وعلى انس رضي الله عنه قال لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات. وما اكل خبز مرققا حتى مات. رواه البخاري. وفي رواية له ولا راى شاة سميطا بعينه قط. وعن ابن بشير رضي الله عنهما قال لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به في بطنه رواه مسلم. وعن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله تعالى فقيل له هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله تعالى فقيل له كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طال وما بقي فريناه. رواه البخاري وصلى الله على نبينا اللهم صلي وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. اما بعد الى حالك هي التي قبلها بالحث على التقلل وعدم الانبساط في الدنيا لانها دار زوال ودار نقلة وزاروا امتحان ودار عمل وليست دار متعة وليست دارها نعيم وكان صلى الله عليه وسلم يتقلل منها وما كان ينبسط فيها في الطعام ولا بلذيذ العيش ولا في الشيش السميط الذي المصلي وما نحوه اشبه ذلك كل ذلك كان يتخفف عليه الصلاة والسلام تقدم انه صلى الله عليه وسلم كان ربما بات الايام طويلة لا يجد ما يملأ به بطنه وربما فمضت عليه ثلاثة الايام ما شبع من خبز الشعير فالمقصود من هذا كله الحث على عدم الانبساط في الدنيا والتوسع فيها لانها قد تشغل عن الاخرة وتقدم ان المقصود من هذا هو عدم الشغل بها. وعدم العناية بما يسبب صد عن الاخرة اما يكون الانسان يكسب الرزق الحلال ويأكل من الطيبات مأمور بهذا قال الله تعالى يا ايها الناس يا ايها الناس كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون فالمؤمن مأمون وقال في حق الرسل يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا فلا حرج في ذلك واذا تقلل الانسان منها لقصد الاعداد للاخرة وعدم الشغل بها فلا بأس لانه صلى الله عليه وسلم كان لا يهتم منها وانما يهتم بالصدقات والانفاق والاحسان ويجود عليه الصلاة والسلام ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر عليه الصلاة والسلام والرسول عليه السلام قال احرص على ما ينفعه واستعن بالله قال صلى الله عليه وسلم لما سئلوا تسبيرتها قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور نسأل الله سبحانه ان يأخذ احدكم حبله فيأتي به حزبا من الحطب من الاظافر فيبيعها لا يكف بها وجه خير له من سؤال الناس اعطوه امر معروف فالمقصود من هذا هو عدم الشغل بها وعدم الاستغفار ملذاتها وان تكون عنايته بما يقربه من الله ويباعده من النار وما تيسر منها كفى وفق الله الجميع