الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح
تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما ذكر عن بني اسرائيل عن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان مع الدجال اذا خرج ماء ونارا. فاما الذي يرى الناس انها
النار فماء بارد واما الذي يرى الناس انه ماء بارد فنار تحرق. فمن ادرك منكم فليقع في الذي يرى انها نار فانه عذب بارد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان
ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين قال رحمه الله تعالى باب ما ذكر عن بني اسرائيل قال عن حذيفة
فرضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان مع الدجال اذا خرج ماء ونارا فاما الذي يرى الناس انه النار فماء بارد واما الذي يرى الناس انه
ماء بارد فنار تحرق. هذا الحديث فيه ذكر الدجال انذارا منه وتحذيرا من فتنته والدجال يكون خروجه في اخر الزمان وخروجه علم من اعلام الساعة وشرط من اشراطها واذا خرج الدجال
وايضا الايات الاخرى العظيمة الكبيرة التي تكون في اخر الزمان فهذا ايذان بفساد في هذا العالم وخراب هذا الكون ونهايته. بانتهاء الحياة الدنيا وقيام الساعة. قال عن حذيفة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان مع الدجال اذا خرج
ماء ونارا وهذا من الفتنة التي تكون على يدي هذا الرجل الذي يخرج في اخر الزمان والله سبحانه وتعالى يجري على يديه ايات عظيمة على وجه الابتلاء والفتنة والامتحان وفتنة الدجال هي من اعظم الفتن واكبرها
قد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من سمع بالدجال فلينأ عنه اي ليبتعد عنه مكانه ولا منه. لكن ان عرض الدجال للانسان فعليه ان لا يفتتن
ما عنده من امور تفتن ومن ذلك مما ذكر في هذا الحديث ان معه ماء ونار. ومن طاعه سقاه من الماء واعطاه من الماء ومن عصاه القاه في النار فيقول نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه فمن ادرك منكم
فليقع في الذي يرى انه نار فانه عذب بارد. فانه عذب بارد. الاصل كما تقدم ان الانسان ان سمع بالدجال فلا يقترب من مكانه. كما في الحديث الذي اشرت اليه من سمع بالدجال
الفلانة عنه لكن ان ابتلي الانسان وادرك ذلك فاذا خوفه بالنار التي معه فلا يبالي بذلك فانها كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ماء بارد فانها ماء بارد ليست على ظاهر ما يراها الانسان بل هي ماء بارد. فالاصل ان المسلم لا يقرب الدجال ولا
كان الذي هو فيه لكن ان ابتلي به فعليه الا يفتتن بما يعرظه من امور تفتن وتحرفهم عن دينهم الا من عصم الله وسلمه ووقاه. نعم. قال رحمه الله تعالى
وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان رجلا حضره الموت فلما يأس من الحياة اوصى اهله اذا انا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا واوقدوا واوقدوا فيه نارا. حتى اذا اكلت لحمي وخلصت الى عظمي
فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يوما راحا فذروه في اليم ففعلوا فجمعوا فجمعه الله فقال له لم فعلت ذلك؟ قال من خشيتك؟ فغفر الله له. قال رحمه الله تعالى وعنه اي حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان
رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة اوصى اهله قال اذا انا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا. واوقدوا فيه نارا حتى اذا اكلت لحمي وسط اي النار الى عظمي فامتحشت اي احترقت فخذوها فاطحنوها يعني اذا وصلت
النار الى العظم محترم واصبح رمادا فخذوها فاطحنوها اطحنوا العظام التي امتحشت احترقت ثم انظروا يوما راحا اي شديد الريح انظروا يوما اي شديد الريح فذروه اي طيروه هذا الطحين فذروه في اليم ففعلوا
فجمعه الله فجمعه الله اي هذا الذي احترق وطحن وذرة وفي الرياح وتفرق في البحر من اليم والبحر. قال فذروه في اليم اي طيروه في البحر. فجمعه الله سبحانه وتعالى فجمعه الله فقال له لما فعلت ذلك؟ قال من خشيتك فغفر
قال الله له هذا اجتمع فيه من شدة الخوف الذي اصابه الخوف من العقوبة اه العذاب اجتمع فيه شك في القدرة وشك في البعث وكل منهما شك في القدرة وشك في البعث. لكن غلبه آآ ذلك بسبب شدة الخوف
غلبه ذلك بشدة بسبب شدة الخوف ولهذا قال من خشيتك اي من شدة ما قام في قلبي من خشية من خشية الله سبحانه وتعالى. قال من خشيتك فغفر فغفر الله له. نعم
قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نبي خالفه نبي وانه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون
قالوا فما تأمرنا؟ قال فو ببيعة الاول فالاول اعطوهم حقهم فان الله سائلهم عما استرعاهم. قال عن عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء
تسوسهم اي تقوم على امرهم وسياسة شؤونهم الانبياء. كلما هلك نبي خلفه ونبي كلما هلك نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدي وهذا فيه ان النبوات ختمت بنبوته صلوات الله وسلامه عليه. كما قال الله جل وعلا ما كان محمد ابا احد من رجالكم ملاك رسول الله
النبيين. قال وسيكون خلفاء فيكثرون. فسيكون سيكون خلفاء قالوا فما تأمرنا؟ اذا وجد خلفاء واصبح تنازع على الخلافة باي شيء تأمرنا ومن الذي نعتد بخلافته؟ ومن الذي لا نعتد بخلافته؟ فما تأمرنا؟ قال ف ببيعة الاول
هو فعل امر من الوفا. فعل امر من الوفاء ببيعة الاول فالاول اعطوهم حقهم. فان الله سائلهم عما استرعاهم. وهذا امر عظيم يغفل كثير من الناس عنه الواجب على الرعية ان يعملوا على ما فيه خلاصهم يوم الوقوف بين يدي الله. وهو
ان يعطي الحق الذي عليه ان يؤدي الذي الحق الذي عليه من سمع وطاعة ونصح. لولي الامر يؤدي الذي عليه ويسأل الله الذي له. واما الراعي فانه سيسأل يوم القيامة عما
السرعة كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وما يضيع على الانسان في هذه في الحياة الدنيا لا يظيع في الاخرة لكن على على العبد ان يفي بالذي عليه والذي على العبد والسمع
والطاعة والصبر على جور السلطان وان اخذ مالك كما جاء في الحديث وظرب ظهرك وما ضاع على العبد في حياته الدنيا لا يظيع يوم الوقوف بين يدي الله لكن لا يضيع الانسان اه قواعد الدين واداب الشريعة
واخلاق الاسلام بل عليه ان يلتزم بذلك ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فوا ببيعة الاول فالاول بل اعطوهم حقهم اعطوهم حقهم الحق الذي لهم والذي اوجبه الشرع من سمع وطاعة نصح وعدم
غش وخيانة ونحو ذلك التزموا بذلك اعطوهم حقهم. واما حقكم الذي لم يقم به هؤلاء الولاة فالله يسألهم عنه يوم القيامة. قال فان الله سألهم عن ما استرعاهم. فان الله
سائلهم عما استرعاهم فانت ادي الذي عليك مما سيسألك الله عنه يوم القيامة والذي لك سله سلوا الله سل الله عز وجل ذلك وما ضيع عليك في هذه الحياة الدنيا يؤدى لك وافيا يوم القيامة. واذا كان كل انسان
يسأل عن نفسه وعمن تحته من ولد واهل فان ولاة الامر اذا وقفوا بين يدي الله يوم القيامة يسألون عن انفسهم وعن رعيتهم يسألون عن انفسهم وعن رعيتهم كما قال عليه الصلاة والسلام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
فالامام راع وهو مسؤول عن رعيته. وهي حمل وتسمى مسؤولية لان من كان قائما على هذا الامر يسأله الله عن من استرعاه. اذا وقف بين يدي الله تبارك وتعالى. فالواجب على العبد ان يؤدي الذي عليه
من سمع وطاعة واما الذي له فانه يسأل الله سبحانه وتعالى يسأل الله عز وجل اه ان ييسر له حصول حقه وما ضاع على العبد في حياته الدنيا فانه لا يضيع يوم القيامة لان الحقوق تؤدى يوم القيامة
وافية كاملة نعم. قال رحمه الله تعالى عن ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع. حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا
يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ قال عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا ذراعا حتى لو
جحر ضب لسلكتموه. حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى تعني بمن قبل لنا اليهود والنصارى قال فمن؟ يعني ان لم يكونوا اليهود والنصارى. وهذا الحديث هو اخبار من النبي
عليه الصلاة والسلام بامر قدره الله. امر كوني قدري قدره الله سبحانه وتعالى وقظاه وهو واقع قال لتتبعن سنن من كان قبلكم اي هذا الامر واقع حاصل. امر قدره الله. وخرج هذا الاخراج
مخرج الانذار والتحذير من ذلك. فيخبر بهذا الامر الذي قدره الله كونه وقدرا. وفي الوقت في نفسه في انذار للعبد من اتباع سبيل هؤلاء والتشبه بهم واذا فكان الامر قد اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله قضى كونا وقدرا انه يقع
وانه واقع لا محالة فعلى العبد ان يدفع قدر الله بقدر الله يفزع الى الله ويلجأ الى الله ويستعين بالله ويجاهد على البعد عن التشبه باعداء الله ويسأل الله الهداية والثبات والمعونة والتوفيق ويأخذ بالاسباب
المعينة على على ذلك ولا سيما من كان مبتلى في امكنة بلدان و مواظع يكثر فيها التشبه باعداء الدين فعليه ان يقبل على الله بصدق وان يسر الله بالحاح ان يخرجه من الظلمات الى النور وان يعيذه من
تشبه باعداء دين الله سبحانه وتعالى وان يجاهد نفسه على التمسك باداب الشريعة واخلاقها العظيمة فهو هدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام انقاذا لنفسه من سخط الله عز وجل لان التشبه بهؤلاء
اداء من الامور التي تغضب الله جل وعلا وتسخطه جل في علاه. فهذا اخبار بامر كوني قد خرج مخرج الانذار والتحذير من ذلك لتتبعن سنن من كان قبلكم اي احذروا من ذلك اشد الحذر. شبرا
ذراعا ذراعا. يعني في كل دقيقة وكبيرة في كل صغير وكبير سيحصل اتباع. في كل عمل يعملونه في كل امر يقومون به شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو سلكوا جحر ضب
والظن من الزواحف وذكر او خص جحره بالذكر دون غيره لان جحره من اضيق الجحور واكثرها تلويا واكثرها تنوي يكون الجحر ظيقا ومتلوي تلويا شديدا والمراد ان هؤلاء اليهود والنصارى لو فعلوا من الامور المتلوية المعقدة الظاهرة الفساد
الظاهرة الانحراف الشديدة الزيغة الكثيرة الالتواء. لو فعلوا ما فعلوه سيوجد في ابناء المسلمين من يتشبه بهم؟ شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. وذكر الضب هنا وجحره فيه حكمة لان النبي صلى الله عليه وسلم لا يختار من الامثلة ولا من الا ما فيه عبرة وعظة للعباد
والظب يظرب به المثل في الحيرة هذا الجحر المتلوي الذي جعله مأوى لنفسه. واذا داهمه عدو فر اليه فر الى هذا الجحر اذا سبقه انسان انسان الى هذا الجحر ووضع قدمه على جحره اغلق باب الجحر يحتار لا
ادري اين يذهب؟ يقف مكانه ولهذا يقولون احير من ضب. احير من ضب يعني يضرب به المثل بالحيرة. اذا اغلق باب الجحر لا لا لا يدري اين يذهب فهذا الجحر المتلوي الذي بهذا التعاقد اذا اغلق عليه بابه اصبح لا يدري اين يذهب
هؤلاء الذين يتشبهون باعداء الدين اصبحت انظارهم مغلقة لا يفهمون المعاني الصحيحة ولا النور مبين ولا يعرفون الضياء اصبح ذهنه آآ كله تكرس في محاكاة الاعداء والنظر في المال التي يقومون بها والافعال التي يفعلونها حتى يتابعهم فيه وهذا ايضا من جهة هو نوع من
انهزامية التي في نفوس بعظ ابناء المسلمين اصبح ذهنه مغلق تماما فقط ينظر اه اه اعمال اه الكفار السيئة وتصرفاتهم الشنيعة فيحاكيهم. ويقلدهم. فاصبح بهذه الحالة البئيسة والعياذ بالله يتشبه بهم في امور بشعة امور يعني سيئة للغاية معقدة شديدة الانحراف والتلوي
تجد في ابناء المسلمين من يتشبه بهم فنبينا عليه الصلاة والسلام لما قال لتتبعن سنن من من كان قبلكم قال ذلك محذرا ولهذا ينبغي ان ينتبه ولا سيما الشباب والشابات مثل هذه الامور تكثر فيهم اكثر من الشيوخ وكبار السن
تكثر فيهم مثل هذه الامور فعليه ان يتعقل وان يبعد بنفسه عن هذا السفه وهذا الانحراف ويأخذ ما نفسه ماخذ الحزم والعزم والنهوض الى معالي الامور والبعد عن هذه الاعمال
الشنيعة والتصرفات السيئة التي هي تشبه باعداء دين الله سبحانه وتعالى. وقد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من تشبه بقوم فهو منهم نعم. قال رحمه الله تعالى عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عني ولو اية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. قال عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عني ولو اية. بلغوا عني ولو اية اي من القرآن وهذا فيه الحث على العناية بالقرآن تعلما وتعليما وقد قال عليه الصلاة والسلام خير
من تعلم القرآن وعلمه. ولو اية يعني ولو كان قدرا يسيرا شيئا قليلا ولو اية واحدة تعلمها غيرك بعد ان تعلمتها وتبلغها غيرك بعد ان بلغتك وعرفتها فتفوز بهذا التعليم فوزا عظيما لانه كل ما قرأ هذه الاية التي علمته اياها كتب لك اجر
ذلك كل مرة يقرأها لان الدال على الخير كفاعله. الدال على الخير كفاعله. وذكر لي مرة خبرا اعجبني كثيرا ان امرأة تخرجت من المرحلة الجامعية وكانت متفوقة في تعلمها فلما جاء التعيين اختارت ان تدرس في مرحلة الروضة اقل
ان اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم. وهذا الحديث حديث ابي هريرة فيه تأكيد النبي عليه الصلاة والسلام على المخالفة مخالفة اليهود. قال ان اليهود والنصارى قال ان اليهود والنصارى لا
مرحلة فقالوا مستواك اعلى من ذلك. قالت انا اريد هذه المرحلة. فلما الحوا عليها متعجبين قالت اريد ان افوز بتعليم ابناء المسلمين سورة الفاتحة. اريد ان افوز بتعليم ابناء ان سورة الفاتحة لماذا؟ لان هؤلاء الابناء اذا حفظتهم الفاتحة ولقنتهم اياها تلقينا جيدا منهم من يعيش ان شاء الله ثمانين سنة
اه ستين سنة سبعين سنة يقرأونها في في الصلاة المفروضة في اليوم والليلة سبع عشرة مرة وفي النوافل مرات كثيرة وهذا كله يكتب لها الدال على الخير كفاعله. فكانت تخطط اعمال واجور كثيرة
ثم هؤلاء ايضا ان علموا غيرهم الفاتحة كتب لها اجرهم واجر من علمتهم. من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبع لا ينقص من اجورهم شيء. وفظل الله سبحانه وتعالى واسع. فيقول بلغوا عني ولو اية
ولو اية لو اية واحدة تنقلها لاحد لا يعرفها تعلمه اياها فلك اجره او لك مثل اجره والبلاغ الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم في في الحديث بلغوا عني ولو اية على نوعين
بلاغ الفاظ وبلاغ معاني. بلاغ الفاظ وبلاغ معاني. اما بلاغ الالفاظ من حفظ اية او سورة حفظا جيدا يحفظها غيره. فيكون هذا من بلاغ الالفاظ. واما بلاغ المعاني فهو تفسير الايات
تفسير الايات وبيان دلالاتها. بلاغ المعاني من حفظ واتقن الحفظ يبلغ الاخرين حتى لو لم يكن عنده علم لكنه يحفظ الاية متقنا يحفظها غيره. حفظ الفاتحة وليس عنده علم في امور الشريعة
لا بأس ان اي ان يحفظ الفاتحة للاخرين. هذا بلاغ الالفاظ. وهو متاح لكل من حفظ. لكن بلاغ المعاني بلاغ المعاني معاني الايات هذا لا يخوض فيه الا اهل العلم. والبصيرة بكتاب الله سبحانه وتعالى وبعض الناس يسيء
الفهم لهذا الحديث بلغوا عني ولو اية ويظن ان ان كل احد بوسعه ان يتكلم على اه المعاني وهذا غير صحيح. الذي يتكلم على المعاني من اتاه الله علما وفهما وبصيرة
كلام الله سبحانه وتعالى. قال بلغوا عني ولو اية. وحدثوا عن اسرائيل ولا حرج يحدث عن بني اسرائيل ولا حرج. وما ينقل ان بني اسرائيل على اقسام من ذلك ما جاءت الشريعة الاسلامية ببيان بطلانه. وكذبهم فيه وافترائهم على الله او على
رسله فهذا لا يتناوله قول النبي صلى الله عليه وسلم حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج. لكن الامور التي ليس فيها ما ينافي الشريعة او جاء في الشريعة ما يوافقها ونحو ذلك من الاخبار فانها تذكر
لا حرج تذكر ولا حرج اما الامور التي جاءت الشريعة ما يدل على كذبها وافترائها فان مثل هذه لا يجوز ان ان يحدث بها ولا يشملها قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
يحدث عن بني اسرائيل ولا حرج. قال ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدي من النار وهذا فيه ان الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على اي احد من الناس لان
النبي عليه الصلاة والسلام مبلغ عن الله. مبلغ عن الله فهو رسول صلوات الله وسلامه عليه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فالكذب عليه يعني ذلك ان هذا الذي نسبه الكاذب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
جزء من الشريعة الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام من اعظم ما يكون واخطر ما يكون في اه الكذب لما ترتب عليه من اضرار عظيمة واختار واخطار جسيمة وكم ادخل على الناس من اعمال لا اصل لها ولا
بالكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى ان الشرك والعياذ بالله ادخل على بعض الجهال وبعض العوام باحاديث مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام وكم ادخل على العوام والجهال بعض الاعمال المبتدعة والاذكار المحدثة والامور
باطلا بالكذب على رسول الله يقال لهم ممن يظنونه على علم يقول لهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال كذا ويروي لهم الاحاديث وهو يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم او ينقل لهم الاحاديث المكذوبة على رسول الله صلوات
الله وسلامه عليه. فيقول صلى الله عليه وسلم ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار نعم. قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
اي لا يصغون آآ شعر اللحية ولا شعر الرأس فخالفوهم اي غيروا ذلك وجاء في صحيح مسلم وجنبوه السواد وجنبوه السواد. امر عليه الصلاة والسلام بمخالفتهم. قال ان اليهود والنصارى لا يصبغون
الفهم اي خالفوهم فاصبروا اه شعر الرأس وشعر اه اللحية مخالفة اليهود والنصارى نعم قال رحمه الله تعالى عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فاخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة. قال وعن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح اي في يده كما يدل عليه بقية الحديث جزع فاخذ سكينا اخذ سكينا فحز بها يده اي قطع بها يده لم يتحمل
اه الم اه الجرح فحز بها يده اي قطع يده. فما رقأ الدم حتى مات يعني ما توقف الدم ولا انقطع حتى مات قال الله بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة وهذا فيه خطورة اه قتل الانسان نفسه
خطورة قتل الانسان نفسه. وقد جاء في الصحيح في ذكر آآ في في غزوة خيبر ان رجلا ابلى في قتال الكفار بلاء عظيما فقال بعض الصحابة هو في الجنة فقال النبي صلى الله
وسلم بل هو في النار. فاخذ احد الصحابة يتتبع هذا الرجل. فجاءته عصابة. فما احتملها فاخذ طرف السيف وضعه على صدره وقتل نفسه. مع انه كان في ساحة القتال وابلى بلاء عظيما في قتال الكفار لكنه
مثل ما جاء في هذا الحديث بادرني بنفسه بادرني اي سارع في ازهاق روح نفسه وقتل نفسه وقتل النفس من اعظم الامور من اعظم من عظائم الامور وكبائر الاثام والله سبحانه وتعالى يقول ولا تقتلوا انفسكم
قتل النفس وهو ما يعرف في هذا الزمان بالانتحار هذا من اعظم الامور. وربما ان قاتل نفسه يظن ان بان ان بقتله لنفسه خلاص من المشكلة. والحقيقة ان قتله لنفسه بداية المشكلة. ان قتله
لنفسه بداية المشكلة ويظن ان قتله لنفسه الخلاص من المشكلة والحقيقة ان قتله لنفسه هو بداية المشكل بداية المشكلة قتل نفسه اما لو انه صبر واحتسب وفزع الى الله سبحانه وتعالى لحصل خيرا كثيرا في دنياه واخراه. نعم
قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب حديث حديث ابرص واعمى واقرع في بني اسرائيل. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
قل ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى بدا لله ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا فاتى الابرص فقال اي شيء احب اليك؟ قال لون حسن وجلد حسن. قد قذرني الناس. قال فمسحه فذهب عنه فاعطي لونا حسن
وجلدا حسنا. فقال اي المال احب اليك؟ قال الابل فاعطي ناقة عشراء. فقال يبارك لك فيها اتى الاقرع فقال اي شيء احب الي؟ فقال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس. قال فمسحه فذهب واعطي
شعرا حسنا. قال فاي المال احب اليك؟ قال البقر. قال فاعطاه بقرة حامل. وقال يبارك لك فيها واتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك؟ قال يرد يرد الله الي بصري فابصر به الناس. قال فمسحه فرد الله
رد الله اليه بصره. قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم. فاعطاه شاة والدا. فانتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من ابل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من الغنم. ثم انه اتى الابرص في صورته وهيئته فقال
رجل مسكين تقطعت بيا تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي اعطاك اللون الحسنة والجلدة الحسنة والمال بعيرا والمال بعيرا اتبلغ عليه في سفري. فقال له ان الحقوق كثيرة
فقال له كأني اعرفك الم تكن ابرص يقذرك الناس؟ فقيرا فاعطاك الله؟ فقال لقد فقال لقد ورثت كابر عن كابر فقال ان كنت كاذبا فسيرك الله الى ما كنت. واتى الاقرع في صورته وهيئته فقال له
مثلما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال ان كنت كاذبا فسيرك الله الى ما كنت واتى الاعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم الا بالله
ثم بك اسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في سفري؟ فقال قد كنت اعمى فرد الله بصري وفقير فقد اغناني فخذ ما شئت فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله؟ فقال امسك ما لك فانما ابتليتم فقد
رضي الله عنك وسخط على صاحبيك. هذا خبر ثلاثة من بني اسرائيل ابتلاهم الله سبحانه وتعالى وامتحنهم. امتحانا عجيبا ونبينا عليه الصلاة والسلام ذكر لنا نبأ هؤلاء لما فيه من عظة
عظيمة وعبرة بالغة. قال عليه الصلاة والسلام ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى. بدا لله ان يبتليهم. ليس هذا البداء الذي ذكر في هذا الحديث يخالف العلم السابق. ليس هذا البدال الذي ذكر في الحديث يخالف العلم السابق. فالله عز
وجل لم يزل وبكل شيء عليما احاط علمه بما كان وما سيكون وما لم يكن له كان كيف يكون وسع كل شيء علما جل وعلا. فهؤلاء الثلاثة اراد الله سبحانه وتعالى ان
يبتليهم ان يمتحنهم فبعث اليهم ملكا. بعث اليهم ملكا. فات اولا الابرص وسأله عن اي شيء يحب ماذا يريد؟ فذكر انه يحب ان يتحول لونه الى لون حسن وجلده الى
اجلد حسن واخبر ان الناس قدروا هيئته. ومعنى ذلك انهم كرهوا رؤيته. كرهوا رؤيته والقرب منه فمسحه فذهب عنه فاعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال له اي المال احب الي فقال الابن فاعطي ناقة عشرا قال يبارك لك فيها ثم اتى الاقرع وايضا
من صنع معه مثل ذلك. واعطي بقرا. ثم اتى بعد ذلك الى اما قال له اي شيء تريد؟ قال ان يرد الله سبحانه وتعالى علي بصري فمسحه فرد الله اليه بصره. فقال اي المال احب اليه؟ قال الغنم. فاعطاه شاة والدا. الشاهد ان كل
هؤلاء الثلاثة صارت هيئتهم من احسن ما يكون ذاك ذهب عنه ذهب عنه برصه والاخر ذهب عن القرع كان كل منهما على هيئة من احسن ما يكون واعطاه الله مالا كثيرا احدهما الابل
الاخر البقر والاعمى رد الله عليه بصره واعطاه الغنم الكثير ثم رجع اليهم الملك بعد وقت للابتلاء ايوا الامتحان. فلما جاء لصاحب الابل وكذلك لما جاء لصاحب البقر انكر كل منهما نعمة الله عليه. انكر نعمة الله عليه. ولما ذكرهم بحالهم الاولى جاهد ذلك
وانكر نعمة الله عليه وقال هذا المال ورثته لكابر عن كابر. هذا المال ورثته لكابر عن كابر. انكر نعمة الله او جحد فضل الله سبحانه وتعالى عليه. ولما جاء الاعمى وعرظ عليه
قال اسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في سفري؟ قال قد كنت اعمى قال قد كنت اعمى فرد الله بصري. وفقيرا فقد اغناني. فخذ ما شئت فخذ ما شئت فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله لا امنعك لو اخذت هذا المال كله ما امنعك انا كنت فقير والله اغنى
وكنت آآ اعمى فرد الله علي بصري وانت الان ذا حاجة لا اجهدك لا امنعك في من شيء اخذته قال امسك ما لك فانما ابتليتم يعني هذا امتحان لك ولصاحبيك فقد رضي الله عنك
تخط على صاحبيك. قوله رضي الله عنك فيه ان العبد اذا اعترف لله بالنعمة وعرف فضل الله سبحانه وتعالى عليه وادى حق المال كان ذلك من اعظم اسباب نيل الرظا رظا الله سبحانه
واما اذا جحد النعمة نعمة الله سبحانه وتعالى ولم يؤدي حق المال كان من اعظم موجبات السخط ولهذا قال قد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين لنيل رضاه وان يصلح لنا شأننا كله
والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن حينما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا
واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ المناولات تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي
وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا