باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا. وقال تعالى فخرج على قومه في زينته. قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم. وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا اه وقال تعالى وقال تعالى العادل تعجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا اه والايات في الباب كثيرة معلومة. وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض. متفق عليه وفي رواية ما شبعان محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال حتى قبض وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تقول والله يا ابن اختي ان كنا ننظر الى الهلال ثم الهلال ثلاثة اهله في شهرين. وما اوقد في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت الاسودان التمر والماء الا انه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الانصار وكانت لهم منايح وكانوا يرسلون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من البانيها فيسقنا متفق عليه. وعن سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه مر بقوم بين ايديهم شاة مصلية. فدعوه فابى ان يأكل. وقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. اما بعد هذه الاحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على انه ينبغي للمؤمن الا يكون همه الدنيا وزينتها ومآكلها ومشاربها بل ينبغي له ان يعد للاخرة لانها هي الدار اما هذه الدار فهي دار الامتحان دار الابتلاء ودار العمل فينبغي للمؤمن ان تكون الاخرة اكبر همه وان يعنى بها وان لا تكون هذه الدنيا هما له في زينتها وزخارفها ومآكلها ومشاربها ونحو ذلك من يرظى بما يسر الله وان اتجر وعمل فلا بأس كما اتجر الصحابة واتجر الاخيار ولكن لا تكون اكبر همه ولا يشغل بها عن اخرته. فقد ذم الله من فعل ذلك كما ذم قارون وغيره. ممن شغل بالدنيا عن الاخرة كلا بل تحبون العاجلا الاخرة مؤمن لا يحب العاجل حبا يشغله عن الاخرة. اما اذا طلب الحلال او اكتسب الحلال فلا بأس. كما قال صلى الله عليه وسلم احرص هذا ما ينفعك فاستعن بالله قيل يا رسول اي الكسب اطيب؟ قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور وقال ان يأخذ احدكم حبله فيأتي بحجمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من سؤال الناس اعطوه او منعوه فالمؤمن يكتسب يطلب الرزق لكن لا تكون الدنيا اكبر همه ولا يشغل بزينتها وشهواتها ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها توفي رسول الله وما شبع من خبز الشعير ثلاثة ايام متتابعة. وفي رواية منه زبر ثلاثة ايام متتابعة. يعني تعرف ان يشبع وتارة لا يشبع ما جاء انفق ان تأتيه الاموال كثيرة انفق في سبيل الله عليه الصلاة والسلام وتقول له قد مر الى ثم الى ثم هلال في الشهرين ما اوقد في ابيات النبي نار يعني ما طبخوا لحم واشباهه قال لها ابن اختها عروة ابن الزبير خالة ما كان يعيشكم قاتل اسودا التمر والماء هذا جهده صلى الله عليه وسلم وصبره على هذه الدنيا وينفق ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر عليه الصلاة والسلام فالحاصل انه ينبغي للمؤمن ان لا يشغل بالدنيا وزينتها وشهواتها العاجل وهكذا لما مر ابو هريرة بالشارة المصرية ترك مات محمدا شبع من خبز الشعير فالمقصود من هذا الحث على عدم توسع في الدنيا والشغل بزينتها او شهواتها عما يصد عن الاخرة يعني المهم ان لا تكون اكبر همه وان لا يشغل بزينتها وشهواتها وليس المراد تركها بالكلية لا من يزرع ويغرس ويبيع ويشتري ويتجر ويعمل ما يستطيع يطلب الرزق طلب الحلال والاستغناء عن ما في ايدي الناس. نعم. وفق الله الجميع. ترجم المؤلف