين مرة افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم والسبعين مرة باعتبار ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر سبعين واكثر من سبعين التوجيهات اولا اعلم ان الغرور وطول الامل يصدان العبد عن طريق الله تعالى فاحذر ذلك وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون ثانيا احذر الشرك فانه لا تنفع معه طاعة. انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من انصار ثالثا لا بأس عند مجادلة غير المسلمين من استعمال الادلة العقلية التي تدل على بطلان ما يفعلونه ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام مما استدل به على رد ضلالهم ان المسيح عيسى وان مريم كانا يأكلان الطعام. فهذا استدلال بعقله على عدم عبوبيتهما ودحض مما وقع فيه اهل الضلال من عبادة المسيح وعبادة امه او عبادة مسيح او عبادة امه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته