بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون واذكر ايها الرسول حين كانت جماعة منهم تنهاهم عن هذا المنكر وتحذرهم منه فقالت لها جماعة اخرى لم تنصحون جماعة الله مهلكها في الدنيا بما ارتكبته من المعاصي او معذبها يوم القيامة عذابا شديدا قال الناصحون نصيحتنا لهم معذرة الى الله بفعل ما امرنا به من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يؤاخذنا بترك ذلك ولعلهم ينتفعون بالموعظة فيقلعون عما هم فيه من المعصية اذا اهل القرية كانوا على ثلاثة اصناف صنف عصر وصنف سكت وصنف امره بالمعروف ونهوا عن المنكر فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما اعرض العصاة عما ذكرهم به الواعظون ولم يكفوا انجينا الذين نهوا عن المنكر من العذاب واخذنا الذين ظلموا باعتدائهم للصيد يوم السبت بعذاب شديد بسبب خروجهم عن طاعة الله واصرارهم على المعصية اذا اولئك الذين نهوا عن المنكر لهم دور عظيم جدا فيما يتعلق بان كانوا حجة لله على الناس فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين فلما تجاوزوا الحد في عصيان الله تكبرا وعنادا ولم يتعظوا قلنا لهم ايها العصاة كونوا قردة اذلاء فكانوا كما اردنا انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكن فربنا جل جلاله عاقبهم ولما تمادوا في السيئات مسخهم ربنا الى قردة وخنازير واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ان ربك لسريع العقاب. وانه لغفور رحيم واذكر ايها الرسول اذ اعلم الله اعلاما صريحا لا لبس فيه ليسلطن على اليهود من يذلهم ويهينهم في حياتهم الدنيا الى يوم القيامة ان ربك ايها الرسول لسريع العقاب لمن عصاه حتى انه قد يعجل له العقوبة في الدنيا وانه لغفور لذنوب من تاب من عباده رحيم بهم وقطعناهم في الارض امما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون وفرقناهم في الارض ومزقناهم فيها طوائف بعد ان كانوا مجتمعين منهم الصالحون القائمون بحقوق الله وحقوق عباده ومنهم المقتصدون ومنهم المسرفون على انفسهم بالمعاصي واختبرناه باليسر والعسر رجاء يرجع عما هم فيه اذا الحسنات والسيئات هي اختبار وامتحان فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا وان يأتهم عرض مثله يأخذوه الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه والدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون فجاء من بعد هؤلاء اهل سوء يخلفونهم اخذ التوراة من اسلافهم يقرأونها ولا يعملون بما فيها يأخذون متاع الدنيا الرديء رشوة لتحريفهم كتاب الله والحكم بغير ما انزل فيه ويمنون انفسهم بان الله سيغفر لهم ذنوبهم وان يأتهم متاع دنيوي زهيد. يأخذوه مرة بعد مرة الم يأخذ الله العهود والمواثيق على هؤلاء ان لا يقولوا على الله الا الحق دون تحريف او تبديل ولم يكن تركهم للعمل بالكتاب عن جهل بل كان على علم فقد قرأوا ما فيه وعلموه فذنبهم اشد والدار الاخرة وما في الدار الاخرة من نعيم دام خير من ذلك في المتاع الزائل الذي للذين يتقون الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه افلا يعقل هؤلاء الذين يأخذون هذا المتاع الزهيد ان ما اعده الله للمتقين في الاخرة خير وابقى والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لا نضيع اجر المصلحين والذين يتمسكون بالكتاب ويعملون بما فيه ويقيمون الصلاة بالمحافظة على اوقاتها وشروطها وواجباتها وسننها سيجازيهم الله على اعمالهم. فالله لا يضيع اجر من عمله صالح طب ما معنى الاية يتمسكون بالكتاب ويمسكون غيرهم بالكتاب من فوائد الايات اذا نزل عذاب الله على قوم بسبب ذنوبهم ينجوا منه من كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيهم. اذا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للنجاة يجب الحذر من عذاب الله فانه قد يكون رهيبا في الدنيا كما فعل سبحانه بطائفة من بني اسرائيل حينما سخهم قردة بسبب تمردهم. نعيم الدنيا مهما بدا انه عظيم فانه قليل تافه بجانب نعيم في الاخرة الدائمة افضل اعمال العباد بعد الايمان اقامة الصلاة لانها عمود امري وهذا خدمة في البداية الاخيرة والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة فذكرت الصلاة باعتبار ان عمل الصلاة عمل عظيم وانها نور للعبد في الدنيا والاخرة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته