فعلمها وفهم الحق الذي دلت عليه ولكنه لم يعمل بها بل تركها وانخلع منها فلحقه الشيطان وصار قرينا له فاصبح من الضالين الهالكين بعد ان كان من المهتدين الناجين. نسأل الله العافية والسلامة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ضلة وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون واذكر يا محمد اذ اقتلعنا الجبل فرفعناه فوق بني اسرائيل لما امتنعوا من قبول ما في التوراة فصار الجبل كأنه سحابة تظل رؤوسهم وايقنوا انه ساقط عليهم وقيل لهم خذوا ما اعطيناكم بجد واجتهاد وعزيمة وتذكروا ما فيه من الاحكام التي شرعها الله لكم ولا تنسوا رجاء تتقوا الله اذا قمتم بذلك وهذه من الايات العظيمة التي اظهرها الله تعالى وبنى الله تعالى بها على بني اسرائيل لكنهم قد خالفوا الامر وتأمل اخي الكريم خذوا ما اتيناكم بقوة ينبغي على الانسان ان يأخذ الكتاب بقوة وان يحفظ وان يتدبر وان يتعلم وان يأخذ الامور بجد واهتمام واذكروا ما فيه حتى تعلم لماذا نقرأ القرآن؟ ولماذا نقرأ السنة؟ حتى الانسان يستذكر امر الله تعالى في كل مناسبة واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى. شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين واذكر يا محمد وقلنا بان هذا الخطاب لكل داعية ينبغي ان يستذكر هذا وان يذكر الناس به اذ اخرج ربك من اصلاب بني ادم ذرياتهم وقررهم باثبات ربوبيته بما اودعه في فطرهم من الاقرار بانه خالقهم وربهم قائلا لهم الست بربكم؟ قالوا جميعا؟ بلى. انت ربنا قال انما امتحناكم واخذنا عليكم الميثاق حتى لا تنكروا يوم القيامة حجة الله عليكم. وتقولوا انه لا علم لكم بذلك اذا جميع ما انزله الله تعالى على عباده فهو حجة عليهم وقد اخذ عليهم الميثاق وهم في ظهور ابيهم ادم او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون او تحتج بان اباءكم هم الذين نقضوا العهد فاشركوا بالله وانكم كنتم مقلدين لابائكم فيما وجدتموهم عليه من الشرك فتقول افتؤاخذنا يا ربنا بما فعله اباؤنا الذين ابطلوا اعمالهم بالشرك بالله فتعذبنا فلا ذنب لنا لجهلنا وتقليدنا لابائنا اذا القرآن الكريم يقيم الحجة على الخلائق وينبغي على الانسان ان يأخذ هذه الحجج وان يبثها بين الانام ليكون حجة لله على الناس فانت في هذا تبرأ ذمتك بين يدي الله تعالى في تبليغ رسالاتك وايضا حتى لا يسألك سائل يوم القيامة يقول لما لم تبلغ رسالات الله وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون وكما بينا الايات في مصير الامم المكذبة كذلك نبينها لهؤلاء رجاء يرجعوا عما هم عليه من الشرك الى توحيد الله وعبادته وحده كما جاء في العهد الذي قطعوه لله على انفسهم فالانسان يقرأ حتى يرجع الى ربه بالتوبة والاوبة والعمل الصالح واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاب واقرأ ايها الرسول على بني اسرائيل خبر رجل منهم اعطيناه اياتنا وهذا مثال يتكرر في كل زمان عياذا بالله تعالى وقد جاء ذكر هذا عالم السوء بعد ذكر الايات حتى نعلم ان ليس كل من تعلم العلم قام به. فينبغي على المرء ان يتعلم ليعمل ثم قال تعالى ولو شئنا لرفعناه بها وتأمل هنا كيف ان الرفعة في التمسك بالكتاب والسنة ولكنه اخلد الى الارض عياذا بالله تعالى تجده بعض الناس يخرج الى الشيء الدنيء ويترك ما عند الله ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه الهوى سمي هوى لانه يهوي بصاحبه عياذا بالله فبيشبهه ربنا قال فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون اذا واقرأ ايها الرسول على بني اسرائيل خبر رجل منهم اعطيناه اياتنا فعلمها وفهم الحق الذي دلت عليه ولكنه لم يعمل بها بل تركها وانخلع منها فلحقه الشيطان وصار قرينا له فاصبح من الضالين الهالكين بعد ان كان من المهتدين والانسان اذا اهتدى ينجو ولكن لسان اذا خالف يترك النجاة ويتبع سبيل الشيطان والشيطان هو العدو الاول للانسان وهل يسلم الانسان نفسه لعدوه ذاك الذي يتبع طريق الشيطان كالذي يسلم نفسه لعدوه عياذا بالله ساء مثلا القوم الذين كذبوا باياتهم وانفسهم كانوا يظلمون قلت ربنا قال ولو شئنا نفعه بهذه الايات لرفعناه بها لان يوفقه للعمل بها فيرتفع في الدنيا والاخرة ولكنه اختار ما يؤدي الى خذلانه حين مال الى شهواته مؤثرا دنياه على اخرته واتبع ما تهواه نفسه من الباطل فمثله في شدة الحرص على الدنيا كمثل الكلب لا يزال لاهية في كل حال. ان كان رابضا لها. وان طرد لها ذلك المثل المذكور مثل القوم الظالين لتكذيبهم باياتنا فاقصص ايها الرسول القصص عليهم رجاء يتفكروا فينزجر عما هم فيه من التكذيب والضلال وليس اسوأ من القوم الذين كذبوا بحججنا وبراهيننا ولم يصدقوا بها وهم بذلك يظلمون انفسهم بايرادها موارد الهلاك من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون من يوفقه الله بالهداية الى صراطه المستقيم فهو المهتدي حقا ومن ومن يبعده عن الصراط المستقيم فاولئك هم الناقدون هم الناقصون انفسهم حظوظها حقا الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين ويدرك في الانسان لماذا نطلب الهداية من الله تعالى في كل يوم في كل صلاة في كل ركعة من فوائد الايات المقصود من انزال الكتب السماوية العمل بمقتضاها لا تلاوتها باللسان وترتيبها فقط. فان ذلك نبذ لها ان الله خلق في الانسان من وقت تكوينه ادراك ادلة الوحدانية فاذا كانت فطرته سليمة ولم يدخل عليها ما يفسدها ادرك هذه الادلة وعمل بمقتضاها في الايات عبرة للموفقين للعمل بايات القرآن ليعلموا فضل الله عليهم في توفيقهم للعمل بها لتسكوا نفوسهم. يعني يدرك الانسان كيف ان الله قد جعل هذا الكتاب عزيزا اذا لم تعطه الوقت الجافي يتفلت من صدرك حتى تنشغل بتدبره وفهمه والزيادة منه الزيادة من العمل تضع بالايات تلقين للمسلمين للتوجه الى الله تعالى بطلب الهداية منهم. والعصمة من مزالق الضلال نسأل الله تعالى ان يهدينا واياكم الطريق المستقيم وان يوفقنا الله واياكم وهذا الاخ عمر الانصاري يقول السلام عليكم ورحمة الله نقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته